"هاد دمعة عيني. هاد الغالي. هاد حبيب قلبي جوّة. أنا مسميه ع تلفوني "Jesus". هادا الحنين تبعي… هادا وديع"، كان هذا تعليق الفنان جورج وسوف حين سُئل في مقابلة تلفزيونية عن نجله البكر "وديع" أو "وودي" كما اعتاد مناداته وتدليله.
قبل نحو 10 سنوات، حين قرر وديع الانتقال للعمل والعيش في إمارة دبي، غنّى والده حزنه على فراقه في أغنية "أصعب فراق" التي بكى في "الفيديو كليب" الخاص بها بكاءً صادقاً يعكس عمق علاقتهما، وسأل: "حتجيني إمتى يا واحشني أنت دا الليل في بعدك ليالي؟".
قبل ساعات، قضى وديع في أحد مستشفيات لبنان الخاصة وترددت أنباء عن نقل الأب المكلوم إلى المستشفى إثر إصابته بنوبة عصبية حادة حزناً على وفاة فلذة كبده.
وفق صحيفة النهار اللبنانية، كان وديع قد خضع منذ أكثر من أسبوع لعمليّة تكميم في المعدة، عانى على إثرها مضاعفات شديدة ونزيفاً داخلياً، أُدخل بسببهما العناية المركزة. وذلك قبل إعلان وفاته قرابة الساعة 11 مساءً، الجمعة 6 كانون الثاني/ يناير 2023 على أن يُدفن في مسقط رأسه كفرون السورية الأحد.
"ما من كلام يوازي هول المصاب. وعبارات التعزية كلها هباء"... الفنان جورج وسوف يُفجع في ابنه البكر وديع الذي وصفه سلفاً بأنه "دمعة قلبي". عاصفة تعاطف معه ومواساة له من الفنانين العرب والجمهور
"لا عزاء يُقال في رحيل الشباب"
عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انطلقت مظاهرة مواساة وتعاطف مع جورج وسوف من الفنانين العرب والجمهور أيضاً. عبّر الجميع عن صدمته للخبر وحزنه لرحيل الشاب الذي كان "سند وعكاز" والده عبر وسمي: #وديع_جورج_وسوف و#جورج_وسوف.
كتب الفنان مروان خوري: "#جورج_وسوف كنت استثنائياً في كل شيء حتى في الفاجعة! لا عزاء يُقال في رحيل الشباب. رحمة الله عليك #وديع_جورج_وسوف والصبر ثمّ الصبر لأبو وديع وللأم والعائلة".
وغرّدت الفنانة كندا علّوش: "يالله شو وجعني قلبي على #وديع_جورج_وسوف ما بعرفه شخصياً بس كلنا منعرف حب #جورج_وسوف لابنه وتعلقه الكبير فيه وديع كبر معنا من أول ما صار الجمهور ينده أبو وديع. شب بأول عمره حرام. الله يرحمه ويصبر أبوه وأمه وعيلته ويهون عليهم الوجع. الله يكون مع الفنان الكبير جورج وسوف ويخفف عليه محنته".
وقال الفنان زياد برجي: "شو هالخبر القاسي... بكّرت كتير. الوداع يا حبيب قلب زيكو، يا وديع يا ملاك. الله يجعل مثواك الجنة ويصبر أمك وبيَّك وأخواتك". أما الفنان وليد توفيق، فكتب: "حبيب قلبي يا وديع يا ابن الغالي الله يرحمك ويجعل مثواك الجنة. يا حبيبي يا أبو وديع أنا اليوم فقدت ابني متلك. لله يصبرك يا حبيبي الله يصبرك يا قطعة من قلبي. وجعنا اليوم واحد..مش عارف بعزيك ولا بعزي حالي".
قبل نحو 10 سنوات، حين قرر وديع الانتقال للعمل والعيش في إمارة دبي، غنّى جورج وسوف حزنه على فراقه في أغنية "أصعب فراق" التي بكى في "الفيديو كليب" الخاص بها بكاءً صادقاً يعكس عمق علاقتهما
وقالت الفنانة نوال الزغبي: "الله يرحمك يا وديع ويصبّر إمّك وأبوك. آخ يا أبو وديع شو جرحك ووجعك كبير". ودعت الفنانة أحلام": "أستاذنا الكبير #جورج_وسوف، ربي يجبر قلبك ويجبر مصابك في وفاة ابنك #وديع_وسوف. أسأل الله أن يكون في مكان خير من مكانه".
وغرّد الروائي اللبناني جورج يرق: "لا تُعزّوا جورج وسّوف. لا يُدمي قلب الأب مُصابٌ مثل خسارة أحد أولاده. ولا سيّما الابن الذي يتكىء إلى كتفه في مرضه وعجزه. قلبُ جورج وسّوف مُدمّى، اليوم، لفقدانه بكره وديع في ريعان العمر. ما من كلام يوازي هول المصاب. وعبارات التعزية كلها هباء".
نجوم عرب فقدوا أبنائهم/ بناتهم
قبل أبو وديع، فُجع العديد من الفنانين العرب في أبنائهم وبناتهم. تمكن البعض منهم بعد سنوات من التعبير والبوح عن هذا الوجع فيما أبقاه آخرون طي الكتمان.
في آذار/ مارس 1982، رحل عمرو محمد فوزي الابن الوحيد للفنانة مديحة يسري عن 26 عاماً في حادث سير بعد أن كرّست حياتها لتربيته إثر الانفصال عن والده. وكانت الفنانة قبل ذلك قد فُجعت في وفاة طفلتها الأولى من محمد فوزي بعد أشهر من ولادتها.
وصفته الفنانة الراحلة بأنه "حبيب عمري وابن عمري"، وقالت إن الشيء الوحيد الذي صبّرها على فراقه هو إيمانها بأنه ينتظرها "على باب الجنة".
"أن الواحد يفقد ضناه، دي أكبر كارثة، وأكبر تجربة ممكن تحصل للإنسان. والإنسان مبينساهاش ومبيتعودش عليها"... قبل جورج وسوف، فنانون عرب فقدوا فلذات أكبادهم أبرزهم فيروز وحسن كامي وهاني شاكر
عام 1988، فُجعت الفنانة فيروز في ابنتها ليال الرحباني التي لم تكن تجاوزت الـ29 عاماً إثر سكتة دماغية (تحديداً نزيف المخ)، وهي نفس سبب وفاة والدها عاصي الرحباني وبعد عامين من وفاته. توارت فيروز لفترة عن الإعلام بعد ليال ولم تتحدث علناً عن جرح غيابها.
عام 1991، فقد الفنان الراحل حسن كامي نجله الوحيد، شريف (18 عاماً)، في حادث سير. علم بالخبر خلال وجوده في إيطاليا لإحياء حفل أوبرالي، وفقد صوته لبعض الوقت حزناً. قبل رحيله، قال كامي: "ربنا ما يوري حد حكاية أن الواحد يفقد ضناه. دي أكبر كارثة، وأكبر تجربة ممكن تحصل للإنسان. والإنسان مبينساهاش ومبيتعودش عليها. بيعيش وجواه حاجة فاضية باستمرار، ليل ونهار".
عام 2008، قُتلت هبة ابنة الفنانة ليلى غفران (23 عاماً) وصديقتها في حادث هزّ الرأي العام آنذاك. بعد أكثر من 10 سنوات على مقتلها، صرّحت غفران: "أنا لحد دلوقتي مش عارفة أعيش حياتي طبيعي. لغاية دلوقتي أنا حاسة بألم أنا مش قادرة حتى أغني. مش قادرة أرجع ليلى غفران أغني، أستمتع بحياتي زي الأول، أبقى طبيعية زي الناس. حتة مني وأعز حتة عندي مش موجودة".
في حزيران/ يونيو عام 2011، فقد الفنان هاني شاكر ابنته دينا عن عمر ناهز 27 عاماً بعد معاناة مريرة مع سرطان المعدة. إثر الصدمة، أعلن الفنان المصري اعتزال الغناء والتفرّغ لتربية طفلّي ابنته التوأم (ولد وبنت) حيث كانا بعمر العامين فقط. لكنه تراجع لاحقاً عن قرار الاعتزال.
بعد 10 سنوات على وفاتها، قال شاكر في تصريحات إعلامية إن أصعب ابتلاء هو ابتلاء الضنا وإن ابنته لا تفارق باله وإنما تحيا معهم مجسّدة في طفليها.
عام 2013، عاش الفنان حسن حسني نفس المأساة تقريباً بعد وفاة ابنته رشا بسرطان الغدد بعد فترة قصيرة من زفافها. أُصيب حسني باكتئاب لفترة وتوقفت أعماله الفنية قبل مواصلة مسيرته حتى وفاته بنوبة قلبية عام 2020.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع