شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
يملكون 20% من أسهمه… أزمة

يملكون 20% من أسهمه… أزمة "كريدي سويس" وأثرها على المساهمين "الخليجيين"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

اقتصاد نحن والتنوّع

الخميس 16 مارس 202304:05 م

هبطت أسهم بنك كريدي سويس السويسري المرموق بشكلٍ قياسي، بعد ظهر الأربعاء 15 آذار/ مارس 2023، إلى 1.88 دولار للسهم/ بنسبة انخفاض 24%، ما أثار مخاوف جدّية من انهيار البنك لدى المستثمرين المساهمين فيه، بمن فيهم ثلاث مؤسسات استثمارية خليجية تمتلك ما يصل إلى 20% من أسهمه.

والهيئات الثلاث هي: البنك الأهلي السعودي (SNB) وجهاز قطر للاستثمار (QIA) ومجموعة العليان السعودية (TOG). وعبر حسابه في تويتر، قال الكاتب السعودي المختص في الاقتصاد والاستثمار عبد الله الخميس: "بعد خسارته ربع قيمته السوقية في جلسة واحدة، بنك كريدي سويس يُكبّد ثلاث مؤسسات خليجية ثمانية مليار دولار". 

قدّر الخميس خسارة "العليان" بـ3.91 مليار دولار، وجهاز قطر للاستثمار بـ3.44 مليار دولار، والبنك الأهلي السعودي بـ740 مليون دولار حتى اليوم. وقد يبرر فرق سعر شراء الأسهم زيادة خسائر TOG وQIA مقارنةً بـSNB الذي استثمر في المصرف بعد تدهور سهمه أخيراً. وأشار الكاتب الاقتصادي إلى أن تقديراته مستقاة من بيانات وكالة بلومبرغ المتخصصة و"حسابات موقع الشرق". ولم يتسنَّ لرصيف22 التحقق من دقة هذه التقديرات بشكل منفصل.

ونهاية كانون الثاني/ يناير 2023، أفادت وكالة رويترز بأن جهاز قطر للاستثمار رفع حصّته في "كريدي سويس" إلى 6.87% بشرائه 139.03 مليون سهم إضافية بنهاية كانون الأول/ ديسمبر 2022. بلغ إجمالي حصّة QIA في البنك السويسري بذلك 272.25 مليون سهم.

البنك الأهلي السعودي أكبر المساهمين فيه يليه جهاز الاستثمار القطري… كيف بدأت أزمة بنك كريدي سويس السويسري؟ وهل يحلها قرض الـ54 مليار دولار؟

أوضحت رويترز آنذاك أن الجهاز القطري بات بذلك "ثاني أكبر مساهم في البنك السويسري بعد البنك الأهلي السعودي" الذي يمتلك نحو 10% من أسهم البنك السويسري مقابل 3% من الأسهم لمجموعة العليان السعودية. وهو ما عدّته الوكالة "إشارة إلى تزايد أهمية قاعدته من المستثمرين الخليجيين" الذين يملكون مجتمعين نحو 20% من أسهمه.

أعقب ذلك إعلان البنك، في تشرين الأول/ أكتوبر 2022، عن خطط إعادة هيكل تهدف إلى جمع أربعة مليارات فرنك سويسري من المستثمرين (نحو 4.3 مليار دولار)، وإلغاء آلاف الوظائف وتحويل تركيزه من الخدمات المصرفية الاستثمارية إلى عملائه الأثرياء.

كيف بدأت الأزمة؟

أما تراجع أسهم كريدي سويس، الذي تأسس عام 1856، إلى أدنى مستوى على الإطلاق، الأربعاء، فقد جاء بعد ساعاتٍ من تصريح رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي السعودي، عمار الخضيري، بعدم وجود نيّة لـ"زيادة الاستثمار" في كريدي سويس لما قد يترتب على ذلك من "تداعيات تنظيمية"، مضيفاً أن البنك الأهلي سيتخارج من "كريدي سويس" عند تحقيق القيمة المطلوبة للاستثمار، لافتاً إلى أن سعر السهم في البنك "رخيص جداً حالياً.

بعد الضجّة الواسعة التي أثارها تصريحه والخسائر التي ترتبت عليه، عاد الخضيري إلى توضيح أن حديث "فُسِّر بشكل خاطىء"، وأنه قصد أنه لا يعتقد أن بنك كريدي سويس يحتاج إلى مزيد من الأموال أو السيولة.

لكن المخاوف العالمية من أن العالم مقبل على انهيار اقتصادي بدأ بإعلان إفلاس بنكين في الولايات المتحدة الأمريكية، وتصريحات الخضيري وما ترتب عليها من انخفاض حاد في سعر أسهم البنك السويسري، دفعت جميعها الهيئات التنظيمية السويسرية (المصرف المركزي وهيئة الإشراف على الأسواق المالية) لإعلان أنها على استعداد لدعم المصرف "إذا لزم الأمر" مع إصرارها على أن البنك "يلبي متطلبات رأس المال والسيولة المفروضة على البنوك ذات الأهمية النظامية". 

كذلك، أعلن كريدي سويس أنه سيستخدم "الخيارات المتاحة له" لـ"تعزيز السيولة بشكل استباقي" عبر تأكيده عزمه اقتراض نحو 54 مليار دولار (50 مليار فرنك سويسري) من المصرف المركزي في سويسرا. علماً بأن البنك تمسك بأن وضعه المالي لا يشكل مصدر قلق، فيما وصف رئيسه التنفيذي احتياطيات النقد بالبنك بأنها "ما زالت قوية جداً".

بعد التعهدات بتقديم القرض الضخم للبنك، عادت أسهم كريدي سويس إلى الانتعاش بارتفاع ناهز 32% في محاولة لتعويض خسائر الأربعاء. مع ذلك، سارعت بضعة مصارف إلى خفض التعامل معه. ذكرت "بلومبرغ" أن مصرف "بي أن بي باريبا" قال إنه توقف عن قبول بعض الاتفاقات التي يكون كريدي سويس طرفاً فيها.

يملك البنك الأهلي السعودي 10% من أسهم بنك كريدي سويس، في حين رفع جهاز قطر للاستثمار حصّته من أسهمه أخيراً إلى 7% مقابل 3% من الأسهم لمجموعة العليان السعودية. تشير تقديرات إلى تكبد المؤسسات الخليجية الثلاث ثمانية مليارات دولار من خسائر البنك

هل تستدعي الأزمة القلق؟

الأسبوع الفائت، أغلق مصرف سيليكون فالي الأمريكي المصنف السادس عشر ضمن أضخم المصارف في الولايات المتحدة والمتخصص في إقراض شركات التكنولوجيا في أكبر عملية إفلاس لمصرف أمريكي منذ 2008 قبل أن يلحق به مصرف سيغنيتشير في نيويورك ويعلن غلق أبوابه.

وبعد الانخفاض غير المسبوق لأسهم كريدي سويس، زادت المخاوف من أن الانهيار الاقتصادي بصدد التوسع والانتقال من الولايات المتحدة إلى أوروبا. صرّح مدير أسواق رأس المال في مصرف "بادر" الألماني، روبرت هالفر بأن "هذه الأزمة المصرفية أتت من الولايات المتحدة، والآن يشاهد العالم كيف سيتسبب الأمر في مشاكل أيضاً في أوروبا".

كان الأثر قوياً وسريعاً في أسواق الأسهم التي شهدت انخفاضاً حاداً في جميع المؤشرات الرئيسية حول العالم. تراجع مؤشر الأسهم المصرفية ستوكس يوروب بنسبة 7%، ومؤشر فوتسي 100 في بريطانيا بنسبة 3.8%، ومؤشر داكس الألماني بأكثر من 3%، ومؤشر كاك الفرنسي بنحو 3.5%، ومؤشر إيبكس الإسباني بأكثر من 4%. علاوة على تأثر أسهم المصارف الصغيرة والكبيرة في الولايات المتحدة.

في مقال تحليلي لأزمة كريدي سويس، قالت رويترز إن قرض الـ54 مليار دولار يمنح كريدي سويس "بعض الوقت" و"فرصة لإحياء نفسه من الانهيار شبه الكامل من حيث الثقة بعد هز الأسواق العالمية"، واصفةً القرض بأنه "شيك على بياض".

ونقلت الوكالة عن ثلاثة من كبار المصرفيين قولهم إن مخاطر العدوى كانت كبيرة حتى أن ثلاثة بنوك كبرى على الأقل في أوروبا وبريطانيا سارعت لوقف التعامل مع البنك السويسري، مردفةً على لسان "مسؤول تنفيذي كبير" لم تذكر اسمه، أن "بنك كريدي سويس في قائمة المراقبة منذ فترة".

وعبّر العديد من خبراء الاقتصاد حول العالم عن اعتقادهم بأن القرض من المصرف المركزي السويسري قد تثبت نجاعته كمحاولة لاحتواء الأزمة على المستوى القريب، لكنه لن يعالج "الفوضى الإستراتيجية في البنك أو عدم قدرته على إقناع المستثمرين والعملاء بأنه قادر على تجاوز الأزمة"، وفق رويترز.

ولم تفلح محاولات المصرف المركزي وهيئة الإشراف على الأسواق المالية في سويسرا في تجاوز المخاوف تماماً. برغم تأكيدهما في بيان مشترك على أنه "ليس هناك مؤشرات على وجود خطر مباشر، من انتقال عدوى اضطرابات الأسواق المصرفية الأمريكية إلى المؤسسات السويسرية".

تراجعت أسهم كريدي سويس، الذي تأسس عام 1856، إلى أدنى مستوى على الإطلاق، بعد ساعاتٍ من تصريح رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي السعودي، عمار الخضيري، بعدم وجود نيّة لـ"زيادة الاستثمار" في كريدي سويس لما قد يترتب على ذلك من "تداعيات تنظيمية"

أزمات كريدي سويس المتكررة

يعزز تلك المخاوف انهيار الثقة بـ"ثاني أكبر مقرض في سويسرا" - كريدي سويس - عقب سنوات من الفضائح والخسائر بلغت ذروتها العام الماضي بالتحقيق في احتمال تورطه في قضيّة غسل أموال عصابة إجرامية بعدما كان رمزاً للصدقية السويسرية.

وكانت قيمة أسهم البنك قد انخفضت بنحو الثلثين في 2022 إثر سحب عدد من كبار العملاء أموالهم، بما في ذلك 110 مليارات فرنك سويسري (نحو 120 مليار دولار) في الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة، وسط تكهنات بأن البنك قد لا يجني أرباحاً ثانيةً قبل عام 2024.

قبل ذلك، عام 2021، تكبّد البنك خسارة قدرها 5.5 مليارات دولار عقب تفكك شركة الاستثمار الأمريكية "أركيغوس"، واضطر إلى تجميد نحو 10 مليارات دولار من صناديق تمويل سلسلة التوريد المرتبطة بإمبراطورة التمويل البريطانية "غرينسيل"، ما كشف عن إخفاقات إدارة المخاطر بالبنك.

وكان تسريب "أسرار سويسرية"، الذي تضمن كشف بيانات عشرات آلاف عملاء كريدي سويس، عن "مليارات الدولارات التي خبّأها مجرمون ومحتالون وسياسيون فاسدون" ومسؤولون سابقون متورطون في التعذيب وتجارة المخدرات والإتجار بالبشر وغسيل الأموال والفساد والجرائم الخطيرة الأخرى، بمن فيهم مسؤولون مرموقون ورجال أعمال عرب، ومنهم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ونجلا الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، علاء وجمال.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard
    Popup Image