كشفت دراسة حديثة أجرتها مجلة "ناتشر نيوروسينس" أن دماغ المرأة يتعرض لتغيرات كبيرة خلال فترة الحمل، يمتد أثرها لعامين على الأقل بعد الولادة، هذه التغيرات خاصة بمنطقة الإدراك الاجتماعي في العقل، ولها دور أساسي في التأهيل لفترة الأمومة.
الترويج المصاحب للحمل يصف الفترة بأنها سحرية وممتعة في حياة المرأة، لكن كل من مرت بهذه التجربة تعلم أن الأمر ليس كذلك بالضرورة، إذ يمكن بسهولة وصفها بالعصيبة، ولأنها كذلك حتى لو كانت ممتعة فمن الأفضل أن تبحث الحامل عن كل ما سيساعدها على تخطيها، الملابس على وجه الخصوص سيكون لها دور كبير في تحقيق الاسترخاء المطلوب. وفي نفس الوقت ومع أن الراحة هي الأولوية إلا أن الاعتناء بالمظهر الجمالي والأناقة من حق المرأة، بما في ذلك من كسر للنمطية الرومانسية وللقدسية التي تحيط بهذه الفترة وتشكل عبئاً إضافياً على النساء. فلا شيء يمنع ان تكوني حاملاً وعلى "سنغة عشرة" أو على "آخر طرز".
تالياً أهم النقاط التي ستحتاجين للتعامل معها بواقعية لضمان حمل مريح وأنيق، وبعيداً عن الرومانسيات الكاذبة.
قبل أي شيء... احتفظي بملابس الحمل بعد الولادة
احتفظي بملابس الحمل ولا تتخلصي منها، فعلى الرغم من رغبتك الشديدة برميها بعيداً فور الولادة لكنك سترتدينها في الشهر العاشر، أي الذي يتبع الولادة على اعتبارها الثياب الوحيدة المريحة لديكِ، سواء كانت ولادتك طبيعية أو قيصرية، فجسمك لن يعود لشكله الطبيعي فوراً، هذا أولاً، وثانياً في حال كانت لديِك النية للحمل مرة أخرى لن تضطري لإنفاق الموازنة الخاصة بالملابس مرتين، فملابس الحمل لا تخسر موضتها بسرعة الملابس العادية، وثالثاً هي من الثياب التي يمكن تبادلها بين الصديقات والأخوات في حال حملت إحداهن، بحيث تعم الاستفادة.
التعامل مع زيادة الوزن بواقعية
زيادة الوزن أهم تغيير خارجي تمر به الحامل، وابتداءً من الشهر السادس ستصبح ملابسك العادية غير ملائمة لها، وبالأخص عندما تبرز البطن، في العموم التغيرات تختلف من امرأة إلى أخرى، لكن في المتوسط تتراوح معدلات الزيادة الطبيعية من 11.50 إلى 16 كغم.
لا تتخلصي من ملابس الحمل فوراً لأنك سترتدينها في فترة بعد الولادة سواء طبيعية أو قيصرية، كونها الأكثر راحة
وبالإضافة إلى زيادة الوزن الحتمية هنالك بعض المشاكل التي قد تواجه النساء بتفاوت، وتعتمد على نوع الجسد وتفاعله مع الحمل، مثل آلام العظام والمفاصل وحرقة المعدة، لذا لا بد من البحث عن ملابس فضفاضة، ومن حسن الحظ فقد ظهرت كثير من العلامات التجارية والتي توفر ملابس الحمل ولديها خطوط كاملة مخصصة لهذه الفترة، هذه الملابس تم إنتاجها بعد تجربتها على الحوامل لمعرفة الأنسب لهن ولتأمين راحتك قدر الإكمان.
يعد السروال الضيق "الليغنغ" ضرورة في خزانتك في هذه الفترة، وهو من أهم القطع التي اهتمت شركات الملابس بإنتاجها للحوامل، هذه القطعة عملية للحد الذي ستفيدك لارتدائها في فترة بعد الولادة، سيما النوع الذي يأتي بقطعة قماش كبيرة لتغطية البطن بأكملها حتى الشهر التاسع، وهناك نوع بدون قطعة القماش القابلة للتمدد يأتي من القماش الناعم للغاية، وأياً كان الذي تختاريه فعلى القطعة أن تكون غير ضيقة أو خانقة على بطنك حتى لا تتسبب بضرر أو ضيق.
تقول سهيلة ممدوح (22 عاماً) لرصيف22 بأنها لم تكن تهتم بنوعية ملابسها خلال فترة الحمل خاصة في المنزل، فكانت ترتدي ملابساً ضيقة، ما جعلها تعاني من حرقة المعدة المستمرة على الرغم من اتباع كافة الإرشادات الطبية والتزامها بالأدوية. إلى أن لفت الطبيب انتباهها إلى أن الملابس الضيقة قد تكون السبب.
مع تطور ملابس الحمل اختفت الصورة النمطية المأخوذة عن الحامل بأنها لا ترتدي إلا اللباس الفضفاض، فظهرت فساتين الحمل والتي تجعل المرأة تظهر بكامل أناقتها، فلم تعد بحاجة للتضحية بالأناقة في مقابل الراحة.
لذا حين تذهبين لشراء فساتين الحمل عليك أخذ بعض النقاط في الاعتبار، مثل أن تكون مصنوعة من أقمشة قابلة للتمدد كالقطن صيفاً والصوف شتاءً، وأن يكون الثوب واسعاً عند البطن.
السروال الضيق "الليغنغ" ضرورة في خزانتك، سيما الذي يأتي مع قطعة قماش كبيرة لتغطية البطن بأكملها حتى الشهر التاسع، لكن على القطعة أن تكون غير ضيقة أو خانقة على بطنك حتى لا تتسبب بضرر
أما قبة الثوب أو البلوزة فيستحسن اختيارها بعنق واسع، لكي تتمكني من استخدام نفس الثوب أثناء فترة الإرضاع إذا اخترتِ الرضاعة الطبيعية، وإن كنت لا تفضلين الفساتين، فالتنورة خيار مثالي، فهى أكثر راحة من الجينز، وهناك الكثير من الموديلات مثل التنورة المصنوعة من القطن القابل للتمدد والتي تأخذ شكل البطن، والتنورة التي يتم رفعها لفوق البطن ويمكن أن تكون مثالية مع بلوزة قطنية مريحة.
اهتمي بالملابس الداخلية والأحذية
حمالة الصدر المُريحة ستساعدك في تجاوز عدم الراحة المصاحب للحمل، خاصة في الأشهر الأخيرة والتي يزداد فيها ضيق النفس مع زيادة الوزن، تقول آية مسعد (26 عاماً) لرصيف22 إنها لجأت لشراء حمالات الصدر الخاصة بالرضاعة مبكراً وهى في الشهر السادس كي تشعرها بالراحة، وفي هذا الصدد ينصح موقع "what to expect" الأمهات المستقبليات باختيار حمالة الصدر المناسبة لشكل الثدي ووزن الجسم، مشيراً إلى أنها ستكون مثالية ومثيرة إن كان بها لمسة من الدانتيل أو الساتان، وألا تكون بحمالات رفيعة حتى لا تتعب كتفيكِ أو تنزلق، وألا تكون ضيقة حتى لا تتسبب في انسداد القنوات التي يمر بها الحليب، كذلك الاختيار بين حمالة الصدر العادية أو المبطنة، وذلك حسب راحة الأم.
أيضاً، اختيار السروال الداخلي المخصص للحوامل والمريح غاية في الأهمية، خاصة خلال الأشهر الأخيرة لأنها مصممة لكي تتمدد مع البطن وتأخذ شكلها بخلاف السراويل العادية، والأفضل اختيار النوع الذي يغطي البطن بأكملها في فصل الشتاء، أما الموديلات التي تصل لتحت البطن فقط، فهي أنسب لفصل الصيف. لكن في كل الحالات يجب أن تكون من القطن حتى لا تتسبب في أية التهابات.
ينصح الموقع السابق أيضاً باختيار الألوان الفاتحة للسراويل الداخلية، لأنها ستساعدك في اكتشاف أي تطورات سريعاً، مثل نزول بقع دم أو تغير لون الإفرازات.
يُنصح باختيار الألوان الفاتحة للملابس الداخلية للحامل، لأنها ستساعدها في اكتشاف أي تطورات مثل نزول بقع دم أو تغير لون الإفرازات
ومع زيادة الوزن وحبس السوائل وضغطها على الأعصاب والمفاصل يصبح الحذاء المريح ضرورة ملحة، لا تتجاهلي راحة قدميكِ أبداً، يجب شراء الأحذية الواسعة إن ضاقت القديمة بعد تورم قدميكِ. الأحذية الطبية الطرية المفتوحة أو المغلقة، والأحذية الرياضية هي خيارات مثالية، وينصح بالابتعاد عن الكعب العالي خاصة في الأشهر الأخيرة، ويمكن الاعتماد على الحذاء المسطح كبديل.
اختلاف الأولويات بين الريف والمدينة
رغم كل التنوع في إنتاج ملابس الحمل والتركيز على جعلها مريحة وأنيقة في نفس الوقت لكل النساء، إلا أن الأولويات تختلف بين امرأة وأخرى تبعاً لنمط حياتها الاجتماعية، ولطبيعة البيئة التي تعيش فيها، فالمطلوب في المدينة قد يختلف عن المطلوب في الريف، كذلك قد تتغير الأولويات والحاجات بين المحجبة وغير المحجبة، وبين المرأة العاملة وربة المنزل، كثيرة هي التفاصيل التي تؤثر على اختيارات المرأة لملابسها.
يظهر هذا واضحاً في حديث آية مسعد التي تقول إنها تركز على شراء سراويل الحمل والقمصان الواسعة لأنها تخرج بشكل يومي للعمل، ولفتت إلى أنها تشارك باستعارة الملابس وإعادة تدويرها بين شقيقاتها وصديقاتها من أجل توفير المال، على العكس منها سهيلة ممدوح التي لم تشتر الكثير من ملابس الخروج لأنها تعمل كربة منزل، وبحكم حياتها في قرية ريفية.
نصائح لحمل أنيق
تقول مصممة الأزياء وصاحبة براند "أرفست فاوشن هاوس" تقى مصطفى في حديثها لرصيف22 إنها تنصح الحامل بعدم شراء الملابس دفعة واحدة لأن الجسم يتغير في كل مرحلة من مراحل الحمل، فمثلاً قد لا تلاحظ الحامل في الثلث الأول تغيرات كبيرة، أما في الثلث الثاني فسيمتلأ الجسد إلى حد ما، لكن الذروة هي في الثلث الأخير وهي مرحلة لها ملابسها الخاصة.
ومن وجهة نظرها فإن التصميم له دور كبير في إظهار أناقة الحامل، فالتصميمات الضيقة من منطقة الكتف والصدر وواسعة عند البطن تظهرها بوزن زائد، وبالتالي لا يجب على السيدات من صاحبات الوزن الزائد بالفعل اختيار هذا الشكل، أما الفساتين الواسعة ذات الشريط العريض من فوق البطن أو من الخلف فمناسبة أكثر للأشهر الأخيرة من الحمل.
وفيما يتعلق بالأقمشة يجب الابتعاد عن الأنواع التي تسبب العرق ولا تمتصه مثل الشيفون والبوليستر، أما بالنسبة للألوان فترى مصطفى أنه لا توجد قيود معينة على المرأة الحامل فيما يتعلق بالألوان التي ترتديها، لكن الداكنة تجعل بطنها أقل بروزاً إن هي أرادت ذلك، كما تُفضل الفساتين المنقوشة التي تدل على بهجة هذه الفترة.
التصميمات الضيقة من منطقة الكتف والصدر والواسعة عند البطن تُظهر المرأة بوزن زائد، والألوان الداكنة تُظهر البطن أقل بروزاً إن أرادت المرأة ذلك
بالإضافة لموديلات ملابس الحمل المعروفة، يمكنكِ الاعتماد على بعض القطع الموجودة في خزانتك، فمثلا السترة أو "الجاكيت" سواء كان طويلاً أو قصيراً ومن تحته بلوزة قطنية يعطيكِ مظهراً أنيقاً حتى في الأشهر الأخيرة، كذلك تعتبر التنانير مرتفعة الخصر والتي تغطي البطن ملائمة لهذه الفترة، وتستطيع السيدة أن تعتمد عليها في إطلالتها اليومية على حد قول مصطفى، والتي ترى أن قطعة "الكارديجان" مناسبة لفترة الحمل لأنها تغطي البطن وتجعلها تبدو أقل بروزاً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.