من 1868 حتى 1918، سعى عدد من المسيحيين الألمان لتأسيس مستعمرات في فلسطين بهدف "إقامة مملكة الرب والتمهيد لعودة المسيح". فما هي قصة هذه المستعمرات، وكيف بدأت الفكرة؟
بدأ الاهتمام الألماني بفلسطين منذ بداية القرن التاسع عشر، إذ كان العهد القديم وكتابات الرحالة والمستشرقين الحافز الأساسي للبحث والمعرفة عن فلسطين وآثارها.
وحسب ما تذكر عبير الشيخ حيدر في بحثها: "السياسة الألمانية تجاه القضية الفلسطينية وتطورها (1949-2008)"، زار العالم الألماني أولريخ كاسبر سيتزن فلسطين في عامي 1806 و1807 ونشر مدوناته في أربعة مجلدات في برلين بين 1854 و1859 بعنوان "رحلات في سوريا وفلسطين وفينيقيا وبلاد شرق الأردن وبتراء العربية ومصر السفلى".
أما الرحالة بيتر شيج فدوّن تفاصيل رحلته إلى فلسطين تحت عنوان "مذكرات رحلة حاج إلى الأراضي المقدسة" عام 1867، في حين ألّف الجغرافي الألماني كارل ريتر كتاباً في ستة مجلدات بعنوان "الجغرافية المقارنة لشبه جزيرة سيناء وفلسطين وسورية" ونُشر في برلين بين عامي 1848 و1855.
نشاط تبشيري مكثف
تجلى الاهتمام الألماني بالناحية الدينية بصورة أوضح على خلفية النشاط التبشيري المكثف الذي شهدته فلسطين منذ حكم محمد علي لبلاد الشام عام 1831، عندما أوعز قائد الحملة إبراهيم باشا عام 1832 إلى السلطات الدينية والمدنية في فلسطين برفع القيود عن المسيحيين واليهود المقيمين في البلاد وكذلك الزوار الأجانب. فأُلغيت الرسوم المفروضة على الحجاج المسيحيين للقبر المقدس في القدس، وسُمح ببدء توافد الإرساليات التبشيرية المسيحية إلى الأماكن المقدسة، بحسب ما ورد في بحث الشيخ حيدر.
وتركز نشاط جميع المبشرين من كاثوليك وبروتستانت وإنجيليين ألمان على الشؤون الدينية والصحية والثقافية، فأُنشئت الكثير من المؤسسات والمنشآت الخيرية من مستشفيات ودور للعجزة والمشردين واليتامى ومدارس ودور عبادة.
مشروعات استيطانية
ومع ضعف الدولة العثمانية وظهور ما يسمى بـ"المسألة الشرقية"، طُرحت بعض المشاريع التي لا تخلو من أهداف سياسية ترمي إلى بسط السيطرة البروسية على الأماكن المقدسة. فبعد عام من تولي فريدريك وليم الرابع عرش بروسيا عام 1840، عرضت الحكومة البروسية مشروعاً أعده ضابط الحرس الملكي البروسي هيلموت فون مولتكه وأطلق عليه اسم "ألمانيا وفلسطين".
وبحسب كتاب الشيخ حيدر، طالب مولتكه بجعل فلسطين مركزاً للحضارة الأوروبية ونموذجاً للتنمية الاقتصادية، ودولة تمنع أي اتصال بين سوريا ومصر في حال قيام مملكة وراثية في الأخيرة، وفي الوقت نفسه تكون جسراً يربط أوروبا بالهند.
ويذكر الدكتور علي محافظة في كتابه "العلاقات الألمانية الفلسطينية من إنشاء مطرانية القدس البروتستانتية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية 1841- 1945" أن مولتكه رأى في قيام هذه المملكة بعثاً للتقاليد والقيم الصليبية ونصراً عظيماً للمسيحية، واقترح أن يكون على رأس هذه الدولة أمير ألماني يتمتع بسلطة مطلقة حتى يستطيع فرض النظام.
ومع ذلك، رُفض المشروع من البلدان الأوروبية آنذاك، خوفاً من تعرّض مصالحها في أراضي الدولة العثمانية لتهديدات.
لكن ذلك لم يمنع الملك من الحصول على امتيازات خاصة لبروسيا في الدولة العثمانية، تمثلت في إقامة مطرانية إنكليزية – بروسية مشتركة في القدس عام 1841، بحجة حماية المسيحيين البروتستانت في الأراضي المقدسة، وفي عام 1846 حصلت بروسيا على مرسوم لمصلحة الكنيسة البروتستانتية ساواها بغيرها من الكنائس الأخرى في المشرق العربي.
وفي ضوء هذه التطورات وجدت الدوائر الألمانية المهتمة بأوضاع فلسطين تجاوباً من قبل ملك بروسيا الجديد لمشروعاتها الدينية والاستيطانية في فلسطين، ومنها جمعية "الهيكل الألمانية".
نشأة الجمعية
تعود جذور "جمعية الهيكل الألمانية" إلى عام 1854 عندما تشكلت جمعية "تجميع شعب الله في القدس لبناء مملكة القدس"، على يد كريستوفر هوفمان وبمساعدة صديقه جورج دافيد هاردينغ، وأعلنت سعيها لإقامة مملكة الرب في فلسطين تمهيداً لعودة المسيح، حسب ما ذكر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر الدكتور حمادة ناجي لرصيف22.
ووفق ناجي، تمكن الصديقان من جمع عدد كبير من الأنصار ممن يرغبون في الهجرة إلى الأراضي المقدسة.
ويقول ناجي: "كانت حرب القرم التي اندلعت عام 1853 بين الدولة العثمانية وروسيا سبباً في الإسراع بتشكيل الجمعية، إذ تزايدت التوقعات بانهيار الدولة العثمانية، وأراد هوفمان أن يستغل هذا الظرف التاريخي فدعا إلى توطين المسيحيين الإنجيليين في فلسطين لتحقيق عودة المسيح باعتبارهم شعب الله المختار وليس اليهود".
وتُعدّ الجمعية امتداداً فكرياً لـ"حركة الأتقياء" الدينية الإصلاحية التي ظهرت في ألمانيا في القرن السابع عشر، واعتقدت بأن الكوارث التي يشهدها العالم سببها الابتعاد عن التعاليم المسيحية، وأن ذلك ينبئ بقرب عودة المسيح، على حد قول ناجي.
زيارة فلسطين
في صيف 1858، أرسلت الجمعية وفداً مؤلفاً من هوفمان وهاردينغ ومزارع يدعى بوبيك إلى فلسطين لدرس إمكانية استعمارها، وفور عودته أعد هوفمان تقريراً عن الزيارة بيّن فيها المصاعب التي تعترض مشروعه، وأوضح ضرورة الاستعداد لذلك، وقد دامت فترة الاستعداد هذه عشر سنوات، حسب ما روى محافظة.
من 1868 حتى 1918، سعى عدد من المسيحيين الألمان لتأسيس مستعمرات في فلسطين بهدف "إقامة مملكة الرب والتمهيد لعودة المسيح". فما هي قصة هذه المستعمرات، وكيف بدأت الفكرة؟
لم يستطع "الهيكليون" الألمان جذب أعداد كبيرة للإقامة في مستعمراتهم التي بدأوا ببنائها في فلسطين عام 1869، فقد نظر الفلسطينيون إليهم كمحتلين، في حين نظر المستوطنون للعرب نظرة فوقية
وفي أثناء ذلك دخل هوفمان وأنصاره في خلاف مع الكنيسة الإنجيلية، وهذا ما أدى لطردهم عام 1859، واضطروا لإنشاء طائفة دينية خاصة بهم، سُميت بـ"الهيكل الروحي".
وقد تسبب هجوم الكنيسة الإنجيلية على الطائفة بتفرقة العديد من أعضاء الجمعية، لكنها أعادت تنظيم نفسها عام 1861 في مقاطعة كيرشنهاردتهوف باسم "جماعة الهيكل الألمانية"، وطاف قادتها في دول أوروبا يدعون لمشروعهم.
الباب العالي
قرر هوفمان وهاردينغ بدء تنفيذ مشروع الجماعة، فسافرا في أغسطس 1868 مع أسرتيهما إلى فلسطين، وفي سبتمبر تقدما بطلب إلى الباب العالي للموافقة على شراء قطعة أرض مساحتها ثلاثة أميال مربعة على جبل الكرمل في حيفا، مؤكدين أن الغرض من الإستقرار في فلسطين ديني محض وليس له أية أبعاد سياسية، ونقلا رغبة المستوطنين في إدارة شؤونهم بأنفسهم من دون أي تدخل من السلطة الحاكمة.
غير أن زعيمي الجمعية لم يحصلا على الفرمان المطلوب، فغادرا إسطنبول إلى فلسطين عازمين على البدء في مشروعهما.
المستعمرات الألمانية
حيفا
فور وصول هوفمان وهاردينغ إلى حيفا، ورد رد الباب العالي على طلبهما بتأكيد استحالة السماح لهما بشراء الأرض في حيفا إلا إذا حصلا على الجنسية العثمانية، ولكن هذا الرد لم يثنهما عن مشروعهما فاشتريا أراضي عن طريق وسيط يحمل الجنسية العثمانية، وقام بدوره بتأجيرها لهما لمدة طويلة، حسب رواية محافظة.
في ربيع 1869، بدأ بناء أول مستعمرة ألمانية في فلسطين على قطعة أرض تمتد من شاطئ البحر المتوسط حتى سفح جبل الكرمل، ودُشن 12 منزلاً للسكن وكذلك مدرسة ومبنى آخر للصلاة
وفي ربيع 1869، بدأ بناء أول مستعمرة ألمانية في فلسطين على قطعة أرض تمتد من شاطئ البحر المتوسط حتى سفح جبل الكرمل، ودُشن 12 منزلاً للسكن وكذلك مدرسة ومبنى آخر للصلاة، وعلى مدخل المستعمرة نُقشت باللغة الألمانية عبارة "لتنسني يميني إن نسيتك يا قدس".
وبحسب محافظة، نمت المستعمرة بقدوم مهاجرين جدد بعد إبرام اتفاقية بين بروسيا والدولة العثمانية في يونيو 1869 نصت على السماح للألمان بالإقامة والاستقرار في فلسطين، وهذا ما أدى لزيادة عدد سكان المستعمرة في بداية عام 1873 نحو 254 نسمة، وبلغ عدد بيوتها 31، إضافة لورش ومعامل.
وفي عام 1902، بلغ عدد سكان المستعمرة 517، ووصل عدد منازلها إلى 92 وإلى جانبها 95 ورشة عمل، وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى كان عدد سكانها قد وصل إلى 750.
وخلال السنوات العشر الأولى من استيطانهم في حيفا، اعتنى الألمان بزراعة الكرمة وبناء معامل لإنتاج النبيذ، ثم انصب اهتمامهم على زراعة الزيتون واستخرجوا منه صابوناً من نوع جيد كانوا يصدّرونه لألمانيا وأمريكا الشمالية.
يافا
لم يكتف "الهيكليون" بحيفا فاشتروا مستعمرة جديدة في يافا كانت تُعرف بـ"مزرعة آدمز"، وذلك على بضع مراحل من 1869 حتى 1873.
ويذكر محافظة أن طائفة دينية أمريكية كانت قد أنشأت هذه المزرعة لتشهد عودة المسيح إلى الأرض كما كانت تعتقد، ولكن الطائفة هجرت المستعمرة بعد أن فتكت بها الأمراض.
لاحقاً، انتقل هوفمان من حيفا إلى المستعمرة الجديدة التي بلغت مساحتها 60 هكتاراً، وأوكل إدارة مستعمرة حيفا إلى رفيقه هاردينغ، وفور وصوله بدأ ببناء مستشفى صغير ودار للضيافة. وبحلول عام 1912، كان عدد سكانها قد وصل إلى 350.
سارونا
ويبدو أن الهيكليين كانوا في أوج حماسهم، فاشتروا عام 1871 قطعة أرض على طريق يافا – تل أبيب مساحتها 78 هكتاراً، وأقاموا عليها المستعمرة الثالثة ومنحوها اسم "سارونا".
لم يهنأ هؤلاء بـ"سارونا" كثيراً، فسرعان ما انتشرت الحمى بين سكانها عام 1872، وفتكت بثمانية وعشرين شخصاً من مجموع السكان البالغ عددهم حوالى مئة.
وذكر محافظة أن سارونا اشتهرت بزراعة الزهور والكرمة وتربية الأبقار، كما وُجد فيها معمل لإنتاج النبيذ.
ريفايم
لم يوقف موت 28 "هيكلياً" بسبب الحمى من نهم الجمعية في التوسع الاستيطاني فأسست "ريفايم". وقد ذكر محافظة أن عضو الجمعية آ. فرانك اشترى في مستعمرة يافا قطعة من الأرض شمال غربي محطة سكة حديد القدس عام 1872، وبنى عليها منزلاً وطاحونة تعمل بالماء، فتوافد إليه باقي أعضاء الجمعية واشتروا أرضاً مجاورة، وبحلول عام 1878 كانت المستعمرة الجديدة مقراً عاماً لإدارة "جمعية الهيكل".
واعتنى سكان المستعمرة الجديدة بإصلاح العربات التي تجرها الخيول، وساعدهم على ذلك فتح طريق العربات بين يافا والقدس عام 1867.
فالهالا
خلافاً للمعتاد، انتظر الهيكليون عشرين عاماً أخرى حتى أنشأوا مستعمرة جديدة في يافا عام 1892، منحوها اسم "فالهالا".
وبحسب محافظة، تم في المستعمرة الجديدة تأسيس مستشفى لمعالجة المقيمين في المستعمرات الألمانية في جنوب فلسطين (يافا – سارونا)، وكان سكانها يمارسون التجارة والصناعة والحرف اليدوية ويعملون في وكالات التأمين والنقل البحري، وتم إنشاء معمل للإسمنت وبناء فندق القدس الذي كان من أجمل فنادق يافا.
فيلهلما
وبعد مرور عشر سنوات، أنشأ المستوطنون الألمان في يافا وسارونا مستعمرة جديدة على بعد خمسة أميال إلى الشمال الشرقي من اللد وسط سهل خصيب، وأطلقوا عليها "فيلهلما".
ويذكر محافظة أن عدد سكان هذه المستعمرة بلغ في العام الأول 94، ووصل عام 1926 إلى 215.
نويهارد هوف
ومن أجل الحصول على مزيد من الأرض خارج نطاق مستعمرة حيفا، أنشأ المستعمرون الألمان نويهارد هوف. ذكر محافظة أن المستعمرة الجديدة كانت على بعد أربعة أميال إلى الجنوب من جبل الكرمل، وبلغت مساحتها 400 هكتار، واستُغلت لزراعة الخضر والحبوب.
بيت لحم
وفي حيفا أيضاً، أنشأ "الهيكليون" عام 1906 مستعمرة جديدة بأموال من "جمعية شتوتغارت لتطوير الاستعمار الألماني في فلسطين" على أرض قرية بيت لحم الواقعة في سفوح جبال الجليل، والتي تبعد بضعة أميال عن مدينة الناصرة.
وبلغت مساحتها 1700 هكتار، زُرع ثلثها بأشجار البلوط والباقي بأشجار الكرمة والفواكه والحبوب.
علاقات عدائية
برأي ناجي، لم يستطع الهيكليون الألمان جذب أعداد كبيرة للإقامة في مستعمراتهم، وذلك بسبب الحالة العدائية التي سيطرت على علاقتهم بالعرب.
نظر العرب للألمان كمحتلين، واعتبروا أن ما يقومون به تكمن وراءه أهداف خبيثة غامضة، في حين نظر المستوطنون للعرب نظرة فوقية، باعتبارهم - أي الألمان - شعب الله المختار الذي سيقيم مملكة الرب.
وكان ذلك سبباً في إرسال الحكومة الألمانية سفناً حربية إلى الشواطئ الفلسطينية أثناء حرب البلقان (1875-1878)، بين الدولة العثمانية وبين دول بلغاريا وصربيا واليونان والجبل الأسود، وذلك لحماية المستوطنين الألمان بعد ثورة المسلمين في القدس على الأجانب، كما روى ناجي.
اليهود والصهيونية
ولأسباب دينية، نظر الهيكليون الألمان لليهود نظرة عدائية، لأنهم هم "شعب الله" الذي سيقيم مملكة الرب وليس اليهود، لكن تغير ذلك بعد اضطرار الألمان للتعاون معهم لمواجهة العرب في ما بعد، حسب ما ذكر محافظة.
لأسباب دينية، نظر "الهيكليون" الألمان لليهود نظرة عدائية، لأنهم هم "شعب الله" الذي سيقيم مملكة الرب وليس اليهود، لكن تغير ذلك بعد اضطرار الألمان للتعاون معهم لمواجهة العرب
ومع ذلك، حاول زعماء حركة "محبة صهيون" التي استهدفت تنظيم هجرة اليهود من أوروبا الشرقية إلى فلسطين، الاستفادة من تجربة المستوطنين الألمان في المستعمرات الزراعية وكانوا يترددون إليهم لتجنب الأخطاء التي وقعوا فيها.
غير أن الحالة العدائية تأججت مرة أخرى بين الطرفين، حينما بدأت الهجرة اليهودية المنظمة الأولى (1882 – 1904) والتي تألفت من موجتين كبيرتين، الأولى (1882 – 1884) والثانية (1890 – 1891). بحسب محافظة، بدأ موقف المستوطنين الألمان يتغير على خلفية المنافسة الاقتصادية بسبب انخفاض أسعار المنتجات اليهودية مقارنة بمنتجات الهيكليين.
لكن الخطر الأكبر شعر به الهيكليون حين عُقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية عام 1897، إذ شعروا أنهم يواجهون حركة سياسية منظمة لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، لذا شنت صحيفة الهيكليين التي كانت تصدر في شتوتغارت في ألمانيا هجوماً حاداً على الحركة الصهيونية.
انشقاقات داخلية
على الصعيد الداخلي، عانى الهيكليون من أزمات عدة أدت لانشقاقات.
الحرب العالمية الأولى كان لها التأثير السلبي الأكبر في القضاء على أحلام "الهيكليين" الألمان، إذ عجّلت هروبهم بسبب الاحتلال البريطاني لفلسطين واعتقال العديد منهم، وتهجير بعضهم قسراً
وذكر ناجي أن نزاعاً نشب بين هوفمان وهاردينغ على بعض الأمور العقائدية ونظم الاستيطان، وهذا ما ترتب عليه انسحاب هاردينغ الذي شكل "رابطة الهيكل" وانضم له عدد من أعضاء الجمعية.
وبعد انسحاب هاردينغ، تولى دافيد شتراوس إدارة مستعمرة حيفا، لكن خلافاً عقائدياً آخر نشب بينه وبين هوفمان، وأدى لانسحاب عدد آخر من الجمعية وعودته إلى الكنيسة الإنجيلية.
ويذكر ناجي أن فكرة إقامة "مملكة الرب" في فلسطين بدأت تبتعد رويداً رويداً عن مخيلة المستوطنين فور استيطانهم، فاتجهوا إلى تحسين ظروفهم الحياتية وبالتالي تخلت الجمعية عن مسارها، وهذا يفسر قلة عدد سكان المستوطنات الألمانية.
غير أن الحرب العالمية الأولى كان لها التأثير السلبي الأكبر في القضاء على أحلام الهيكليين الألمان، إذ عجّلت هروبهم بسبب الاحتلال البريطاني لفلسطين عام 1917/1918 واعتقال العديد منهم، وتهجير بعضهم قسراً إلى ألمانيا في نهاية الحرب، والسنوات التي تلت توقيع معاهدة الصلح بين ألمانيا والحلفاء عام 1919.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع