أصالة على خط الأزمة… إليسا متهمة بالعنصرية والتحريض ضد اللاجئين مجدداً

جدّدت الفنانة اللبنانية إليسا دعوتها اللاجئين في لبنان إلى العودة إلى بلدانهم، ما أثار سجالاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي العربية تخللته اتهامات للفنانة بـ"العنصرية والتحريض ضد اللاجئين/ ات"، وهو ما ساهم في تغذيته رد الفنانة السورية أصالة نصري على "ملكة الإحساس".

في السنوات الأخيرة، تصاعدت موجة العنصرية تجاه اللاجئين (خاصةً السوريين) في لبنان، وساهم الخطاب التحريضي الذي تمارسه بعض الأحزاب ضدهم في تعزيز هذا الواقع، وكذلك الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان ومحاولة السياسيين والأحزاب تحميل اللاجئين جزءاً من هذه الأزمة.

وبعد إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان في الساعات الماضية، اتهمت إسرائيل مجموعات فلسطينية بالوقوف خلفه، توسّعت هذه النزعة وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بخطاب مناهض لكل اللاجئين، فلسطينيين وسوريين.

إليسا تغرّد وأصالة ترد

بدأت القصة حين أعادت إليسا مشاركة عدة تغريدات تهاجم وجود اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في لبنان. وكان أبرزها تغريدة الصحافي اللبناني رامي نجم التي قال فيها: "#الفلسطينيون في #لبنان يشكّلون إلى جانب #السوريين كارثة تفوق قدرة لبنان على احتمالها… في السياسة، في الأمن، في الاقتصاد، وفي التغيير الديمغرافي التدريجي. الآن، سندفع ثمن غوغائية فصيل مسلّح قضيّته لم تعد فلسطين بل بات يتاجر باسمها ليحقّق مكاسب للراعي الرسمي له في المنطقة #حزب_الله. ندفع الثمن ونموت لتحيا #إيران لا لتحيا فلسطين ولا ليحيا لبنان... يبقى أن قتلَ الأبرياء جريمة و#إسرائيل محترفة قتل الأبرياء".

"اللاجئ ليس عدوك، عدوك هو من جعله لاجئاً"... غضب من #إليسا بعد دعوتها مجدداً اللاجئين السوريين والفلسطينيين في #لبنان إلى العودة لبلادهم، والفنانة تقول إنها فُهمت خطأً و"مش مشكلتي"

وتسببت هذه المشاركات في هجوم شديد على إليسا التي غرّدت: "حبي لوطني ومصلحة وطني مدعاة فخري. وما بحياتي قلّلت احترام مع أي شعب، فكيف بالأحرى الشعب العربي لِ بنتمي إلو؟ ما بعتقد بكون عم هين حدا لما طالب بعودتو لوطنو، لأنو وطن الإنسان كرامتو. لأني بحبكن بتمنى ترجعوا كلكن لأوطانكن".

ومع استمرار الهجوم الشديد عليها، عادت إليسا وغرّدت: "الحقيقة غريبة الناس كتير!!! كيف الإنسان بيلغي كل شي حلو وبركز عا شي أصلاً فاهمو غلط! على العموم مش مشكلتي".

ودخلت النجمة السورية أصالة نصري على خط السجال المحتدم حين ردت على إليسا في تغريدة قالت فيها: "كلنا بالأرض لاجئين وما حدا بيملك أي مكان بأيّ أرض كلنا زوّار مهما طالت زيارتنا. بدّنا نرحم بعض لأنّه ما في شي عم يرحمنا. الدّنيي صعبة وظروف الناس صعبة وما حدا حاطط فوق راسه خيمة. واللي اليوم مُتاح بكره ما بنعرف لو ممكن، وكفاية نتجزّأ. حلّنا مرّة وحدة نتوحّد".

وحظيت أصالة بدعم وإشادة فريق من المغردين خاصةً لأنها سورية اضطرت للاستقرار بمصر، معتبرين أن "إليسا ما احترمت صداقة ناس كتير لها عايشين خارج أوطانهم لأسباب وظروف خارجة عن إرادتهم وما تخفى عليها".

في المقابل، اتهم البعض أصالة بـ"الخبث" و"استغلال الموقف" لتحقيق مكاسب والإساءة لـ"صديقتها". وردت أصالة على هذا الاتهام على الفور في تغريدة أخرى قالت فيها: "نختلف بالآراء ما بيعني نزعل من بعض وإليسا حبيبتي ورفيقتي ووارد بين الأصحاب الخلاف بالآراء وحتّى بالمبادئ".

بدأت الأزمة حين أعادت #إليسا مشاركة تغريدة ورد فيها: "#الفلسطينيون في #لبنان يشكّلون إلى جانب #السوريين كارثة تفوق قدرة لبنان على احتمالها… في السياسة، في الأمن، في الاقتصاد، وفي التغيير الديمغرافي التدريجي"

"مثال للفنانة العنصرية"؟

بالعودة إلى إليسا، فقد اعتبر الكثير من المغردين العرب أنها "مثال للفنانة العنصرية، واللي مش بتخبي عنصريتها"، وردّ عليها البعض بأن "سوريا وفلسطين خط أحمر"، لافتين إلى أن "اللاجئ ليس عدوك، عدوك هو من جعله لاجئاً". كما تمنّى عدد منهم لو أن "الست إليسا تركز بأغانيها أحسن من السياسة… منكون ممنونين". 

وحرص معلقون على التوضيح أن الظروف في سوريا وفلسطين ليست آمنة لعودة اللاجئين، وأن الإنسان لا يختار أن يكون لاجئاً من قبيل الرفاه، لا سيَما في بلد يعاني الكثير من الأزمات، ولا يُرحب فيه باللاجئين مثل لبنان.

وحرضت حسابات غاضبة: "بيكون عيب على كل شخص سوري أو فلسطيني يسكت عن تصرفات #إليسا. اعملوا حملة وخليها تحس بغلطها وما توقفوا لتتراجع عن هالكلام العنصري، كتير كنا نبرر بس القصة صارت واضحة، وخلي ألبومها اللي جاي يتأجل لحد ما تفهم أنو كرامات الشعوب أهم منها ومن فنها".

رداً على دعوتها إلى إعادة اللاجئين السوريين والفلسطينيين لبلادهم، ذكّرت #أصالة "صديقتها" #إليسا بأن "كلنا بالأرض لاجئين وما حدا بيملك أي مكان بأيّ أرض كلنا زوّار"، وهو ما رأى فيه البعض "خبثاً" و"استغلالاً للموقف"

وذكّر معلقون بما وصفوه بـ"سقطات" إليسا السابقة، لافتين إلى دعمها المطرب المغربي المدان بالاغتصاب في فرنسا سعد لمجرد.

على الجانب الآخر، أعرب معلقون عن تفهمهم لموقف إليسا و/ أو دعمهم لها، لافتين إلى أنها لم تتمن الشر لأحد وإنما تمنّت عودة اللاجئين لأوطانهم. وزاد هؤلاء أنها "محقة" في دعوتها لأن لبنان مع كل ما يعانيه "ما فيه يحمل هم غيره".

وهذه ليست المرة الأولى التي تُنسب فيها هكذا تصريحات لإليسا حول اللاجئين السوريين والفلسطينيين. في عام 2019، وعلى هامش مهرجان موازين بالرباط، قالت إليسا: "أنا بتمنى يرجعوا اللاجئين إلى بلادهم وأنا مع حق العودة سواء للسوريين أو الفلسطينين. نحن بلبنان ما عم نستوعب كمية اللاجئين والشغل كلو عم يروحوا من اللبنانية وأكيد أنا صفي بصف بلدي... بتمنى يرجعوا لبلادهن لأن بلادهن بحاجة إلهن أكتر منا".