فوجئ العديد من الناشطين في العمل الوطني من المكون المسيحي من أبناء الشعب الفلسطيني، بقيام سيادة الرئيس محمود عباس، في ليلة عيد الميلاد (حسب التقويم الشرقي)، بتكريمهم وتشجيعهم على الاستمرار في عملهم لخدمة الوطن من خلال تقليدهم نجمة بيت لحم ونجمة القدس (كلّاً حسب مكان إقامته).
لقد شكلت اللفتة المهمة للرئيس علامةً فارقةً في منظور القيادة الفلسطينية التي لم تتوقف يوماً، منذ قيام الثورة الفلسطينية، عن إشراك كافة ألوان الشعب الفلسطيني ومكوناته من دون أي تمييز، بل بالعكس يمكن القول إن المكون المسيحي، وهو مكون أصيل، فاز بتمييز إيجابي في العديد من المواقع وعلى المستويات كافة.
يمثّل التكريم الرئاسي المتمثل في تقليد ست قيادات مسيحية لعبت دوراً مهماً في دعم الرواية الفلسطينية محلياً، وفي الأوساط المسيحية العالمية، مؤشراً مهماً على الرؤية الشمولية للقيادة الفلسطينية التي ترى بوضوح أهمية مخاطبة العالم من خلال ناشطي المكوّن المسيحي الوطني.
يشكّل المكون المسيحي، خاصةً رجال الدين والمفكرين والناشطين في الطوائف البروتستانتية/ الإنجيلية، مربط الفرس، إذ نعاني كشعب فلسطيني من آثار تمييز متعمد أحياناً وجهل غير واعٍ أحياناً أخرى في ما يتعلق بأمور السلام والعدل في فلسطين
يشكّل قرار الرئيس، المدعوم بتوصية من الوزير الدكتور رمزي خوري وكبير المستشارين د. مجدي الخالدي، تعبيراً مهماً في الاتجاه المطلوب من كافة المؤسسات المحلية وسينعكس إيجاباً في تعامل كافة الوزارات مع الأمر وخاصةً وزارة الخارجية والسياحة لما لهما من علاقات يومية مع الفئات التي نحن في حاجة إلى استقطابها لأجل قضيتنا الوطنية.
يشكّل المكون المسيحي، خاصةً رجال الدين والمفكرين والناشطين في الطوائف البروتستانتية/ الإنجيلية، مربط الفرس، إذ نعاني كشعب فلسطيني من آثار تمييز متعمد أحياناً وجهل غير واعٍ أحياناً أخرى في ما يتعلق بأمور السلام والعدل في فلسطين.
ليس غائباً عن أحد أن الوزير البريطاني آرثر بلفور، أصدر إعلانه المشؤوم بناءً على لاهوت مسيحي مزيّف، أصبح الآن يُسمى المسيحية الصهيونية واستمر تسييس الدعم غير المحدود لدولة الاحتلال من خلال هذا المنظور الخطأ من قبل مسيحيين صهاينة أمريكان وغيرهم
وليس غائباً عن أحد أن الوزير البريطاني آرثر بلفور، أصدر إعلانه المشؤوم بناءً على لاهوت مسيحي مزيّف، أصبح الآن يُسمى المسيحية الصهيونية واستمر تسييس الدعم غير المحدود لدولة الاحتلال من خلال هذا المنظور الخطأ من قبل مسيحيين صهاينة أمريكان وغيرهم. لذلك فقد أصبح مهماً بل مهماً جداً، أن يتم دحض هذا اللاهوت المسيحي المزيف وذلك من قبل أبناء الشعب الفلسطيني ممن يتكلمون اللغة نفسها ويتّبعون العقيدة ذاتها وبذلك يكون الأثر أكبر بكثير من مجرد رفض تلك الأفكار المزيفة من دون طرح منظور فلسطيني صادق ينسف تلك التفسيرات الخطأ والتي سببت دماراً وتشريداً واحتلالاً لشعب بأكمله.
من المؤمل أن تتم ترجمة تكريم أشخاص مثل المطران منيب يونان الناشط في الاتحاد اللوثري العالمي، والدكتور متري الراهب وهو كاتب ومحاضر ومؤسس دار الكلمة، والدكتور بشارة عوض ابن الشهيد الياس عوض ومؤسس كلية بيت لحم للكتاب المقدس والمبدع في مؤتمرات المسيح حول نقطة التفتيش والقس جورج حبيب عوض من الكنيسة المشيخية التي كانت أول من عدّ النظام الإسرائيلي "أبرتهايد"، والذي كان ناشطاً في العصيان المدني في بيت ساحور.
هذه الإطلالة المهمة تعرّف الشعب الفلسطيني والعالم بعمالقة مثل البطريرك ميشيل صباح والمطران كبوشي والسفير الشهيد نعيم خضر وكمال ناصر وعدد كبير ممن تم تسليط الضوء عليهم مؤخراً في كتاب خافيير أبو عيد.
المطلوب الآن، أن يتم العمل وطنياً على ترجمة تلك الخطوات ببرنامج عملي فعّال بحيث يتم توفير كل ما يحتاجه للنجاح في نشر الرواية الفلسطينية في الأوساط المسيحية عالمياً
وبالإضافة إلى الأسماء التي تم تكريمها، فإن فلسطين والشعب الفلسطيني ينضحان بالمفكرين غير المعروفين من أمثال القس الأسقفي نعيم عتيق، والأب الكاثوليكي الياس شقور، واللاهوتي الفلسطيني حنا كتناشو، والمحاميين جوناثان كتاب ورجا شحادة اللذين كان لهم الدور المهم في تأسيس مؤسسة الحق وجين زرو المدافعة عن اللا عنف، ونورا القرط الناشطة الأرثوذكسية في العمل العام، وآخرين يمكن ملء الصفحات حولهم.
إن المطلوب الآن، بعد أن تم وضع أولويات جديدة في موضوع الإستراتيجية الفلسطينية في ما يتعلق بالسعي إلى تغيير الرأي العام المسيحي، خاصةً في الأوساط الإنجيلية وفي كافة قارات العالم، أن يتم العمل وطنياً على ترجمة تلك الخطوات ببرنامج عملي فعّال بحيث يتم توفير كل ما يحتاجه للنجاح في نشر الرواية الفلسطينية في الأوساط المسيحية عالمياً.
مرةً أخرى تحية إلى الدكتور مجدي الخالدي والوزير رمزي خوري لدورهما الفعال في تسليط الضوء على هذه الرموز القيادية وغيرها، والتي نحن بأمسّ الحاجة إلى تمكينها ودعمها للتواصل في العمل العام لمصلحة السلام المبني على العدل، كما جاء على لسان الملائكة ليلة عيد الميلاد: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرّة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون