خلفية بصرية سوداء، تبعها صوت أذان بدائي، مع مشهد لمئذنة في قرية فقيرة من قرى حوض العاصي، هكذا انطلقت افتتاحية الحلقة الاولى من مسلسل "الزند ذئب العاصي".
جمهور شهر رمضان المتعطش للحكايات
أقل ما يمكن أن نقوله عن كل من طاقم التمثيل، حركة الكاميرا، واللون، والضوء، والكوادر، إنها مُرضية وجديدة على الدراما السورية والعربية، إذ تقف خلفها مقدّرات إنتاجية هائلة، ودراسة جيدة قام بها المخرج سامر البرقاوي، لنصّ عبثي التحولات، كتبه المخرج المسرحي السوري عمر أبو سعدة، والذي كان باكورة أعماله الكبيرة إنتاجياً.
تيم حسن، بطل المسلسل، رغم إتقانه الشديد للشخصية، لا أظن بأنه، كما أشيع، خرج من عباءة "الهيبة" و شخصية "جبل شيخ الجبل"، التي أسرته في أعماله السابقة مع شركة "الصبّاح إخوان"، منتجة العمل، فقد بقي تيم حسن، في الإطار العام، يجسد فكرة الذكر الأول الخارق الهوليودي، ويقدم "عاصي الزند" الذي لا تقتله جروح أو كسور أو سمّ، رغم أن وجوده بهذا الإطار، يخدم النص وظيفياً وتسويقيّاً.
"الزند الاجتماعي"، طلاق الريف من المدينة في سوريا
هناك أسطورة يتداولها السوريون والسوريات أحياناً، على شكل منشورات وصور تظهر سكان المدن السورية في الخمسينيات، بثياب أنيقة وشوارع نظيفة، وتتحسر على "الزمن الجميل"، لكن تلك الصور تظل مضلّلة أو منقوصة، وكادرها لا يتسع لغالبية قاطني سوريا حينها، والتي كانت تسكن الريف السوري والبادية السورية، وهم امتداد للذين عاشوا إبان حكم الإمبراطورية العثمانية.
الريف قاسٍ وحياته بشعة. "الزند" في إطاره العام وبالتفاصيل، ركّز على هذه النقطة، وعلى هيمنة الاقطاع وارتباطه مع الساسة والعساكر العثمانيين. إذ كان الناس وما يعانونه خارج أولوياتهم، وكان جل ما يريده العثمانيون هو ولاء وانصياع بلاد الشام كخزان بشري وزراعي، وأكاد أقول إنه العمل السوري الأول الذي يقدم العثمانيين بشكل منصف، دون مبالغة في المدح أو الهجاء.
في توصيف الشرخ الاجتماعي، نجد في مسلسل "الزند"، على سبيل المثال، الفارق الضخم بين المرأة السورية القروية وابنة المدينة البورجوازية.
عفراء أخت عاصي الزند كانت شخصية رمزية محوريّة في رأيي. حدثتني الممثلة السورية نانسي خوري التي لعبت دورها في المسلسل:
"استطاعت عفراء تربية طفلين بمفردها ضمن ظروف بالغة في القسوة، ثم ما كان منها إلا أنها ماتت، كما عاشت، بصمت، و كغرض لتحصيل ثأر، بعد أن بدأت تفكر في النهوض وتغيير واقعها وتعلّم القراءة والكتابة".
تبيّن هنا نانسي كيف حاولت تمثيل ازدواجية شخصية المرأة الريفية البسيطة، مهيضة الجناح وقوية الشكيمة في ذات الوقت، وكانت نانسي في ذلك رسولة أمينة، كما أرى، لشخصية المرأة السورية الريفية في تلك الحقبة.
رغم إتقانه الشديد للشخصية، لا أظن بأنه خرج من عباءة "الهيبة"، التي أسرته في أعماله السابقة، فقد بقي تيم حسن، في الإطار العام، يجسد فكرة الذكر الأول الخارق الهوليودي، ويقدم "عاصي الزند" الذي لا تقتله جروح أو كسور أو سمّ
في حين أن الفتاة البورجوازية نجاة (دانا مارديني) نجدها فاعلة بشكل كبير ومؤثرة بشدة في سير الأحداث، ناهيك عن الفارق العميق بين المرأتين، نجاة وعفراء، في الملبس والألفاظ ودرجة الثقافة، وامتيازات نجاة البورجوازية على عفراء القروية.
هذا الشرخ الاجتماعي والتنموي كان، برأيي، أكبر أسباب مصائبنا الراهنة في أغلب بلدان العالم العربي، ففي سياق سياسي نجد صراع (ريف/بادية - مدينة) واضحاً في شخصيات الحكام العرب الذين حازوا الحكم بالصعود على المؤسسة العسكرية، بعد أن أغلقت المؤسسات المدنية أبوابها في وجوههم لخلفياتهم المتواضعة.
حيث أن جميع الجمهوريات العربية، وبشكل يدعو للدهشة، محكومة من زعماء جاؤوا من خلفيات قروية أو بدوية، صعدوا في غالبيتهم على أكتاف العسكر وطموحات الناس بالتحرّر، ثم حكموا بالحديد والنار، كنوع من الانتقام من واقع سابق، و"استيفاء الحقوق" من مظلومية محقّة.
ونجد هذا المعنى في نص الكاتب عمر أبو سعدة، بشكل رمزي في هذا المسلسل، عندما تحوّل "عاصي الزند" من طالب حق إلى قاطع طريق.
ضربة موسيقية موفقة
القيمة المضافة الأهم التي وجدتها في هذا العمل، تكمن في التركيز على فن العتابا، الذي اشتعلت أبياته في صفحات التواصل العربية، وحلقات المسلسل التي صارت تعد مشاهداتها بمئات الملايين، حسب منصة "شاهد"، حتى إن البعض ذهب بعيداً في مدحه ليقارنه بمسلسل game of thrones.
وقع مسلسل الزند للأسف بشكل جزئي في فخ التسويق للذكورية والعنف
ألّف موسيقى المسلسل الموسيقي السوري أري جان سرحان، الذي اتبع بعناية شديدة طريقة التأليف الموسيقي الدرامي الملحمي بلغة موسيقية بسيطة ومركزة، ثم قدمها بقالب الاوركيسترا، فكان أول من يقدم نمط العتابا السورية بهذا الشكل، لتغني شارة النهاية الفنانة السورية مها الحموي بصوت عالي التقنية والجمال.
هل كان يحتاج فن العتابا في سوريا، إلى عمل فني بضخامة مسلسل "الزند" ودمجه مع الأوركسترا حتى يصبح مستساغاً ومسموعاً في أوساط السوريين والبلدان العربية؟
قبل "الزند" كنا نادراً ما نسمع هذا الفن، في المقاهي والفراغات العامة لمدن سوريا الكبرى، باستثناء اللاذقية وطرطوس.
وكانت فناً مجهولاً ومساء التقدير في حلب ودمشق على سبيل المثال، رغم أن كثيراً من السوريين والسوريات في المدن الاخرى، كانوا يستمعون بشراهة إلى العتابا في الأعراس والجلسات العائلية، ورغم مأساويتها، كانت تصيب سامعيها وسامعاتها بنشوة مجهولة المصدر.
هل العتابا علويّة؟
سؤال صادم ربما ولكنه مشروع، بعد الخراب الاجتماعي الذي ظهر بعد مرور "الربيع العربي" بسوريا، وحرب المفاهيم التي غذّت أدوات القتل، وعمّقت الاستقطاب الطائفي المنطلق من مظلوميات متضاربة، استغلها أمراء هذه الحرب لإذكاء الروح الطائفية.
إذا جردنا المعطيات، نجد أن البسطاء فقط والمتحدرين من أصول ريفية أو بدوية، هم أكثر من قتل بعضهم بعضاً، ونسوا تقاربهم الثقافي والمعيشي، وعدوهم الواحد.
جواب هذا السؤال، هو ببساطة: لا. العتابا ليست علوية، رغم إساءة فهمها ونسبها إلى المكون السوري الساحلي فقط، بسبب انتشار سرطاني لفناني حقبة أول الألفينات، كعلي الديك ووفيق حبيب.
لا يمكن أبداً المواربة في أن القرى الساحلية في سوريا هي الحامل الأكبر للواء العتابا الحديثة والمطور الرئيسي فيها، ولكن تطييفها وربطها بمجموعة بشرية بغرض "الستيريوتايب" أو التأطير، مجانب للواقع.
العتابا ببساطة فن قروي وبدوي وغجري، بشراكة متساوية، ينتمي لأغلب أجزاء "الهلال الخصيب"، غنته كل منطقة بأسلوبها واستخدمت فيها لهجات عدة.
القيمة المضافة الأهم في هذا العمل، تكمن في التركيز على فن العتابا، الذي اشتعلت أبياته في صفحات التواصل العربية، حتى إن البعض ذهب بعيداً في مدحه ليقارنه بمسلسل game of thrones
إذ إننا نجد فناني وفنانات عتابا كبار، كنوف البدوية المغنية الراحلة، التي أخذ مؤلف موسيقى مسلسل الزند مقطعاً من صوتها ليصنع به مع آلات الأوركيسترا، شارة بداية المسلسل.
و هناك أيضاً الفنان السراقبي أحمد التلّاوي الذي يعتبر من أرباب العتابا السورية وأصواتها القوية، والغجر كسارية السواس، وغيرها من "حجيات" المشهد الفني السوري.
ما هي العتابا؟
العتابا هي رسالة في زجاجة. كان فلاحو وبدو سوريا والعراق يستخدمونها لـ "يفشّوا خلقهم" بصوت عميق خافت، خائف من أن تصل كشكوى إلى أسماع العثمانيين والاقطاعيين، فتعدّ عصياناً، فكانت كاتباً موضوعياً للتاريخ والمظلومية، كما يشير الموسيقي والأكاديمي علي الأسعد.
كانت العتابا مرافقاً وفياً للشيخ صالح العلي، الذي قاد ثورة الجبل ضد الاستعمار الفرنسي في سوريا، وكانت مكونا أساسياً من مكونات ثورة القسّام التي قامت ضد الاستعمار الإنكليزي لفلسطين في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية، وإعلان قيام كيان دولة الاحتلال.
يحاكي الفلامنكو، في الحاضنة الاجتماعية لنشأته، مواويل المشرق العربي التي كانت تواجه ويلات الإمبراطورية العثمانية وسياساتها
موسيقياً، عرفت العتابا في سوريا بمرافقتها لآلة الربابة أكثر من غيرها، ودخل فيما بعد العود والبزق ليرافقوا مغني ومغنيات هذا اللون.
في البناء، مغنّ أو مغنّية، يسرد/تسرد موّالاً بطيئاً ومرسلاً، يرتكز على شعر مؤلف من أربعة شطرات، تتجانس الثلاثة الأولى منها من خلال فن الجناس والمعروف باللغة الإنكليزية بـ the poetic puns التي توجد أيضاً في الموّال البغدادي، وتتحرّر الشطرة الأخيرة من الجناس فتأتي مستقلة، وتستخدم في الغالبية البحر الوافر من بحور الشعر العربي، (مفاعلَتن – مفاعلَتن – فعولن).
تقسم العتابا جغرافياً إلى فرعين أساسيين، شرقية وغربية، بحسب دارسي هذا الفن، أما الشرقية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالموّال البغدادي، ذي الأصول البنيوية السومرية، الذي بدأه من نحيب موالي الفرس (موّال-موالي)، بعد ما سمّي بنكبة البرامكة، وانتقل بعد زمن ليصير في مدح النبي، ثم أخذ صيغته الحالية، والتي تنضوي تحتها العتابا العراقية والسلمونية في بلاد الشام، ينتهي فيها الشطر "ب" الأخير غالباً بألف ممدودة أو بالياء المفتوحة المشددة، كهذا المثال من شعر داود أبو منهل:
أ- النواهي من دمع عيني وِردهم
أ- عزاز وبالحشا نابت وَردهم
أ- أمانة ارفق بحالي و رُدّهم
ب- تراهم ولّعن قلبي بسنا
والعتابا الغربية التي كانت في بلاد الشام قاطبة كانت غالباً تعتمد الباء الساكنة كنهاية للشطر الأخير "ب"، باستثناء العتابا السلمونية التي تتبع عتابا العراق.
كأغنية رفاق الدرب التي وردت في مسلسل الزند من تأليف الشاعر السوري برهوم رزق:
أ- اذا غصن المحبة مال فيكي
أ- لادفع دم قلبي مال فيكي
أ- حاجة تعذبيني مالي فيكي
ب- سوى نظرة يتيم على الابواب
لبنان بدوره، أسهم كثيراً في موروث العتابا الشامي، من خلال أعمال الرّحابنة ووديع الصافي والصبوحة، التي صدحت وسوّقت لهذا الفن في العالم العربي بقالب موسيقي تجديدي.
العتابا، هل يمكن تسميتها بـ "فلامنكو بلاد الشام" ؟
قد تبدو مقارنة العتابا بالفلامنكو كمقارنة المناقيش بالكرواسان لمن لا يغوص جيداً في النمطين، ولكن يوجد الكثير من أوجه التشابه في الظروف والبناء، وحتى في البنية اللحنية، ولكن الفرق بين هذين الفنين يكمن في قبوله وتبنيه كفن "قومي"، الأمر الذي حصل في إسبانيا، ولم يحصل حتى الآن في سوريا.
قد تبدو مقارنة العتابا بالفلامنكو كمقارنة المناقيش بالكرواسان لمن لا يغوص جيداً في النمطين، ولكن يوجد الكثير من أوجه التشابه في الظروف والبناء، وحتى في البنية اللحنية
لأدعم فرضيتي سأقدم الفلامنكو بشرح مقتضب، وهو الفن الغنائي الراقص الأول في جنوب إسبانيا "الأندلس"، والذي يتحدّر حسب الكثير من المصادر التاريخية، من اللفظ العربي، فلاح-منكوب، يحكي ألم وصراخ الفلاحين الأندلسيين بالاتحاد مع الغجر، في مقاومة واقع الاقطاع الكاثوليكي، ومحاكم التفتيش الإسبانية التي استمرت على مدى قرنين ونصف، ليعلن عن إنهائها بشكل رسمي في أواسط القرن التاسع عشر، فظهر الفلامنكو كفن متكامل و متطور يفاجئ الشارع الإسباني الذي استهجنه في البداية، لكنّ جودة هذا الفن وقوته دفعت المجتمع الإسباني لتبنّيه تدريجياً، ليصير الفلامنكو رمزاً من رموز إسبانيا منذ بدايات القرن العشرين.
يحاكي الفلامنكو، في الحاضنة الاجتماعية لنشأته، مواويل المشرق العربي التي كانت تواجه ويلات الإمبراطورية العثمانية وسياساتها، بالاتحاد بين الفلاحين والبدو والغجر، أما موسيقياً، فإننا نجد توأم العتابا في نمط الفلامنكو الذي يقال له Siguiriya سيغريا على سبيل المثال، والذي يحوى الإيقاع المرسل البطيء والسكتات التي تخلخل الغناء وتقطعه مع ألفاظ Ole التي قيل أنها مستوحاة من لفظة "الله" للتعبير عن الطرب، وجهاً من وجوه المواويل الشامية والعراقية.
شيء ما في الفلامنكو لا يمكن فهمه أو تفسيره إلا ما يقال له بالإسبانية el duende أو التأثير الشبحي الذي حكا عنه الشاعر الأندلسي لوركا، وهو التأثير الذي يرثه الأندلسيون أباً عن جد، فيؤلفون أبيات الشعر التي تمتطيها ألحان و إيقاعات الفلامنكو المعقدة، كرسالة شفرية تركها مظلومو محاكم التفتيش للمستقبل، وهو يشبه شعور الطرب الذي يعتري مغني وسامعي العتابا، ومختلف صنوف الطرب الشامي الثقيلة، والتي تحوي بالمناسبة الكثير من التوشيحات الأندلسية.
ثنائي ناجح
ثنائيّ عمر أبو سعدة الكاتب والمخرج سامر برقاوي، يذكرني بثنائيّ وليد سيف و حاتم علي الذي أثمر قيمة فنية عصيّة على التجاهل، من حيث التناغم المحترف بين النص والصورة، وإبراز الرسائل الضمنية، وبما أن الدراما هي أهم الفنون الناجحة والرائجة في العالم العربي، يجب التطرق إلى ديستوبيا الدراما التي يتم توجيهها غالباً بطريقة "صبيانية"، إما لتتبع أجندات ربحيّة محض، أو تماحك الإرادات السياسية للجهات الرسمية العربية، لذلك نجد ان رأس المال "الفني" العربي، وخاصة في الدراما، يضخ في كثير من الأحيان أموالاً طائلة و صلاحيات مفتوحة لمسوّقي العنف والذكورية، على أنها "الأكثر مبيعاً".
وقع مسلسل الزند للأسف بشكل جزئي في هذا الفخ، رغم أنني لا أنكر إعجابي بالكثير من المفردات الفنية التي قدمها وابتكرها، وظرف الكثير من جوانب شخصية "عاصي الزند".
وعليه، فإنني أتمنى على هذا الثنائي (أبو سعدة- البرقاوي) المتابعة، بصيغة إنسانية أقوى، تبتعد عن تمجيد و "رمنسة" هيمنة البطل الخارق على مفاصل ما يقدمون، لأنني، وبشكل شخصي، عطشان لمشاهدة قصص تحكي عن "روح الفريق"، المفقودة في حياتنا اليومية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ 6 أيامأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه