شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
هاني شنودة لرصيف22: الراب والتراب طاغيان ولا إبداع بدون حرية

هاني شنودة لرصيف22: الراب والتراب طاغيان ولا إبداع بدون حرية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والتنوّع

الجمعة 31 مارس 202312:25 م

هاني شنودة ملحن وموزع موسيقى مصري، كان له دور مهم في اكتشاف العديد من المواهب المصرية، وفي تكوين أول فرقة موسيقية في مصر. ولد في طنطا في الـ"مملكة المصرية" عام 1943. تخرج من كلية الموسيقى عام 1966. والتحق بالمعهد العالى الموسيقى "الكونسرفاتوار". لحّن العديد من الأغاني التي دخلت في وجدان المصريين، مثل "أنا بعشق البحر" و"بحلم معاك" لنجاة الصغيرة،  ولحّن لفايزة أحمد "هدى الليل"، ووزع أغنيات مثل "دنيا جديدة"، و"على وش القمر". ووضع الموسيقى التصويرية لبعض الأفلام في السينما المصري،  أشهرها "المشبوه" و"الحريف" و"غريب في بيتى"، "عائلة الأستاذ شلش"، و"المليونيرة الحافية"، و"الغول"، والأفوكاتو" و"الأسطى المدير" وشقة الأستاذ عليوة".

رصيف22 التقاه. وهنا نص الحوار. 

هل لديك طقوس خاصة في شهر رمضان؟

بالنسبة لي رمضان يقسم إلى ثلاث مراحل، الأولى في طفولتي وحتى سن الثماني سنوات، حين كان لدي فانوس صاج خاص بي، آكل كثيراً وأشرب عصائر كثيرة في وقت المغرب مثل أي منزل مسلم، بمعنى أصح كنّا نحتفل بشهر رمضان بشكل طبيعي.
والمرحلة الثانية، هي مرحلة الشباب، حيث تحوّل رمضان خلالها إلى شهر لمقابلة الأصدقاء، والعزومات المتبادلة، ومشاهدة التلفزيون، حين كنّا نتنظر الفوازير، وتحديداً فوازير نيللي، ونتنظر كلنا وقت السحور لتناوله معاً.
أما المرحلة الثالثة فهي وقت اغترابي عن أسرتي لدخول كلية التربية الموسيقية، كان رمضان بالنسبة لنا موسم عمل، إذ أصبحت توجد الخيم الرمضانية التي كنّا نشارك فيها بالعزف والعمل.
شنودة: أرفض فكرة تقسيم الموسيقى إلى  شرقي وغربي، وأفضل فكرة محلي وعالمي

ما رأيك في الفوانيس الحالية التي غيرت من شكل الفانوس القديم؟

شكل الفانوس القديم ألطف كثيراً عن الفوانيس الموجودة حالياً، فقد كان يوجد به أغنيات نغني معها لاستقبال شهر رمضان، أبرزها طبعاً "وحوي يا وحوي"، بالإضافة إلى صناعته أمامنا من قبل السمكرية وتطعميه بالزجاج الملّون. فوانيس هذه الأيام أفقدتنا الشعور برمضان، وتسببت بإلغاء تراث مصري مهم خاص بنا.

تربيتَ في طنطا، وحضرتَ خلال نشأتك الكثير من الموالد واستمعت للتواشيح، كل الروافد كانت شرقية، فلماذا اخترت في بداية حياتك الفنية التوجه إلى الموسيقى الغربية؟

أولاً أرفض فكرة شرقي وغربي، وأفضل فكرة محلي وعالمي، لأن الجغرافيا لا تدخل في التقسيم الموسيقي والغنائي، وأنا كنت متشبعاً وقتها بالمحلي، لأن طنطا هي بلد الموالد، وطبعاً لا ننسى أن الإذاعة كانت تذيع لنا أغنيات غربية إلى جانب أوركسترا الإذاعة. لذا أحببت العالمي، وذهبت إليه إذ وجدت المحلي ينقصه أمر ما رغبت في إكماله. وأي لون من ألوان الفن أقدمه ليس لأنني متأثراً فقط، بل لأنني عرفت طريقة العمل للأغنية العالمية المسماة بالأجنبية، ووضعتها على منابع الشرقي فأخرجت أعمالاً أعجبت الناس.
شنودة: في طفولتي كان لدي فانوس صاج خاص بي، آكل كثيراً وأشرب عصائر كثيرة في وقت المغرب مثل أي منزل مسلم، بمعنى أصح كنّا نحتفل بشهر رمضان بشكل طبيعي

كيف استقبلت ترشيحك لجائزة الاستحقاق الكبرى؟ 

لا أعلم أي شيء عن هذه الجائزة، ولم يتحدث معي أحد عنها نهائياً.

وماذا عن إلغاء حفلك في مسرح الـ"أنبا رويس"، ومن ثم تكريمك في المملكة العربية السعودية؟

إلغاء الحفل ليس له علاقة بالتكريم، لأن ما حدث في السعودية هو تكريم وأنا لم أفعل أي شيء، وأرفض تماماً ربط هذا بذاك، إلغاء حفل الـ"أنبا رويس" حدث بسبب أن البعض قال إن هذا المكان لن يتسع لهذا العدد الكبير من الناس. وهذا الحدث لا علاقة له بالتكريم، وليس لي علاقة بما يقوله الناس عبر الـ"سوشال ميديا". ما يقوله الناس هو "عكعكة". كما أنني لم أعزف في حفل تكريمي في السعودية إلا بعدما طلب عمرو دياب أن أعزف معه أغنية، لأن هذا حفل تكريم اسمه "ذكريات هاني شنودة".

هل فعلاً ترى أن العزف مع أم كلثوم كان سيؤثر سلباً على تجربتك الفنية؟ 

أرفض تلك التصريحات الخاطئة، والتي كتبَتها وتداولتها عدة مواقع. لم أقل هذا نهائياً، ما قلته هو أنني لن يكون لي دور، حين تكون الأغنية مدتها ساعة أو تزيد ويكون دوري مدته ثلاث دقائق أو أقل. وبقية الوقت لا أفعل شيئاً. هذا لا يناسبني لأنني جئت من فرقة عالمية، وكنت ألعب موسيقى عالمية.
شنودة: ما يقوله الناس عن ربط تكريمي في السعودية بإلغاء الحفل في مسرح "الأنبا رويس" هو "عكعكة"

مجدي الحسيني مثلاً عمل هذا بذكاء فأصبح أشهر عازف أورغ في مصر، وأنا لم أفعله، وأيضاً أصبحت أشهر مؤلف وملحن في مصر. لكنني ندمت حالياً، ولو عاد بي الزمن لعملت مع أم كلثوم. 

في أحد البرامج قلت إنك لا تدخل أغاني المهرجانات إلى منزلك، هذا على الرغم من مطالبتك بوجود مهرجانات دينية عاطفية وطنية؟ 

فترة المهرجانات انتهت، لا يوجد أي شخص حتى الآن يهتم بسماع المهرجانات. حالياً أطالب بوجود مهرجانات دينية عاطفية وطنية على نفس إيقاعها والوزن الموسيقي الخاص بها لكي تلفت النظر كما كان يحدث مع المهرجانات التي تكون من خلال كلمات يمكن أن تدخل المنزل ولا تخدش الحياء.

هل يمكن أن نصف مشوارك مع عادل إمام بالمغامرة؟

كلمة مغامرة يمكن أن تطلق على فيلم واحد، وليس على 14 فيلماً خلال مسيرتي الفنية. العمل مع الزعيم تكريم في حد ذاته، لكنني أيضاً عملت مع أحمد زكي، ومحمود ياسين، والناس تتذكر لي فيلم "غريب في بيتي" الذي حقق نجاحاً كبيراً، وفيلم "إمرأة واحدة لا تكفي" الذي كانت موسيقاه صعبة فعلاً. لقد صنعت موسيقى 150 فيلماً.

وكيف ترى تجربتك في "أغاني الأطفال" وأين هي الآن؟ 

اشتغلت عدداً كبيراً من أغاني الأطفال والمجاميع مثل "ودا مين الحاجة الحلوة اللي جابهلنا"، وأوبريت "اللعبة"، ومع صفاء أبو السعود "يلا نقضي إجازة سعيدة" ومع لبلبة ومحمد ثروت، وغيرها من الأغاني، إلا أن تراجع إنتاج التلفزيون المصري جعل هذه الأغنيات تطمس وكأنها غير موجودة، مع أن أغنية الطفل من أهم الوسائل التي تساعد على تربية الطفل الإيجابية، وتساهم في بناء المستقبل. 
شنودة: اشتغلت موسيقى 150 فيلماً، 14 منها مع الزعيم عادل إمام، واعتبر عملي معه  تكريماً بحد ذاته

هل ما زالت الموسيقى في مصر على موعد مع أي تجديد آخر؟ 

الناس في الوقت الحالي يسمعون الراب والتراب الطاغين، وفي ثورة الأغنية الناس تذهب يميناً ويساراً ومن ثم لا تلبث أن تعود كما كانت، كلمتي الأخيرة أن الحرية مهمة جداً للفن ،فمنها يولد الإبداع.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

نرفض أن نكون نسخاً مكررةً ومتشابهة. مجتمعاتنا فسيفسائية وتحتضن جماعات كثيرةً متنوّعةً إثنياً ولغوياً ودينياً، ناهيك عن التنوّعات الكثيرة داخل كل واحدة من هذه الجماعات، ولذلك لا سبيل إلى الاستقرار من دون الانطلاق من احترام كل الثقافات والخصوصيات وتقبّل الآخر كما هو! لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا مسيرتنا/ رحلتنا في إحداث الفرق. اكتبوا قصصكم، فكل تجربة جديرة بأن تُروى. أخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا.

Website by WhiteBeard