لأن" السرّ" في ليبيا لا يمكن أن يبقى سرّاً أبداً، فقد عاد الحديث مجدداً عن احتمال إبرام المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، صفقةً غير معلنة مع عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، في محاولة جديدة لحل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد.
في العاصمة الأردنية عمان، وتحديداً في منزل عبد الباسط البدري، سفير ليبيا لدى الأردن، عُقدت محادثات سرّية بين صدّام نجل المشير حفتر، وبعض قادة الميلشيات المسلحة الموالية لحكومة الدبيبة.
لماذا تم تنصيب فرحات بن قدارة الذي كان محافظ البنك المركزي خلال عهد القذافي، على رأس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط اليوم؟
البدري الذي عمل في السابق سفيراً لليبيا لدى السعودية وروسيا، وكان من أبرز المقربين إلى حفتر وبمثابة مبعوثه الخاص، يراهن على إمكانية التوفيق بين ممثلي حفتر والدبيبة في صفقة جديدة تتعلق هذه المرة باستيعاب عناصر الميلشيات المسلحة، وفق ضوابط، ضمن الجيش الوطني بشكل رسمي.
ورصدت وسائل إعلام ليبية محلية وصول طائرة خاصة على متنها بعض قادة الميلشيات المسلحة من مطار معيتيقة في العاصمة طرابلس إلى الأردن، تمهيداً لجولة جديدة من المفاوضات التي يرعاها البدري الذي لطالما عُرف بلقب صانع الملوك من خلف الستار، والرجل الذي يحظى بثقة الجميع.
اللقاء الذي يُعدّ الثاني بين ممثلي الدبيبة وحفتر، خلال شهر في عمان، يجري بوساطة عربية لعبت فيها القاهرة وأبو ظبي دوراً مهماً للوصول إلى مرحلة الاجتماع المباشر بين الطرفين.
وبينما يسعى حفتر إلى ضمان وجوده على قائمة المرشحين للانتخابات الرئاسية المؤجلة، فإن الدبيبة يسعى أيضاً إلى ضمان الاستمرار في موقعه كرئيس للحكومة في حال فوز حفتر في الانتخابات.
في تفسيرها لمغزى التقارب بين حفتر والدبيبة، قالت مصادر ليبية مقربة من الأخير لرصيف22، إن هذا التقارب طبيعي كون الدبيبة وزير الدفاع في حكومة الوحدة التي يترأسها، ومن ثم فإنه معنيّ بالتواصل مع القائد العام للجيش الوطني، مشيرةً إلى أن الدبيبة يواجه ما وصفته بمحاولة مستميتة من خالد المشري، رئيس مجلس الدولة، وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب، للإطاحة به من منصبه وتشكيل حكومة جديدة تضمن إجراء الانتخابات.
وهكذا ببساطة، يواجه الدبيبة تحالف صالح والمشري، في محاولة تشكيل تحالف جديد مع حفتر، الرجل القوي في الشرق، لتفادي خروجه من المشهد السياسي في البلاد.
رواتب الجيش التي اعتاد الدبيبة استخدامها كوسلة للضغط على حفتر، لم تعد تتأخر كالمعتاد، فقد عرفت أخيراً طريق السداد المنتظم بفضل القنوات المفتوحة بين صدام نجل حفتر، والدبيبة.
الدبيبة الذي غازل حفتر علانيةً مؤخراً، امتنع عن انتقاده في مختلف تصريحاته الإعلامية التي باتت فقط منصبّةً على اتهام رئيسي مجلسي الدولة والنواب بالتهرب من التوصل إلى اتفاق حول القاعدة الدستورية التي ستُجرى على أساسها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي كانت مقررةً العام الماضي، وتم تأجيلها إلى أجل غير مسمى.
وبينما يراهن المشري وصالح على إمكانية إجراء الانتخابات خلال العام الجاري، فإن الدبيبة وحفتر يسابقان الزمن لعقد صفقة جديدة تستبق أي اتفاق جديد بين صالح والمشري على قاعدة الانتخابات.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها الدبيبة وحفتر اتصالات سريةً عبر ممثليهما، فقد سبق أن سمحت مفاوضات غير معلنة جرت بينهما العام الماضي، بتنصيب فرحات بن قدارة الذي كان محافظاً للبنك المركزي خلال عهد العقيد الراحل معمر القذافي، على رأس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط بدلاً من رئيسها السابق مصطفى صنع الله.
وكان لافتاً حضور سفير الإمارات، محمد علي الشامسي، مأدبة عشاء ضمت عدداً من السفراء المعتمدين لدى ليبيا لمناسبة تعيين بن قدارة، في مؤشر واضح على الدور الذي لعبته الإمارات في تسهيل التوصل إلى توافق بين الدبيبة وحفتر في شأنه.
يواجه الدبيبة تحالف صالح والمشري، في محاولة تشكيل تحالف جديد مع حفتر، الرجل القوي في الشرق، لتفادي خروجه من المشهد السياسي في البلاد.
هذه الصفقة التي جنّبت البلاد والطرفين الدخول فى مواجهة مسلّحة بشأن قطاع النفط الحيوي، كانت محل ترحيب أمريكي على اعتبار أنها تضمن امتناع حفتر والموالين له عن تكرار محاولة استخدام النفط كسلاح سياسي عبر إغلاق الموانىء والحقول النفطية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الوطني، للضغط على حكومة الدبيبة والحصول على حصة عادلة من إيرادات وعائدات النفط السنوية.
وسجل خالد المشري، رئيس مجلس الدولة، تأكيده على أن ثمة صفقةً مشبوهةً بين حفتر والدبيبة بخصوص مؤسسة النفط، وهو ما نفاه الأخير، لكن بن قدارة نفسه اعترف في مقابلة تلفزيونية بوجود صفقة لم يكشف تفاصيلها.
واستثماراً لصفقة النفط، يواصل صدام نجل حفتر الذي حصل مؤخراً على رتبة عميد، ويقود لواء طارق بن زياد في الجيش الوطني، مساعيه مجدداً لابرام اتفاق جديد يمهد المجال لوجود والده حفتر في المشهد الانتخابي المقبل.
ومؤخراً، بات ولدا حفتر، بلقاسم وصدام، يلعبان دوراً سياسياً بارزاً إذ كان بلقاسم حاضراً في اجتماع عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.
وتجاهل صدام اتهاماتٍ وجهتها مؤخراً منظمة العفو الدولية إليه وإلى قواته، بارتكاب جرائم حرب، وغيرها من الجرائم بموجب القانون الدولي، بهدف سحق أي معارضة لقوات الجيش، السلطة القائمة بحكم الأمر الواقع والتي تسيطر على مساحات شاسعة من البلاد المقسمة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع