شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
هكذا تسلل حفتر مجدداً إلى طرابلس عبر طاولة المفاوضات

هكذا تسلل حفتر مجدداً إلى طرابلس عبر طاولة المفاوضات

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 29 مارس 202310:59 ص

قبل أقل من شهر فقط على حلول الذكرى الرابعة لحربه الفاشلة لتحرير العاصمة الليبية طرابلس، عاد قائد الجيش الوطني المتمركز في شرق البلاد وجنوبها المشير خليفة حفتر، إلى المدينة مجدداً، في ظل تفاهمات سرّية مع رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، وبإشراف المبعوث الأممي عبد الله باتيلي.

وشارك مقربون من حفتر وضبّاط في قواته، في اجتماع أمني وعسكري موسّع وغير مسبوق على الإطلاق رعاه باتيلي في العاصمة طرابلس، وضم أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 وبعض قادة الميلشيات المسلحة في المنطقة الغربية.

تحالف الغرماء

شارك في اللقاء الاستثنائي، مدير مكتب حفتر الفريق خيري التميمي، والمقدّم باسم تيتوحة البوعيشي الفرجاني، أبرز مساعدي حفتر ومسؤول حمايته الشخصية.

كما قام صدّام، أحد أبناء حفتر، والذي يقود وحدة القوات الخاصة في الجيش، بزيارة العاصمة طرابلس عقب عيد الفطر.

بحسب مصادر عسكرية وسياسية تحدثت إلى رصيف22، مشترطةً عدم التعريف بها، فقد سبقت اللقاء ترتيبات توصّل إليها رئيس أركان الجيش الوطني الفريق عبد الرزاق الناظوري، مع رئيس أركان القوات الموالية للدبيبة، محمد الحداد، لضمان عدم تعرض الوفد الذي يمثل الجيش الوطني لأي إشكاليات خلال تواجده في طرابلس.

ولعب وزير الداخلية المكلف في حكومة الدبيبة، عماد الطرابلسي، دوراً في تأمين الاجتماع، إلى جانب المبعوث الأممي، بينما كانت السفارة الأمريكية حاضرةً خلف الستار للجم أي تحرّك مشبوه من الميليشيات المسلحة.

يُعدّ هذا الاجتماع نجاحاً للتفاهمات السرّية التي توصل إليها حفتر والدبيبة، عبر وسطاء محليين وإقليميين، للدفع باتجاه استكمال المسار السياسي والابتعاد عن شبح الحرب مجدداً.

ويضمن الدبيبة بقاءه في السلطة وعدم اعتراض حفتر عليه، أو تشجيعه لحكومة غريمه فتحي باشاغا، مقابل تعاون عسكري وأمني يسمح بتبادل تدريجي للمعلومات والتشاور.

ويخطط حفتر والدبيبة، لإطلاق قوة عسكرية مشتركة تضم وحدات من قوات الطرفين، ستُعهد إليها حماية الحقول النفطية في الجنوب والمساعدة في تأمين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، حال إجرائها قبل نهاية العام الجاري.

ورأى الدبيبة، أن ما وصفه باستقرار طرابلس أعطى فرصةً لتقدّم المسارات المحلية والدولية لجهود توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية، و"التقدم في استعداداتنا لإنجاز انتخابات وطنية، وفق قوانين عادلة ونزيهة تنهي المراحل الانتقالية، وتُحقق حلّاً سلمياً لحالة الانقسام والحروب التي هددت وحدة ليبيا وتماسك مجتمعنا".

وكان لافتاً عدّ بعثة الأمم المتحدة أن هذا الاجتماع يُعدّ الاجتماع الأوسع الذي يُعقد داخل ليبيا منذ عقدٍ من الزمن، مشيرةً إلى أنه استهدف متابعة الالتزام الذي عبّر عنه المشاركون خلال اجتماع مماثل في تونس منتصف الشهر الجاري، بشأن العمل معاً لتهيئة الظروف المواتية لإجراء الانتخابات هذا العام.

واستغل المبعوث الأممي باتيلي، اللقاء ليجدد دعوته "جميع القادة في الشرق والغرب والجنوب إلى توطيد دعائم السلام في ليبيا"، مشيراً إلى أن "قادة الوحدات الأمنية والعسكرية يقومون بدورٍ مهمٍ في التوافق حول الترتيبات الأمنية والقضايا الرئيسية الأخرى التي ترافق المسار الانتخابي.

هكذا يضمن الدبيبة بقاءه في السلطة وعدم اعتراض حفتر عليه، أو تشجيعه لحكومة غريمه فتحي

9 نقاط للحوار

وبحسب البعثة، فقد أكد المجتمعون في طرابلس على تسع نقاط، أبرزها أن يكون الحوار ليبياً-ليبياً، وداخل الأراضي الليبية، ورفض التدخل الأجنبي في الشأن الليبي، بالإضافة إلى الالتزام الكامل بكل ما نتج عن الحوار بين القادة العسكريين والأمنيين مع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في اجتماعها الأول في تونس، والثاني في طرابلس.

كما اتفق المجتمعون على نبذ الاقتتال والعنف بكافة أشكاله على كامل التراب الليبي، وعلى مواصلة العمل في طريق توحيد المؤسسات العسكرية من خلال رئاسات الأركان، وتوحيد المؤسسات الأمنية وباقي مؤسسات الدولة، وإيجاد حكومة موحدة لكل مؤسسات الدولة الليبية، وزيادة المجهودات لحل مشكلات المهجّرين والنازحين والمتضررين من الاقتتال والحروب.

وشمل الاتفاق استكمال جهود المصالحة الوطنية، وجبر الضرر، والمضي في مسعى الانتخابات، وحثّ مجلسي النواب والدولة على استكمال الإجراءات المنوطة بهما، وعقد الاجتماع القادم خلال شهر رمضان في مدينة بنغازي في شرق البلاد.

وكان وزير الداخلية المكلّف في حكومة الوحدة عماد الطرابلسي، قد أعلن أنه ترأس الاجتماع الذي عُقد في العاصمة طرابلس، لافتاً إلى أنه استهدف توحيد الجهود من أجل تنظيم الانتخابات ووضع الآليات للتواصل بين الوحدات الأمنية والعسكرية لتأمينها، ونبذ الفرقة للخروج بالبلاد إلى برّ الأمان. كما أعلن مكتب الطرابلسي لاحقاً، في تصريحات تلفزيونية، أنه أكد للمبعوث الأممي جاهزية وزارته لتأمين الانتخابات.

لماذا يرحّب باشاغا بالتعاون؟

وسارعت حكومة الاستقرار الموازية برئاسة فتحي باشاغا، إلى الترحيب بالاجتماع، وعدّت على لسان وزير دفاعها أحميد حومة، أنه استكمال لخطوات سابقة على مدى العامين الماضيين، بهدف توحيد المؤسستين العسكرية والأمنية، واصفاً اللقاء بأنه "سلام الشجعان، وتعالٍ عن الجراح التي أنهكت الوطن، وكادت أن تودي بسيادته واستقلاله".

ودعا حومة في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الموالية لحكومة الدبيبة، كافة الليبيين إلى الالتفاف على مثل هذه الخطوات وتعزيزها، مشدداً على أن المؤسسة العسكرية في حال توحيدها، ستكون هي الضامن لإنجاح أي انتخابات، كذلك لقبول كافة الأطراف لنتائجها بقوة القانون لا بقوة العنف والاقتتال.

لكن رئيس مجلس صبراتة العسكري السابق، وأحد قادة ما كان يُعرف باسم قوات بركان الغضب، الطاهر الغرابلي، رأى أنه ليست هناك معطيات لاجتماع طرابلس إلا الرفس، وكتب عبر تويتر قائلاً: "وبالتأكيد حتى باتيلي تعلّم يرفس طبخة البازين الليبية بامتياز، ولذلك النتائج لا تتعدى ارفس باهي يا باتيلي، لأن المشوار طويل ورفسة وحدة ما تكفيش!!".

هل يعيد حفتر  نموذج الدكتاتورية العسكرية الذي مثّله العقيد معمر القذافي، قبل سقوطه 

حفتر من الحرب إلى السلام

وأقدم حفتر على مغامرات عسكرية أكسبته، وفقاً لمراقبين، سمعة داعية حرب، لكنه عاد مجدداً سلمياً إلى طرابلس في إطار سعيه إلى حكم ليبيا عبر صندوق الاقتراع.

وفي الرابع من شهر نيسان/ أبريل من عام 2019، أمر حفتر البالغ من العمر 79 عاماً، قواته بغزو طرابلس حيث مقر حكومة الوفاق السابقة التي كان يتولى رئاستها فائز السراج، الذي وقّع في المقابل اتفاقيات مثيرةً للجدل مع تركيا سمحت له بالتصدي لقوات حفتر ومنعها من التقدم بعدما حصل على دعم عسكري تركي مباشر، متمثل في أسلحة وقوات تركية ميدانية، بالإضافة إلى جيش من المرتزقة السوريين الموالين لها.

لكن خصوم حفتر الذي يقدّم نفسه على أنه عسكري مخضرم، ويرفع شعار إنقاذ ليبيا من الإرهابيين والمرتزقة، يتهمونه بالسعي إلى إقامة حكم العسكر، وإعادة نموذج الدكتاتورية العسكرية الذي مثّله العقيد الراحل معمر القذافي، قبل سقوطه ومقتله بعد ثورة شعبية دعمها حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 2011، منهياً حكمه الذي دام نحو 42 عاماً.

حفتر ذو الشعر الشائب وصاحب الملامح العابسة، تمكّن عبر إعادة تشكيل الجيش الوطني، من أن يحجز لنفسه مكاناً رئيسياً على أي طاولة مفاوضات، كونه رقماً مهماً في المعادلة السياسية والعسكرية والرجل القوي في شرق البلاد.

وبعدما أقام في ولاية فرجينيا الأمريكية لمدة ربع قرن، عاد حفتر الذي تلقّى تدريباً في الاتحاد السوفياتي، من جديد إلى المشهد في بداية الانتفاضة على القذافي.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image