شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"الشيخ آدم"... "تيك توكر" سوري اتّهم اللاجئات العربيات بنشر الإيدز في مدينة ألمانية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والمهاجرون العرب

الخميس 12 يناير 202305:51 م

في وقت يعاني اللاجئون السوريون والعرب في ألمانيا ودول أوروبية أخرى الكثير من العنصرية والتشويه وإساءة المعاملة وقوانين الهجرة المجحفة، ساهم لاجئ سوري نشط عبر "تيك توك" في نشر شائعة مضللة حول نقل مهاجرات ولاجئات عربيات مرض الإيدز في إحدى المدن الألمانية، ما دفع البعض منهن إلى التقدم بشكوى ضده والمطالبة بسحب الجنسية الألمانية منه وإعادته إلى سوريا.

بدأ الأمر قبل نحو شهر ونصف الشهر حين بُثت مقاطع فيديو قصيرة عبر تيك توك تتداول مزاعم بانتشار الإيدز في مدينة إيسن (غرب ألمانيا) عن طريق لاجئات ومهاجرات عربيات لا لشيء إلا "جمع اللايكات والمشاهدات". أحد الأشخاص الذين روجوا لتلك المزاعم الكاذبة هو لاجئ سوري اكتسب الجنسية الألمانية حديثاً يُسمي نفسه عبر حسابه الذي يتابعه أكثر من 100 ألف شخص في تيك توك "الشيخ آدم".

في أحد المقاطع المصورة، ظهر "الشيخ آدم" وهو يقول: "بعد تفشّي مرض الإيدز بإيسن عند العرب والعربيات، الرجال ما عم يقربوا على نسوانن. حرفياً، ما عم يقربوا على نسوانن. والنسوان كلياتا الرجال عم يبعتوها على الدكاترة. وعم يعملوا فحص الإيدز. المستشفيات كلّا مليانة بالعربيات. فوتوا ع المستشفى وشوفوا العربيات".

ألمح "الشيخ آدم" إلى عمل المهاجرات واللاجئات العربيات في "الدعارة"، واستخدم إيحاءات ذكورية مسيئة لدى وصفهن بأنهن "مطلقات".

ظنّ أن الجنسية الألمانية "تكفل" له ترويج الكذب والإساءات من باب "حرية التعبير"... لاجئ سوري يزعم أنه عرضة للترحيل بعد دعوى ضده لترويجه أخبار مضللة عن نشر المهاجرات العربيات الإيدز في مدينة ألمانية، ومحامٍ حقوقي يكذبه

آنذاك، تدخل المحامي السوري المقيم في ألمانيا محمد كاظم هنداوي وأنذر الأشخاص الذين يروجون لهذه الإساءات للجاليات العربية بالملاحقة القانونية وفق القوانين الألمانية، فتراجع الكثير منهم وحذف ر ما نشروه في هذا الصدد. لكن "الشيخ آدم" ظنّ أن الجنسية الألمانية "تكفل" له ترويج الكذب والإساءات من باب "حرية التعبير"، فعاند وتحدى المحامي هنداوي أن يفعل أي شيء ضده بل كرر الكذبة مراراً وتكراراً.

إثر ذاك، توعّد هنداوي بملاحقة "الشيخ آدم" وسحب الجنسية منه وإعادته إلى سوريا، معلناً أن 30 سيدة عربية لاجئة في البلد الأوروبي منحنه وكالتهن لرفع دعوى قضائية ضد التيك توكر السوري بسبب الضرر الواقع عليهن من حديثه الكاذب والمضلل.

بكاء ووعيد

تقدّم هنداوي بالشكوى باسم السيدات العربيات، وظهر لاحقاً "الشيخ آدم" ومعه خطاب بالدعوى من محكمة ألمانية، مؤكداً تمسكه بموقفه. "أنا في ألمانيا وبضلني أحكي وأحكي حتى لو سحبوها (يقصد الجنسية)"، قال ممزقاً ظرف الخطاب الذي أرسلته المحكمة إليه عن تفاصيل المحاكمة.

وكثّف التيك توكر السوري النشر على مدار الأيام اللاحقة، ظهر حيناً ساخراً من الدعوى، وباكياً حيناً آخر، ومهدداً الشاكيات مرات ومرات. من بين التهديدات التي كالها للشاكيات: "كل مرا بدا توقع على الشكوى يللي اتوقعت ضدي بدي أرفع عليّا قضية ودعوى. والمحامي اليهودي معي وف ضهري".

أكد المحامي السوري محمد كاظم هنداوي أن كل ما ادعاه "الشيخ آدم" كذب لا أساس له من الصحة، واصفاً إياه بأنه "تباكى لتحقيق المشاهدات"، موضحاً أنه أوقف لنشره البيانات الشخصية للشاكيات والتي من شأنها تعريضهن للخطر

وظهر في مقطع مصور ومن خلفه شاشة عليها جدول قال إنه يضم بيانات النساء اللاتي اشتكين عليه، بما في ذلك أسماؤهن وكنياتهن ومكان ولادتهن - وغالبيتهن من سوريا والعراق - وسكنهن الحالي في ألمانيا وأرقام هواتفهن، التي قال إنه حصل عليها من محاميه.

ومضى في التلميح مرة أخرى إلى صحة أكاذيبه قائلاً: "فكروا بالعقل، لو كلامي ما كان صح وبيوجع ما كانوا هدولا اشتكوا عليّ". وفي مقطع وحيد، نفى "الشيخ آدم" أن يكون قصده "التعميم" حين قال إن العربيات نشرن الإيدز في إيسن، دون أن ينفي مزاعمه الكاذبة جملةً وتفصيلاً أو يقدم الدليل عليها إن صحّت.

في أحد المقاطع ظهر باكياً وهو يقول: "اليوم بيوصلني جواز السفر السوري مشان الترحيل على سوريا… أنا تواصلت مع الـ30 سيدة اللي رفعوا قضية. 22 واحدة منن ما اعتذروا ولا بدن يرفعوا (يتنازلن عن) الشكوى. لح أفضحن، لح أفضحن فضيحة مرتبة. ثماني سيدات ورجيتون إن أنا معتذر، اعتذروا ورح يلغوا الشكوى…".

وتمسك بأنه "أنا ما أستحق الترحيل لأن أنا معتذر. هذا ظلم"، بينما عرض: "أنا مستعد أترك تيك توك بس رجعوا لي الجنسية. هاي أمنيتي بس". قبل أن يعود ويهدد: "22 سيدة، أرقامكن وصوركن رح تنزل مشان تعرفوا هالقصة لما أترحل. هخليكن تطلقوا من أزواجكن إذا كنتو متزوجات"، متهماً الشاكيات "أنتو مزعوجين لأن أنا في الأصل أخدت الجنسية من ألمانيا".

وعوضاً عن الاعتراف بخطيئته والتراجع عنها، استمر في كيل الاتهامات للغير. قال: "رسالتي للسوريين اللي عايشين بسوريا: نحنا السوريين يللي عايشين بألمانيا منكره بعض. ما منحب بعض. أنا بعرف شو اللي عم يصير بألمانيا للسوريين. النصب للسما. ما توقف عليّ بس أنا… أنا معتذر بس الشغلة فيها أحقاد شخصية"، مردفاً "أنا مشان هيك بكره السوريين. ما بيجيك منن غير وجع الراس".

تمسك "الشيخ آدم" بقوله "أنا ما أستحق الترحيل لأن أنا معتذر. هذا ظلم"، بينما عرض: "أنا مستعد أترك تيك توك بس رجعوا لي الجنسية. هاي أمنيتي بس". قبل أن يتوعد الشاكيات بـ"فضيحة مرتبة" حال ترحيله

المثير للسخرية أن "الشيخ آدم" الذي شوّه سمعة المهاجرين والمهاجرات العرب في ألمانيا بكذبته عن نشر الإيدز، دعا السوريين لعدم الانزعاج من تنمر وإساءات الشعوب الأخرى قائلاً: "بقى ما تزعلوا يا سوريين إنو لبناني أو أردني اتنمر، اتمسخر، صار عنصري علينا. إذا نحنا شعب ما بنحب بعض وعم ندبّح بعض، عم ندبح بعض بالغربة أكتر من سوريا".

وفي آخر مقطع نشره عبر حسابه في تيك توك، قبل يومين، قال: "الشرطة طبّت ع البيت. يا هلأ ع الترحيل، يا خمس سنين (يقصد بالسجن). ع الأغلب فيديوهات ما رح أقدر نزل. وأي محامي بيقدر يساعدني بألمانيا، يتواصل مع المحامي اليهودي تبعي".

أكاذيب؟

والثلاثاء 11 كانون الثاني/ يناير، ظهر المحامي هنداوي في مقطع عبر حسابه الذي يتابعه أكثر من 200 ألف شخص، وقال إن القوانين الألمانية تفرض فترة "صمت قضائي" على أطراف الدعاوى، لذا لا يستطيع الإفصاح عن مجريات شكواه ضد "الشيخ آدم".

مع ذلك، اكتفى بالقول إن كل ما ذكره التيك توكر السوري "كذب ولا أساس له من الصحة" وهو "تباكى لتحقيق مزيد من المشاهدات"، مؤكداً أنه لم يصدر أي قرار ضده بعد بالترحيل إلى سوريا أو فرض غرامة مالية أو ما شابه.

وأضاف أن قرار ضبطه الأخير كان مترتباً على خروجه في مقطع مصور وتهديد الشاكيات علناً وذكر البيانات الشخصية للبعض منهن، ما من شأنه أن يعرضهن للخطر.

وبينما تعهد هنداوي مساعدة الشاب السوري لعدم التعرض للترحيل إلى سوريا، خاطب أسرته: "ضبّوا ولادكن، إحنا ما منستاهل هالتشويه والإساءة".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard
    Popup Image