"انتم عايزين تصيعوا صياعة وتِفسدوا أخلاق البنات، كفاية علينا الولاد! انهالت علينا هذه التعليقات الرافضة لغناء البنات مهرجانات، لم نيأس وكنا نضع نموذج جديد للمهرجانات نستجيب فيه لحساسية نسوية، ويُعطى مساحة للنساء للتعبير عن أنفسهن وخبراتهن بحرية، بأداء وموسيقى مختلفين وخطاب جديد"، يحكي لرصيف22 المخرج أحمد صالح مدير مركز المدينة الفنون بالأسكندرية ومؤسس مشروع "تسجيلات فلافل" كأول فرقة نسائية تقدم فن المهرجانات والراب في مصر.
وجاءت تسمية المشروع الغنائي "تسجيلات فلافل" من الفلافل لأنها أكلة شعبية يقبلها الجميع.
تحدثنا عبر منصة الزوم مع المخرج أحمد صالح وأربع عضوات من فرقة "تسجيلات فلافل"، جئن من خلفيات فنية متنوعة كالتمثيل، الغناء، المسرح، العزف، السينما والتأليف الموسيقي، ولكن جمعهن شغف خوض تجربة جديدة كغناء المهرجانات.
المخرج أحمد صالح
للاقتراب أكثر من المشروع الغنائي وتحديات دخول النساء لعالم صناعة المهرجانات، وماذا عن موقف الفرقة الآن من قررات نقابة الموسيقين المصرية الحديثة بإلغاء مصطلح المهرجانات ووضع ضوابط لاختيار كلمات للأغاني تراعي الذوق العام.
ماذا لو دخلت النساء في عالم صناعة المهرجانات؟
"ماذا لو دخلت النساء في عالم صناعة المهرجانات؟ من هذا السؤال قفزت في ذهني فكرة مشروع تسجيلات فلافل"، هكذا يبدأ أحمد صالح حديثه ويُضيف: "بلا شك أن المهرجانات فن ذكوري لكونها صناعة يُسيطر عليها الرجال. من خلال كلمات الأغاني يحُط من شأن النساء ويعظم من فحولة الرجال، ويُحملن كل الأخطاء الاجتماعية ويتهمن بإفشال العلاقات وضياع الذكور، وتغيب تماماً وجهة النظر الأخرى في هذه الحكاية لغياب أصوات النساء وهو ما دفعني لتحليل ودراسة عالم صناعة المهرجانات، ومدى إمكانية اقتحام النساء لها".
يرى مؤسس الفرقة أن "فرص وجود النساء في صناعة المهرجانات متاحة لسهولتها إذ لا تحتاج لمغنيات محترفات ويستطيع الأشخاص العاديون اقتحامها والتعبير عن أنفسهم، فضلاً عن تسجيل الأغاني من خلال HOME STUDIO وهو يعد أحد اشكال التمكين الاقتصادي للنساء".
في ظل الجدل المثار حول جدوى أغاني المهرجانات، قرر صالح إطلاق فكرة جديدة تتيح للشابات من عمر 21 سنة إلى 35 سنة الفرصة للتعبير عن أنفسهن ومشكلاتهن عبر أغاني المهرجانات والراب الشعبية، لمعالجة الموضوعات الاجتماعية النسوية بطرق جديدة.
فكرة جديدة تتيح للشابات من عمر 21 سنة إلى 35 سنة فرصة التعبير عن أنفسهن ومشكلاتهن... مشروع "تسجيلات فلافل" أول فرقة نسائية تقدم فن المهرجانات والراب في مصر
"فوجئنا بنقد كبير من جمهور السوشيال ميديا على صفحة مركز (المدينة) بعد دعوة CALL لضم فتيات لورشة عمل كتابة وغناء المهرجانات، وكانت التعليقات صادمة ورافضة غناء الفتيات للمهرجانات مثل "انتم عايزين تصيعوا/ صياعة وتِفسدوا أخلاق البنات، كفاية علينا الولاد"، يقول صالح.
ويستكمل: "لم نيأس من التعليقات، كنا نضع أمامنا نموذجاً مختلفاً تماماً عن المهرجانات الرائجة في السوق، نموذجاً نستجيب فيه لحساسية نسوية، يُعطى مساحة للنساء للتعبير عن أنفسهن وخبراتهن بحرية، بأداء وموسيقى مختلفين وخطاب جديد، خاصة أن سوق الإنتاج الموسيقي في مصر لا يقدم جديداً بل يُكرر نفسه".
