شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
مطار حلب خارج الخدمة عقب قصف إسرائيلي… لماذا تستهدف تل أبيب المطارات السورية؟

مطار حلب خارج الخدمة عقب قصف إسرائيلي… لماذا تستهدف تل أبيب المطارات السورية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

شنّت إسرائيل، فجر الثلاثاء 7 آذار/مارس 2023، هجوماً جويّاً جديداً على مطار حلب الدولي (شمالي سوريا) تسبب بـ"أضرار مادية" تمثّلت في تدمير مدرجَ المطار "وخروجه عن الخدمة"، فيما وصفته وزارة الخارجية والمغتربين السوريّة بأنه "أبشع صور الهمجية واللا إنسانية للكيان الإسرائيلي"، و"أشد وأفظع الانتهاكات للقانون الدولي".

وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) بأن "العدو الإسرائيلي نفّذ عدواناً استهدف بالصواريخ مطار حلب الدولي، ما أدى إلى خروجه من الخدمة"، مضيفةً على لسان مصدر عسكري لم تذكره اسمه أو رتبته أن الهجوم وقع في تمام الساعة الثانية وسبع دقائق فجراً، ومن اتجاه البحر المتوسط (غربي اللاذقية).

"جريمة مزدوجة"

من جهتها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية "العدوان الإجرامي الذي ارتكبه الكيان الإسرائيلي"، معتبرةً أنه "يعد جريمة مزدوجة كونه استهدف مطاراً مدنياً من جهة، ومن جهة أخرى استهدف إحدى القنوات الأساسية لوصول المساعدات الإنسانية من داخل سوريا وخارجها إلى ضحايا الزلزال المدمّر الذي ضرب المنطقة في السادس من شباط/فبراير الماضي". وكان مطار حلب قد استقبل أكثر من ثمانين طائرة مساعدات خلال الشهر الماضي.

وقالت "الخارجية السورية" إن هذا العدوان "يعكس من جديد أبشع صور الهمجية واللا إنسانية للكيان الإسرائيلي، وممارسته أشد وأفظع الانتهاكات للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي"، محذّرةً تل أبيب "من مغبة الاستمرار في ارتكاب هذه الجرائم" وداعيةً المجتمع الدولي "لإدانتها والعمل على وضع حد لها، خاصّة أنها تنذر بالمزيد من التهديدات والأخطار للأمن والسلم في المنطقة والعالم".

"أبشع صور الهمجية واللا إنسانية للكيان الإسرائيلي"... قصف إسرائيلي ليلي على مطار حلب يؤدي إلى خروجه من الخدمة مؤقتاً. لماذا تستهدف إسرائيل المطارات السورية تحديداً بوتيرة متزايدة منذ العام الماضي؟

بدورها، أعلنت وزارة النقل عن تحويل هبوط طائرات المساعدات الإغاثية الإنسانية لمتضرري الزلزال المبرمجة رحلاتها عبر مطار حلب الدولي إلى مطاري دمشق واللاذقية، داعيةً المسافرين لترتيب أمور سفرهم ومواعيد رحلاتهم مع شركات الطيران ومكاتبها المعنية.

وتابعت أن كوادرها الفنية "باشرت عمليات الكشف عن الأضرار وإزالة آثارها، تمهيداً لإصلاحها بالتعاون مع الشركات الوطنية المعنية".

وهذه هي المرة الثانية التي تضرب فيها إسرائيل مواقع في سوريا بعد الزلزال. في 19 شباط/ فبراير 2023، قُتل 15 شخصاً في قصف إسرائيلي لحي سكني في دمشق، بحسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان.

تصاعد الهجمات الإسرائيلية ضد "أهداف إيرانية"

منذ العام الماضي، كثّفت إسرائيل هجماتها الجويّة التي تُنفذ عادةً ليلاً أو فجراً على المطارات السورية، لهدف مزعوم هو تعطيل استخدام عدوتها اللدودة إيران المتزايد لها كخطوط إمداد جوية لإيصال الأسلحة إلى حلفائها في سوريا ولبنان، على رأسهم جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية المسلحة.

ورغم اتهامها علناً من المسؤولين السوريين والإيرانيين، نادراً ما أقرت إسرائيل بتنفيذ ضربات في سوريا، علماً أنها تتوعد بانتظام بمواصلة تصديها لما تصفها بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط. وتكتفي بالرد على هذه الاتهامات بقولها: "لا نعلّق على تقارير أجنبية".

ويدافع الجيش الإسرائيلي عن أي ضربات واعتداءات يشنها، في سوريا أو لبنان، بالقول إنها ضرورية لمنع طهران من تثبيت أقدامها قرب الأراضي التي تخضع لسيطرة إسرائيل.

من جهتها، تعترف إيران بوجود عناصر من قواتها المسلحة في سوريا لكنها تقول إنها تؤدي "مهمات استشارية" فقط. في حين أن حزب الله منخرط في القتال الذي يخوضه نظام الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه منذ عام 2011.

