شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
احتفاءً بالتواصل ومتعتي الارتحال والكتابة... إعلان نتائج الدورة الـ21 لجائزة

احتفاءً بالتواصل ومتعتي الارتحال والكتابة... إعلان نتائج الدورة الـ21 لجائزة "ابن بطوطة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رود تريب

السبت 24 ديسمبر 202201:02 م

أعلن في أبوظبي ولندن عن نتائج مسابقة "جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة" للعام 2022-2023، وهي الدورة الواحدة والعشرون للجائزة التي يمنحها "المركز العربي للأدب الجغرافي- ارتياد الآفاق" في أبوظبي ولندن، ويرعاها الشاعر محمد أحمد السويدي ويشرف عليها مدير عام المركز الشاعر نوري الجراح.

 تأسست جائزة ابن بطوطة في عام 2000، وأعلنت عن نتائج دورتها الأولى سنة 2003 وتمنح سنوياً لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة، وجاءت انسجاماً مع طموحات المركز في إحياء الاهتمام العربي بالأدب الجغرافي.

 تشكلت لجنة التحكيم من عبد النبي ذاكر، د. خلدون الشمعة، د. عبد الرحمن بسيسو، د. أحمد برقاوي، د. شعيب خليفي، مريم حيدري، وتيسير خلف.

بلغ عدد المخطوطات المشاركة هذا العام 62 مخطوطاً جاءت من 12 بلداً عربياً، توزعت على الرحلة المعاصرة، والمخطوطات المحققة، واليوميات (واليوميات المترجمة)، والرحلة المترجمة، والرحلة الصحفية. وقد نُزِعَتْ أسماءُ المشاركين من المخطوطات قبل تسليمها لأعضاء لجنة التحكيم لدواعي السريّة وسلامة الأداء. وجرت تصفية أولى تم بموجبها استبعاد الأعمال التي لم تستجب للشروط العلمية المنصوص عليها بالنسبة إلى التحقيق، والدراسة، أو التي افتقرت إلى المستوى اللائق بالنسبة إلى الجائزة التي يمنحها المركز للأعمال المعاصرة. وفي التصفية الثانية بلغ عدد المخطوطات 24 مخطوطاً. وفي التصفية النهائية، جاءت النتائج على النحو الآتي:

تأسست جائزة ابن بطوطة في عام 2000، وأعلنت عن نتائج دورتها الأولى سنة 2003 وتمنح سنوياً لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة

حقيقة المجاز إلى الحجاز، صلاح الدِّين خليل بن أيبك الصَّفَدِي المتوفى:764هـ/1363م، حققتها وقدمت لها: د.نهى عبد الرازق الحفناوي (مصر). زُبْدةُ الآثار فيما وقَعَ لجامعِه في الإقامةِ والأَسْفار، لمحمد بن أحمد بن محمد بن جمال الدين سُكَيْكر الحَنَفيّ الدِّمشقيّ الحلبيّ (ت بعد 990هـ/ 1582م) حققها وقدم لها: المهدي عيد الرواضية (الأردن). والدُّرَرُ البهيَّة في الرِّحلةِ الأُوروبيَّة 1889، محمود أفندي عُمَر الباجوريّ ، حقّقها وقدّم لها: عامر سلمان أبومُحارب (الأردن). والرحلة الحجازية 1930، لمحمد بوشعرة حققتها ودرستها: د. كوثر أبو العيد  (المغرب).

ضمن فئة الرحلة المترجمة حصل على الجائزة عبد القادر الحموسي (المغرب) الذي ترجم عن الانكليزيّة رحلة المغربي في مجاهل أمريكا، وهو تقرير لكابيزا دي فاكـا (1527 ـ 1536)، وأبو بكر العيادي الذي ترجم عن الفرنسيّة "محور الذّئب من سيبيريا إلى الهند على خطى الفارّين من الغولاغ لـسيلفان تيسّون" .

ونال الجائزة عن فئة الرحلة المعاصرة (سندباد الجديد) كل من عاشة بلحاج (المغرب) وكتابها "على جناح دراجة من طنجة إىل باريس" وسناء كامل أحمد شعلان (فلسطين) عن كتابه "الطريق إلى كريشنا-رحلات في كشمير والهند"

عن فئة الدراسات كانت الجائزة من نصيب ثلاثة،  محمد فرج النابي (مصر) عن "البلاغة العمياء عند طه حسين-بحث في الخيال الرحلي" و د.خالد الطايش (المغرب)، عن "المثاقفة وإشكالية المركزية الشرقية-الرحلات الحجازية المغربية في القرن 12هـ/18م"، ود. سالم محمد الضمادي (المملكة العربية السعوديّة عن بحثه "شعرية النص الرحلي -تجارب سعوديّة في أدب الرحلة".

جائزة ابن بطوطة تدخل عقدها الثالث

راعي الجائزة الشاعر محمد أحمد السويدي هنأ الفائزين والمنوه بأعمالهم وأشار إلى أن الجائزة بدخولها العقد الثالث من عمرها كرست نفسها بوصفها الجائزة العربية لأدب الرحلة، وصرح قائلاً "بالنسبة إلى الأعوام الثلاثة المقبلة لدينا خطط عمل مبنية على تصورات مستقبلية، نعتبر أنها تدخل في باب الضرورات فقد تطور مشروع ارتياد الآفاق، وبات خلال عقدين ونيف المشروع العربي لأدب الرحلة، وقد فتح الباب لباحيثين ومؤسسات أكاديمية وثقافية لتعنى بصورة أو أخرى بهذا الأدب، ونحن نعتبر هذا بعضاً من ثمار عملنا في هذا الحقل، وعليه فنحن في ارتياد الآفاق ندرس حاليا صيغا متعددة للتعاون بيننا وبين مؤسسات رسمية وأخرى أهلية في الامارات وفي منطقة الخليج، إسوة بالصيغ المبتكرة للتعاون التي أنجزناها بيننا وبين الأشقاء العرب في المغرب العربي خصوصاً إن على المستوى الأكاديمي أو على مستوى وزارة الثقافة ومعرضي كتاب الدار البيضاء والرباط. لدينا في الإمارات صيغ من التعاون سنسعى إلى تطويرها إسوة بما أنجزناه عربياً".

وأضاف السويدي: خلال الأسابيع القادمة سيتم إعلان خطة برنامج "رواد الآفاق" الذي بدأ قبل سنوات ويتمثل في تنظيم رحلات لكاتبات وكتاب شباب عرب إلى وجهات مختلفة في أوروبا وآسيا وإفريقيا واستقبال في الوقت نفسه كتاب أجانب إلى جغرافيات عربية ما يعني حركة في اتجاهين تسفر عن يوميات ونصوص وانطباعات عن الأمكنة والثقافات.

وأعلن السويدي أنه بدءاً من عام 2023، سيجري استقبال رحالة من لغات وثقافات أخرى وتكريمهم خلال احتفالات الجائزة، إن في الإمارات أو في لندن؛ احتفاءً بمن غامروا في رحلات أثمرت يوميات ذات قيمة خاصة لثقافتهم وثقافة الآخر.

نوري الجراح

مشاركة نسائية ملفتة

أشار الشاعر نوري الجراح مدير عام "المركز العربي للأدب الجغرافي" والمشرف على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة" إلى أن هذا العام ميزته مشاركات واسعة لا سيما في حقل تحقيق الرحلات وقد شكلت الرحلات الأربع الفائزة في هذا الفرع  قوساً زمنياً يمتد من القرن الرابع عشر الميلادي وحتى النصف الأول من القرن العشرين. وتغطي بمجملها حركة الرحالة جغرافيا في القارات الثلاث: أوروبا وآسيا وأفريقيا، وقد عكست كتاباتهم وانتباهاتهم اهتمامات النخب التي خرجوا من محيطها، وقضايا المجتمعات التي تحدروا منها، والموضوعات الشاغلة لعصرهم، وطبيعة النظرة إلى الآخر.

بلغ عدد المخطوطات المشاركة هذا العام 62 مخطوطاً جاءت من 12 بلداً عربياً، توزعت على الرحلة المعاصرة، والمخطوطات المحققة، واليوميات (واليوميات المترجمة)، والرحلة المترجمة، والرحلة الصحفية

الإشارة الثانية التي ميزت هذا العام حسب الجراح تمثلت في بروز مساهمات النساء الكاتبات والباحثات في أدب الرحلة، إذ بفوز أربع منهن بالجائزة؛ سجلن رقماً قياسياً في المشاركة والفوز هذا العام، وهو ما يشير إلى إقبال المرأة على الانخراط أكثر فأكثر في البحث الأكاديمي والتأليف الأدبي في هذا الميدان.

يضيف الشاعر نوري الجراح: "إن الندوات التي سبق وعقدناها في عواصم عربية عدة كانت محطات أساسية في تطور مشروع ارتياد الآفاق وتحوله إلى منارة عربية لأدب الرحلة، بوصفه أدب تواصل وحوار مع الآخر القريب والآخر البعيد على حد سواء، وفضاء للحوار الثقافي عبر نصوص اليوميات بين العرب والأوروبيين خصوصاً، وبين العرب والعالم بصورة عامة، وصلة وصل بين المشروع ومختلف المعنيين بهذا النوع من الأدب. وهي ندوات شاركت فيها شخصيات عربية وأوروبية فاعلة في أدب الرحلة ، وضمت المشاركين في المشروع وأصدقائه من المعنين بنصوص الرحلة وبالتواصل بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى. وقد اسفرت عن أعمال مهمة عبر سنوات من تحقيق النصوص ودراستها وتبادل الأفكار حول ما يمكن تحقيقه ودراسته وإنجازه من النصوص الكلاسيكية في أدب الرحلة. ولابد أن اشيد هنا بشراكتنا مع المغرب، إن عبر الأكاديميا المغربية أو من خلال شراكتنا السنوية مع وزارة الثقافة في الحفل السنوي للجائزة والندوة المصاحبة له، وقد توصلنا هذا العام إلى تفاهم سيترجم إلى أعمال إن في طنجة مدينة شمس الدين الطنجي ابن بطوطة، أو في إطار المعرض الدولي للكتاب في الدار البيضاء والرباط".

يشير الجراح أخيراً إلى أن ارتياد الآفاق أقام للثقافة العربية خزانة كبيرة لأدب الرحلة وقد لغ عدد الكتب التي حققت ودرست وتلك التي كتبت في هذا الادب ما يقرب من 360 كتاباً وعليه فقد بات من الضروري الشروع في ترجمة أبرز الرحلات العربية التي كتبت على مدار ألف سنة من الترحال العربي في العالم بأقلام أدباء وشعراء ومفكرين وجغرافيين عرباً، ويغطي القارات: أوروبا، آسيا، أميركا، إفريقيا. ويكشف عن طبيعة نظرة العربي إلى نفسه في مرايا الآخر وطبيعة تعامله مع الاختلاف الحضاري بين ثقافته والثقافات الآخرى. 

بدءاً من عام 2023، تستقبل الجائزة رحالة من لغات وثقافات أخرى، على ان يتم تكريمهم خلال احتفالات الجائزة في الإمارات أو في لندن، احتفاءً بمن غامروا في رحلات أثمرت يوميات ذات قيمة خاصة لثقافتهم وثقافة الآخر

وبالتالي استحضار الأعمال في أدب الرحلة الكلاسيكية منها والمعاصرة التي أنجزها "المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق" وجائزة ابن بطوطة،  إلى اللغات الأخرى ولتكن البداية مع الإنكليزية والفرنسية. فهذه النصوص لابد أن تظهر وتجلي حضورها في لغات الآخر الذي غامرت في الوصول إليه والتعرف على عالمه ثقافة واجتماعاً، بما يكسر النظرة النمطية عن الكسل العربي في التواصل والحوار والتشارك مع الآخر.

 مثل هذا المشروع  حسب الجراح من شأنه أن يفكك النظرة الاستعلائية نحو الآخر الصادرة عن قرون من هيمنة المركزية الغربية في العالم ولطالما كنا هدفا سهلا لها بفعل سلبيتنا وتراخينا. وهو، بالضرورة، مشروع يحتاج عملاً مشتركا لنا مع مؤسسات إماراتية وعربية لاسيما أنه أثره سيكون علينا جميعا كعرب، في علاقتنا بالآخر، ويسهم في تصحيح صورتنا الحضارية في العالم.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image