"نجحنا من خلال ورشة العمل أن نطور أفكار المشاركات وكلمات الأغاني بالتعاون مع الشاعرة أمار مصطفى وشارك بالتلحين أشرف فتحي، وقام بالتوزيع الموسيقي عمرو زيدان، وخرجنا بـ10 أغان تقوم على صوت نسوي موسيقي جديد، يناقش قضايا عديدة من منظور النساء، كأزمة التغير المناخي في مهرجان (البيئة)، حق النساء في الميراث، التحرش الجنسي، تحديات خروج المرأة في الفضاء العام وحضورها في بيئة عدائية في مهرجان "زومبيز" والعلاقات العاطفية والإنسانية بصفة عامة في مهرجان "كلام فى كلام". يحكي مؤسس الفرقة عن فلسفة اختيار أغاني أول ألبوم للفرقة "بخاف أوى أوي".
انتقاد المجتمع النوبي لغنائي مهرجانات باللغة النوبية
"في البداية لم أتحمس بالقدر الكافي للانضمام للمشروع، لكوني غير مستمعة جيدة لأغاني المهرجانات، ولكن جذبتني فكرة تكوين فرقة نسائية، وفوجئت عندما كُلفت في الورشة بكتابة كلمات مهرجان باللغة النوبية. كنت قلقة ومرعوبة جداً من رفض المجتمع النوبي للفكرة لسببين، كوني فتاة نوبية تُغني مهرجانات بل تُحرف في شكل وأداء الأغنية النوبية ولحنها المعتمد على السلم الخماسي"، تحكي زهراء يعقوب ابنة محافظة أسوان وإحدى عضوات فرقة تسجيلات فلافل.
تضيف: "حَظيت بتشجيع كبير من مؤسس الفرقة أحمد صالح على الكتابة، وتزامن هذا مع رحيل جدتي، التي كانت مُلهمتي من خلال الاستعانة بمخزون القصص النوبية التي كانت تحكيها لي قبل وفاتها".
"وجاءتني ردود فعل إيجابية من العائلة والأقارب بالنوبة بعد سماع مهرجان (كوماكوماجي) والميكس الغنائي والموسيقي لأول مرة بين اللغة النوبية القديمة ولون موسيقي جديد كالمهرجانات"، تقول زهراء .
وتستطرد زهراء مُعبرة عن سعادتها بانتشار المهرجان بين الشباب والأطفال في النوبة وحرصهم على فهم معاني الكلمات، بل زاد حماسهم لتعلم اللغة النوبية.
المهرجانات النسائية مساحة حرة للتجريب
"من شخص يكره الأغاني الشعبية والمهرجانات لموسيقاها المزعجة وكلماتها الفجة غير اللائقة، لشخص ممتن جداً لانضمامه لمشروع تسجيلات فلافل، وأصبح يسمع مهرجانات"، تقول جيسكا.
وتحكي أن الفرقة أنقذتها من فترة ركود لنشاطها الفني صاحب جائحة كورونا، قائلة: "اكتشفت عالماً آخر في المهرجانات، وفُتنت بالمشروع لكونه مساحة حرة للتجريب والتعبير عن أفكارنا وما يشغلنا من موضوعات بمفردات وموسيقى وأداء جديد وبأصوات نسائية مختلفة تقتحم عالم الراب والمهرجانات الذي كان حكراً للرجال فقط".
شاركت فرقة تسجيلات فلافل للمرة الأولى في حفل جماهيري من خلال مهرجان "باب البحر" ومهرجان "دايفرستي" لتقدم أول أداء حي على مسرح جزويت الإسكندرية في أذار/مارس الماضي.
وعن ردود فعل الجمهور على أول حفلة للفرقة، تقول جيسكا: "كانت غير متوقعة، حيث التفاعل والتشجيع الكبير، حتى أن أمي انبهرت بحضورنا النسائي وتجربتنا وكلمات الأغاني، بينما واجهت الانتقادات من أصدقائي لحكمهم المسبق على المهرجانات بالإسفاف، ولكن مع الاستماع لأغاني الألبوم اختلفت نظرتهم ولديهم رغبة للمشاركة بالفرقة مستقبلاً".
تغيير النقابة لإسم المهرجانات
"كان لدي فضول كبير تجاه عالم صناعة المهرجانات واعتقدت أننا كفرقة نسائية ستتحدث الأغاني عن النساء فقط ولكن تطرقنا لقضايا مختلفة من منظورنا النسائي كالتغير المناخي، العلاقات الانسانية، التحرش، الميراث وغيرها من الموضوعات. التجربة كانت ملهمة ومتنوعة واندمجت سريعاً فيها"، تحكي نيفين سراج، إعلامية، وعازفة عود، وممثلة مسرح.
سألنا "سراج" هل يمكن أن تُساهم تسجيلات فلافل في تغيير الصورة السلبية التي كرستها المهرجانات منذ سنوات عن هذا الفن ومحتواه، تقول: "الفرقة القت طوبة في بحر، ربما نبالغ لو قلنا أنها ستغير الآن ولكنها بمثابة خطوة على الطريق، ولكي تُحدث تغييراً تحتاج إلى إعادة التجربة، وأن تنضم فتيات أخريات للمشروع ويكتبن أغاني جديدة حتى تنتشر الفكرة. سيحدث هجوم في البداية ثم ترقب ثم استماع وأخيراً قبول من الجمهور".
"الحفاظ على قيم الأسرة المصرية. هي مصطلحات تُستخدم ضدنا وضد التعبير عن أنفسنا بوضوح"
"أنا ضد تقييد الفن عموماً، ولا أفهم هل تغيير النقابة اسم المهرجانات إلى شُعبة الأداء الصوتي حَل المشكلة؟ تغيير المصطلحات لا يعني تغيير الجذور. أكاد أجُزم أن أغلبية المهاجمين للمهرجانات لم تدرس هذا الفن وتقترب منه بموضوعية، لذا كان ملهماً التعاون في (تسجيلات فلافل) مع الدكتورة مي عامر والاقتراب من بحثها الذي حمل عنوان (قيم الدور الاجتماعي لدى منتجي الأغاني الشعبية المعروفة بـ(المهرجانات)"، تُعلق سراج على ملاحقة نقابة الموسيقيين المصرية لفناني المهرجانات.
وتضيف: "كان الأجدر بالنقابة دراسة هذا اللون الموسيقي الغنائي الجديد وأسباب انتشاره بين الجمهور. واتفق مع اقتراح النقابة بشأن التقنين ووضع ضوابط لكلمات الأغاني التي يراها البعض خارجة وغير لائقة رغم أنها واقعية وتُمثل البيئة التي تُغنىَ فيها المهرجانات – ليس من منطلق احترام الذوق العام وقيم الأسرة المصرية، ولكن لأن المهرجانات فن منتشر مثل الأغاني الشعبية ولكن بثوب جديد".
التنمر بعد الحفلة
تذكر "سراج" أن أكثر أمر أزعجها في التجربة هو الانتقادات والتعليقات اللاذعة من جمهور الفضاء الإلكتروني بعد إصدار الألبوم، وتقول: "أكثر التعليقات التي استفزتني رغبة المجتمع في تنميطي كمغنية، كل عبارات السخرية كانت على هيئتنا وشكل أجسامنا، وكأن من المفترض ظهور المغنيات بصيغة عكس التي يريدها المجتمع".
مغنيات مهرجانات تشبه فتيات الطبقة الوسطى
تُقاطعها خلود عيسى، ممثلة وإحدى عضوات الفرقة :"سبب الهجوم ليس فقط لكوننا فتيات مهرجانات، ولكن لأننا فتيات يشبهن بنات وأخوات عائلات من ينتقدونا، أشكالنا مألوفة، وأزياؤنا طبيعية، ليس هناك مظهر شاذ أو مبالغ فيه، ليعتقد المشاهد أننا من عالم آخر ولسنا قريبات من بناته. نحن مغنيات مهرجانات نشبه كل فتيات الطبقة الوسطى، تلك الطبقة التي طالما لديها تحفظات وتابوهات تخشى الاقتراب منها وتنبذ من يكسرها".
"ليس لي علاقة بقرارات نقابة الموسيقين، أعمل بالتمثيل منذ 17 عاماً ولست عضوة فيها وأرفض معاملة الفن بشكل فئوي، علماً أن المثقفين وحدهم من يُشَكلون نوع الفن الموجود وماذا نسمع! الفن ملك للجميع ومن حق كل شخص أن يقدمه بطريقته. مغنّو المهرجانات قدموا فناً يُعبر عنهم، مكانهم، مشكلاتهم. والانتقاد الذي تواجهه المهرجانات طبقي وليس فنياً"، ترد خلود عندما سألتها عن مخاوفها من تأثير قرارات نقيب الموسيقيين بشأن مستقبل المهرجانات.
