فشلت، الثلاثاء 10 كانون الثاني/ يناير 2023، عملية إطلاق أول قمر اصطناعي في تاريخ سلطنة عمان، حمل اسم "أمان سات"، إثر "خلل فني" حال دون وصول الصاروخ الذي كان يحمله إلى مداره، وسط تفاعل واسع من المواطنين العمانيين مع هذا الحدث.
وتناقلت وسائل إعلام عمانية الأنباء عن فشل تجربة إطلاق أول صاروخٍ إلى الفضاء انطلاقاً من الأراضي البريطانية على إثر خللٍ حدث قبيل وصول الصاروخ إلى مداره، علماً أن تسعة أقمار اصطناعية، أحدها قمر "أمان" العماني، كانت على متن الصاروخ.
وقالت صحيفة "الرؤية" العمانية إن "أمان سات" هو "أول قمر اصطناعي وطني من فئة الأقمار المكعبية المخصصة لالتقاط الصور الفضائية عبر المحطات الأرضية"، مبرزةً أن الهدف منه كان "تلبية الاحتياجات في سلطنة عمان والمنطقة في قطاع الفضاء، مع التركيز على تعزيز القدرات المحلية في تحليل بيانات الصور الفضائية ودعم الكفاءات المحلية في القطاعات الهندسية والعلمية ذات الصلة، ومواصلة نقل أحدث المعارف إليها".
كان منتظراً أيضاً أن يُسهم القمر الاصطناعي في "تقليل التكاليف لدى القطاعات المستفيدة من خدمات تحليل الصور الفضائية، إذ يمكن الاستفادة من تلك الصور للمعاينة البيئية وزيادة الكفاءة الزراعية والخرائط بأنواعها وإدارة البنى الأساسية وخدمات النفط والغاز والتعدين والطاقة المتجددة"، وفق الصحيفة.
بسبب خلل فني "وارد"... فشل تجربة إرسال #أمان_سات أول قمر اصطناعي عُماني إلى الفضاء انطلاقاً من الأراضي البريطانية، وعمانيون يقولون: الفشل ألا نحاول مرة أخرى
بدأت أولى محاولات إطلاق القمر الاصطناعي من أوروبا الغربية في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء لكنها فشلت. وذلك بعدما أقلعت البعثة من مدينة نيوكي الساحلية (جنوب غربي إنجلترا) ووضِعَ الصاروخ الناقل "فيرجن لانشر وان" تحت جناح طائرة بوينغ 747 معدّلة قبل إطلاقه فوق المحيط الأطلسي.
أمر "وارد"
وفي بيان عبر حسابها في تويتر، قالت شركة التقنيات العالمية الصاعدة (ETCO) إن "مهمة أمان لإطلاق القمر الاصطناعي من ميناء كورونيل الفضائي بالمملكة المتحدة من قبل شركة ‘Virgin Orbit‘ البريطانية لم تكتمل وذلك إثر حدوث خلل فني حال دون وصول الأقمار التسعة المحمولة على متن صاروخ الإطلاق إلى مداراتها"، مشددةً على أن هذا "تحدٍ وارد في عمليات الإطلاق الفضائي".
وبينما أشارت الشركة إلى أن "المهمة تم تأمينها كاملةً"، أضافت: "قمنا بتفعيل خطة الاستجابة لضمان استمرارية عمليات مهمة أمان وخدماتها في قطاع الفضاء"، مؤكدةًً "عمليات القطاع السُفلي لمهمة أمان متمثلة في المحطات الأرضية في سلطنة عمان لم تتأثر، وسنواصل تزويد عملائنا ببيانات الصور الفضائية بكفاءة".
وختمت "إتكو": "تحرص الشركة على التواصل المستمر مع الشركاء والعملاء لإبلاغهم بآخر التطورات وفق أعلى معايير الشفافية".
"الفشل ألا نحاول مرة أخرى"
عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل الكثير من العمانيين مع "المهمة الفضائية الأولى في تاريخ سلطنة عمان" التي لم يُكتب لها النجاح، معربين عن أملهم في تكرار المحاولة ومواصلة الجهود لاقتحام هذا المجال عبر وسم #أمان_سات. وطمأن الإعلامي العماني عبد الله السعيدي مواطنيه إلى أن "القمر الاصطناعي مؤمن عليه ضد أي مخاطر محتملة"، منبهاً إلى أن صاروخ الإطلاق التابع لشركة فيرجن أوربت البريطانية كان يحمل على متنه تسعة أقمار اصطناعية لدول مختلفة.
واستدرك الموظف بوزارة التعليم العمانية محمد العاصمي بأن "البعض قد يراه فشلاً ولكنه في الواقع خطوة عملاقة نحو المستقبل"، ملمحاً إلى أن "البعد الإستراتيجي لامتلاك أقمار اصطناعية غاية في الأهمية في عالم أصبحت فيه الأمانة وأخلاقيات العلاقات على المحك. #أمان_سات هي البداية فقط".
وبينما حذّر من "التضليل الإعلامي، قال المذيع العماني أحمد سالم الكندي: "مهمة فيرجن اوربت هي التي فشلت وعلى متنها تسعة أقمار من ضمنها #أمان_سات العماني".
"القيمة السوقية لسوق الفضاء العالمي 377 مليار دولار…. حصة السلطنة منها 150 مليوناً تقريباً والفرص كبيرة عبر 14 مشروعاً في قطاع الفضاء خلال السنوات العشر المقبلة، ست منها ستُطرح كفرص استثمارية"
وغرّد الجراح العماني هود الصقري: "أتمنى عدم جلد الذات في فشل استقرار القمر الاصطناعي في مداره، إلى الآن هذا ليس فشلاً، بل الفشل ألا نحاول مرة أخرى إرسال قمر اصطناعي".
الرأي نفسه عبّر عنه فهد السيابي الذي كتب: "لا ينبغي التهكم أو التشفي أو جلد الذات لعدم اكتمال عملية إطلاق #أول_قمر_صناعي_عماني، هذا الميدان به كثير من التعقيدات، ويكتنفه العديد من التحديات، وحتى الجهات ذات الخبرة به تفشل أحياناً في مهامها الفضائية".
على الجانب الآخر، عبّر البعض عن انزعاجه لفشل التجربة ولام المسؤولين على عدم كفاية الاستعدادات. تساءل الكاتب العماني سيف الرمضاني: لماذا كان الاتفاق على إطلاق القمر الصناعي العماني الأول مع شركة فيرجين أوربت التي يمتلكها الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون في أول تجربة إطلاق فضائي للشركة على الأراضي البريطانية، ولم تكن مع شركة سبيس أكس التي تمتلك السلطنة حصة فيها؟
عُمان والاستثمار في الفضاء
وفي لقاء عبر التلفزيون العماني الرسمي، قال رئيس برنامج الفضاء الوطني العماني، سعود بن حميد بن سالم الشعيلي، مدير عام المديرية العامة للسياسات والحوكمة، إن "أمان سات" مجرد تجربة أولى ولن تكون الأخيرة في إطار مساعي السلطنة في قطاع الفضاء.
وأبرز الشعيلي أن "القيمة السوقية لسوق الفضاء العالمي 377 مليار دولار…. حصة السلطنة منها 150 مليوناً تقريباً والفرص كبيرة عبر 14 مشروعاً في قطاع الفضاء خلال السنوات العشرالقادمة، ست منها ستُطرح كفرص استثمارية"، مردفاً أن "عُمان ضمن أربعة مواقع عالمية لإطلاق الأقمار الاصطناعية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومينتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ 6 أيامأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه