البيئة الحضرية مسرح نشط غني بالعديد من السلوكيات والممارسات الاجتماعية. في المهرجانات السياسية، غالبًا ما يتم توجيه الأنشطة نحو المناطق الحضرية والأماكن التي لها رمزية معينة بين الناس في المدينة. في غزة، منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في عام 2006، يقام حفل الانطلاقة الذي تقوده حماس سنويًا على مدار أكثر من 15 عاماً. يفرز هذا الحدث الدوري مجموعة من الظواهر الحضرية والاحتفالية - سواء كانت عفوية أو منظمة - قراءة عميقة لما يجري في المجتمع الفلسطيني في غزة ويعبّر بشكل ما عن منظومة القيم الاجتماعية والتشاركية التي تعد مؤشرات مهمة لتقييم الحالة الوطنية ومسار القضية الفلسطينية كالمسائل ذات الصلة بالانتماء، والهوية، والرمزية الوطنية، والخطاب الجماهيري، وغيرها.
يمكن الحديث عن المهرجانات السياسية كظاهرة في سياق الحياة الواقعية، وبالتالي فحصها بطريقة وصفية قائمة على الملاحظة العميقة والتحليل النفسي والتحقيق في المظهر الخارجي والوعي الداخلي بما يتعلق بهذه الظاهرة.
فلسفة حماس حول الفراغ الحضري
يمكن القول إن لحماس فلسفتها الخاصة في التعامل مع الفراغات الحضرية بالنظر إليها كمساحات للكر والفر والحشد والتعبئة وللمناورة والحرب والصراع، كمساحات هي جل ثروتها ومصدرها الوحيد للقوة التي يمكن الاستعانة بها كأداة في جميع جبهاتها. هذه الفلسفة تحترم بشكل كبير قيمة الفراغ الحضري ومساحة الأرض وطبوغرافيا الطبيعة. قد يبدو هذا الأسلوب بدائياً كونه قوي الصلة بالأرض الأم وبالطبيعة لكنه ذكي وإستراتيجي بطريقة لافتة، كونه المصدر الوحيد المتاح والمستدام في هذه الحرب الطويلة الاستنزافية مع الاحتلال الإسرائيلي. لكن هذه الفلسفة التي تبدو عسكرية قاسية بشكل كبير تفتقر إلى احترام البعد الإنساني والاجتماعي وتستنزف بشكل كبير الحياة الإنسانية القائمة بإهمالها وإقصائها من سلم الأولويات.
هذه الفلسفة التي تطبقها حماس تبدو عسكرية قاسية بشكل كبير تفتقر إلى احترام البعد الإنساني والاجتماعي وتستنزف بشكل كبير الحياة الإنسانية القائمة بإهمالها وإقصائها من سلم الأولويات
في كل حرب عسكرية، تقوم حماس باستخدام البنية التحتية تحت الأرض في قطاع غزة كسلاح دفاعي وهجومي عبر الأنفاق التي تم بناؤها بشكل مثير للجدل وانتشرت على مساحات شاسعة من أقصى الشمال إلى أقصى جنوب قطاع غزة.
على جبهة السلام، ومنذ بدايات الحركة عام 1987 أدركت حماس سيكولوجيا العلاقة بين الناس والمادة والثقافة البصرية في الفضاء العام؛ إذ تم استخدام جدران المباني العامة والساحات المجتمعية للترويج لبعض الأفكار التي تعزز سياستها. فاستخدمت فن الغرافيت للرسم على الجدران، وكذلك الملصقات والنشرات الحماسية والدينية التي تم وضعها في كل مكان وهي تحمل آيات من القرآن والأحاديث النبوية، بالإضافة إلى استخدام منصات المساجد أيضًا كأماكن تتجمع فيها الحشود وتستمع إلى الخطب والدعوات الحماسية.
من ناحية أخرى، تبنت حماس منذ توليها سياسة الإحلال والاستبدال التي تهدف إلى إعادة تشكيل الهوية الخاصة بالمساحات العامة بدءاً من أسمائها انتهاء برمزيتها البصرية، إذ قامت بتغيير مسميات عدد من الشوارع والمناطق والميادين الحضرية، منها على سبيل المثال: منطقة تل الهوا التي سُمّيت بتل الإسلام، ساحة الكتيبة في قلب مدينة غزة سُمّيت بالساحة الخضراء، دوار 17 أطلقت عليه اسم ميدان قطر، ودوار النجمة في مدينة رفح بات دوار الشهداء، وكذلك مدرسة الشهيد غسان كنفاني صارت مدرسة مرمرة على اسم قارب تركي لنشطاء كسر الحصار، كذلك الأمر بالنسبة لشمال قطاع غزة حيث جرى استبدال شارع المصريين في مدينة بيت حانون بشارع شهداء مسجد أبو بكر، وشارع المدرسة الزراعية بشارع الحور العين.
قامت حماس بتغيير مسميات عدد من الشوارع والمناطق والميادين الحضرية، منها على سبيل المثال: منطقة تل الهوا التي سُمّيت بتل الإسلام، ساحة الكتيبة في قلب مدينة غزة سُمّيت بالساحة الخضراء، دوار 17 أطلقت عليه اسم ميدان قطر، ودوار النجمة في مدينة رفح بات دوار الشهداء، وكذلك مدرسة الشهيد غسان كنفاني صارت مدرسة مرمرة
إن ما سبق يعبر إلى حد ما عن شكل من أشكال الهيمنة واحتكار الفضاء الحضري، وإلغاء للمضمون التاريخي القيمي الذي يتم تعزيزه اجتماعياً مع الوقت، والذي لم يقتصر على تغيير الأسماء ومعانيها في الذاكرة الجمعية، بل كذلك على تشويه الدور الوظيفي الاجتماعي الذي تؤديه هذه المساحات. يجدر بنا هنا التطرق للحديقة العامة التابعة لبلدية غزة والتي تعرف بمنتزه بلدية غزة العام والتي تم بناؤها عام 1936 واعتبرت مكاناً ترويحياً وترفيهياً لسكان قطاع غزة. وهي تعرضت للإهمال بشكل كبير مع إبداء اهتمام أكبر بالمشاريع السياحية المكلفة التي تضج بها الواجهة البحرية غرب غزة. لكن هذه الممارسات أصبحت مؤدلجة لاحقاً دينياً ليصل الأمر إلى استبدال الحدائق العامة بالمساجد في إشارة واضحة إلى رمزية المسجد بالنسبة للأيديولوجيا التي تتبناها حماس، فالمسجد لا يقتصر على كونه مكاناً للعبادة فحسب، بل مكاناً لطلب العلم، للحشد، والتعبئة، والجهاد، وحتى بناء العلاقات الاجتماعية. ففي مدينة بيت لاهيا شمال غزة، صادرت حماس متنزهاً عاماً وأنشأت عليه مسجداً أطلقت عليه اسم مسجد صلاح شحادة. إن هذه السلوكيات تكشف بشكل صارخ عن سوء عمليات التخطيط الحضري وغياب التدقيق القانوني في البلديات والذي دفع إلى إنشاء مدينة حضرية عشوائية مشبعة بالأمراض الاجتماعية والنفسية وتفتقر إلى مرافق وخدمات مدروسة للأحياء السكنية والمناطق العامة.
ومن زاوية أخرى، فإن مبنى البرلمان الفلسطيني في غزة، الذي من البديهي أن يمثل الهوية السياسية الفلسطينية، يجسد اليوم بطريقة أو بأخرى توجهاً خطيراً نحو هوية أخرى. تظهر الصور التالية مقارنة بين مبنى المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) في غزة قبل حكم حماس وبعده، إذ أعادت حماس بناءه بعد أن دمر الاحتلال الإسرائيلي المبنى في حرب 2009. تظهر الصور أن هيكل المبنى يشبه إلى حد ما شكل المسجد. بالنسبة لحماس، لم يكن المسجد مكانًا للعبادة والشعائر الدينية، بل مكانًا للنشاط السياسي والتنظيمي وللتعبئة والدعوة أيضًا.
إن هذا الطمس لهوية النسيج الحضري وما يتضمنه من ممارسات، له تبعاته على الحياة العامة. تقول فران تونكيس، أستاذة علم الاجتماع ومديرة برنامج المدن في كلية لندن للاقتصاد: "يمكن اعتبار تشويه أو اختفاء الفضاء العام مؤشرًا على إضعاف الحياة العامة وأيضًا كعامل سببي في اضمحلالها. يتم تقليل مكانة الأماكن العامة من خلال نفس العمليات التي تقلل من أي فكرة متماسكة عن المجال العام في حد ذاته".
قراءة في المهرجانات السياسية لحماس من منظور حضري اجتماعي
مع كل هذا الجهد الذي بذلته حماس لإثبات جدارتها السياسية في إدارة قطاع غزة على الرغم من الحصار والضغوط الدولية، كانت بحاجة دوماً لوسائل استعراضية ظاهرية بصرية أقوى، تعزز هذا الإيمان لديها ولدى الآخر. ففي ضوء هذه السياسة الغامضة التي تفرضها الإعدادات الأمنية، يظل هناك شيء ما خفي لا يتيح تعزيز إيمان قوي جهوري. فأنظمة الدفاع العسكرية والهجومية لحماس والمسلحة بالبنية التحتية هي مجهولة التفاصيل لدواعٍ أمنية، والخطاب السياسي والاجتماعي الظاهر كما يقول فوكو، ليس في نهاية المطاف سوى الحضور المانع لما لا يقوله. وعليه التأكيد أن كل شيء تحت السيطرة، وأن حماس قد نجحت في التغلب على هذه الضغوط وتحقق "انتصارات مستمرة" من وجهة نظرها، فكانت فكرة المهرجانات السياسية والاستعراضات العسكرية فعالة جماهيرياً خاصة بعد كل حرب، لإظهار انتصاراتها مع التغاضي عن كل مظاهر التشوهات المدنية والاجتماعية والعمرانية التي أشرت إليها سابقاً.
ومن أهم الاحتفالات وأبرزها وأكثرها إثارة للجدل هو مراسم التدشين/ الانطلاقة التي تقام في كانون الأول/ديسمبر من كل عام. هذا المهرجان السياسي هو تحدٍ آخر تمر به حماس وتعتبره مساحة للتقديم والاستعراض السياسي العسكري. تقول أنيس ويتلو، الباحثة في مجال الدراسات الحضرية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "إن الهدف الأساسي للمهرجان - إما تحدي أو تعزيز نظام سياسي قائم - يشير إلى العلاقة بين الهويات التي تم إنشاؤها داخل المهرجان والهوية الوطنية المهيمنة". ويبدو أن حماس تعتبر هذا الاحتفال تحدياً وأداة تعزيز؛ إنه معركة حاسمة لإثبات وجودها على الساحة الدولية وسط كل هذه الظروف. وهذا يؤكد ما قاله ديفيد والدستريتشر المؤرخ الأمريكي والباحث في التاريخ السياسي والتاريخ الثقافي: "إذا كانت الانتخابات حروبًا، فكل احتفال كان معركة، وكل معركة تحدد بقدر أكبر من اليقين من سيكون جزءًا من الهوية الوطنية".
بالنظر إلى مجموعة المهرجانات السياسية التي نفذتها حماس خلال الخمس سنوات السابقة ومقارنة بعضها ببعض بين عامي 2017 و 2022، نلاحظ أن هناك تغيرات طارئة جدية في مؤشر الانتماء للهوية الفلسطينية
بالنسبة للفضاء الحضري الاحتفالي، يتم عقد احتفالات الانطلاقة في ساحة الكتيبة في وسط مدينة غزة، وتعتبر هذه الساحة العامة واحدة من أكبر الساحات وأكثرها رمزية، كانت وما زالت على مر التاريخ مسرحًا لجميع جوانب النشاط والتعبير والمشاركة والتفاعل الاجتماعي والسياسي، بما في ذلك المهرجانات والاعتصامات والمسيرات.
يثير الوعي بالطريقة التي تؤثر بها البيئة الحضرية على مستخدميها تساؤلات واسعة النطاق حول هذه السلطة التي يمتلكها صانعو القرار والمخططون وحول الطريقة التي يتم استخدامها للتأثير على العامة لأهداف وغايات سلطوية. ويُظهر تاريخ التخطيط الحضري ممارسات وتجارب كثيرة تجاه استخدام الفراغات العامة الرمزية لتعزيز الشعور بالامتنان والاحترام والخوف والاستكانة بين الناس ودفعهم باللاوعي إلى احترام السلطة القائمة. والمطلع على تاريخ العمارة الفاشية في إيطاليا أو النازية في ألمانيا، يمكن أن يلاحظ عظمة البناء التي كانت تبث مشاعر الرهبة والخضوع والاحترام لدى جموع العامة خصوصاً في طريقة تخطيط الساحات الضخمة والشوارع وتصاميم التماثيل الفنية والبوابات وعناصر العمران التذكارية. وبالتالي يمكن القول إن استخدام ساحة الكتيبة لهذا الاستعراض السياسي من قبل حماس كان موفقاً بالنظر إلى ضخامتها ورمزيتها وموقعها الإستراتيجي في قلب مدينة غزة. ففي ظل وجود الأعداد الجماهيرية في هذا المكان الذي تم تغذيته بالخطب الحماسية والموسيقى والأغاني الثورية سيسهم ذلك بسهولة في توليد مشاعر قوية من التضامن السياسي والوحدة والتأثير السلطوي.
من ناحية أخرى، فإن سياسة التنظيم ومتعلقاتها من مواد احتفالية وعناصر بصرية وسياقات ثقافية هي من القضايا المهمة التي تكشف عن الكثير من النوايا السياسية ومضمون الخطاب السياسي. تقول كريستين كوتما أستاذة البحث الثقافي في قسم الإثنولوجيا في جامعة تارتو في إستونيا: "المهرجانات هي ظاهرة جماعية تخدم أغراضًا متجذرة في حياة المجموعة".
تسمح سياسة التنظيم خلال حفل إطلاق حماس لجميع الناس بالحضور؛ النساء والرجال وحتى الأطفال. تؤثر التجمعات التي تضم عددًا كبيرًا من الأشخاص غالباً على التفكير والوعي الفردي. وبالتالي، كلما زاد عدد الأشخاص المجتمعين تلاشى الوعي الفردي الخاص، وأصبح الانجراف الجماعي وراء أي معتقد سهلاً حيث ينساق الأفراد مع الجمع.
ومن حيث مضمون المادة الاحتفالية، فبالإضافة إلى الخطاب الحماسي والأغاني والهتافات والشارات واللافتات والأعلام وغيرها؛ استخدمت حماس الشوارع العامة وتحديداً الأكثر حيوية منها (كشارع الرمال على سبيل المثال) كمنصة للاستعراضات العسكرية في تجاهل تام لطبيعة المتلقي. كما يتم إقامة معارض عسكرية تتضمن مجسمات لطائرات حربية وعروضاً لأسلحة في بعض المناطق الأخرى، منها المعرض الذي أقيم في الأول من الشهر الجاري في مخيم جباليا شمال قطاع غزة. يشار هنا إلى أن غالبية هذه الشوارع الحيوية تمر عبر مناطق تحت تصنيف تجاري وسكني، حيث نسبة كبيرة من الجمهور هم دون سن الثامنة عشرة. لذا من المهم النظر إلى التغذية البصرية السلبية في هذا الفضاء الحضري المليء بأنواع مختلفة من الأسلحة والذخيرة كونها تشكل خطراً نفسياً له تبعاته على الأطفال مستقبلاً.
من خلال تجربتي في التطوع في العمل مع الأطفال والعائلات التي تم إجلاؤها بعد الحرب في حزيران/يوليو عام 2014، يمكنني أن أؤكد أن الأطفال لديهم الاتصالات اللفظية والتصور والفهم المتعدد الأبعاد تجاه الفضاء والبيئة. في الواقع، لديهم إحساس بالمكان ورؤية لعالمهم. لذلك من المهم معرفة المحتوى الموجود في المناطق الحضرية المحيطة وطبيعة المتلقي المستهدف.