تُعبر خلود عن سعادتها بانضمامها لفرقة تسجيلات فلافل لعدة أسباب: "تجربة مهمة أن يكون لدينا أصوات نسائية في عالم المهرجانات، وهذا ما يميز عالم التجارب المستقلة التي تُشجع وجود المرأة في التلحين والتوزيع والعزف عكس السوق التجاري الذى تنحصر فيه المساحة لتجارب النساء في صناعة الموسيقى التي يسيطر عليها الرجال في كل العالم".
وثاني الأسباب بحسب رأي خلود: "المهرجانات تجربة مصرية خالصة. موسيقاها متفردة وخارجة من بيئة مصر. نجح أصحابها ليس فقط محلياً ولكن عالميًا، وبدل مهاجمتها يمكن دراستها وتطويرها. من المهم أن نساهم بمحتوى موسيقي يشبهنا فى هذه الصناعة الضخمة".
العركة القائمة بين حمو بيكا ومصطفى كامل قبيحة ومصطنعة
"المعركة القائمة بين حمو بيكا أو مُغني المهرجانات والراب وهاني شاكر سابقاً ومصطفى كامل حالياً هي قبيحة ومنتهية الصلاحية، لأنها لا تفترض وجود ألوان موسيقية أو غنائية أخرى في مصر. الدولة لا تريد تغيير السياق الذي اختارته وتدعمه وتحصر الصراع الظاهر بأن المتاح على الساحة الفنية هو اتجاه عمرو دياب أو حمو بيكا وغناء المهرجانات فقط، وترفض كل مختلف خارج عن هذه الألوان، وهذا متوقع من منطلق رغبة الدولة في السيطرة على التوجه الإعلامي والذوق العام"، يجيب صالح عندما سألناه عن قراءته لقرارات مصطفى كامل بشأن مغني المهرحانات فى مصر.
ويضيف: "لذا هي معركة مصطنعة لفرض هذا الذوق وتكريس لاتجاه حمو بيكا وعمرو دياب وكأن الخناقة بين كلا الفريقين فقط، ولكن هذا غير صحيح، هناك ألوان أخرى غنية وأصيلة ولكنها ممنوعة مثل التراث الشعبي ومساحته التي لم تعد موجودة مثلما كان لدينا خضره محمد خضر وجمالات شيحه، ولماذا حُرمت أجيال جديدة من التعبير عن نفسها؟ أين التجارب الغنائية بلغات أخرى أو الموسيقى العالمية؟
تسجيلات فلافل خارج السياق الثقاقي للدولة
يرى صالح أن فرقة تسجيلات فلافل خارج هذه المعركة الدائرة: "لا علاقة لنا بقرارات نقابة الموسيقيين، نحن خارج السياق الثقافي الذي تعمل فيه الدولة بقطاعيه العام والخاص، نحن لسنا منتجين موسيقيين بالمعنى المباشر. يتقاطع ما نقدمه بين العمل الفني والاجتماعي والثقافي".
أكثر التعليقات التي استفزتني رغبة المجتمع في تنميطي كمغنية، كل عبارات السخرية كانت على هيئتنا وشكل أجسامنا، وكأن من المفترض ظهور المغنيات بصيغة عكس التي يريدها المجتمع
سألته رصيف22 هل فرقته تحارب بدليل تقديمها حفلة واحدة حتى الآن منذ صدور الالبوم، لم ينف صالح وأضاف: "نقول للدولة أن تفتح المساحة لأي صوت آخر مختلف بدل ذلك العراك المصطنع بين جناحين للموسيقى والغناء فى مصر".
ويستطرد: "يعرف الوسط الفني والثقافي المستقل مشروع فلافل، ولكن يتم محاربته، ولا نصل للجمهور الأوسع، وهذا يحتاج دعم الدولة، وفتح الحنفية كما نقول بالعامية، لأن أي لون موسيقي يُقدم خارج سياق الدولة لا يسلط عليه الضوء. لو الدولة لديها أزمة مع كلام المهرجانات يمكن أن يتغير، ولكن هل الدولة تسمح بحرية التعبير".
تخويف للناس من دخول عالم الفن
يُعبر صالح عن عدم تفاؤله: "هناك تخويف للناس من دخول عالم الفن أساسًا، على الرغم من أن الفن حق يُمارسه كل الناس، مثل الصلاة لا يحتاج ان أكون دارساً في الأزهر كي أصلي، لأن سوق الفن التي تُسيطر عليها الدولة موضوع ثان، هي تمنع الممارسات الفنية للمجتمع والمواطنين تحت شعارات عدة، مثل الحفاظ على قيم الأسرة المصرية. هي مصطلحات تُستخدم ضدنا وضد التعبير عن أنفسنا بوضوح".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 19 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 5 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين