شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"رجل السكّر"... حكاياتنا مع ديلرات الحشيش في مصر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 20 يونيو 202104:29 م

"يا رجل السكر، ألا تأتي بسرعة

لقد تعبت مما أراه...

أعد كل الألوان لأحلامي

أنت الإجابة

يا رجل السكر

عندما تظهر

تختفي كل الأسئلة".

هكذا أشعر وأتذكر الديلر (بائع الحشيش) في مصر، من أغنية سمعتها مع مجاهد وأصدقاء آخرين، للمغني الأمريكي سيكستو رودريجيز، اسمها "رجل السكر"، وهو لقب الديلر في الأغنية.

كل الأشياء في حياتي قاتمة، مملة، ومثيرة للعصبية والقرف، بمجرد أن يظهر الدخان الأزرق يتغيّر العالم، أو كما تقول الأغنية: "قابلت أصدقاء مزيفين على طريق الوحدة المغبر

يا رجل السكر

فقدت قلبي، عندما أجده يموت

متفحماً بالسواد".

"ما تحمله معك يا رجل السكر

سفن السحر فضية اللون

كوكايين، وماريجوانا حلوة".

تعود بدايات تدخيني الحشيش لعام 2010، أقنعت نفسي بالطريقة الكلاسيكية، مجرّد تجربة. التجربة الأولى كانت مبهرة، والمبهر تفعل لأجله ما تراه مستحيلاً. كنت أسافر عشرات الكيلومترات كل أسبوع لأجل أن أحصل على الحشيش من صديقي الجامعي، لأني لا أعرف ديلر.

ظللت على هذا الحال طيلة عام ونصف كاملة حتى تعرفت بطريقة درامية على شخص كان السبب في تعرّفي على الديلرات، لم يدلّني فقط بل أخذني من يدي وأوصلني بهم.

شخص ملابسه متواضعة، وطريقة كلامه أحياناً غير مفهومة، لكنها في كل الأحوال أخافتني، إذ تشي بأنه من الممكن أن تتعرّض لما لا يُحمد عقباه إن جادلته طويلاً أو عارضته، هكذا كان لقائي الأول بالديلر.

"تبت إلى الله"

أول ديلر تعاملت معه في حي فيصل الشعبي، في منطقة تُسمى "المرور"، عبارة عن شارع خلفي مظلم طوال الوقت، لا يضيئه سوى عامود يحمل لمبة نور واحدة، تسير فيها عشرات الأمتار، ولا تدري أين أنت، وتعثر في منتصفه على مجموعة من الديلرات. عندما وصلت هناك، كان ثمة شخصين فقط.

الأول اسمه صابر، وهو أول شخص يأخذ مني الأموال ويبادلني بها الحشيش، ظللت أتعامل معه طيلة تسعة أشهر كاملة، حتى ذهبت إلى نفس المكان يوماً ولم أجده، اتصلت به ولم يجبني.

هناك جانب إنساني خفي في الديلر لا أراه.

أجابني اليوم الثالث، وأخبرني أنه "تاب إلى الله" بسبب وفاة خاله، لم أستوعب في البداية، لكني أدركت فيما بعد أن الديلرات بشر مثلنا، هناك جانب إنساني خفي في الديلر لا أراه.

اعتقد صابر أن وفاة خاله إشارة ليتوقف عن بيع الحشيش، كما أخبرني حينها. نعم الديلر رجل يؤمن بقضاء الله وقدره، ويؤمن بالإشارات التي يرسلها القضاء، وكانت الرسالة التي استنبطها صابر أنه لابد أن يتوقف عن بيع الحشيش، فالموت ليس بعيداً عنه.

سوق في منطقة شعبية

لا بد أن أبحث عن أماكن أخرى لشراء الحشيش، أدندن مع نفسي بالإنجليزية مع رودريجيز: "فقدت قلبي، عندما أجده يموت متفحماً بالسواد، آه يا رجل السكر، ما تحمله معك، سفن السحر فضية اللون"، وصف شاعري لـ"السلوفانة" التي نغطي بها الحشيش.

بحكم عملي كصحفي، كنت مكلفاً بمتابعة ملف وزارة الداخلية، وبالتبعية، كنت أتابع صفحتهم الرسمية، لاحظت في البيانات الرسمية الخاصة بـ"ضبطيات المخدرات" أن هناك من يبلغون عن تجار مخدرات في مناطقهم في التعليقات، بالتفصيل المُملّ، كما نقول في مصر.

في أحد التعليقات، أحدهم كان يبلغ عن شارع في إمبابة، يقف فيه تجار الحشيش ويبيعونه على مرأى ومسمع من الجميع. ذهبت الى حيث وصف: شارع أشبه بسوق في منطقة شعبية، تجار فاكهة ومحلات بقالة متواضعة، لاحظت أن الجميع هناك يعرفون بعضهم البعض، وبالطبع أدركوا أنني غريب عن المنطقة.

"الديلرات اللي كانوا بيبيعوا لأبويا زمان كنت بحسهم باشوات، عربيتهم موديل السنة، ولابسين وآخر شياكة"، "الديلر اللي بينصب ضارب برشام أو هروين، احنا بنربي زبون عشان يجي لنا تاني"

سألت أحد المارة عن الشارع المحدد، واتضح أنني كنت أسأل عن الشارع الذي أقف فيه بالفعل، أدرك هذا الشخص سريعاً سبب مجيئي، سألني: "عاوز حشيش يا صحبي؟".

فأجبته: "أيوة".

طلب مني الانتظار بعد أن أخذ أموالي، اختفى لربع ساعة، ثم ظهر بقطعة الحشيش. بالصدفة كان ديلر، لكنه ديلر صغير، كان يشتري الحشيش من ديلر آخر، ويبيعه لي بسعر أعلى (كان بياخد بقشيش).

أخذت رقمه وبت أتواصل معه باستمرار، وفي أحد المرات عاد لي وملابسه ممزقة، وأخبرني أن الشرطة طاردته، وأخذت ما بحوزته من حشيش، بالإضافة إلى مبلغ مالي قيمته 500 جنيه، وأصرّ على أن يأخذها مني، وبعد أن رفضت أخذها مني تحت التهديد بمطواة.

أخبرني أحدهم في نفس المنطقة، شاهد على الواقعة: "نصب عليك، ههههه".

أدركت فيما بعد أنها حيلة شائعة، ويطبقها الديلرات على المتعاملين الجدد، أو "اللي باين عليهم غرباء عن منطقة".

أموات وديلرات

عند مسجد عمرو بن العاص، في منطقة السيدة زينب، فعل ديلر آخر نفس الحيلة معي، ولكن بشكل مختلف، ادّعى صديقه الذي كان يراقب أول الشارع أن الشرطة قادمة (ربت على كتفه بإصبعيه، في إشارة إلى كتافات الشرطة. كانت إشارة معناها أن الشرطة هنا).

فأخبرني الديلر أن أجري معه إلى وسط المقابر، وبالفعل ركضت خلفه، وعندما وصلنا إلى منتصف المقابر، أدركت أنها عملية "تثبيت"، رفع علي المطواة، واستولى على ما لدي من أموال وهاتفي المحمول.

"ضحكوا عليك".

لم تكن هناك شرطة قادمة، حتى أن مجموعة من عمال البناء كانوا يعملون على إنهاء بناء مقبرة رأوا ما حدث، وقال لي أحدهم ضاحكاً: "ضحكوا عليك هاهاها".

آه، تلاشت صورة الديلر التائب، الإنسان، ومعها تلك الصورة الملائكية التي رسمها لي رودريجيز في أغنية "رجل السكر".

منطقة المقابر في عمرو ابن العاص مخيفة للغاية، شارع عبارة عن سور يفصله عن مسجد عمرو بن العاص، الجانب الآخر عبارة عن مقابر ولا يوجد مارة إلا نادراً،

ناهيك عن المقابر نفسها، والتي تحتل مساحة شاسعة ويعم فيها الهدوء والصمت التام، فقط موتى وتجار حشيش. مكان مناسب تماماً لارتكاب أي جريمة، إذ لا تواجد مطلقاً للشرطة فيه. قرأت منذ عام في الأخبار، عن جريمة اغتصاب امرأة أمام زوجها في هذه المنطقة، لم أستغرب ما حدث.

يترحّم مجاهد (اسم مستعار) 46 عاماً، مهاجر مصري في كندا، على أيام زمان، يقول لرصيف22: "الديلرات زمان اللي كانوا بيبيعوا لأبويا كنت بحسهم باشوات، لا يمكن تقارن شكل الديلر زمان بشكله دلوقتي، زمان كنت تلاقيه جايلك بالعربية موديل 2000، ولابس بدلة وآخر شياكة".

"الوضع الآن مختلف، بلطجة، وأطفال، ومطاوي، وبرشام"، يقول مجاهد.

ولكن أحمد جلال، بائع حشيش في بولاق الدكرور حي شعبي معروف بالقاهرة، كان مختلفاً تماماً عن الصورة النمطية التي تحدث عنها مجاهد.

الديلر الأصيل

أحمد جلال، كان ديلر في بولاق الدكرور، أول من تعرّفت عليه هناك. رغم هيئته التي تشبه الديلرات، كان لديه جانب مختلف، أصيل أو "شهم" باللغة الشعبية.

كان يقف على ناصية شارع، كنت "أقضي منه الحشيش باستمرار"، ثم توطدت علاقتنا إلى أن صار يعزمني في بيته على "قعدة حشيش"، شربنا الحشيش سوياً في بيته المستأجر، كان غريباً عن المنطقة وجاء إليها من بلد آخر، من محافظة المنصورة.

في البداية، أدرك أنني "خام" نوعاً ما (خام: لا أعرف حيل الديلرات وسهل أن أتعرّض للنصب).

كان هو "رجل السكر" الذي علمني "أصول" شراء الحشيش، نصحني ألا أعطي الديلر الأموال إلا بعدما آخذ الحشيش في يدي، وأعاينه أولاً، وإن لم تعجبني قطعة الحشيش، فلا أتحرّج من أن أردها إليه ثانية، ولا يجب أن أظهر بمظهر الخائف، لأنه لو علم أني خائف فمن الممكن أن ينصب علي بسهولة.

يقول سالم (اسم مستعار)، ديلر حشيش، لرصيف22، مدافعاً عن صورة "رجال السكر"، الأصيلة، كما يتخيلها: "في الغالب من يفعل معك ذلك، فهو يتعاطى مخدرات أخرى غير الحشيش، بودرة أو هيروين أو بيسة أو برشام، لا يوجد ديلر متعاطٍ للحشيش يقدم على النصب عليك، لأنك المفروض مصدر رزقه، وإذا نصب عليك مش هتجيله تاني".

"المشكلات الكبيرة تحدث في دواليب المخدرات، لأن أي حد يدخل إلى هناك ولا أحد يعرف أحدً، بعكس الديلر الذي تكون على معرفة شخصية به، وقد تتطور العلاقة بينكما إلى ثقة. لكن في الدولاب الوضع مختلف".

الدولاب، هي كلمة شائعة تصف الأماكن التي يجتمع فيها تجار الحشيش، تشبه الأسواق الشعبية، ومزدحمة بالديلرات الصغار والكبار، احتمال تعرّضك للنصب أكبر، والغش في الجودة شائع، لأنه مكان غير مستقر والزبون لا يعرف بائعه.

هناك نوعان من "الدولاب" في القاهرة، الذي يديره شخص واحد، وهو الأكثر تنظيماً وأماناً، أو الذي يديره عدة أشخاص، وهو الأكثر عشوائية، والأقل أماناً.

لكن حتى في الدولاب المُدار بواسطة شخص قد يتم الغدر بك، حتى لو كانت سمعة الدولاب جيدة.

في نهاية كل عام، ومع بداية شهر كانون الثاني/ ديسمبر، تبدأ أقسام الشرطة في إجراء ما يُسمى بـ"تقفيل المحاضر"، ويتحتم على كل مركز شرطة أن يتمم عدداً معيناً، وإن لم تكتمل تلك المحاضر، حينها ينفذ البوليس حملاته على الدواليب والديلرات.

بالاتفاق مع الشرطة يقوم الدولاب أو الديلر بتسليم بعض المتعاطين، في مقابل أن تتغاضى الشرطة عن نشاط تجارة المخدرات، هذا ما يشدّد عليه مجاهد، في خبرته الطويلة هو وعائلته في التعامل مع ديلرات الحشيش، يقول: "تجارة الحشيش في مصر لازم تكون بالاتفاق مع الشرطة".

"لا يمكن المقارنة بين مصر ودولة مثل كندا، أصبح فيها الحشيش مقنناً. توجد خدمة خاصة للزبون، ناس عارفين بيعملوا إيه، وبيبيعوا إيه، وفاهمين دماغك، وممكن كمان تجرب قبل ما تشتري"

في منطقة بين السرايات بالجيزة، تعرفت على ديلر يُدعى توفيق (اسم مستعار) وابن خالته إبراهيم (اسم مستعار) لكنهما كانا مختلفين، "كان باين عليهم ولاد ناس شوية"، ظللت أتعامل معهم لفترة، دون مشاكل وحتى الآن لم يبدر منهم أية مشاكل.

يقول إبراهيم لرصيف 22: "في الغالب اللي بينصب عليك مش بيكون من المنطقة أو ممكن يكون من المنطقة بس منطقة مشهور عنها البلطجة، لكن هنا احنا عارفين بعض كويس وبيوتنا هنا، والزبون اللي بيجي بنعرفه، بيتعود علينا وبنتعود عليه، ومعظم اللي بيجيلنا شكلهم ولاد ناس، وبيكونوا في الغالب طلبة جامعة، فمش بنتوقع منهم أي غدر، وكمان بنحذرهم لو فيه قلق أو فيه شرطة بتحوم حوالين المكان".

"احنا بنربي زبون، عشان يجي مرة واتنين و3 وما يروحش لحد تاني".

حذرني إبراهيم مرات بأن هناك شرطة في المنطقة، حتى لا آتي، وإن أتيت يجب أن آخذ حذري جيداً، أنا وإبراهيم صرنا أصدقاء، هو الآن صديقي أيضاً على فيسبوك، ويتواصل معي كل فترة، خاصة إن غبت لفترة طويلة.

"عزبة الخواجة"

معروف في الأقاليم في مصر، أن قبضة الشرطة أضعف من القاهرة، بحكم المجتمعات المغلقة وأحياناً القبلية والارتباطات العائلية، بعكس الوضع في القاهرة حيث الوضع أكثر عشوائية، وإن لم تكن تعرف أحداً بعينه وبينكما ثقة فلا مأمن من الغدر.

حينما أكون في بلدتي في محافظة المنوفية، هناك منطقة تُسمى بـ"عزبة الخواجة" بها دولاب شهير، تشعر بأنك تدخل إلى منطقة أكثر تنظيماً، مقارنة بالأماكن الحكومية، وأكثر أماناً مقارنة حتى بالشوارع العادية في القاهرة.

ذهبت هناك في بدايات انتشار كورونا، وهالني ما رأيت: كاميرات مراقبة بطول طريق ينتهي ببيت كبير، وأناس مسلحون، اثنان فوق المنزل، واثنان أمامه ينظمون صفوف زبائن الحشيش، يبلغ عددهم بالعشرات، وأحياناً بالمئات في المواسم مثل الأعياد.

كان لزاماً عليك أن "تتعقم" قبل أن تشتري.

حينما تدخل إلى هناك، ممنوع استخدام الهاتف المحمول، وممنوع على أي زبون التحدث إلى زبون آخر، والظريف أنه في فترة انتشار كورونا في الموجة الأولى، أتوا ببوابة تعقيم، كان لزاماً عليك أن "تتعقم" قبل أن تشتري.

استغربت شعوري بالأمان وأنا في "عزبة الخواجة"، قال لي العديد ذلك، إذا دخلت فأنت في مأمن من الشرطة، تشعر أنك داخل مؤسسة مُدارة بشكل جيد، وهناك نافذتان في الطابق الثاني من المنزل، يقوم البائع بإنزال "سبت" تضع فيه أموالك، وتأخذ مقابله الحشيش، وتلاحظ من النافذتين أن هناك 4 شاشات، يظهر فيها الطريق المراقب كاملاً.

وسمعت من الزبائن هناك، أن لديهم اتفاق مع الشرطة، حتى لا يسلموا أي زبون حشيش إلى السجن في أيام "تقفيل المحاضر"، يقومون بتسليم بعض عناصرهم طوعاً، بالعدد الذي يطلبه البوليس، ويتكفلون برعاية أهل بيته، حتى خروجه من السجن.

جريمة الاتجار في المواد المخدرة في مصر أو جلبها من الخارج، قد تصل إلى الإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة، وفقاً للمادة 33 من قانون العقوبات المصري، بجانب غرامات مالية، أما التعاطي فقد يصل إلى الحبس لمدة 3 سنوات، وغرامات مالية.

في كندا، أصبح وضع الحشيش مقنناً، يقف مجاهد في صف الطابور لشراء الحشيش، ويستمع من المواطنين هناك لحكايات عن تعرّضهم للنصب، الغشّ والخوف من الحبس، ويتساءلون أكثر: لماذا حرمت حكومتنا طوال هذه المدة الحشيش؟ هي مادة جميلة ومبهجة ولها فوائد نفسية.

يبتسم مجاهد، ويتذكر والده وعائلته المثقفة، المرتبطة بدوائر الفن والأدب في مصر، وتذكر كلمات والده وأصدقائه عن الحشيش، وتحديهم لكل الوصمات الاجتماعية، وتسامحهم معه عندما تناولها أمامهم في عمر صغير، كأن عائلته سبقت بتفكيرها الزمان.

يتنفّس مجاهد براحة، قائلاً: "لا يمكن المقارنة بين مصر ودولة مثل كندا، أصبح فيها الحشيش مقنناً. هنا الوضع أكثر تنظيماً، وتوجد خدمة خاصة للزبون customer service، ناس عارفين بيعملوا إيه، وبيبيعوا إيه، وفاهمين دماغك، وممكن كمان تجرب قبل ما تشتري".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image