شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"رمضان جانا... ملعون يا حديد الزنزانة"... كيف تقضي السجينات المصريات شهر رمضان؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

شهر رمضان في مصر هو شهر الأسرة، مناسبة مضمونة للاجتماع اليومي في موعد محدد، يلتف فيه أفراد العائلة حول "طبلية" أو مائدة واحدة لتناول الإفطار والمشاركة في طقوس موحدة حتى لو كانت مشاهدة نفس الإعلانات في نفس اللحظة، يشذ عن ذلك من غيبتهم الظروف قسراً عن ذلك الطقس السنوي.

تتذكر الصحافية والناشطة المصرية إسراء عبد الفتاح ذلك الشعور في رمضان الذي غيبها فيه السجن عن أسرتها، تقول لرصيف22: "كنت أبكي في ثلاث أرباع الوقت”.

في واحدة من موجات الملاحقات الأمنية والاعتقال التعسفي للنشطاء والمواطنين في مصر، تعرضت إسراء عبدالفتاح فجأة للاعتقال في العام 2019 ضمن عدد كبير من الصحافيين والنشطاء المصريين، رداً من السطات على دعوات للتظاهر والاحتجاج أعلنها المقاول والمطور العقاري محمد علي من منفاه الاختياري في إسبانيا. خلال فترة احتجازها التي امتدت نحو عامين، مر شهر رمضان على إسراء في الحجز مرتين حرمت فيهما من دفء الطقس العائلي الرمضاني.

تصف عبدالفتاح أيام شهر رمضان التي قضتها في سجن النساء قبل ثلاثة أعوام بـ"أصعب أيام حياتي، لا سيما في أوقات السحور والإفطار" كونها كانت محاطة بنساء غريبات عنها، لا يوجد بينها وبينهن أي قواسم مشتركة.

إسراء هي واحدة من أبرز الوجوه انشطة سياسياً خلال الفترة التي سبقت ثورة 25 يناير، وكانت واحدة من أهم الاصوات الداعلية إلى إضراب 6 إبريل/ نيسان 2008، والذي ينظر إليه المعارضون المصريون باعتباره "بروفة لثورة يناير" وعليه تأسست حركة 6 إبريل السياسية المعارضة التي تلاحق السطات المصرية نشطائها منذ التغيرات السياسية في 2013.

كغالبية السجينات كانت إسراء عبد الفتاح تقتات على الطعام الذي تحضره لها أسرتها خلال زياراتهم القليلة لها في السجن، إضافة لشراء الأكل من "كانتين" السجن، فطعام السجناء المكون من ثلاث أرغفة خبز وعلبة جبن يومياً، لا يغني ولا يسمن من جوع في شهر رمضان

لا ماء بارد ولا طعام شهي

تتذكر إسراء: "كنا بنموت في رمضان في الحر، ومفيش تلاجة نشرب منها ميه ساقعة. كان عندنا كولمن صغير بيحفظ البرودة شوية وكنا بنقسم كميات المياه الساقعة علينا بالدور. عشان كله يشرب، إنتي شربتي امبارح وأنا هشرب النهارده!"، تزامن سجن إسراء عبد الفتاح كذلك مع القيود التي فرضت على الزيارات للسجون فيما أعلن أنه ضمن احتياطات منع انتشار فيروس كورونا المستجد، ما جعل رمضان أثقل وأصعب عليها وعلى زميلاتها في السجن "كنا نتلقى الاخبار السيئة حول مرض أو وفاة أحد أفراد الأسرة وتضطر السجينات لمعايشة القلق والخوف او الحزن الناتج عن فقد أفراد العائلة وحدهن غير قادرات على مواساة أسرهن أو تلقي المواساة منهم ويكون الامر أصعب في رمضان".

كغالبية السجينات كانت عبد الفتاح تقتات على الطعام الذي تحضره لها أسرتها خلال زياراتهم القليلة لها في السجن، إضافة لشراء الأكل من "كانتين" السجن بالأموال التي تتركها لها الأسرة في مكتب البريد أو عند الزيارات؛ فطعام السجناء المكون من ثلاث أرغفة خبز وعلبة جبن يومياً، لا يغني ولا يسمن من جوع في شهر رمضان، مشيرة إلى أنها كانت تشتهي بعض الأطعمة الشهية والساخنة التي لا سبيل إليها على العكس مما تروج الصور الدعائية لزيارات لجان حقوق الإنسان للسجون.

تقول عبد الفتاح: "كان من المحظور إدخال الأطعمة المجمدة للسجينات خلال الزيارات، لكني توسلت إدارة السجن ذات مرة حتى سمحوا لي في مرة وحيدة بالحصول على الحمام المجمد والبوفتيك الذي أحضرته لي أسرتي"، لافتة لكون نزيلات الزنزانة الواحدة كنّ يتشاركن الطعام ويتناولن الإفطار بشكل جماعي، ويمارسن نوعاً من التكافل الاجتماعي فيما بينهن.

شيماء سامي: شهر رمضان هو الأصعب بالنسبة لأي سجين/ سجينة، لارتباطه بالطعام ولمّة العائلة ومسلسلات رمضان؛ فكانت تصلني طوال الليل أصوات بكاء ونحيب سجينات خلال الشهر ولاسيما في بدايته لافتقادهن لأسرهن

بحسب إسراء؛ فإن الشعائر الدينية والروحانيات كصلاة التراويح والتهجد وتلاوة القرآن والدعاء، هي ما ساعدها على تخطي تلك الأيام العصيبة، غير أنه لم يكن مسموحاً للسجينات بأداء الصلاة الجماعية؛ فكل سجينة تصلي بمفردها، كما يتم إغلاق الأنوار منذ منتصف الليل وحتى طلوع الشمس مما كان يمنعهن من قراءة القرآن خلال الليل.

أسمع طوال الليل بكاء ونحيب سجينات

بدورها تتذكر شيماء سامي، الكاتبة الصحافية والباحثة الحقوقية المصرية، تفاصيل شهر رمضان من العام 2020، والذي قضته في عنبر 5 بسجن القناطر، إلا من بضعة أيام قضتها بمقر الأمن الوطني بالإسكندرية، بعدما تم اعتقالها من منزلها في 20 مايو/ أيار 2020، على ذمة تحقيقات القضية 535 لسنة 2020 حصر أمن دولة، بتهمة مشاركة جماعة إرهابية، ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، واستخدام حساب على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي بغرض نشر وإذاعة أخبار كاذبة، قبل أن يتم إخلاء سبيلها في يناير/ كانون الثاني 2021.

تحكي شيماء لـرصيف22، أنها كانت تتناول إفطارها وحيدة على فراشها وهي محبوسة احتياطياً في عنبر مليئ بالسجينات الجنائيات، باستثناء معتقلة سياسية واحدة تدعى إسراء، ولم يكن مسموحاً للنزيلات بتبادل الأحاديث مع كلتيهما ما وضعهما في عزلة إجبارية تكاد تكون تامة. مؤكدة أن شهر رمضان "هو الأصعب بالنسبة لأي سجين/ سجينة، لارتباطه بالطعام ولمّة العائلة ومسلسلات رمضان؛ فكانت تصلني طوال الليل أصوات بكاء ونحيب سجينات خلال الشهر ولاسيما في بدايته لافتقادهن لأسرهن"، لافتة لكونهن كنّ يحاولن تعويض ذلك بالتجمع على صواني الإفطار ومشاركة طعامهن، ويقدمنه أيضاً لغير القادرات على المشاركة في نفقات المعيشة، لكنها ورفيقتها سجنها السياسية لم يكن مسموحاً لهما بأن يشاركن السجينات الاخريات التجمع والطعلم كجزء من عقوبتهما غير المقررة من القضاء. تقول سامي أنها كانت "بالكاد أغادر سريري في العنبر، بينما إسراء تكثر من الصلاة وقيام الليل أمام سريرها بينما تبكي بمرارة".

شيماء سامي: الطعام في السجن لا يُشكل مُعضلة إلاّ للفقيرات اللواتي لا يجدن سوى طعام السجن وهو الخبز والجبن وربما ثمرة طماطم أو خيار، لكنهن في رمضان يشاركن غيرهن إفطارهن الذي يتشاركن في إعداده

منسيّة ومعزولة خارج الزمن

وتوضح الصحافية والباحثة الشابة أن مشاعر الحزن كانت تتملكها طيلة شهر رمضان بينما هي في محبسها الاحتياطي، واصفة إحساسها في ذلك الوقت بأنها "شعرت أني وحيدة، منسية من الآخرين، ومعزولة خارج الزمان والمكان، محشورة في بؤرة الذكريات مع الأهل والأحباب، أتساءل عن سبب ما يجري لي، وغير قادرة على استيعاب مدى القسوة التي تعرضت لها، مستغربة القيود الإضافية التي فُرضت علي دوناً عن السجينات الجنائيات، ومنهن من ارتكبن جرائم تصل إلى القتل يما لم أرتكب أنا أية جريمة سوى ممارسة العمل الصحافي والبحثي بشكل لا يرضي السلطات". أكثر ما أثر في شيماء سامي هو منعها من التواصل مع الأخريات، وكذلك منعها من الصلاة على أرض الزنزانة أو حتى النزول من سريرها لغير ضرورة من دون إذن مسبق.

وبحسب تجربة شيماء؛ المختلفة عن تجربة إسراء عبد الفتاح، فإن الطعام في السجن "لا يُشكل مُعضلة إلاّ للفقيرات اللواتي لا يجدن سوى طعام السجن وهو الخبز والجبن وربما ثمرة طماطم أو خيار، لكنهن في رمضان يشاركن غيرهن إفطارهن الذي يتشاركن في إعداده"، ما يذكر بأن إدارات السجون في مصر تحتفظ بحق تطبيق اللوائح وتيير المسموح والممنوع عن السجينات بشكل يختلف من سجن لآخر ومن عنبر لآخر بل ومن سجينة لأخرى.

وتؤكد شيماء أن إدارة السجن – حيث قضت فترة اعتقالها من دون محاكمة- كانت تسمح بالزيارات الاستثنائية خلال الشهر الكريم، وتترك أبواب العنابر مفتوحة لفترات أطول.

احتراق العنبر في شهر رمضان

أغرب ذكريات شيماء سامي عن محبسها خلال شهر رمضان، هو الحريق الذي نشب في العنبر رقم 3 بسجن القناطر، والمُلقب بـ”عنبر القاتلات”، والذي يضم قرابة 300 نزيلة، محكومات بالسجن المؤبد ويصنفن لدى إدارة السجن بان "لديهن سلوك عدواني" ويعشن – حسب ملاحظتها في "ظروف متردية".

تحكي سامي، أنه في صباح أحد أيام رمضان، قامت إحداهن برش مبيد حشري بالقرب من اللهب، مما أدى لاشتعال النيران في العنبر، "لحسن الحظ كان ذلك خلال الساعة التي تُفتح بها أبواب العنابر؛ فنجحت المسجونات في الركض والهروب من الحريق إلى خارج العنبر، وبعضهن أُصبن بإصابات طفيفة، لكن احترقت كل ثيابهن وأغطيتهن، وتم توزيعهن على العنابر الأخرى، وهو ما دفع المسجونات الأخريات للتضامن معهن والتبرع لهن، لكن تم قطع التيار الكهربي مدة ثلاثة أيام خوفًا من حدوث ماس كهربائي ناجم عن تلف الأسلاك الكهربائية، وهو ما جعلهن غير قادرات على الطهي في الظلام، لكن مأمور السجن قام بشراء كميات من البطيخ وتم تقديمها للسجينات مع العيش والجبن ليأكلنها على الإفطار، مشيرة لكون الحادثة وقعت في الصيف، ومكثت نزيلات السجن على مدار 3 أيام في الحر الشديد وهن غارقات في عرقهن، ولم يكن الاستحمام بالماء البارد قادراً على الحد من معاناتهن، التي زادها الصيام صعوبة".

تقول سولافة مجدي أن السجينات كن يستيقظن في الصباح الباكر لاستلام مكعبات الثلج لوضعها في “الآيس بوكس” لعدم وجود ثلاجة، بجانب عدم وجود بوتوجاز؛ فكانت السجينات يتناوبن على استخدام قرص السخان وفقاً لترتيب أدوارهن في الطبخ

رمضان جانا... ملعون يا حديد الزنزانة

“رمضان جانا... رمضان جانا، ملعون يا حديد الزنزانة” كلمات من أغنية كانت ترددها السجينات في شهر رمضان، تتذكرها الصحافية "سولافة مجدي"، تعيش حالياً خارج مصر، التي قضت هي وزوجها المصور الصحفي حسام الصياد، نحو 18 شهراً خلف القضبان، منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، وحتى إخلاء سبيلهما في إبريل/ نيسان 2021، بعد اتهامهما بالتهم المعتاد توجيهها للصحافيين والمعارضين، وهي المشاركة في جماعة إرهابية ونشر أخبار وبيانات كاذبة ليتم حبسهما احتياطياً قبل أن يُخلى سبيلهما، بعد انتشار فيديو قصير لنجلهما خالد، بمناسبة شهر رمضان.

وقضت سولافة رمضان في السجن مرتين على التوالي، كانت الأولى أصعبهما بالنسبة إليها لرفضها أن تزورها أسرتها في الزيارات الاستثنائية خلال المناسبات، "كي لا أضعهم في ضغط نفسي أكبر بجانب ساعات الانتظار الطويلة"، مؤكدة في لقاء لها عبر برنامج "رمضان بدون سجّان" مع الإعلامي حافظ المرازي، أن تكاتف السجينات هو ما ساعدها على تجاوز هذه الفترة الصعبة، لافتة لكونهن كن يستيقظن في الصباح الباكر لاستلام مكعبات الثلج لوضعها في “الآيس بوكس” لعدم وجود ثلاجة لتبريد المياه والطعام، بجانب عدم وجود بوتوجاز؛ فكانت السجينات يتناوبن على استخدام قرص السخان وفقاً لترتيب أدوارهن في الطبخ، ويتقاسمن المهام كإعداد الخشاف، مضيفة أنهن في أول يوم من رمضان جلسن معاً على الأرض حول الطعام وهنّ عاجزات عن ابتلاع اللقيمات لشعورهن بالحزن وافتقادهن لأسرهن .

معاناة أهالي السجينات في زيارات رمضان

من جهتها توضح ماريان سيدهم، مسؤولة ملف السجون وأوضاع الاحتجاز بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، لـرصيف22، أن معاناة السجينات في شهر رمضان تتفاقم بسبب الأثر النفسي للعزلة والبعد عن الأهل والحرمان من ممارسة الطقوس الدينية في المسجد، بجانب مشكلة الزيارات؛ فبعض السجينات السياسيات يكنّ محرومات من حقهن في الزيارة، بينما تستفيد الأخريات خلال المناسبات الوطنية والدينية، ومنها شهر رمضان بالزيارات الاستثنائية، لكنها في الوقت نفسه تُشكّل عبئاً إضافياً على أهاليهن، الذين غالباً ما يكون السجن بعيداً عن منطقة سكنهم، لا سيما في حالة السجون الجديدة التي بُنيت مؤخراً في مناطق غير عامرة، كسجن بدر ووادي النطرون وغيرهما، فبالتالي يتكبد الأهالي مشقة الزيارة والطريق إلى السجن أثناء الصيام إضافة إلى ارتفاع التكلفة، وساعات الانتظار الطويلة التي يقضونها حتى يُسمح لهم برؤية قريبتهم المسجونة، ناهيك عن التكلفة المادية لاحتياجات السجينة أثناء الزيارة وأجرة المواصلات.

وتلفت سيدهم إلى أنه حتى وقتٍ قريب؛ لم يكن يتم السماح لأكثر من شخص بزيارة السجين أو السجينة، ولكن مؤخراً أصبح مسموحاً بدخول شخصين، مضيفة أن الطعام يختلف من سجن لآخر، فمثلاً في سجن المزرعة تكون الجودة أعلى من سجن بدر، الذي تفوق جودة طعامه السجن شديد الحراسة، كما يختلف الأمر من سجينة لأخرى، فالبعض بمقدورهن الحصول على "طبلية" أي الطعام المقدم من الاسرة، بجانب “التعيين” أي الطعام الذي تصرفه إدارة السجن، وأخريات لا يُسمح لهن بذلك، بينما تمتلك سجينات القدرة المادية على شراء الطعام أما الأخريات لا يستطعن ذلك ويكتفين بطعام السجن. وفي السجون الجديدة لا يتم السماح بإدخال طعام أكثر من حاجة السجينة التي تأتيها زيارة، بينما القديمة على النقيض من ذلك مما يجعل السجينات الميسورات بها يتكاتفن مع غيرهن من المعوزات ويوزعن عليهن الطعام الزائد عن حاجتهن، ومن تدخل لها منهن طبلية فإنها توصى اسرتها بإحضار احتياجات عدة سجينات أخريات غير مسموح لهن بالأمر نفسه، مؤكدة أن معاملة السجينة تختلف من سجن لآخر وحسب ملفها؛ فالبعض يسمح لهن بأمور لا يسمح بها لغيرهن، تصل إلى الشعائر الدينية؛ حيث يمكن لبعض السجينات الصلاة بشكل جماعي والأخريات يصلين بمفردهن أمام السرير، وبعض سجينات السياسة لا يُسمح لهن بمغادرة السرير للصلاة كما في حالة شيماء سامي.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard