على مدار التاريخ الإسلامي، أحاط الخلفاء والسلاطين أنفسهم بسياج أمني لحماية حياتهم من المخاطر التي قد تحيق بهم، خاصة في أوقات القلاقل والاضطرابات، لذا خضع اختيار الحُراس الخاصين بهم لعدة معايير اختلفت من حاكم إلى آخر.
في عهد النبي محمد، تذكر الأخبار التاريخية قيام بعض الصحابة بحراسة الرسول خوفاً على أمنه وسلامته، في بعض المحطات، إذ رُوي أن بلالاً بن رباح (بلال "الحَبَشي") كان يحرسه متقلداً سيفه، حين لا يكون على المنبر، وإذا صلى الرسول في الحُجر وقف عمر بن الخطاب بسيفه إلى جانبه، حسبما تذكر ماجدة عمر عبد الله الصيعري في دراستها "السياسة الأمنية للخلفاء الراشدين 11-40هـ/ 632-661م".
ومما ورد أيضاً أن عبد الله بن مسعود كان يأخذ العصا فيمشي أمام الرسول، حتى إذا جلس أعطاه العصا ونزع نعليه فجلعهما في ذراعيه، ثم استقبله بوجهه، فإذا أراد الرسول أن يقوم ألبسه نعليه، ثم أخذ العصا، فمشى قدّامه حتى يدخل الحجرة أمام الرسول.
وفي السنة السابعة من الهجرة، بعد فتح خيبر، تزوج الرسول بصفية بنت حيي في خيبر، وكانت من بني النضير اليهود، ويُروى أن أبا أيوب الأنصاري بات خارج حجرته حاملاً سيفه ليحرسه خوفاً عليه منها، فلما أصبح الرسول رأى مكانه، فقال له "ما لك يا أيوب؟"، فقال "يا رسول الله، خفت عليك من هذه المرأة، وكانت امرأة قد قتلتَ أباها وزوجها وقومها، وكانت حديثة عهد بكفر، فخفتها عليك"، حسبما تنقل الصيعري عن "السيرة النبوية" لابن هشام.
ومن هذه الروايات، يظهر أن الصحابة كانوا يحرسون النبي عند الخطر داخل المدينة، أو في أثناء القتال، وهي من مهمات الشرطي، واستمر الأمر على ذلك حتى نزلت الآية الكريمة {والله يعصمك من الناس}، فخرج الرسول إلى حُراسه وأمرهم بالرجوع إلى منازلهم، وقال: {أيها الناس، الحقوا بملاحقكم، فإن الله قد عصمني من الناس}.
حُراس الخلفاء الراشدين
استمر غياب حراس الخليفة في عهد الخلفاء الراشدين. يروى أنه عندما قدمت وفود فارس إلى عمر بن الخطاب يطلبونه، لم يجدوه في منزله، ووجدوه في المسجد ليس عنده حرس، فقالوا "هذا الملكُ؟ واللهُ ولا مُلكُ كسرى"، حسبما تنقل الصيعري عن كتاب "تاريخ المدينة المنورة"، لابن زيد النميري بن شبة. ويُروى أيضاً أن عُمَراً كان يسير منفرداً في سفره من غير حرس ولا حُجّاب.
ولم يَرِد عن عثمان بن عفان أنه اتّخذ حراساً في فترة خلافته إلا في أيام الحصار الذي فُرض عليه من قبل الثائرين عليه، وكان من حراسه عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مطيع، في جماعة من بني عدي، كما أرسل علي بن أبي طالب ابنيه الحسن والحسين، وجماعة من الموالين له ليحرسوا بيت عثمان خوفاً من الهجوم عليه، يذكر المسعودي في "مروج الذهب".
ويُروى أن عثمان في أواخر أيامه منع الصحابة من إشهار سيوفهم في وجه الثائرين عليه، لأنه خشى أن يَقتتل الناس وتُسفك دماؤهم من أجله، بل رفض أيضاً معاملة الثوار بعنف وقوة من منطلق الحفاظ على أمن المسلمين وخلافتهم، قائلاً: "تنحوا عني، فوالله ما أحب أن ألقى الله وفي عنقي قطرة دم لامرئٍ مسلم"، ثم أمر حراسه من الصحابة وأبناءهم بالخروج فانفضّوا من حوله استجابة لأمره، ولم يبقَ معه إلا القليل منهم ممن امتنع عن تنفيذ أمر الخليفة، وهاج الثوار واقتحموا باب عثمان، فمنعهم الحسن والحسين والزبير وطلحة وغيره، ثم تسوّروا واقتحموا الدار، بحسب الروايات.
ولم يرد عن علي بن أبي طالب كذلك أنه اتخذ حُراساً، فقد ذُكر أنه كان يخرج بالليل إلى المسجد دون حراسة، فخشي عليه أصحابه أن يُصاب، فأرادوا حراسته في ليلة، فلما عرف أمرهم قال: "تحرسوني من أهل السماء، أو من أهل الأرض؟"، فقالوا: "من أهل الأرض"، قال: "إنه ليس يُقضى في الأرض حتى يُقضى في السماء"، أي أن لا أحد يستطيع النيل منه ما دام لم يكتب له الله ذلك، حسبما نقلت الصيعري عن كتاب "العقد الفريد" لابن عبد ربه. ويُذكر أن ابن ملجم الخارجي تجرأ على قتل علي عام 40هـ/ 642م، لأنه لم يكن معه مَن يحرسه.
الأمويون وتغيّر المعطيات السياسية
اختلف الأمر في عهد الدولة الأموية بسبب تغير المعطيات السياسية. تذكر بثينة بن حسين، في كتابها "الدولة الأموية ومقوماتها الأيديولوجية والاجتماعية"، أن الخليفة معاوية بن أبي سفيان هو أول مَن اتخذ الحرس، وربما جاء هذا القرار نتيجة محاولة الخوارج اغتياله سنة 40هـ من ناحية، ولتأثره بمظاهر المُلك البيزنطية، ومن بينها الحرس، من ناحية أخرى.
وعلى هذا الأساس، مشى الحرس حول معاوية بالحِراب، وكانوا يحرسون الخليفة حتى في تنقلاته داخل القصر أو في المناطق القريبة منه.
وكان صاحب الحرس في العهد الأموي يحرس الخليفة داخل مقرّه، ويرافقه في بعض أموره الخاصة، مثل حراسة الخليفة عبد الملك بن مروان (65-86هـ) عندما كان يحكم بين الناس في قصره.
ووصلت مكانة حارس الخليفة إلى حضور محادثاته السرية. تذكر بن حسين، أن خالد بن الريان صاحب حرس الخليفة الوليد بن عبد الملك كان يحضر دائماً مجلس الخليفة عندما كان الأخير يتحدث مع عمر بن عبد العزيز حديثاً خاصاً.
وكان عدد الحُراس الذين يرافقون الخليفة في تنقلاته محدوداً، ولم يكونوا بقوة عسكرية يمكن أن تحميه من حركة تمرد كبرى أو ثورة، بل كان دورهم يكتسي صبغة "بروتوكولية" في إطار الموكب، بحسب بن حسين.
معايير اختيار الحارس
خضع اختيار الحُراس لعدة معايير اختلفت من خليفة إلى آخر بحسب فلسفته ورؤيته. يذكر أحمد عبد العزيز محمود، في دراسته "أمن الخليفة الأموي الخاص (41-132هـ/ 661-750م)"، أن معاوية اختار حرسه من صنفين من الناس، أولهما من الموالي المدينين بالولاء المطلق له، بسبب انقطاعهم عن أهلهم وذويهم، ومن ثم لا معين ولا ناصر لهم، لذا اعتبروا الخليفة بمثابة الأب الذائد عنهم؛ وثانيهما من القبائل العربية الموالية له.
وتعاقب على ثلاثة خلفاء، هم عبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، حارس واحد هو خالد بن الريّان، إذ حافظ على منصبه بسبب كفاءته.
أما الخليفة عمر بن عبد العزيز (99-101هـ)، فاختار حارسه بناء على تدينه، فعيّن عمرو بن مهاجر الأنصاري على حرسه، لأنه يقرأ القرآن ويتلوه ويصلي فيحسن الصلاة، ذكرت بن حسين في كتابها.
اختلفت الأمور في عهد الدولة الأموية عمّا كانت عليه من قبل. وكان معاوية أوّل مَن اتّخذ حرساً خاصاً له، ربما نتيجة محاولة الخوارج اغتياله، وربما لتأثره بمظاهر المُلك البيزنطية
وبحسب محمود، انتقى الخليفة هشام بن عبد الملك (105- 125هـ)، حرسه استناداً إلى توافر جملة من الصفات المهمة، منها حفظ القرآن الكريم من ألفه إلى يائه، وطيب السيرة والسريرة، والتميز بالبأس الشديد.
ويذكر محمود أن الأمويين أولوا بالغ العناية بالحراس لتأمين حياتهم مما يُحتمل وقوعه من أحداث وحوادث تنجم عنها أخطار، والدليل على ذلك كثير من المواقف، من ذلك ما أقدم عليه الخليفة الوليد بن عبد الملك، حيث اصطحب كتيبة كاملة من الحراس الأشداء يوم أمّ البيت الحرام لأداء فريضة الحج عام 91هـ/ 709م. وعندما هم بإلقاء خطبة في تلك المناسبة، أحاط به حرسه منقسمين إلى صفين ومغطين مساحة المسجد الحرام من المنبر إلى جدران مؤخرته، وعلى أكتفاهم أعمدة من الحديد، وهم متأهبون ومتربصون لأي طارئ.
أما حُراس هشام بن عبد الملك فكانوا مُكلفين بعدم السماح لكائن من كان بالسير في موكب الخليفة أثناء الحل والارتحال والتنقل والتجوال، باستثناء أخيه "مسلمة"، وهذا يفسر خشيته من أي شخص سواه.
العصر العباسي... حُراس عرب وعجم
ارتبطت حراسة الخليفة العباسي بجملة المتغيرات السياسية التي وجدت طريقها إلى أرجاء الدولة، ومنها ظهور الفرس والترك على الساحة وتزايد نفوذهما في بعض الفترات على حساب العرب.
ويذكر جرجي زيدان في الجزء الرابع من كتابه "تاريخ التمدن الإسلامي"، أن الخلفاء اختاروا جماعة من الفرس وقدموهم في مصالح الدولة، ولما تولى أبو إسحق المعتصم (218-227هـ) الخلافة اقتنى الأتراك، سواء بالترغيب أو الشراء، واتخذهم في حرسه، وأصبح الجند العباسي أكثره من المماليك الأتراك، وأخلد الخلفاء بعده إلى نصرتهم واختصوا بعضهم بالخدمة في بلاطهم، وجعلوهم في جملة الخدم أو الحرس.
ويذكر محمد عبد الحفيظ المناصير في كتابه "الجيش في العصر العباسي الأول 132-232هـ"، أن حرس الخليفة أبي جعفر المنصور تشكل من كتيبة قوامها رجال مختاورن من الجيش النظامي، وكانوا من العرب والعجم، وقد ثاروا ضده سنة 151هـ للمطالبة بزيادة الرواتب، ثم تطور ذلك إلى عداء للخليفة فهاجموا قصره للدخول عليه، إلا أنهم اختلفوا بين مضري ويمني وربيعي فعادوا إلى معسكراتهم.
وارتبط الحرس الذي اتخذه عبد الله المهدي برغبته في حفظ التوازن بين العرب والعجم في الجيش، وكذلك استرضاء أهل الحجاز، وهم الذين سبق أن عاملهم المنصور بكل شدة وعنف، لتأييدهم ثورة محمد النفس الزكية عام 145هـ.
ويذكر المناصير أنه حينما حج المهدي سنة 160هـ، وزّع على أهل الحجاز الأموال الطائلة، وأعاد إليهم الغلال والحبوب والواردة من مصر والشام، والتي كان قد قطعها المنصور عنهم، وضم إلى حرسه الخاص عدداً من الحجازيين بلغ خمسمئة.
أما أبو إسحاق المعتصم، فأوكل مهمة حراسته الشخصية قبل أن يتولى الخلافة إلى فرقة من الموالي، بعضها من البربر وغالبيتها من الأتراك، وعهد بتصريف شؤون هذه الفرقة إلى رجال من غير الموالي، ثم أولى القيادة إلى مواليه الخصوصيين للحرص على سلامته الشخصية، روى المناصير.
ويذكر إسماعيل حسن النقرش في دراسته "الشرطة في العصر العباسي من 132-447هـ/ 750-1050م"، أن الخليفة هارون الرشيد كانت له فرقة خاصة من الحرس مؤلفة من خدم صغار أُطلق عليهم اسم "النمل"، وكانوا يتقدمون الخليفة وفي أيديهم "البندق"، وهي كرات من الطين والحجر والرصاص، يرمون بها مَن يعترضه في طريقه.
ونظراً إلى أهمية صاحب الحرس، ومدى الحاجة إليه في الأمور الجسام، حرص الخلفاء على أن يقلّدوا هذه الوظيفة إلى خاصتهم وأقربائهم، وأهل ثقتهم، فقد ولّى الخليفة أبو جعفر المنصور عيسى بن نهيك على الحرس، وهو أخ لعثمان بن نهيك أحد خواص المنصور.
وفي بعض الأحيان، كان الخليفة يعهد لصاحب حرسه ببعض المهام الأخرى، فقد كلّف الخليفة المنصور صاحب حرسه ابن نهيك بقتل أبو مسلم الخراساني، ففعل ذلك مع أربعة ممن ينتسبون إلى جهاز الحرس الذي يرأسه، حسبما روى النقرش.
وكانت بعض هذه المهام إدارية، فقد قلد الخليفة أبو العباس السفاح صاحب حرسه أسد بن عبد الله بن مالك ديوان الخاتم (كانت مهمة صاحب هذا الديوان حزم الأوامر التي تصدر عن الخلافة والرسائل وختمها حتى لا تتعرض للتزوير)، وكذلك فعل الخليفة الهادي الذي أقر علي بن عيسى بن ماهان على الحرس وضم إليه ديوان الجند.
الفاطميون... ثلاث طوائف لحراسة الخليفة
تطورت منظومة حراسة الخليفة في العصر الفاطمي، وصار الحرّاس يمثلون المرتبة الثانية من الجيش بعد مرتبة الأمراء، وكانوا ثلاثة أنواع، لكل منهم مهام محددة.
النوع الأول هم طائفة "صبيان الحُجر"، إذ أنشأ الخليفة المعز لدين الله سبع حُجر، وجعلها مكاناً لفرقة من الجيش الفاطمي تتكون من الشباب والفتيان الذين يُختارون من بين وجهاء الناس، وتتوافر فيهم الشهامة والرجولة وحسن الخلق واعتدال القامة.
تذكر الأخبار التاريخية قيام بعض الصحابة بحراسة النبي محمد خوفاً على أمنه وسلامته، في بعض المحطات التي كانت تتزايد فيها المخاطر
ويذكر عبد الله محمد جمال الدين، في كتابه "الدولة الفاطمية: قيامها ببلاد المغرب وانتقالها إلى مصر إلى نهاية القرن الرابع الهجري"، أن أفراد هذه الطائفة كانوا يُدَرَّبون بحيث يكونون على أهبة الاستعداد في كل لحظة، وإذا ما نودي الواحد منهم لبّى النداء في الحال وخرج دون تأخير، وكان يتوافر لديهم السلاح وكل ما هم في حاجة إليهم، ووصل عدد الطائفة إلى خمسة آلاف شخص.
والطائفة الثانية التي كان يُختار منها حُراس الخليفة هي "صبيان الخاص"، وهم عبارة عن أولاد الأمراء والعساكر وعبيد الدولة الذين يقومون بالخدمة الخاصة بالخليفة، وكان التدريب على الفروسية من أهم مقوماتهم، وكانوا يقيمون في مساكن خاصة بهم، ووصل عددهم إلى حوالي خمسمئة، وقد تدخلوا في الأحداث السياسية في آخر هذه الدولة، وكان ذلك سبباً في انكسار شوكتهم وضعفهم.
والطائفة الثالثة كانت في البلاط الفاطمي، وهي فرقة من العبيد، بيض وسود، خصيان وغير خصيان، وأغلبهم من أصول أجنبية، وكانت تحمل لقب "أستاذين"، بحسب جمال الدين.
وبالإضافة إلى الطوائف الثلاث المذكورة، وُجدت مجموعة من الجنود السود، وعددهم خمسمئة رجل، ومثلهم من الفرسان، مهمتهم حراسة قصر الخليفة، والطواف حول أسواره ليلاً.
الأيوبيون... جند الحلقة يحرسون السلطان
بعد زوال الدولة الفاطمية، تلمّس الأيوبيون في ديار مصر حجم المخاوف التي تهددهم، فاضطروا إلى أخذ الحيطة والحذر. ويذكر مهدي قادر خضر في كتابه "الأمن في مصر في العصر الأيوبي"، أن حُراس صلاح الدين الأيوبي كانوا من المماليك الأسدية (نسبة إلى أسد الدين شيركوه عم صلاح الدين)، يقودهم شخص يدعى أبو الهيجاء، وتكونت منهم في ما بعد نواة ما يعرف بـ"جند الحلقة"، ومَن مات منهم كان يُعوَّض بغيره.
ويبدو أن صلاح الدين فضّل أن يكوّن فرقة أخرى لحراسته بدلاً من الأسدية عرفوا بـ"الصلاحية"، وكان غالبيتهم من الكرد، وواجبهم الأساسي هو الحفاظ على حياة السلطان، لذا كانوا يكوّنون حلقة حول السلطان أينما وُجد نهاراً، وفي الليل كانوا يحرسونه بشكل منتظم.
ويذكر خضر أن الأيوبيين اختاروا حراساً متميزين بالقوة والشجاعة والإقدام، اشتهر منهم أياز الطويل الذي كان بمثابة الحارس الشخصي لصلاح الدين، وكان يحمل دبوساً (عصا من حديد في رأسها شيء كالكرة) يزن أكثر من عشرة أرطال من الحديد، وعندما يضرب به فارساً يهشمه به، وكان من بين حراس الملك نجم الدين مَن تتجاوز أعطياته أعطيات عشرة جنود لشجاعتهم وبسالتهم.
المماليك... حرس خاص لكل مقام
وفي العصر المملوكي، تعددت طوائف مَن يقومون بحراسة السلطان باختلاف تواجده وتنقلاته، فكان لكل مقام حرس خاص. يذكر الدكتور عبد المنعم ماجد في الجزء الثاني من كتابه "نظم دولة سلاطين المماليك ورسومهم في مصر"، أن حارس السلطان في مجلسه أُطلق عليه لقب "أمير جندار" أو "جاندار" (كلمة فارسية أو تركية تعني الممسك بالروح، أي مَن يقتل بأمر السلطان)، وكان معه عدد من الحُراس يُسمون "بُرددارية" (مفرد بُرددار وهي كلمة تركية تعني ممسك الستارة).
وكان مَن يحرسون السلطان في خروجاته يُسمون "ركبدارية" أو "ركابية"، أي الذين يركبون الخيل، ويكون "أمير جندار" على رأسهم.
أما حرس القصر، ويُقصد بهم حرس حجرة السلطان وباب قصره، فلم يكن لهم علاقة بحرس السلطان في الموكب أو المجلس، وكانوا يسمون بـ"أرباب النوبة"، وعددهم أكثر من 25، ولهم رؤساء يسمون بـ"رؤوس نوب"، وهؤلاء لهم رئيس يُسمّى "رئيس نوبة النوب"، ولمكانته في البلاط سُمي بـ"الأخ" أو "الجناب الكبير".
العثمانيون... حُراس لسيف السلطان وخزانته
في العصر العثماني، تعددت الوظائف المنوط بأصحابها مهام حراسة السلطان، ومنها "سلاحدار". يذكر الدكتور مصطفى بركات في كتابه "الوظائف والألقاب العثمانية"، أن حامل هذه الوظيفة كان يرافق السلطان، ومنوط به حراسة سيفه وبندقيته وقوسه ودرعه وحمل سيفه، كما كان يصاحب السلطان في نزهاته ورحلاته للصيد، ويشترك مع "كاخيا الخزانة" في حراسة الخزانة الخاصة بالسلطان.
ويذكر خليل أنالجيك في كتابه "تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار" (ترجمه إلى العربية محمد الأرناؤوط) أن متولي وظيفة "قابيجي باشا"، أي "مسؤول البوابة"، كان منوطاً به حراسة البوابات الخارجية للقصر، وكانت هذه المجموعة منظمة على النمط العسكري.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين