جاك جويس يدافع عن عشبه
أفقت ذلك اليوم على صوت جاري الكندي ذي الأًصول الأيرلندية جاك جويس يصرخ (لا علاقة لجاك جويس بجيمس جويس، لكن ذلك كان كافياً لكي أحفظ اسمه). مددت رأسي من النافذة. كان هناك رجل آخر يقف ماسكاً بحزام كلبه وهو يلتقط بالعصا الصغيرة براز الكلب من على العشب ويضعه في الكيس الصغير الذي سحبه من جيب معطفه. فهمت أن جاري يحتج على السماح للكلب بالتبرز على عشبه.
سمعت الرجل ذا الشعر الأبيض يعتذر ويخبره أن كلبه عجوز مثله ومريض وهو لا يقوى على التحكّم في نفسه، وأنه لا يمكن أن يقسو عليه. الواضح أن العجوز كان يحاول أن يمزح ويمتص غضب جاري الأيرلندي الذي ظهر في شورت فضفاض ونصفه الأعلى عار تماماً منتعلاً حذاء الثلج الضخم الذي لا يغيره أبداً. كانت درجة الحرارة ناقص 9 . جاري الذي واصل الصراخ لا يتوقف عن شرب الفودكا. دائماً يرصف قوارير فارغة عند حاوية القمامة.
عادت عبارة الرجل العجوز الذي نهره جويس تطرق رأسي "الكلب عجوز... لا يمكنني أن أقسو عليه"
لا يبدو أنه استوعب شيئاً من كلام العجوز الذي سحب كلبه وغادر. عند حاوية القمامة المقابلة للبناية رأيته يرمي بالكيس الصغير ويواصل تمشّيه مع كلبه مقوس الظهر جالساً على أرض الرصيف بعكازه. كانا عجوزان فعلاً: الكلب وصاحبه. لا يُعرف من يقود الآخر. عدت إلى المطبخ. أحضرت قهوة الكابوتشينو الإيطالية التي تعودت عليها في "ماغ" تزينه صور إدغار ألن بو، وأنا أرمي بكيس القهوة الصغير في حاوية القمامة.
عادت عبارة الرجل العجوز الذي نهره جويس تطرق رأسي: "الكلب عجوز... لا يمكنني أن أقسو عليه". وقفت مرة أخرى عند النافذة وفي يدي "ماغ" القهوة أنظر إلى المكان الذي كان يقف به الرجل العجوز. من هناك نبت كلبي القديم عنتر. عنتر الذي ترك أمي تركب لتذهب إلى قتلي. رأيته في آخر أيامه عند عتبة الباب.
موت عنتر
كان لا يقوى لا على النهوض ولا النباح. يرتمي على الأرض أمام باب الحوش الكبير. يظل كذلك طوال اليوم بلا حراك يتطاير منه وبره القليل. كلب عجوز قضى حياته ينبح على الخنازير البرية ويركض وراء أمي يحرسها في الجبال والوهاد. يرفع نظره كلما مررت به، يرمقني بتلك النظرة الغريبة، ثم يعيد رأسه بين قدميه كأن لم يحدث شيئاً وينام. كنت مكلّفاً بتقديم العشاء له: بقايا الطعام من المعكرونة والكسكسي والمرق.
كنت أنا فقط الذي أدلله بسمكة السردين يوم الخميس، لكنني منذ سمعت أمي تروي قصة الطبيب اليهودي تغيرت نظرتي له ولم أعد أقدم له شيئاً. تكفل بذلك أخي الأكبر. مررت يوماً أمامه فقفز إلى حضني مشتاقاً وأخذ يتشممني ويلعق وجهي وأنا أباعده، ثم سألته بقسوة: لماذا لم تنبح وقتها؟ لماذا تركتها تذهب؟ لماذا لم تلحق بها وظللت في مكانك تراقبها وهي تهرول للسيارة السوداء لتقتلني؟
كنت أشده بقوة وأنا أسأله. وكأنما فهم أن شيئاً بيننا قد انهار ولم يعد الحضن كافياً لترميمه وأنه فقدني إلى الأبد. عندها نكس رأسه وتسلل من بين ذراعي خائباً وهرول وراء السور كطفل. أعتقد أنه منذ ذلك اليوم بدأ ينام على عتبة الباب وبدأ وبره يتناثر. شعرت أنني قتلت فيه شيئاً ما. كنت قاسياً جداً. تألمّت وندمت لكنه لم ينهض. ظل ممدداً في مكانه. عذبني عنتر بطول شيخوخته ومرضه.
يوم وقفت أمامه لأرفع "قحف" الطعام الذي وجدته كما وضعه أخي البارحة رأيت عينيه المفتوحتين لا ترمشان. لا يحرك ساكناً لتلك الذبابة المزعجة التي تحط على وجهه وتطير. رميت الإناء وهززته بيدي الاثنتين. لم يتحرّك. كان ثقيلاً وأنا أحاول أن أرفعه إلي. كنت يومها وحدي. أمي كانت ترقد بالمستشفى وأختي ذهبت مع صديقاتها لجلب الحطب وإخوتي بالجبال يرعون الماعز وأبي بسوق البلدة ولن يعود إلا بعد ساعات. كانت الجثة عند الباب وكنت وحدي.
لا أدري لماذا قرّرت أن أخفي الجثة بنفسي قبل أن يعود أبي. ربطت الكلب بسلك حديدي، وأخذت أجره إلى الجبل. كنت أبكي طوال الطريق وأنا في الصندل البلاستيكي الباج وشورت الجينز. ألتفت كل مرة إلى الكلب لتبدو لي رأسه ممدودة نحوي ونظرته ثابتة. ظللت أجره حتى أدركت دغلاً كثيفاً. بين شجيرات الإكليل مددت عنتر، ونزعت عن عنقه سلك الحديد.
لففته بغصينات الصنوبر والإكليل. قطفت أغصان الشيح. غطيت بها الجثة تماماً ولففتها بسلك الحديد. مددتها من جديد بين الشجيرات الغابية العطرة. تأملت ما فعلت. كان أشبه بحزمة الحطب التي كانت تجلبها أمي من الجبل. عدت أجر قدمي إلى البيت. عندما وصلت كان عنتر ممدداً في المكان ذاته أمام باب الحوش ينظر إلي نظرته تلك. كان أبي قد عاد من السوق وإخوتي عادوا بقطيع الماعز.
كانت هناك جلبة في الحوش. هرعت إلى قفة أبي. لم يكن بها سمك. أختي غاضبة من أخي الذي نسي أن يلطخ ذرع الماعز بالطين فرضعها الجدي على آخر نقطة. "لا حليب اليوم. سمعتوا؟"؛ صاحت فينا أختي. كنت هائماً في ما رأيته عندما سمعت والدي يصرخ في أخي.
- تعال. لقد مات الكلب. هيا لنجره إلى الجبل.
منذ تلك الليلة انتهكت باب الحوش الخنازير. لم تعد تشم رائحة كلبنا ولم تعد تراه ممدداً أمام الباب.
عضة في الإبط
خرجت من الدوش وأمام المرآة بغرفة النوم أسقطت بشكير الحمام ووقفت أتفقد هذا الجسد الذي بدأ يزعجني بأوجاع الظهر. يبدو أن وزني قد ازداد بسبب قلة الحركة، علي أن أجد حلاً لكي ألتزم بالتمارين الرياضية؛ قلت في نفسي وأنا أمد رأسي نحو تلك العلامة قريباً من الإبط. صارت أوضح مع تمدد الجلد.
كنت في العاشرة، على ما أظن، عندما قررت أن يكون لي بطاقة تعريف قومية مثل تلك الي كنت ألمحها في حقيبة أوراق أبي كلما فتحها أمامنا منذ أن بدأت اسمع أمي تردد تلك القصة المتعلقة بمولدي كرقم 10. صرت أبحث عن أي شيءٍ أثبت به وجودي خاصة كلما رأيت تلك السيارة السوداء التي أخذت أمي للطبيب اليهودي قبل عشر سنوات لتتخلص مني. ما زال الرجل نفسه بشاربه المصبوغ وصلعته الفسيحة يتوقف عند السفح ليحمل بعض المسافرين من القرية إلى المدن المجاورة. الاثنين شرقاً والخميس غرباً.
كانت السيارة متوقفة هناك، والسائق في الداخل يعد بعض القطع النقدية عندما وقفت أمام النافذة أخفي بيميني حجارة بحجم الكف كنت عازماً على تفجير النافذة بها إن رفض وفشلت خطتي. ضربت على الزجاج بقبضتي اليسرى. فزع البدين من وراء الزجاج وأعاد الصندوق إلى مكانه. ندمت أننى طرقت على الزجاج بتلك القوة. كانت ملامحه قاسية بأنفه المقوس وشاربه المرفوع من جانبيه قليلاً وحاجبيه الكثيفين. كان بياض عينيه شديداً حول ذلك السواد وسط تلك الرأس الكبيرة المحشورة في بدلة داكنة يظهر من تحتها قميص أبيض. مشدودة ياقته بربطة عنق مزركشة. مدّ يده ذات الأصابع الغليظة التي يغطي ظهرَها شعر خشن وكثيف.
قبل أن ينهرني أو يقول أي شيء بادرته بالسلام وابتسامة طفولية ساذجة وأخبرته أن أبي أرسلني لكي أذهب معه إلى المدينة لأشتري بطاقة تعريف مدرسيةً فالمدرسة طلبتها منا.
منذ أسبوع كتب أحد الأصدقاء من أوتاوا أنه حزين لأن كلبه مات. كانت تعاليق التعزية بلا حدود. دخل فعلاً في اكتئاب شديد وبدأت أفهم تدريجياً علاقة الناس هنا بكلابهم. ستيورت واحد منهم. لم يكن جاهزاً لذلك الفراغ المريع الذي سيخلفه رحيل كلبه
فتح لي الباب الخلفي وسألني: أنت متأكد أن أباك أرسلك؟
قبل أن أجيب وصلت امرأة انشغلَ بالحديث معها. كان لها موعد مع الطبيب، ثم تهاطل على السيارة السوداء المسافرون، وأخذوا يحشرون أنفسهم على يميني وعلى يساري يحشون تحت الكراسي قفافهم وأوانيهم التي سيجلبون فيها الزيت. ضغطوا علي من الجهتين حتى اختفيت وراء أكتافهم وصرت أباعد بينهم لأتنفس وأرى. كان السائق يدخن طوال الطريق ويتحدث عن الرئيس الذي قرر أن يطلق مشروعاً يزيل الأكواخ وسيعطي كل مواطن ألف دينار ليبني بيتاً جديداً بالأجور.
ظللت طوال الطريق أتابع البراري والقطار الذي يعبر مزمجراً من بعيد نحو المدينة البعيدة حتى وصلنا. أوقف السيارة أمام مكتبة وطلب مني أن أنزل لشراء البطاقة. نزلت. اشتريت بطاقة التعريف المدرسية وعدت. كان الركاب قد تركوا السيارة لقضاء شؤونهم. طلب أن يقوم ببعض الأمور قبل أن نعود. ظللت معه وهو يتجول في المدينة يدخل مكاتب إدارية وأسواق يشتري بعض الأغراض، ثم بدأنا طريق العودة.
طلبت منه أن ينزلني في مدينة قريبة حيث يشتغل زوج أختي. كان نجار المدينة ومعروفاً هناك. أوصلني ورحل. كنت أريد أن أستمر في مغامرتي فقد صارت لي بطاقة تعريف. ليس مهماً أن تكون مدرسية أو قومية فقد ألصقت فيها صورتي التي حملتها معي. فعلت ذلك في محل النجارة عند زوج أختي. كانت علبة الغراء الصفراء كبيرة تكفي لألصق بها شعراً كاملاً على صلعة الرجل الذي أخذ أمي لتقتلني. انتبهت أنني لم أدفع له شيئاً. خفت أنه سيتوجه إلى أبي ويطلب منه ثمن ركوبي معه.
قررت أن أذهب إلى أختي التي تسكن على بعد ثلاثة كيلومترات خارج المدينة. لم أقبل أن أنتظر زوج أختي مساءً لأعود معه على "الفيسبا". أخذت طريقي إلى بيتها الذي بالكاد كنت أعرف موقعه. بعد مسيرة طويلة تخيلت فيها كل الوحوش التي سكنت ذاكرتي وصلت. كان حوشاً كبيراً. وتذكرت كلب أختي. كيف علي أن أصل إليها دون أن يراني الكلب المتوحش الذي رأيته في آخر زيارة لي لها مع أمي.
تقدمت متخذاً طريقاً ملتوياً يجعلني مباشرة مع الباب الرئيسي، إلا أنني لحظةَ وضعتُ رجلي على عتبة الباب هجم علي الكلبُ وقفز نحو وجهي. أبعدته عن وجهي بصعوبة فنهش إبطي وخلف لي جرحاً غائراً. انتبهت أختي ومن كان معها إلى صراخي وجاؤوا يركضون لنجدتي. بعد ساعة من المواساة وتضميد الجرح وصل زوج أختي محملاً ببطيخة لذيذة بمناسبة زيارتي لهم. فنسيت.
اليوم بدا لي الجرح مثل حرف v بعد أن تمطط الجلد. كان علامة انتصاري على كلب آخر في حياتي أراد أن ينهش وجهي فلم يدرك إلا إبطي.
يجب علي أن أخفف هذا الوزن. الكلاب هنا أيضاً لا تؤتمن مهما أبدت تودداً.
إن أثمن ما نملكه هو تلك الندبات التي على أجسادنا. إنها ذاكرتنا كلها.
يحتمي الناس هنا بالكلاب لأنها الأبقى معهم. يغادرهم أبناؤهم باتجاه مناطق أكثر دفئاً في العالم، وزوجاتهم أو أزواجهم قد يتخلون عنهم، فتفتر العلاقات العاطفية أو يأخذ الموت أحدهما. وحدها الكلاب لا تفتر عواطفها بل تظل تقوى مع كل عام
لا أدري هل سيأتي يوم وأملك كلباً؟ يبدو الرجال الذين لا يملكون كلاباً هنا حالاتٍ نادرةً. البعض يقول لإهانتهم بالحالات الشاذة. زوجة جاك جويس تقول إنها اشترت له كلباً لكي يمشي. سيجبره الكلب أن يخرج لكي يتبرز ويتبول. الكلاب لا تفعلها في البيوت. جاك جويس يقضي اليوم كله في البيت بسبب البرد والتقاعد. لم أستطع أن أنسى ما فعل بالعجوز صحاب الكلب هذا الصباح. يبدو أنه لم يتعلم شيئاً ذلك الأيرلندي الغليظ. أفكر باقتناء كلب فقط لكي يتبرز على عشبه. أريده أن يصرخ في كما فعل مع العجوز.
كلاب المكتبة
كنت قررت أن أعود إلى الركض هذا الصباح. ارتديت ملابسي الرياضية التي حشرتها في الدولاب منذ أشهر وخرجت مهرولاً باتجاه الحديقة. ركضت لنصف ساعة قبل أن أتوقف عند ملعب الكلاب. كان هناك قرابة عشرة كلاب مع أصحابها يلاعبونها. وراء سور الملعب وقفت متكئاً على الأخشاب الأفقية المبتلة أتابع لهوها. لا كلاب سائبة هنا كما في أوطاننا.
البشر وحدهم هنا الكائنات السائبة والشريدة. لا قطط تقتات من المزابل ولا كلاب شوارع. مدللة كلابهم تأتيها الأطعمة من محلات خاصة وترتدي بعضها الملابس البشرية والماركات المعروفة بينما تحتل أكسسواراتها في المولات الكبيرة أهم الأجنحة التي يزورها الناس. الكل يريد كلبه أجمل وأقوى. في المكتبات أيضاً أجنحة كاملة لتربية الكلاب وقصصها وفنون العيش معها. أما قصص وفاء الكلاب لأصحابها والتي تروى هنا فلا تحصى.
منذ أسبوع كتب أحد الأصدقاء من أوتاوا وهو أستاذ الأدب الإنكليزي بجامعة كارلتون أنه حزين لأن كلبه مات. كانت تعاليق التعزية بلا حدود. دخل فعلاً في اكتئاب شديد وبدأت أفهم تدريجياً علاقة الناس هنا بكلابهم. ستيورت واحد منهم. لم يكن جاهزاً لذلك الفراع المريع الذي سيخلفه رحيل كلبه.
يحتمي الناس هنا بالكلاب لأنها الأبقى معهم. يغادرهم أبناؤهم باتجاه مناطق أكثر دفئاً في العالم وزوجاتهم أو أزواجهم قد تتخلى عنهم فتفتر العلاقات العاطفية أو يأخذ الموت أحدهما. وحدها الكلاب لا تفتر عواطفها، بل تظل تقوى مع كل عام. ستيورت صار فجأة بلا رفيق وكان طبيعياً أن يدخل في ذلك الاكتئاب الشديد. كنت أراهم اليوم في الملعب يحتضنون كلابهم وفي عيونهم بهجة العاشقين. كنت متكئاً إلى السور أحضن قلبي ذلك الكلب الوحيد الوفي الذي ظل يسير معي حتى عندما لوحت بنفسي هنا.
يبدو أنني صرت أكره أن أكون دقيقاً. لست مخبراً لأبرر كل ما أدونه وأثبته هكذا بالدقائق والثواني. أي حمق يرتكبه كتاب اليوميات وهم يقدمون تلك التقارير على أنفسهم! لا شيءَ دقيقاً في هذا العالم
وقفت أمام الجناح الأيسر من مكتبتي أقرأ العناوين: "سنوات الكلاب" لكونتر غراس، "اللص والكلاب" لنجيب محفوظ، "تحريات كلب" لفرانز كافكا، "الرجل الذي كان يحب الكلاب" ليوناردو بادورا، "قلب كلب" لميخائيل بولغاكوف، "كلب الموت" لأغاثا كريسيتي، "الكلاب في ريغا" لهنينغ مانكل، "الكلب" لخوسرو ألغاف، "تمبكتو" لبول أوستر ، "نداء البرية" لجاك لندن، "فضل الكلاب على الكثير ممن لبس الثياب" للمرزباني.
لا أدري ما الذي دفعني إلى تجميع هذه الكتب التي تراكمت في الركن بشكل لم أبرمجه على الأقل حسبما ما أذكر. هذا الصباح أيضاً عدت من الركض بكتاب قصص الكلاب لبرنار كلافال. كان الكتاب الوحيد الذي لفت نظري في المكتبة الصغيرة الحرة التي زرعتها معية الحي في التقاطع القريب من بيتي.
فكرت. لا أتذكر أن لدون كيشوت كلباً. لا أدري لماذا اصطحب دون كيشوت "سانشو" ولم يفكر في كلب. لماذا جرّ معه واحداً من البشر ظل يحبطه ويثبّط من عزائمه كل مرة؟ ربما هذا ما يؤكد خبله أيضاً.
أشعر منذ شرعت في تدوين هذه اليوميات أنني أتمشى مع قلبي وأحدثه. هناك أشياء كثيرة تمنعني من أن أملك كلباً الآن؛ أولها الأموال. كلب جيد والعناية به يتطلب ميزانية ضخمة. منذ مدة صرت أكره سماع الأرقام أو رؤيتها حتى أنني عدت إلى هذا الدفتر وشطبت كل تواريخ الأيام. كانت الأرقام التي تشير إلى الأيام والأشهر والسنة والساعات والدقائق تطرق رأسي كالدبابيس. أرقام أرقام أرقام. شطبتها كلها.
يبدو أنني صرت أكره أن أكون دقيقاً. لست مخبراً لأبرر كل ما أدونه وأثبته هكذا بالدقائق والثواني. أي حمق يرتكبه كتاب اليوميات وهم يقدمون تلك التقارير على أنفسهم! لا شيء دقيقاً في هذا العالم. حتى كلب جاري الأيرلندي خلاسي لا يُفهم إن كان كلباً أو ذئباً. أشعر أنني أقترب شيئاً فشيئًا من تشكيل كلبي الخاص.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع