شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"المُرهَقون"... حضور أول للسينما اليمنية في البرلينالة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن وحرية التعبير

الاثنين 20 فبراير 202301:42 م

يُعرض فيلم "المُرهَقون" أو The Burdened في مهرجان برلين السينمائي الدولي (برلينالة) في نسخته الـ73، الاثنين 20 شباط/ فبراير 2023، في أول مشاركة يمنية في المهرجان العريق وإنجاز فني عالمي جديد يحيي السينما اليمنية التي تضررت بشدة إثر الحرب الأهلية الممتدة نحو تسع سنوات.

وبرلينالة هو أحد أهم المهرجانات السينمائية العالمية منذ تأسيسه عام 1951، ويشارك فيه بانتظام كبار نجوم السينما في العالم والعديد من الأفلام العربية المتميزة. طغت الحرب الروسية على أوكرانيا على أعمال هذه النسخة من الدورة المقامة من 16 حتّى 26 شباط/ فبراير، ويتنافس 19 فيلماً على جائزتها الرئيسية، جائزة الدب الذهبي.

واحتفى منتج الفيلم محسن الخليفي، عبر حسابه في فيسبوك، بعرض الفيلم في البرلينالة، قائلاً "وجودنا في واحد من أكبر المهرجانات السينمائية العالمية يعد الخطوة الأكبر لنا حتى اليوم، ويعد أيضاً الوجود الأول ضمن الاختيارات الرسمية لمهرجان برلين لفيلم من اليمن. كفريق عمل الفيلم وصنّاعه، نحن فخورون جداً بهذا الإنجاز الذي لم يتحقق إلا بعد سنين من العمل ودعم ومساندة زملائنا الفنانين وكل الداعمين والشركاء الذين لولاهم لما تحقق هذا الحلم".

في حين قالت صانعة الأفلام اليمنية مريم الذبحاني لوكالة رويترز إن الفيلم "قُدِّم بطريقة تناسب الجمهور الأوروبي" لكن "المهم هو أن يسمع العالم أكثر عن اليمن ويعرف ما يدور فيه بعيون وأصوات يمنية".

مأخوذ عن قصّة حقيقية لأسرة عدنية… فيلم "المُرهَقون" يسجل أول حضور للسينما اليمنية في مهرجان برلين السينمائي الدولي في مسعى لأن "يسمع العالم أكثر عن #اليمن ويعرف ما يدور فيه بعيون وأصوات يمنية"

قصّة حقيقية

يروي "المُرهَقون" قصّة أسرة يمنية شابة - مكونة من زوجين (أحمد وإسراء) وثلاثة أطفال - تعاني من الضغوط الاقتصادية الخانقة التي ترتبت على الحرب الأهلية الممتدة منذ عام 2014 في اليمن.

وبعد أن تكتشف الزوجة حملها بطفلٍ جديد، تقرر هي وزوجها التخلص منه، لتتوالى الأحداث التي تكشف خطورة تنفيذ مثل هذا القرار بالرغم من أنه يبدو الأنسب للأسرة، وكذلك للطفل المنتظر من حيث حمايته من ظروف معيشية لن تكون سهلة لتنشئته لا سيّما مع فقدان الزوجين وظيفتيهما تبعاً للأزمة الاقتصادية.

العمل مأخوذ عن قصّة حقيقية شهدتها مدينة عدن (جنوب اليمن) عام 2019. وبعد العرض الرسمي الأول في البرلينالة، من المقرر أن يُعرض الفيلم للجمهور في صالات السينما وعبر المنصات الرقمية في الدول العربية وحول العالم.

جرى تصوير الفيلم في عدن على مدار 70 يوماً في عام 2021. وأُسندت شخصياته إلى مجموعة من الممثلين المحترفين، والمبتدئين بعد تلقيهم تدريبات مكثّفة نحو ثلاثة أشهر.

وهو من إخراج عمرو جمال الذي شارك في كتابة السيناريو مع مازن رفعت، وإنتاج شركة "عدنيوم للإنتاج الفني" في إنتاج يمني سعودي سوداني مشترك. أما أبطاله فهم: خالد حمدان وعبير محمد وسماح العمراني وإسلام سليم ورؤى الهمشري وعمر إلياس.

وسبق أن فاز "المُرهَقون" بالجائزة الكبرى في سوق "مهرجان كارلوفي فاري" للأفلام قيد الإنتاج في تشيكيا في تموز/ يوليو 2022.

وفق موقع "سوث 24" اليمني، "يكافح الجيل الشاب من منتجي السينما في مدينة عدن لعرض أعمالهم في قاعات الزفاف والمؤتمرات بعد أن كانت هناك 40 دار سينما تعمل فيها قبل أن تتسبب في تدميرها الصراعات.

عمرو جمال هو أحد أفراد هذا الجيل الشاب من الفنانين العدنيين إذ يحاول التجديد في السينما اليمنية. كان ذلك جليّاً في فيلمه الأول "10 أيام قبل الزفة"، ومن ثم عرضه مسرحية "هاملت" في عدن.

أبرزها "المُرهَقون" و"تحت سماء دمشق"... حضور عربي ضعيف ومخيّب للآمال في البرلينالة في دورته الـ73. تعرفوا/ تعرفن على أبرز الأفلام العربية والقضايا التي تعرضها

الحضور العربي في المهرجان

في غضون ذلك، تشهد الدورة الحالية للبرلينالة حضوراً عربياً ضعيفاً ومخيّباً للآمال إذ خلا قسم "المنتدى" للمرة الأولى من أي فيلم عربي طويل روائياً كان أو وثائقياً بعد أن كان يشهد عرض عدة أفلام عربية بشكل سنوي، بحسب الناقد الفني المصري أحمد شوقي.

اقتصر الحضور العربي على "البانوراما" التي شهدت الظهور الأول للسينما اليمنية في برلينالة، عبر "المُرهَقون"، وفيلم "تحت سماء دمشق"، وهو وثائقي من إخراج الثلاثي هبة خالد وعلي وجيه وطلال ديركي.

يركّز "تحت سماء دمشق" على الجانب المظلم لصناعة السينما في سوريا من خلال استعراض معاناة مجموعة من الممثلات للتحرش الجنسي والإساءات الجسدية الناجمة عن الأفكار الذكورية والتمييز ضد النساء في الأعمال الفنية. تحاول هذه الفنانات كسّر الصمت عن هذه الجرائم عبر مشروع عمل مسرحي رغم خوفهن من الانتقام.

وفي قسم "المنتدى الممتد"، يظهر عملان فنيان من مصر، أولهما  عرض Video Installation يمزج الصور الفوتوغرافية والفيديو للمخرج تامر السعيد بعنوان "استعارة ألبوم العائلة" عن استعادة ذكرى أحد الأقارب المفقودين، وفيلم قصير لعاصم هنداوي بعنوان "سيميا: ستراتاجيم لعدم التحديد" عن برنامج ذكاء اصطناعي وهمي.

واختار "برلينالة للمواهب" سبعة مواهب عربية للمشاركة في فعاليات هذا العام، من أبرزها : الممثل الفلسطيني سامر بشارات، والمخرج العراقي علي كريم، والمخرجة والمصورة الجزائرية زليخة طاهر، والمنتجة المصرية قسمت السيد.

ولم يظهر في لجان التحكيم الرسمية إلا المخرجة المصرية آيتن أمين كعضوة في لجنة تحكيم جائزة أحسن عمل أول في المهرجان، والناقد المصري حسام فهمي من خلال لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للنقاد (فيبرسي) الخاصة بتقييم أفلام قسم "المنتدى".

يُشار إلى أن "عروض المنتدى الموسع" للمهرجان تعرض ثلاثة أفلام عربية، هي: الفيلم السوري "وادي الخرسانة" لأنطوان بورجيه ويروي قصّة عائلة سورية هاجرت إلى كندا وتحاول التأقلم مع المجتمع الجديد، والفيلم اللبناني "الرفيق القائد، كم هو جميل أن أراك" لوليد رعد عن تغيير تسمية شلالات لبنان عدة مرات من قبل الميليشيات المنخرطة في الحرب الأهلية اللبنانية (1975 - 1990) بسبب اختلاف تحالفاتها، والفيلم المصري "هنا، على هذا الشاطئ" لياسمينا متولي.


إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image