لمعرفة الحياة الثقافية للعرب قد لا يوجد شيء أكثر فعالية من قراءة الصحف وخاصة المجلات الأدبية، التي مثلت مجالاً لا مفر منه للمفكرين للتعبير عن أفكارهم. ومن المؤكد أن نشر الأعمال الغربية قد أثر على الحياة الثقافية للعرب بفضل الحركة الكبيرة للترجمة، ومن خلال التحليل الدقيق لأهم المجلات في عصر النهضة. تقدم لنا المؤلفة ماريا أفينو صورة بانورامية شاملة للحياة الثقافية لمصر وسوريا ولبنان بين الجزء الأخير من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
عبّر مثقفو ذلك الوقت عن مصالح عالمية وكانوا مهتمين بشكل خاص بما كتبه الأوروبيون. كانوا يقرأون ويوثقون ويختارون الأعمال المراد ترجمتها وحاولوا من خلال التقارير والمراجعات والملخصات وترجمات الأعمال الغربية الكبيرة، نشر فكر "الآخرين" الذين كانوا يرغبون في مواجهته.
منذ منتصف القرن التاسع عشر تقريباً اكتسبت بيروت وبعدها القاهرة بشكل تدريجي هوية لهما كمركزين للثقافة العربية. على وجه الخصوص، أصبحت القاهرة بعد فترة طويلة من الركود الثقافي الذي استمر من عام 1870 نقطة مرجعية للمثقفين من جميع أنحا ء العالم العربي أو على الأ قل من العالم العربي الشرقي وبدأت فترة مليئة وغنية بالتخمير الثقافي والأدبي. إن تأثير المفكرين المصريين والسوريين واللبنانيين على بقية العالم العربي تتم قبل كل شيء من خلال الدوريات والصحف اليومية التي تشكل نبعاً غير مسبوق للمعرفة والتوثيق على ثقافة تلك الفترة.
لقاء الشرق والغرب في القرن التاسع عشر
من المسلم به ربط بدايات النهضة العربية الحديثة بمجيء حملة نابليون عام 1798، وليس هناك شك في أن المصريين استيقظوا مرغمين بعد سبات طويل اعتادوا فيه الهيمنة العثمانية التي استمرت قروناً طويلة، ورغم أنهم لم يفهموا على الفور أهمية التغييرات التي أدخلها الفرنسيون إلى بلادهم، إلا أنهم أدركوا أن هناك أمماً أخرى سبقتهم إلى التقدم. كانت الحملة النابليونية بمثابة شرارة أشعلت عقول المصريين مما شجعهم على تقييم أسباب النجاح الأوروبي، ومقارنة تقدم الغرب بانتكاس الواقع المصري.
وكان الوالي محمد علي هو الذي فرض الإصلاحات التي استهدفت تحديث الجيش وتغيير بنية الدولة لتقام وفقاً للنموذج الغربي. فقد دفعته رغبته في إصلاح أحوال مصر إلى الاقتناع بأنه لن يستطيع الاستفادة من الميزات التي تمنحها الحضارة الحديثة إلا إذا استخدم الأدوات نفسها التي يستخدمها الغربيون. وكانت الحاجة الماسة هي ترجمة العلوم والتقنيات الحديثة التي تقدم فيها الأوروبيون، وذلك لكي ينشرها في البلاد.
في كتاب "الغرب في الثقافة العربية من 1876 إلى 1935"، تقدم لنا المؤلفة ماريا أفينو صورة بانورامية شاملة للحياة الثقافية لمصر وسوريا ولبنان بين الجزء الأخير من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين
وتحقيقاً لهذه الغاية، بدأت حركة الترجمة المكثفة وبفضلها عرف المصريون عدداً هائلاً من الأعمال الغربية، وبدأ الاتصال بأوروبا الذي لم يكن مقدراً له أن ينقطع، بل أن يزداد كثافة وقوة مع الوقت. وفي ظل غياب مترجمين مصريين قادرين على الترجمة من اللغات الأوروبية إلى اللغة العربية، اعتمد محمد علي في البداية على الأجانب للعمل في خدمته وإنجاز هذه المهمة.
ووقع الجهد الرئيسي في هذه العملية على الفرنسيين، وهكذا كانت النصوص الفرنسية تشكل الجزء الأكبر من النصوص المترجمة من ناحية أخرى، كان الفرنسيون على وجه التحديد هم الذين أدخلوا، خلال فترة الاحتلال القصيرة، عدداً من الابتكارات الهامة مثل فن الصحافة والصحف اليومية، التي لم تكن يعرفها المصريون حتى ذلك الوقت ناهيك بحقيقة أن الفرنسيين، خلال بقائهم القصير على الأرض المصرية، هم الذين افتتحوا حركة الترجمة. صحيح أن هذه المطبوعات كانت جهداً محدوداً، ليس أكثر من عشرين مطبوعة، وجميعها تقريباً ذات طابع علمي، ولكن المقصود أنها كانت نقطة الانطلاق.
من ناحية أخرى فإن لبنان، من جانبه لم يتوقف عن الاتصال بالغرب وخاصة مع روما. وكان لحضور العديد من الجاليات الكاثوليكية أثر في إثارة الاهتمام المتزايد للكنيسة في روما، وفي الوقت ذاته كان اللبنانيون منجذبين دائماً إلى أوروبا، التي زارها الكثير منهم، وكتبوا عنها أوصافاً دقيقة في مذكراتهم التي دونوها عن رحلاتهم.
وقد تمكن العديد من كبار رجال الدين اللبنانيين، على مر القرون، من الإقامة في روما، وعندما يعودون مرة أخرى إلى أوطانهم، يساهمون في نشر المعرفة ببعض تلك الاكتشافات والاختراعات التي تحققها أوروبا. وكان لبنان قد امتلك أول مطبعة في الشرق، وافتتحت في القرن السابع عشر في دير قزحيا، حيث كانت جميع النصوص التي طبعت تقريباً ذات طابع ديني.
بدايات الترجمة الأدبية
بدأ الانفتاح على الأدب والروح الغربية يتحقق حين ابتعث الشباب إلى أوروبا في بعثات دراسية، فكانوا متلهفين إلى التعرف على الحضارة الغربية وعلى وجه الخصوص فن الرواية، الذي انتزع تقديرهم له، حتى أنهم تعلموا أيضاً تقنياته. ومن المحتمل أن يكون القس رافائيل زخور، وهو كاهن مليكي هاجرت أسرته، الحلبية الأصل، إلى مصر في بداية القرن الثامن عشر، هو أول من قام بترجمة أعمال أدبية أوروبية إلى اللغة العربية. وقد ترجم بعض حكايات لافونتين، وثمة نسخة مخطوطة منها اليوم في مدرسة اللغات الشرقية في باريس.
كان المثقفون في نهاية القرن التاسع عشر مهتمين بشكل خاص بما كتبه الأوروبيون. كانوا يقرأون ويوثقون ويختارون الأعمال المراد ترجمتها وحاولوا من خلال التقارير والمراجعات والملخصات وترجمات الأعمال الغربية الكبيرة، نشر فكر "الآخرين" الذين كانوا يرغبون في مواجهته
ومع نشأة الصحف، منذ منتصف القرن التاسع عشر، انطلق نشر عدد كبير من ترجمات الأعمال الروائية الغربية. وأول صحيفة خصصت باباً منتظماً للترجمة الروائية كانت "حديقة الأخبار" التي أسسها خليل الخوري عام 1858 في بيروت. وهناك مجلة أخرى هي "الجنان" التي أسسها بطرس البستاني عام 1870 كانت تنشر بانتظام ترجمات لأعمال غربية. وفي وقت لاحق، بعد ظهور فئة من المثقفين من ذوي التعليم الغربي، وخاصة بعد الثورة المصرية في عام 1919 أصبح نشر الأدب الأوروبي أكثر كثافة ومنهجية، وازداد عدد المجلات التي خصصت له مكانة بارزة. ومن المجلات التي لعبت دوراً هاماً في هذا الاتجاه مجلة "السفور"، التي تأسست عام 1917 ، وتولت مهمة نشر المعرفة بالحركات الأدبية الأوروبية الحديثة، وهو الدور الذي لعبته فيما بعد مجلات أخرى مثل "الكاتب المصري"، و"المفيد"، و"المشكاة"، و"الرجاء"، و"التمثيل".
مجلة "المقتطف"
في مايو/أيار 1876 أسس يعقوب صروف وفارس نمر في بيروت مجلة "المقتطف" التي جاء توصيفها وقت تأسيسها بأنها "علمية وصناعية" وهدفها نشر العلوم والتقنيات الحديثة في الوطن العربي حيث لم تكن توجد حتى ذلك الوقت مجلات علمية.
في البداية تمثل عمل المتعاونين مع "المقتطف" بشكل حصري تقريباً في ترجمة المواد والنصوص الغربية، مما أدى ببعض المنتقدين إلى اتهامها بالإذعان للثقافة الغربية. ويلاحظ أن اهتمام المتعاونين مع المجلة كان موجهاً أساساً إلى العالمين العلميين الإنجليزي والأمريكي. أما المجلات التي كان يتم النقل منها بانتظام في الغالب فكانت باللغة الإنجليزية، على الرغم من أن هناك مقالات من المطبوعات التي تنشر في البلدان الأوروبية الأخرى، مكتوبة بالفرنسية والألمانية وبقدر أقل بالروسية والإيطالية.
وكانت جهود نشر المعرفة التي قامت بها المجلة قيمة للغاية: فقد فتحت آفاقاً ظلت حتى تلك اللحظة مجهولة، كما وفرت معرفة بأحدث الحركات الثقافية والعلمية في الغرب.
غير أن التجديد الذي عاجلت به "المقتطف" لم يكن تحت شعار القبول السلبي للفكر الغربي أياً كان رأي المنتقدين. وينطبق هذا أكثر على الخيارات التي تمت في المجال الأدبي، حيث انضمت المجلة إلى ما يعرف باسم الجناح المعتدل، الذي تمثل في اتخاذ موقف الوساطة بين الإرث القديم المقدس والتراث الأدبي الأوروبي، ومن هذا التلاقي ولدت النهضة الأدبية العربية الحديثة، وقد جاء اختيار محرري" المقتطف" بتناول المواضيع الأدبية أيضاً بعد عدة سنوات من التأسيس، ولم يلق أي حماس من قبل أولئك الذين خافوا أن ينتهي الأمر إلى تحول المتعاونين عن الهدف الرئيسي، وهو نشر المعرفة العلمية. في مستهل الأمر كان الانفتاح على الأدب ممثلاً في نظر "المقتطف"، ووسيلة أخرى لتثقيف قرائها، كما كانت الحال من قبل في المجال العلمي. ولكن مما لا شك فيه أن هذا كان يعني أيضاً خسارة هذا الانفراد الذي كانت "المقتطف" تحتفظ به حتى ذلك الوقت، في أنها المجلة العلمية العربية الوحيدة على غرار المجلات الغربية المتخصصة. لاحقاً باتت مجلة عامة إذ لم تعد العلوم تحتل المركز الأول فيها.
فرح أنطون ومجلة "الجامعة"
في عام 1897 انتقل فرح أنطون إلى مصر، بسبب الرقابة العثمانية التي خنقت جميع الحريات في لبنان. وفي الإسكندرية، حيث استقر، أسس في عام 1899 مجلة "الجامعة"، وقد أثبتت مجلة "الجامعة" أنها ثالث أهم مجلة في العالم العربي بعد "الهلال" و"المقتطف". وفي حين أن أولاها قد أرست نفسها أساسا لنشر التاريخ، والثانية للنشر العلمي، فقد اكتسبت "الجامعة" مكانة خاصة في مجال نشر الأدب والثقافة عموماً، وكان فرح أنطون أول من نفذ مشروعاً مدروساً ومنهجياً لترجمة الأعمال الأدبية الغربية ذات النوعية الجيدة.
أثار عدد الاهتمام المتزايد بالأدب الأوروبي ردود أفعال بعض المثقفين والكتاب الذين أظهروا خوفاً عميقاً من هذه الظاهرة التي عرفت من خلال بعضهم بـ "التفرنج" الذي كان سينتهي بحرمان الثقافة العربية من هويتها الخاصة
وفي عام 1905 انتقل إلى أمريكا، واستقر بمدينة نيويورك، حيث استأنف عام 1906 نشر مجلة "الجامعة"، ونشر إلى جوارها الصحيفة اليومية "الجامعة اليومية"، التي لم تصادف النجاح المأمول. وفي عام 1909 عاد إلى مصر، وبالتحديد إلى القاهرة، حيث واصل نشر مجلته، ولكنها لم تنجح في الصمود إلا لعام آخر. وفي السنوات التالية تفرغ مدفوعاً بالصعوبات الاقتصادية، لإعداد الأعمال الغربية للمسرح العربي، وكان المسرح من الأجناس الأدبية التي أظهر نحوها اهتماماً كبيراً.
محمد كرد علي ومجلة "المقتبس"
في عام 1906 أسس المفكر السوري محمد كرد علي في القاهرة المجلة الشهرية "المقتبس"، ولكن استعادة الدستور العثماني في عام 1908 والتغيير الذي شهده المناخ السياسي بسبب هذا الحدث في المنطقة السورية، دفعاه إلى أن يقرر نقل مقر "المقتبس" إلى مسقط رأسه دمشق. وبهذه الطريقة شرع كرد علي في ملء الفراغ الثقافي الذي نشأ في المدينة السورية، وعلى نحو خاص كان هدفه توفير منهاج محدد للنهضة التي أكد هو نفسه أنها تتقدم "نحوالحضارة دون منهج دقيق". وعلى عكس القاهرة وبيروت، فإن سوريا كانت تشكو عدم وجود مجلات ثقافية للاضطلاع بمهمة نشر المعرفة الحديثة التي تقوم بها الصحافة في أماكن أخرى من العالم العربي.
وكانت حياة مجلة "المقتبس" قصيرة، ولكنها لم تكن هادئة. فقد خضعت لرقابة صارمة من جانب السلطات العثمانية واضطرت مراراً إلى التغلب على العقبات التي وضعها مبعوثو السلطان عبد الحميد في طريقها. أضف إلى ذلك تعليق الطبع لثلاث مرات: في أعوام 1908 و 1913 و 1914 لعدة أشهر بسبب الرحلات التي قام بها كرد علي في أوروبا، وأخيرًا لمدة عامين من عام 1915 إلى عام 1917 بسبب اشتداد الحرب العالمية الأولى آنذاك. وفي عام 1917 استؤنف النشر، ولكن لمدة شهر واحد فقط، قبل أن تختفي المجلة نهائياً.
نشر الأدب الغربي
في العشرينيات أصبح الاهتمام بالأدب الغربي أكثر كثافة وزادت معالجات المواضيع الأدبية، وإيلاء الاهتمام لبعض كبار المؤلفين في المشهد الأوروبي المعاصر. حتى في ذلك العقد، يلاحظ أن هذا النشر كثيراً ما اتسم بطابع عرضي مرتبطاً بحالات طارئة لا تساعد الجمهور على تكوين رؤية متماسكة ومتعمقة للحركات الثقافية الاوروبية.
من ناحية أخرى، فضلت المجلات التركيز على بعض كبار شخصيات التيارات الأدبية، وأكثرهم شهرة، بدلاً من التركيز على المدارس والتيارات الأدبية نفسها. ويلاحظ أن لدى النقاد العرب ميلاً محافظاً منعهم من التعاطف مع الحركات الأدبية الطليعية. وقد أدى ذلك إلى التغاضي عن بعض الحركات الفنية الأخصب والأكثر إثماراً في أوروبا المعاصرة: فلم يقتصر الرفض على المدرسة الطبيعية، وخاصة الطبيعية الفرنسية، التي وصفت عادة بالانحلال، وإنما تعداها إلى الرمزية، وكل الحركات التي تعلي من شأن الذاتية، أو التي ركزت على بحث العلاقات الحميمية، أو التحليلي الذاتي الداخلي كما في الرواية النفسية، وكلها كانت موضع تجاهل تام. واحتفظ النقاد العرب بمعالجة مشابهة للمؤلفين الذين انحازوا إلى علم الجمال على سبيل المثال أوسكار وايلد الذي تم ذكره في حالة واحدة فقط، ربما لأنهم كانوا يميلون إلى اعتبار الجمال سامياً.
في نهاية العشرينيات، كان هناك انفتاح خجول على الأدبيات التي لم تقدر قيمتها حتى ذلك الوقت. أما المبادرة التي اتخذتها "المقتطف" لتعريف القراء، من خلال مقالات مخصصة موثقة جيداً، بالكتّاب الذين ضمنت لهم جائزة نوبل الشهرة العالمية، فقد تضمنت المؤلفين والإنتاج الأدبي الذي لم يتلق حتى ذلك الحين أية إشارة مثل النرويجية، التي منحت لها الجائزة في عام 1928 وهي سيغريد اوندست.
علماً أن ظاهرة الهيمنة التي تمارسها الثقافات الفرنسية والإنكيزية لا تتعلق بالصحافة فحسب، بل أيضاً بالحياة الثقافية العربية برمتها، وكما يوضح طه حسين، فإن لها أيضاً آثاراً سياسية محددة.
ويشير الكاتب والمفكر المصري طه حسين في عدة مناسبات إلى أن هذا الاحتكار منع العرب وتحديداً مصر من فتح الأبواب والنوافذ على الثقافات الأجنبية الحديثة: مما ترتب عليه آثار خطيرة على البلاد.
وقد استعانت "المقتطف" بطه فوزي، المترجم والعالم باللغة الإيطالية، في أعمال عديدة، في حين راحت المقالات المكرسة لغوته لإحياء الذكرى المئوية لوفاته في عام 1932 إلى محمد عوض محمد، الذي ترجم فاوست من الألمانية.
وفي منتصف الثلاثينيات، انتقل بشر فارس، الذي عمل مراسلاً للمجلة من باريس، إلى ألمانيا بهدف تعلم اللغة الألمانية. ومن هناك، واصل تعاونه مع "المقتطف"، وفي بعض الأحيان مع "الهلال"، واستطاع بهذه الطريقة إقامة خط مباشر مع ذلك البلد.
الأدب الإسباني
إذا انتقلنا إلى بحث الاهتمام الذي حظي به الأدب الأسباني في تلك السنوات من النقاد العرب، نلاحظ أنه اهتمام أقل من الاهتمام الذي حظيت به الآداب الإنجليزية والفرنسية، ولكنه على أي حال اهتمام نوعي ومختلف وله أهميته، ففي عام 1928 خصص الفلسطيني سليم شحادة مقالاً للكاتب الإسباني فيسنتي بلاسكو إبانيز بمناسبة وفاته وقف فيه على تحليل الرابطة التي أحس بها إبانيز تربطه بتاريخ العرب في إسبانيا، بالإضافة إلى الأخذ بعين الاعتبار الجوانب البارزة من إنتاجه الروائي وشخصيته كسياسي وكاتب.
الأدب الألماني
كانت مجلة "المقتبس" هي أول مجلة تهتم بالمؤلفين الألمان. ففي عام 1906 خصصت المجلة مقالاً عن يوهان فولفجانج جوته؛ وفي العام التالي نشرت صورة ذاتية لفريدريش شيلر. الاهتمام الذي أظهره محمد كرد علي بهذين الشاعرين يعتمد بوجه خاص على قدرتهما على تحفيز التجديد في الأدب دون قطع الصلة مع الماضي، بل بناء الجديد على القديم.
منح جائزة نوبل لتوماس مان في عام 1929 كانت فرصة للنقاد العرب لتخصيص مقال عن شخصية الكاتب ألماني مرة أخرى في المقال الذي نشر في عام 1930 يحلل المؤلف فؤاد عينتابي إنتاج مان، مع التركيز بشكل خاص على عمله الأهم "بودنبروكس".
جاء الكتاب في ستة فصول: "لقاء الشرق والغرب في القرن التاسع عشر"، "المجلات الأدبية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين"، "نشر الأدب الغربي"، "ترجمات الأعمال الغربية في المجلات الأدبية"، "ترجمة وتطور اللغة العربية"، و"الترجمة في النقاش الفكري". ولاحظت المؤلفة أن عدداً كبيراً من الأعمال الغربية المترجمة والمقترحة على الجمهور من خلال النشر العربي، إلى جانب الاهتمام المتزايد بالأدب الأوروبي، أثارت ردود أفعال بعض المثقفين والكتاب الذين أظهروا خوفاً عميقاً من هذه الظاهرة التي عرفت من خلال بعضهم بـ "التفرنج" الذي كان سينتهي بحرمان الثقافة العربية من هويتها الخاصة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومينأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومينحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com