شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
مجرمات أسرنَ قلوبنا...

مجرمات أسرنَ قلوبنا... "لو عاوز ترتاح روح للمعلمة نجاح"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والتنوّع

الأربعاء 25 يناير 202311:25 ص

وصل عدد المضبوطين في العام 2020 بحسب آخر إحصاء للإدارة العامة لمكافحة المخدرات بتهم التهريب أو التعاطي أو الاتجار 62 ألفاً، نسبة الإناث منهم 19%. أما نسبة المسجونين في قضايا الاتجار وحدها المسجونين هي 13.6% من بينهم 2.1% إناث فقط.بحسب دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الجنائية.

نسبة تبدو ضئيلة لكنها شكلت فرقاً كبيراً، فبالنسبة للمتعاطين قد ينطوي شراء المخدرات على مخاطرة عالية، ليس بسبب الشرطة واحتمالات القبض فحسب، بل لاحتمالية تعرض المشتري لاعتداء من تجار المخدرات أنفسهم أو التابعين لهم، خاصة وأن 55% من جرائم السرقة بالإكراه تقع بسبب المخدرات وحدها. لذلك فالأمان عامل مهم للغاية لمشتري المخدرات، وهو ما يوجد لدى التاجرات أكثر من التجار الذكور، أمثال المعلمة نجاح.

الشخصيات التالية في التقرير هي شخصيات حقيقية لأبرز تاجرات المخدرات في مصر، وقد تم إلقاء القبض عليهن جميعاً وتمت إدانتهن بأحكام قضائية. 

المعلمة نجاح... ست الكل

المعلمة نجاح أو "أم سيد" سيدة خمسينية، طويلة وقوية البنية. ورثت المهنة بعد القبض على زوجها وشقيقها، حتى صارت أشهر تاجرة مخدرات في القاهرة. كان الجميع يأتي إلى منطقتها "الجيارة" في السيدة زينب بالقاهرة، وقد بلغت سطوتها وشهرتها حد أنها حصلت على لقب "ست الكل".

بالنسبة للمتعاطين قد ينطوي شراء المخدرات على مخاطرة عالية، ليس بسبب الشرطة واحتمالات القبض فحسب، بل لاحتمالية تعرض المشتري لاعتداء من تجار المخدرات أو التابعين لهم، لذا فالأمان عامل مهم، وهو ما تحقق لدى تاجرات المخدرات دون التجار

يقول إسلام وهو اسم مستعار لأحد زبائنها القدامى لرصيف22: "كنت بحس إني باشا وأنا داخل عندها، كنت بدخل الدولاب وأنا متطمن من بطش الشرطة ومن بطش البلطجية" مشيراً إلى حرصها الشديد على رضى زبائنها فكثيراً ما كانت تهديدهم قطعة حشيش "فوق البيعة".

اشتهرت نجاح باستعانتها بـ"ناضورجية" أي عدد من الأشخاص الذي يراقبون الطريق بهدف تأمينه، فكانت وظيفتهم تأمين الطريق الذي يسلكه المتعاطي/ الزبون، فلا يتجرأ أحد على التعرض لأحدهم حتى من أهل المنطقة أنفسهم، مما يفسر اشتهار المقولة "إذا أردت أن ترتاح، اذهب للمعلمة نجاح".

حاول الأمن ضبطها مرات عديدة، لكنها كانت تعلم بموعد الحملات الأمنية. فلم تجد الشرطة شيئاً يدينها في المداهمات، وبحسب زبائنها فقد كان بعض أفراد الشرطة متعاونين معها وهم من يخبروها بموعد الحملات لتأخذ احتياطاتها.

وفي أحد أيام رمضان من العام 2014 استطاعت الشرطة ضبطها بعد 10 سنوات من الحملات الفاشلة. وكانت عملية القبض عليها هذه المرة سرية للغاية كما أدلى النقيب سامر أبو العزم أحد المشاركين في عملية ضبطها في التحقيقات. والذي أضاف أن أفراد الحملة من الشرطة ممن شاركوا في الحملة لم يعرفوا بطبيعة المهمة كي لا يصل إليها الخبر.

بعد 10 سنوات من المداهمات الفاشلة استطاعت الشرطة ضبط المعلمة نجاح بعملية سرية للغاية، فحتى أفراد الحملة من الشرطة لم يعرفوا طبيعة العملية التي يشاركون بها.

وأضاف أن 3 سيارات من الأمن المركزي بها أكثر من 80 مجنداً و20 ضابطاً نزلوا إليها واستطاعوا القبض عليها قبل الإفطار بلحظات، وقد حكم عليها بالسجن المؤبد.

أم فهد... سيدة الديلفري

بدأت زينب عنتر أو "أم فهد" كما اشتهرت، بمزاولة مهنتها في مصر القديمة في منطقة الـ"جيارة" في نفس منطقة المعلمة نجاح التي كانت منافستها. لكنها اشتهرت بأنها أول من ابتدع فكرة "المخدرات الدليفري"، فكان زبونها يتصل بها ليأتيه أحد معاونيها بالمخدرات التي طلبها إلى باب منزله نظير مبلغ إضافي يتم دفعه بالإضافة إلى ثمن المخدرات.

الفكرة التي ابتكرتها لاقت انتشاراً واسعاً من تجار المخدرات، وباتت تُطبق حتى الآن من "ديلرات" تجزئة كثر، مثل التجار في منطقة بين السرايات وبولاق بالقاهرة.

ألقي القبض عليها في أواخر 2010 برفقة زوجها من منزلهم وحكم عليهم بالسجن 10 سنوات، وبعد دخولها السجن مباشرة أنجبت نجلها الصغير "فهد"، وسلمته وزارة الداخلية لوالدتها. لكنه توفي بعد عامين فقط، وهو نجلها الذي تتحدث عنه في الفيديو التالي من داخل السجن

المعلمة صباح

فكرة الدليفري التي ابتدعتها "أم فهد" طبقتها المعلمة صباح في المرج في 2014. والتي اشتهرت بتوصيل الحشيش بنفسها إلى الزبائن في كل مكان بالعاصمة حتى ذاع صيتها، وهي أيضا حازت على حب المتعاطين، فلم تضطرهم إلى المخاطرة بالذهاب إلى وكرها.

كانت "أم فهد" أول من ابتدع فكرة "المخدرات الدليفري"، فكان زبونها يتصل بها ليأتيه أحد معاونيها بالمخدرات التي طلبها إلى باب منزله نظير مبلغ إضافي يتم دفعه بالإضافة إلى ثمن المخدرات، وقد اتبعت المعلمة صباح نفس الأسلوب بعدها

ألقي القبض عليها بعد عام واحد فقط، ولا زالت في السجن حتى الآن، ورغم الفترة القصيرة التي عملت فيها إلا أنها حفرت اسمها بين التاجرات.

المعلمة مُهجة.. يخشاها الرجال

نشأت المعلمة مهجة في أسرة تتاجر بالمخدرات في منطقة الساحل قرب شبرا الخيمة بالقاهرة. وتساقط أفراد أسرتها واحداً تلو الآخر؛ الأب والأم والأشقاء. وفي الثلاثينيات من عمرها تولت المهمة بنفسها مع بداية 1990. وبدأت تستعيد اتصالات والدها بتجار المخدرات واستطاعت بناء سمعة قوية وسطهم، بل واستطاعت قيادة تشكيل عصابي للاتجار بالمواد المخدرة بمفردها، بحسب ما نُشر عنها في وسائل الإعلام.

شخصيتها تكاد تشبه تاجرة المخدرات التي مثلت دورها روجينا في مسلسل "البرنس"، لم يكن يتجرأ معاونيها على عصيان أوامرها، وغير ذلك لم يجرؤ أحد على التعرض لأحد من السكان المنطقة التي كانت تعمل فيها، حتى أولئك الذين اعترضوا على تجارتها للمخدرات.

كانت "مهجة" حذرة للغاية في اختيارها لمعاونيها فلم تترك وراءها ثغرة. وصدرت ضدها أحكام غيابية وصلت لـ70 عاماً، ولم تستطع الشرطة التوصل إليها. 

كانت المعلمة مهجة حذرة للغاية في اختيارها لمعاونيها فلم تترك وراءها ثغرة. وصدرت ضدها أحكام غيابية وصلت لـ70 عاماً، قبل أن يتم إلقاء القبض عليها في العام 2010

بدأ رجالها يتساقطون واحداً تلو الآخر وفي كل مرة تستطيع هي الهرب. حتى ألقي القبض عليها في مأمورية سرية بأحد الأكواخ التي هربت إليها في محافظة القليوبية عام 2010.

المعلمة رضا.. هرم المخدرات

اسمها رضا أبو رحيلة اشتهرت بـ"هرم المخدرات" تيمنا بـعملها بالقرب من الأهرامات في محافظة الجيزة. وصلت شهرتها إلى محافظة القاهرة والقليوبية. فكانت توزع المخدرات على  "ديلرات" أو تجار التجزئة ولم تكن تبيع بنفسها، إذ كان "الديلرات" يشترون منها ويبيعون بينما تتحصل هي منهم على الأرباح.

سيّد وهو اسم مستعار لـ"ديلر" في منطقة شارع البحر الأعظم بالجيزة، كان أحد الذين تعاملوا مع المعلمة رضا، يقول لرصيف22: "كانت تبدو أكبر من عمرها رغم أنها لم تكن قد تجاوزت الثلاثين، تولت مهنة تجارة المخدرات مكان شقيقها إبراهيم الذي ألقي القبض عليه في 2015 أثناء مداهمة أمنية في محافظة القليوبية".

ويضيف أنه أشيع عنها بأنها كانت تأتي بالمخدرات بنفسها من المحافظات الحدودية عبر أشخاص كانوا يعرفون شقيقها. وأن براعتها ظهرت في قدرتها على بناء شبكة العلاقات التي استطاعت تكوينها مع صغار التجار في منطقة الأهرامات وخارجها. ويشبهها شخصية المعلمة رضا، بشخصية المعلمة كبسولة في مسلسل "يوميات زوجة مفترسة"

ويضيف سيّد: "اشتهرت بنوعية المخدرات الجيدة خصوصاً الحشيش والترامادول، لم يصدف أن حصلت منها مرة على مخدر رديء".

ألقي القبض على "هرم المخدرات" في عام 2019 وحكم عليها بالسجن 10 سنوات بعد ضبطها بحوالي 5 كيلو جرامات.

أرقام أبلغ من الكلمات

يبلغ حجم تجارة المخدرات نحو 400 مليار جنيه سنوياً (أي تقريبا 13 مليار دولار)، وهو رقم ضخم يضع مصر في قائمة أعلى 12 دولة استهلاكاً للمخدرات. ويمثل الحشيش منها 30.8% يليه الهيروين 25.49% والاستروكس 9.81%. وتصل نسبة متعاطي المواد المخدرة في مصر إلى 10% وبحسب وزارة التضامن الاجتماعي، وتمثل نسبة النساء المتعاطيات منهم حوالي 27%، فيما تصل نسبة المتعاطيات عالمياً حوالي الثلث من 275 مليون متعاطي، بحسب تقرير للأمم المتحدة.

أما عدد المدمنين من المتعاطين أي الذين لا يستطيعون التخلي عن المخدر بسهولة، فقد بلغت نسبة الإناث من بينهم 6% إناث، بحسب عمرو عبدالحميد، مدير صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image