شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
مطربو المهرجانات المصرية في قبضة الميليشيات الليبية

مطربو المهرجانات المصرية في قبضة الميليشيات الليبية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 16 فبراير 202312:45 م

برغم الاعتراضات، ووسط إجراءات أمنية مشددة، تعتزم الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوحدة الليبية المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، إقامة احتفال صاخب بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ12 لثورة السابع عشر من شباط/ فبراير، التي أطاحت بنظام معمر القذافي، عام 2011.

ومنحت حكومة الدبيبة، اليوم، الموظفين في القطاعات الحكومية، جميعهم، عطلةً رسميةً بهذه المناسبة باستثناء المرافق التي تُقدّم خدمات إنسانيةً وأمنيةً.

عقد بمليون دولار

الدبيبة أصدر قراره ابتهاجاً بانطلاق الاحتفالات، بينما قررت مديرية أمن طرابلس إغلاق ميدان الشهداء الرئيسي وسط العاصمة طرابلس.

واستدعى قائد ميليشيا الدعم والاستقرار التابعة للحكومة غنيوة الككلي، كلّاً من حمو بيكا وعمر كمال، مطربَي المهرجانات المصرية لإحياء الحفل، "بعقد يتجاوز مليون دولار أمريكي".

وطبقاً لوسائل إعلام ليبية محلية، فقد أبرم الككلي، اتفاقاً مع بيكا على إقامة حفل في منطقة أبو سليم الخاضعة لميلشياته في جنوب مدينة طرابلس، بمبلغ قدره 450 ألف دولار.

وبرغم التساؤلات حول من سيدفع هذا المبلغظ وهل سيوفَّر من ميزانية الدولة الليبية، أكد بيكا إقامة الحفل في موعده في طرابلس، وأعلن لـ"كل جمهوري الغالي في ليبيا، انتظروني يوم 18 شباط/ فبراير، بينما اكتفى زميله كمال بالإشارة إلى إقامة الحفل في موعده، معلناً أن حفلة ليبيا في 18 شباط/ فبراير الجاري.

وكان مطرب المهرجانات المصري عمر كمال، قد صرح أنه لا صحة تماماً للأرقام التي يتم تداولها لقاء إحياء الحفل، لافتا إلى أن "بلدية أبو سليم ناس بسيطة متسمحش إطلاقاً بدفع نص مليون دولار".

وأضاف: "أنا جاي أفرح وأبسط ناس ليبيا اللي بنحبهم وبنعشقهم في مصر. وأنا لو واخد هذا الأجر أو نصه حتى، هتبرّع بيه لضحايا الزلازل لأخواتنا في سوريا وتركيا، وأجري اللى واخده فليبيا أقل من أجري في أي بلد تاني بروحه، عشان ظروف ليبيا".

وظهر حمو بيكا، في مقطع فيديو قائلاً: "انتظروني يوم 18 شباط/ فبراير في أقوى حفلة بطرابلس الليبية في عيد ثورة 17 شباط/ فبراير بأمر الله، هنقضّي أقوى حفلة لأخواني الليبيين".

وكان بيكا قد غنّى في عام 2017، للمشير خليفة حفتر.

قائد ميليشيا الدعم والاستقرار يدعو حمو بيكا وعمر كمال، مطربَي المهرجانات المصرية لإحياء الحفل بعقد يتجاوز المليون دولار 

اعتراضات وانتقادات

وطالب حكماء طرابلس الكبرى الدبيبة، بألا تكون احتفالات شباط/ فبراير الجاري، باباً للفساد كما حدث في السنة الماضية، وأن تكون الاحتفالات عفويةً وشعبيةً، وأن تُصرف الأموال في أوجه صرفها الصحيحة، بينما تحدثت تقارير عن ضغوط كبيرة من الشعب الليبي على لجنة احتفالات 17 شباط/ فبراير، لإلغاء حفل الفنانين المصريين.

وطرحت وسائل إعلام ليبية محلية تساؤلات وسط المعاناة والفقر، عن دفع الملايين للمغنّين في الاحتفال بالـ17 من شباط/ فبراير.

وتحت عنوان "الليبيون يستغيثون ويعانون"، لفتت صحيفة الشاهد الليبية الإلكترونية، إلى ردود الأفعال الغاضبة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا على إعلان حفل المطربين، كونهما يقدّمان لوناً من الغناء الصاخب، الذي لا يناسب ذكرى أحداث 17 شباط/ فبراير التي قُتل خلالها مئات الليبيين.

ونفى المتحدث باسم حكومة الدبيبة أي علاقة لها بمشاركة بيكا وكمال في الاحتفالات، التي قال إنها ستتضمن عرضاً عسكرياً بحضور فنانين ليبيين وفرق شعبية ليبية تتغنى بالثورة والشهداء.

لكن بلدية أبو سليم نفت إلغاء الحفلة، وقالت إنها ستُقام في موعدها المحدد، وعلى ضوء تأكيدات من عناصر في ميليشيات جهاز دعم الاستقرار، المتهم في السابق بارتكاب جرائم حرب.

مفارقة

وفي محاولة لتكريس نفسها، كحكومة فاعلة على الأرض، تستغل حكومة الدبيبة الاحتفالات هذا العام، لتجديد شرعيتها المهزوزة بعد سحب مجلس النواب الثقة منها وتشكيل حكومة موازية برئاسة فتحي باشاغا.

وعلى مدى العامين الماضيين، أقامت الحكومة احتفالات سنويةً مماثلةً، وفّرت لها الملايين من خزانة الدولة الليبية، برغم اعتراض الكثيرين على هذا السلوك.

في محاولة لتكريس نفسها، كحكومة فاعلة على الأرض، تستغل حكومة الدبيبة الاحتفالات هذا العام، لتجديد شرعيتها

مخالفة الموقف المصري 

ولا يتناقض وجود بيكا وكمال في طرابلس الليبية، مع الموقف الرسمي المصري المناوئ حالياً لحكومة الدبيبة، فحسب، لكنه يمثّل مفارقةً كبيرةً بالنظر إلى خطف ثمانية من مواطنيهم في مدينة الزاوية الليبية.

وتسعى السلطات المصرية إلى الاستجابة لمناشدة أهالي المخطوفين بإعادتهم سالمين، قبل تكرار مذبحة الأقباط المصريين في مدينة سرت.

وأقدم تنظيم داعش الإرهابي، على ذبح 21 مصرياً في شهر شباط/ فبراير عام 2015، على هذه المذبحة في المدينة التي سيطر عليها لبعض الوقت، وعدّها قاعدته الرئيسية خارج سوريا والعراق، قبل طرده منها لاحقاً بمساعدة أمريكية وغربية.

في مطلق الأحوال، سيغنّي حمو وعمر، في ظل قبضة الميليشيات التي ما زالت هي صاحبة الكلمة الأخيرة في مشهد ليبي غارق في الفوضى السياسية والعسكرية والأمنية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image