محذرةً من أن تكراره يهدد "الأمن والسلم في المنطقة والعالم"… الخارجية السورية تعتبر القصف الإسرائيلي لمطار حلب "جريمة مزدوجة كونه استهدف مطاراً مدنياً، واستهدف إحدى القنوات الأساسية لوصول المساعدات الإنسانية من داخل #سوريا وخارجها إلى ضحايا #الزلزال"

وفي كلمة أمام المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي، في 29 كانون الأول/ ديسمبر 2022، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي إن "الجيوش التي تحاول إيران تأسيسها في أنحاء الشرق الأوسط" أحد أوجه تهديد الجمهورية الإسلامية لإسرائيل والعالم، مستدركاً بأن "الأمر الأكثر أهمية بالنسبة إلينا هو ترسيخ الوجود إذ يحاول الإيرانيون، لا عبر وكلاء فحسب إنما من خلال أسلحة وبنى تحتية أيضاً، التمركز في منطقة قريبة منا، في لبنان وسوريا بالدرجة الأولى".

أحدث الضربات الإسرائيلية لسوريا

في حزيران/ يونيو 2022، نقلت "سانا" عن مصدر عسكري لم تذكر اسمه أن مواقع في جنوب دمشق تعرضت لقصف إسرائيلي أسفر عن إصابة مدني بجروح. لاحقاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف استهدف مستودعات تابعة لحزب الله وقوات إيرانية في محيط مطار دمشق، لافتاً إلى وقوع جرحى دون تحديد عددهم أو جنسياتهم.

في أيلول/ سبتمبر 2022، قالت وزارة الدفاع السورية إن خمسة جنود سوريين قتلوا "في غارات جوية إسرائيلية على مطار دمشق الدولي ومناطق أخرى قرب العاصمة السورية". 

منذ العام الماضي، كثّفت إسرائيل هجماتها الجويّة التي تُنفذ عادةً ليلاً أو فجراً على المطارات السورية، لهدف مزعوم هو تعطيل استخدام عدوتها اللدودة إيران المتزايد لها كخطوط إمداد جوية لإيصال الأسلحة إلى حلفائها في سوريا ولبنان، على رأسهم جماعة حزب الله

وفي 13 تشرين الثاني/ نوفمبر من نفس العام، قُتل عسكريان وأصيب ثلاثة في قصف إسرائيلي لمطار الشعيرات العسكري (وسط البلاد). وفي 19 من الشهر عينه، أدت غارات إسرائيلية على مواقع في وسط البلاد وغربها إلى مقتل أربعة عسكريين سوريين، وفق الإعلام الرسمي السوري.

وفجر الثاني من كانون الثاني/ يناير 2023، قصفت إسرائيل "مواقع لحزب الله اللبناني ومجموعات موالية لإيران، بما في ذلك مستودع أسلحة" في مطار دمشق الدولي ومحيطه، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعلنت "سانا" لاحقاً عن سقوط قتيلين عسكريين إثر القصف علاوة على خروج المطار عن الخدمة تماماً.

كانت تلك المرة الثانية التي يخرج فيها مطار دمشق من الخدمة منذ هجمات حزيران/ يونيو التي أدت إلى تعليق كل الرحلات لنحو أسبوعين بسبب أضرار بأحد المدرّجات. 

نهاية كانون الثاني/ يناير 2023، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن سبعة أشخاص غير سوريين قتلوا في غارة ليلية "مجهولة" استهدفت "قافلة شاحنات تبريد لميليشيات إيرانية"، في ريف مدينة البوكمال بريف دير الزور شرق سوريا، كانت تنقل أسلحة إيرانية.

يُشار إلى أن تصاعد الاستهداف الإسرائيلي لما توصف بـ"أهداف إيرانية في سوريا" يأتي عقب تقارير عن نيّة طهران تزويد دمشق بأنظمة مضادة للطائرات. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية خبراً مفاده أن هجوماً إسرائيلياً قبل أسبوعين استهدف "اجتماعاً مشتركاً لمسؤولين رفيعي المستوى" من سوريا وإيران حول تصنيع الطائرات بدون طيار.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ما زلنا في عين العاصفة، والمعركة في أوجها

كيف تقاس العدالة في المجتمعات؟ أبقدرة الأفراد على التعبير عن أنفسهم/ نّ، وعيش حياتهم/ نّ بحريّةٍ مطلقة، والتماس السلامة والأمن من طيف الأذى والعقاب المجحف؟

للأسف، أوضاع حقوق الإنسان اليوم لا تزال متردّيةً في منطقتنا، إذ تُكرّس على مزاج من يعتلي سدّة الحكم. إلّا أنّ الأمر متروك لنا لإحداث فارق، ومراكمة وعينا لحقوقنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image