أما فيما يتعلق بالهوية وكيف تؤثر المهرجانات في إبرازها، فبالنظر إلى ما تحمله الهوية من معنى وصيغة شاملة رمزية لنظام الحياة الذي تملكه مجموعة معينة من الناس، فإنه من الضروري أن تمثل الهوية الوطنية الفلسطينية نظام الحياة العام الذي يشمل جميع جوانب الشعب الفلسطيني بمختلف التوجهات السياسية والثقافية والدينية.
والمهرجانات بكونها ظاهرة مكانية تجسد بصريًا ملامح الهوية الوطنية من خلال مجموعة من الممارسات تجاه الفضاء الحضري. فإن الرمزية المرئية من أهم المفاهيم التي تربط الحيز الحضري بالهوية الوطنية، حيث التغذية البصرية والتغذية الراجعة وعناصرها المختلفة تلعب دوراً مهماً في التأكيد على ماهية الهوية وسبل تشكيلها.
تتنوع الرموز المادية للهوية الوطنية؛ مثل الأعلام الوطنية والأزياء التقليدية وأطباق الطعام، بالإضافة إلى النسيج الحضري، بما في ذلك المباني العامة والمعالم الأثرية والساحات. تقول أنيس ويتلو إنّ التصريحات العامة للهوية الجماعية تتخذ أشكالًا عديدة وتستفيد من جميع أنواع الرموز كدعم ... الأشياء والأحداث والآثار والاحتفالات، كلها تساهم برموز ذات مغزى في إنتاج وتوحيد الـ"نحن ".
بالنظر إلى مجموعة المهرجانات السياسية التي نفذتها حماس خلال الخمس سنوات السابقة ومقارنة بعضها ببعض بين عامي 2017 و 2022، نلاحظ أن هناك تغيرات طارئة جدية في مؤشر الانتماء للهوية الفلسطينية. في الصور المبينة أدناه؛ خاصة على المنصة الرئيسية الخاصة بالمهرجان، من الممكن أن نرى بوضوح التضاؤل البصري لرمز الهوية الفلسطينية، العلم الفلسطيني تدريجياً، واستبداله بالعلم الأخضر وملصقات قادة حماس.
على صعيد آخر، تعتبر المرأة الفلسطينية ونضالاتها وأدوارها الوطنية جزءاً مهماً من تشكيل الهوية الفلسطينية؛ خاصة حين يتعلق الأمر ليس فقط بنشاطها، ولكن بتفاصيلها الصغيرة كأطباق الطعام التي تصنعها، كملامحها، وحتى الأزياء التي ترتديها. فالثوب الفلسطيني رمز مهم من رموز الإرث الفلسطيني الذي يعبر عن الهوية الوطنية. لكن لا يبدو الأمر كذلك فيما يتعلق بالمهرجانات السياسية التي تنظمها حماس اليوم، فحتى النساء الفلسطينيات اللواتي حضرن المهرجان كن يرتدين الحجاب الأسود والجلباب أو عباءات بوشاح أخضر على رؤوسهن بدلاً من ارتداء الثوب الفلسطيني التقليدي. والجدير بالذكر أن وجود المرأة هنا هو إضافة عددية وليس وجود كيان. فعلى مدار حوالي 15 عاماً، لم يتضمن المحتوى الاحتفالي لانطلاقة حماس أي مشاركة (بخطاب أو نشاط احتفالي) لأي امرأة فلسطينية. اقتصر حضورها على المشاهدة فقط.
إن الاحتفالات السياسية ذات سياق حضري اجتماعي غني ومهم، وعلى النقيض مما هو قائم اليوم، يجب توجيه الأنظار ورفع الوعي بضرورة التخطيط البناء والوطني لمثل هذه الأحداث والمناسبات التي تؤثر بصرياً بشكل عاطفي وحميمي في جموع العامة. وأن تكون ذات أهداف تنسجم تماماً مع قيم الوحدة الوطنية والهوية والانتماء والتعبير الوحدوي في السياق الفلسطيني.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 19 ساعةجميل جدا وتوقيت رائع لمقالك والتشبث بمقاومة الست
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أياممقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ أسبوعمقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ أسبوععزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعيناخيرا مقال مهم يمس هموم حقيقيه للإنسان العربي ، شكرا جزيلا للكاتبه.