أعلن الاتحاد الإيراني لكرة القدم، أنه سيرفع احتجاجاً رسمياً للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، على تسمية كأس خليجي 25 ببطولة الخليج العربي لكرة القدم. جاء ذلك بعد تنديد الاتحاد الإيراني على موقعه الرسمي وتواصله غير الرسمي مع مسؤولي الفيفا حول ما أعلنه "استخدام اسم مزيّف للاسم التاريخي للخليج الفارسي في كأس خليجي 25"، من قبل رئيس الفيفا جياني إنفانتينو الذي شارك في حفل الافتتاح في مدينة البصرة.
وصرح الاتحاد الإيراني في مقتطفات من بيانه أن اسم "الخليج الفارسي" هو الاسم الأصلي والتاريخي الذي تم استخدامه بشكل مستمر لسنوات عديدة في جميع اللغات والأدب العالمي، وقد تم ذكره بالكامل بهذا العنوان في أطالس تحتوي على خرائط قديمة ووثائق تاريخية، وفق وكالة إرنا للأنباء.
تستخدم إيران اسم "الخليج الفارسي" ولا تعترف باسم "الخليج العربي" أو "الخليج" وترى في الاسم الأخير استخداماً محايداً يفضي إلى التنازل عن الاسم التاريخي للممرّ المائي
هذا، وأثناء التأكيد عن احتجاج ايران على الفيفا قال رئيس اتحاد الكرة القدم الايراني، مهدي تاج: "موقفنا من إقامة مسابقات بعنوان وهمي للخليج الفارسي في العراق واضح. إننا ندين هذا التصرف".
أما من أثار الضجة في إيران أكثر من رئيس الفيفا فكان زعيم التيار الصدري الشيعي مقتدى الصدر، إذ أثارت تغريدته المرحبة بالجماهير العربية، والتي استخدم فيها اسم الخليج العربي، ردوداً غاضبة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في إيران.
تستخدم إيران اسم "الخليج الفارسي" ولا تعترف باسم "الخليج العربي" أو "الخليج"، وترى في الاسم الأخير استخداماً محايداً يفضي إلى التنازل عن الاسم التاريخي للممر المائي.
انتقادات لاذعة من الحكومة الإيرانية
طالت الانتقادات حكومة إبراهيم رئيسي المحافظة حول ضعف قدرتها الدبلوماسية في التعاطي مع مثل هذه الأحداث التي تنتهك السيادة الوطنية، حسب وصف ناشطي شبكات التواصل الاجتماعي.
وعلّق الصحافي الإيراني إحسان سلطاني المقيم في إيطاليا: "من أعلى إلى أسفل العراق استخدموا الخليج العربي بدل الخليج الفارسي، ولكن لا صوت يعلو من هؤلاء عديمي الشرف والوطن. إنهم منشغلون بالإعدامات الميدانية لأبناء الشعب. (إنهم) في الداخل كالكلب المسعور وفي خارج الحدود كجرذان المجاري"، تلميحاً منه إلى تنفيذ أحكام الإعدام بحق اثنين من متظاهري الاحتجاجات الأخيرة قبل أيام.
وحول طابع كأس خليجي 25 الذي نشرته شركة البريد العراقية حيث استخدمت فيه اسم الخليج العربي، قال الناشط الإيراني إحسان بُداغي إن العراق طبع اسماً مزيفاً للخليج الفارسي، وتساءل: "هل البلد لا يملك وزارة خارجية لكي تحتج؟"، واعتبر الأمر ليس أقل إهانة من رسوم مجلة شارلي إبدو الفرنسية التي نشرت طبعة خاصة من الأعمال الكاريكاتيرية حول المرشد علي خامنئي، وتسببت بسجال بين إيران وفرنسا.
کما وضعت شركة غوغل في خدمة خرائطها الشهيرة "غوغل مابس"، عنوان الخليج العربي إلى جانب الخليج الفارسي، بيد أن ناشطين إیرانیين طالبوا من متابعيهم أن يدخلوا على حساباتهم في غوغل ويكتبوا مذكرة احتجاج للشركة.
وتناول الباحث الاقتصادي الإيراني سيَامَك قاسمي، الموضوعَ من منظار آخر، فغرّد على تويتر: "لكن لنفكرْ قليلاً! عندما يكون الجزء الفارسي من الخليج الفارسي في عزلة وفقر، وقد وُضع جانباً عن العلاقات الدولية، والجزء العربي منه في ذروة النمو والتنمية والعولمة، سيكون بصالح العالم أن يستفيد من عنوان آخر (للخلیج الفارسی)".
تحتج إيران دائماً بشدة على أي دولة أو مؤسسة أو منظمة أو حدث لا يستخدم اسم الخليج الفارسي، معتبرةً استخدام اسم الخليج العربي، تعدياً على "السيادة الإيرانية"
كذلك هاجم رجل الأعمال بِدرَام سلطاني، سياسات الحكومة موضحاً: "رئيس وزراء العراق أيضاً زيّف عنوان الخليج الفارسي. لقد تقدمت عزلة إيران العالمية إلى هذا الحد حتى اخترقت العمق الإستراتيجي المزعوم (من قبل النظام) ووصلت إلى خلف الحدود البرية"، في إشارة إلى البصرة المحاذية للأراضي االإيرانية.
كما خاطب الناشط طه عسكري العراقيين والجماهير العربية قائلاً: "إن لم يكن الخليج فارسياً، لكنتم جميعاً تتحدثون اليوم العبرية والإنكليزية".
وعلّق رجل الدين محمد حسين تشاوُشي: "تسمّون الخليج الفارسي، الخليجَ العربي؟ طيب، هل تقبلون بأن نسمي بلدكم إيران؟ هذا في حال أنكم لا تملكون وثيقة حول الخليج العربي، لكننا قادرون على أن نثبت بأن بلدكم كان لنا".
وردّ الناشط سيد كميل على تغريدة زعيم التيار الصدري: "يعتقد مقتدى الصدر أنها لعبة PS5. الخليج الفارسي يبقى فارسياً إلى الأبد".
وأعدت صحيفة "آرمان أمروز" الإيرانية تقريراً أرفقته بصورتي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وكتبت: "حركات معادية لإيران من قبل بعض مسؤولي العراق".
احتجاج رسمي
وبعد 3 أيام من الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد كنعاني، في مؤتمر صحافي يوم الاثنين 9 كانون الثاني/يناير الحالي، عن الاحتجاج الرسمي لبلاده حول استخدام اسم الخليج العربي، قائلاً: "إن الجهاز الدبلوماسي احتج لدى بغداد على ذلك قبل أن يتم التطرق لهذا الموضوع إعلامياً، وعدم إعلان احتجاج وزارة الخارجية لا يعني عدم اتخاذها الخطوات اللازمة".
واعتبر كنعاني أن "الحقيقة التاريخية لتسمية الخليج الفارسي لم تتغير من خلال مباريات كرة القدم أو تصريحات مسؤولي دول أجنبية"، كما أكد أن وزارة الرياضة والاتحاد الإيراني، اتخذتا خطوات جيدة في هذا الاتجاه.
وبعد ذلك بيومين، صرّح وزير الخارجية الإیراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم الأربعاء 11 كانون الثاني/يناير الجاري أنه "على الرغم من أن لدينا علاقات إستراتيجية وأخوية وعميقة مع العراق، ولكن تم استدعاء السفير العراقي قبل 3 أيام إلی الخارجية بعد استخدام السلطات العراقية مصطلحاً وهمياً بدلاً من الخليج الفارسي، وقد عكسنا حساسية الشعب الإيراني العظيم تجاه استخدام المصطلح الدقيق والكامل للخليج الفارسي، إلی الجانب العراقي".
وأضاف في إيضاحات قدمها في اجتماع حكومي: "رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قام بعد احتجاجنا بتصحيح ما نشره في مواقع التواصل الاجتتماعي".
وبعد هذه التصريحات، شكّك الإعلام الايراني في استدعاء الخارجية الإيرانية للسفير العراقي، مستنداً إلى التأخير في إعلان الخارجية الإيرانية عن ذلك، خلافاً لما هو متداول.
جذور الخلاف
يعود الخلاف بين إيران والدول العربية، خاصة الخليجية منها، على تسمية الممر المائي إلى ستينيات القرن العشرين مع بزوغ فكرة الجامعة العربية والقومية العربية، فحينها أصبح اسم "الخليج العربي" شائع الاستخدام في معظم البلدان العربية.
يرى أغلب العرب حالياً أن اسم "الخليج العربي" تاريخي وقديم، ومبرَّر، لأن ثلثي سواحل الخليج تقع في بلدان عربية، في حين أن إيران تطلّ على نحو الثلث، وحتى السواحل الإيرانية من الخليج تقطنها قبائل عربية
وبقي اسم الخليج الفارسي مستخدماً في كل الخرائط تقريباً وفي معظم المعاهدات والوثائق الدولية الحديثة قبل عام 1960.
ويرى أغلب العرب حالياً أن اسم "الخليج العربي" تاريخي وقديم، ومبرَّر، لأن ثلثي سواحل الخليج تقع في بلدان عربية، في حين أن إيران تطلّ على نحو الثلث، وحتى السواحل الإيرانية تقطنها قبائل عربية.
وتحتج إيران دائماً بشدة على أي دولة أو مؤسسة أو منظمة أو حدث لا يستخدم اسم الخليج الفارسي، معتبرةً استخدام اسم الخليج العربي، تعدياً على "السيادة الإيرانية".
كما تحتفل إيران باليوم الوطني للخليج الفارسي في 30 نيسان/أبريل من كل عام بمناسبة طرد البرتغاليين من مضيق هُرمز عام 1622، وتقيم عشرات المؤتمرات والندوات والمهرجانات، وتطلق المسابقات لتزرع الروح الوطنية والقومية في نفوس أجيالها.
وتستخدم الأمم المتحدة اسم الخليج الفارسي، حيث وجدت ورقة بحثية عام 2006 أعدتها مجموعة عمل تابعة للأمم المتحدة إجماعاً في الوثائق التاريخية حول الاسم، والذي قيل إنه صاغه الملك الفارسي داريوش في القرن الخامس قبل الميلاد.
ومهما يكن من أمر فإنه لا تلوح في الأفق، على الأقل على المدى القريب، أية بوادر على حسم هذا الخلاف بالتراضي بين إيران والبلدان العربية وخصوصاً الخليجية في خضم الصراع الجيوسياسي الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع