يبدو أن التكتل الهندوسي-الإبراهيمي سيكون لاعباً فعّالاً في الشرق الأوسط والدول العربية عموماً، في ظل مساعي الهند إلى الانخراط في منطقة تُعدّ موردها الأهم من الطاقة والعمالة الأجنبية، التي تتركز عبر بوابة الخليج، وخاصةً الإمارات، حيث تمّ تأسيس ممر غذائي بين البلدين وإسرائيل، وبمشاركة الولايات المتحدة لتكون سلة غذاء الشرق الأوسط.
ولا تقتصر أسباب انخراط الهند في الشرق الأوسط على دوافع اقتصادية، لكن هناك أيضاً مخاوف أمنية تتعلق بتأمين الممرات البحرية وموازنة التقارب التركي-الباكستاني، والتواجد الصيني في المنطقة ومكافحة الإرهاب.
الهند في المنطقة
بحسب الباحثة الهندية أديتي بهادوري، فإن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا من المناطق المهمة جداً بالنسبة إلى الهند، من حيث أمن الطاقة، وفرص الاستثمار، والأسواق، والموارد، وما إلى ذلك، كما أن الأحداث في المنطقة لها تأثير كبير على بلادها خصوصاً الوضع الأمني.
وتقول لرصيف22: "يؤثر الصراع أو عدم الاستقرار على إمدادات النفط العالمية أو الأسعار التي تعاني منها الهند. وبالمثل، فإن ظهور منظمات مثل القاعدة أو داعش يؤثر سلباً على الهند من خلال نشر الأيديولوجيا السامة والإرهاب"، مشيرةً إلى أن "للهند عدداً كبيراً من المغتربين في دول الخليج، وعليه فمن الضروري لنيودلهي أن تكون لها علاقات جيدة ومستقرة مع هذه المنطقة".
وبرأي الباحثة والزميلة المشاركة في مركز دراسات الحروب البرية الهندي، مانجاري سينغ، فإن التحول الجيو-سياسي والجغرافي الاقتصادي العالمي نحو آسيا والهند كونها واحدةً من القوى الناشئة والممثل الشرعي للجنوب العالمي، جذب الشرق الأوسط نحو نيودلهي.
تقتصر أسباب انخراط الهند في الشرق الأوسط على دوافع اقتصادية، لكن هناك أيضاً مخاوف أمنية تتعلق بتأمين الممرات البحرية
وتعتقد الباحثة في حديثها إلى رصيف22، أنه "لا يمكن تجاهل الهند، نظراً إلى سوقها النابض بالحياة، وتمثيلها في المجتمع العالمي، ونفوذها في المنطقة، وكذلك في جنوب آسيا، وقدرة القوة الشرائية، والموارد البشرية".
وتتمتع الهند بشراكة إستراتيجية مع أكثر من ست دول في المنطقة، ووقّعت تعاوناً أمنياً مع أكثر من ثماني دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ليكون أحد أعلى المعدلات التي وقعتها على الإطلاق مع أي منطقة، وفقاً لسينغ.
وتقوم هذه العلاقات على اعتماد نيودلهي على منتجات الطاقة من الخليج، لضمان أمن طاقتها، وهي ثالث أكبر مستهلك للنفط، ومن المتوقع أن تتجاوز الصين في المستقبل، كذلك فإن الهند هي المورد الرئيسي للعمالة الرخيصة الماهرة، وتحصل على ما يقرب من 50 مليار دولار تحويلات مالية من العاملين في الخليج.
وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، قد زار الإمارات ثلاث مرات منذ توليه منصبه، وتم تأجيل زيارة أخرى في كانون الثاني/ يناير 2022، بسبب كورونا. خلال زيارته الأولى، تم رفع مستوى العلاقات إلى شراكة إستراتيجية شاملة. كما زار الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، الهند في عامي 2016 و2017، فيما زار مودي السعودية في عامي 2016 و2019، وشهد ذلك العام أيضاً زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الهند.
في الإمارات وحدها أكثر من 3 ملايين عامل هندي، يتم توظيفهم في الأعمال الشاقة، مثل البناء والصناعة والتعدين فضلاً عن فئة كبيرة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات. ويقترب حجم التبادل التجاري السنوي بين الطرفين من 100 مليار دولار، منها 60 مليار دولار مع الإمارات التي وقّعت مع نيودلهي اتفاق تجارة حرة و30 مليار دولار مع السعودية.
الطموحات الكبيرة
يقول الزميل في مؤسسة Observer للأبحاث، أكبير تانيجا، إنه من الخطأ الاعتقاد بأن الهند تعمل فقط على زيادة دورها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الآن. ويضيف في حديثه إلى رصيف22: "الإسلام في الجزء الجنوبي من البلاد لديه صلة مباشرة بالخليج من خلال طرق التجارة التاريخية التي تعود إلى قرون. في الوقت الحاضر، يعمل أكثر من 7 ملايين هندي في الخليج. لكن نسمع عن الهند كثيراً الآن لأنها أصبحت خامس أكبر اقتصاد في العالم، وأصبح تأثيرها الاقتصادي والسياسي أكثر وضوحاً".
وبرأي الكاتب، فإن موقف السياسة الخارجية لنيودلهي الحالي يدفع نحو نظام متعدد الأقطاب، وعليه يظهر أن هناك زيادةً في النشاط بين الهند والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
في الشهر الماضي، وفي خطوة غير مسبوقة، أعلنت الهند عن ارتقاء علاقتها مع مصر إلى "شراكة إستراتيجية"، ووضعت الدفاع والأمن على أنهما الركيزة الأساسية للعلاقة الثنائية.
وتحوّل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الشهر ذاته أيضاً، إلى ضيف شرف في احتفالات يوم الجمهورية الهندية. وأفادت مصادر رسمية هندية بأن الزيارة أعطت إشارةً قويةً للعالم بأن كلا البلدين يرسمان الآن خريطة طريق معاً في ما يتعلق بالشرق الأوسط.
وقرر الجانبان إنشاء مجموعة عمل مشتركة لمكافحة الإرهاب تهدف إلى تبادل المعلومات وأفضل الممارسات، وتُعدّ منطقة آسيا الوسطى ساحة قلق للبلدين، من حيث انتشار الجماعات الإرهابية، خاصةً بعد جلاء القوات الأمريكية من أفغانستان.
يقول الباحث وأستاذ العلوم السياسية عايد المناع، إن "الهند من الدول التي لديها طموحات كبيرة في شتى المجالات السلمية والحربية، والتي يمكن الاستفادة منها في العالم العربي"، ويضيف: "الهند تحتاج إلى النفط والغاز وأسواق لسلعها وفرص عمل لمواطنيها، وعليه فإنها ترى في دول الخليج فرصةً لإعادة إحياء العلاقات التجارية القديمة مع المنطقة".
الهند تنافس الصين، وتريد أن يكون لها موضع قدم أكثر في المنطقة العربية، عن طريق العلاقات الطيبة والتعاون العسكري والأمني، فكيف سينعكس ذلك على التوازنات في المنطقة؟
ومع ذلك يرجّح المناع، في حديثه إلى رصيف22، أن "الهند تنافس الصين، وتريد أن يكون لها موضع قدم أكثر في المنطقة العربية، عن طريق العلاقات الطيبة والتعاون العسكري والأمني، وألا تترك المجال لبكين".
يؤكد الباحث الكويتي أن دول المنطقة منفتحة على الوجود الهندي كقوة تكنولوجية صاعدة وشريك جديد، لكن من دون إقصاء الصين أو روسيا، لأن التوجهات الحالية، هي تنويع الشركاء والحلفاء وليس استبدال دولة بأخرى.
قضية كشمير
أحد انعكاسات العلاقات السياسية الوثيقة بين الهند والسعودية والإمارات، هو التغير الواضح في موقف البلدين الأخيرين تجاه الهند في نزاعها مع حليفتهما القديمة باكستان، في شأن كشمير، إذ أشار بيان مشترك نُشر خلال زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى الهند في عام 2019، إلى اعتراف السعودية بمكافحة الهند للتهديدات الإرهابية بشأن كشمير.
ودعت السعودية والإمارات وزير خارجية الهند سوبرامانيام جايشانكار، إلى المشاركة للمرة الأولى كضيف شرف في مؤتمر وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي عام 2019، وتم منع باكستان من إدراج إدانة للهند في البيان الختامي. وأعلنت الإمارات أنها تعتزم الاستثمار في منطقة جامو وكشمير التي تديرها الهند والتي تشكل نقطة خلاف مع باكستان.
في المقابل، كان رئيس الوزراء الهندي مودي، أحد القادة القلائل الذين التقوا بمحمد بن سلمان، في عامي 2018 و2019، في خضم أزمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي. في 2019، قرر رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، منح مودي، أعلى وسام للقادة الأجانب (وسام زايد).
يرى المناع أن "الخليج بات ينظر إلى مصالحه، وكشمير قضية ثنائية وقديمة وستبقى لفترة طويلة، وهذا الخلاف لن يؤثر على علاقات الدولتين مع دول الخليج، لكن إذا اندلع صراع، ربما يكون هناك تعاطف مع باكستان، ويمكن للخليج أن يلعب دوراً إيجابياً في إطار علاقته الطيبة مع الجانبين".
في شباط/ فبراير 2021، نجحت الإمارات في تسهيل اتفاق مشترك بين الهند وباكستان لدعم اتفاقية وقف إطلاق النار لعام 2003، عبر خط السيطرة، وهو نجاح دبلوماسي غير مسبوق لأبو ظبي يهدف إلى توطيد العلاقات مع الهند من دون استعداء باكستان.
الوجود الأمني
واكب نمو العلاقات الاقتصادية والسياسية زيادةً في التعاون الأمني والعسكري بين الهند ودول الخليج، خصوصاً في عام 2020، حينما زار قائد الجيش الهندي إم إم نارافاني السعودية والإمارات للمرة الأولى.
انخرطت الهند تدريجياً في أمن الممرات الملاحية في الخليج، حيث يتم تصدير معظم نفطها على سفن الحاويات عبر مضيق هرمز وبحر العرب
وانخرطت الهند تدريجياً في أمن الممرات الملاحية في الخليج، حيث يتم تصدير معظم نفطها على سفن الحاويات عبر مضيق هرمز وبحر العرب. وزادت البحرية الهندية مؤخراً زياراتها إلى موانئ الخليج (بما في ذلك إيران)، ومشاركتها في مناورات مشتركة مع كافة البلدان. في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، نفذت سلطنة عمان والهند تمريناً بحرياً مشتركاً.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم لزيادة الوجود البحري لعام 2018، بين الهند وسلطنة عمان لاستخدام المرافق في الدقم. وتمنح الاتفاقية الهند إمكانية الوصول إلى الميناء، ومرافق التزود بالوقود والصيانة للأغراض التجارية والعسكرية.
ليس من المستبعد أن يؤدي الوجود الهندي المتنامي في بحر العرب والخليج في النهاية إلى بناء قواعد هندية، لحماية مصالحها، وفقاً لتقرير لجامعة تل أبيب في العام الماضي.
ومع ذلك، تؤكد الباحثة الهندية مانجاري سينغ، أن نيودلهي تلتزم بالسياسات غير الإلزامية وعدم التدخل عسكرياً في المنطقة عموماً، وهذا يمنعها من إشراك جيشها أو المشاركة في عمليات ضد الإرهاب.
وتشير لرصيف22، إلى أن بلادها تتعاون في تبادل المعلومات الاستخباراتية و المشاركة في قوات حفظ السلام، لكن الإطار الحالي لا ينطوى حتى الآن على التواجد العسكري، ومع ذلك ربما في المستقبل يكون هناك تعاون آخر في ظل وجود تهديدات مشتركة كالإرهاب.
ووقّعت الهند والسعودية اتفاقية تعاون أمني خلال زيارة الملك سلمان في عام 2014. يشمل التعاون تبادل المعلومات الاستخباراتية، ومكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وتسليم المشتبه بهم بالإرهاب.
وتم إنشاء مجلس شراكة إستراتيجية في 2019، لتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب بين الرياض ونيودلهي. واتفق الطرفان على التعاون التكنولوجي السيبراني في الحرب على الجريمة والإرهاب.
وفي 2021، شاركت الهند في مناورة جوية استضافتها الإمارات إلى جانب القوات الجوية للسعودية والبحرين والولايات المتحدة وفرنسا وكوريا الجنوبية.
القضية الفلسطينية
لطالما أيدت نيودلهي حق الفلسطينيين في تقرير المصير، ووقفت إلى جانب الدول العربية في صراعها مع إسرائيل، فدعمت الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بسبب النضال المشترك ضد الاحتلال البريطاني وأسسوا معاً حركة عدم الانحياز.
لاحقاً، عام 1992، نجحت إسرائيل في إقامة علاقات دبلوماسية مع الهند، لكن الأخيرة ظلت حريصةً على عدم تخريب علاقاتها مع الدول العربية، إلا أنه بعدما تولى مودي اليمنيي الحكم، أنشأ تحالفاً عميقاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
مجموعة تحديات أمام الهند، أبرزها أن المنطقة معرضة للصراع، وهناك تعريب أثّر على مجتمع الهنود العاملين في الخليج، فضلاً عن أن الهند ليست الدولة الوحيدة المنخرطة في الشرق الأوسط
ويمتلك مودي ونتنياهو أيديولوجيا يمينية وقومية ووجهات نظر عالمية متشابهة، خاصةً في مواجهة القوى الإسلامية. وأصبحت إسرائيل ثاني أكبر مورد للأسلحة إلى الهند في عهد مودي، وتوفر لها حلول الأمن السيبراني لتأمين بنيتها التحتية الحيوية والتكنولوجيا وتدرب القوات الخاصة الهندية في كشمير.
الهند وتركيا
تزامن تنامي العلاقات بين الهند ودول الخليج، والهند وإسرائيل، مع مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى إنشاء تحالف مع باكستان وماليزيا، فخلق التحالف المتصاعد بين تركيا وباكستان علاقات فاترةً بين أنقرة ونيودلهي التي حاولت أن تستمر في حركة عدم الانحياز مع ميول واضحة إلى المعسكر السوفياتي، فيما انضمت وريثة الخلافة العثمانية إلى حلف الناتو.
ازداد الفتور مع ظهور أردوغان بصفته داعماً للإسلام السياسي، الذي يتعارض مع القومية الهندوسية لرئيس الوزراء الهندي. وكثّف أردوغان دعم باكستان في شأن كشمير، إذ انتقد خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2019، الهند، لإلغاء الحكم الذاتي لجامو وكشمير، ما دفع مودي إلى عدم زيارة تركيا ولقاء أردوغان.
في الوقت ذاته، كانت إسرائيل التي وقعت في خلاف مع أردوغان أيضاً، تزيد من دعم القوات الهندية، فيما لجأت باكستان إلى تركيا كونها شريكاً أمنياً وعسكرياً موثوقاً، في تعزيز قدراتها الدفاعية.
الاتفاقيات الإبراهيمية
بعدما وقّعت الإمارات والبحرين اتفاق "إبراهيم" لتطبيع علاقات مع إسرائيل، ظهرت كتلة جديدة تُسمى الكتلة الإبراهيمية، التي بدأت في التعاون مع الكتلة الهندوسية الهندية.
في العام الماضي، دشنت الهند مع الإمارات وإسرائيل ممراً غذائياً بين نيودلهي والشرق الأوسط، لتشكيل قوة جديدة لتصدير الأغذية وإعادة تشكيل العلاقات التجارية عبر الحافة الجنوبية لأوراسيا.
وفي 14 تموز/ يوليو 2022، تم عقد الاجتماع الأول لرؤساء حكومات الهند وإسرائيل والإمارات بمشاركة الولايات المتحدة، التي رحبت بهذا الممر كمركز يوفر ثقلاً جيو-سياسياً يوازن الوجود التجاري الصيني المتوسع عبر المحيطين الهندي والهادئ إلى الشرق الأوسط.
يجري العمل على خطط من أجل ربط اليونان وقبرص بالهند في خطة تشمل أيضاً إسرائيل والسعودية ومصر والإمارات
في رأي الباحث في المعهد النمساوي للسياسة الأوروبية والأمنية، مايكل تانخوم، فإن طموح الهند في أن تكون سلة غذاء للشرق الأوسط وما وراءه يعتمد بشكل أساسي على قدرتها على زيادة إنتاجها الزراعي، الأمر الذي يتطلب بدوره إدارةً دقيقةً لمواردها المائية.
فتح التعاون بين الكتلة الإبراهيمية والهندوسية شهية دول أخرى كفرنسا، التي كشفت عن خريطة طريق طموحة مع الهند والإمارات، للتعاون في عدد كبير من المجالات، بما في ذلك الدفاع والطاقة والتكنولوجيا في إطار ثلاثي.
وفي 2021، أفادت وسائل الإعلام الهندية أنه يجري العمل على الخطط من أجل ربط اليونان وقبرص بالهند في خطة تشمل أيضاً إسرائيل والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، ويركز المشروع على بناء ممر يربط الهند بالخليج وغرب آسيا بشرق البحر الأبيض المتوسط ، والذي سيربط المنطقة بأوروبا.
لكن يظل إنشاء هذه الممرات بين التحالف الهندي الإبراهيمي يحتاج إلى مشاركة المملكة العربية السعودية، لعمل الربط الجغرافي من نيودلهي حتى أوروبا عبر إسرائيل.
وسمحت السعودية التي تُعدّ معقل الإسلام وأكبر اقتصاد عربي، مؤخراً، للطيران الإسرائيلي بالعبور في أجوائها حتى يصل إلى الهند في رسالة مفادها أن هذا التجمع أو الربط بين الكتلة الهندوسية والإبراهيمية مع أوروبا، يمتلك فرصةً إستراتيجيةً على المدى الطويل.
تحديات أمام الهند
تشير الباحثة الهندية سينغ، إلى مجموعة تحديات أمام الهند، أبرزها أن المنطقة معرضة للصراع، وهناك تعريب أثّر على مجتمع الهنود العاملين في الخليج، فضلاً عن أن الهند ليست الدولة الوحيدة المنخرطة في الشرق الأوسط.
وتضيف: "ينخرط اللاعبون الإقليميون مع لاعبين دوليين آخرين أيضاً لتلبية متطلباتهم، ومن الواضح أن ذلك سيثير المنافسة. أحد هؤلاء اللاعبين وهو لاعب فاعل للغاية، أي الصين، التي لديها بالفعل بصمتها الإستراتيجية في المنطقة".
وتقول سينغ:" هناك تنافس بين الهند وخصمها الشمالي (الصين)، المجهز بإمكانات اقتصادية واستثمارية أعلى، وهذا تحدٍ آخر يتعين على الهند العمل عليه، وما تحتاجه اليوم هو مجرد بناء نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والجو العام في المنطقة أكثر ملاءمةً لها للقيام بذلك".
في المقابل، يستبعد كبير تانيجا، قدرة بلاده على أن تنافس الصين في الوقت الحالي بسبب قوة اقتصاد بكين الهائل، لكن يؤكد على نقطة تفوق هندية، وهي أن الصين لا تمتلك الروابط التاريخية مع الشرق الأوسط مثل نيودلهي.
ويؤكد أن الهند تُعدّ ثالث أكبر دولة من حيث عدد السكان بالنسبة إلى المسلمين بعد إندونيسيا وباكستان، لذلك يمكن أن تتفوق على الصين من خلال هذه الروابط، مشيراً إلى أن بلاده حافظت على علاقات قوية مع الدول العربية وإسرائيل وإيران على حدٍ سواء، لكن من المحتمل أن يصبح الحفاظ على هذا التوازن في المستقبل أكثر صعوبةً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...