نشرت منذ أيام مبادرة "مقياس الجامعات الخضراء UI Green Metric"، نتائج تصنيفها لأكثر من ألف جامعة حول العالم، وفق معايير تتعلق بمدى تطبيق مبادئ التنمية المستدامة والبيئة النظيفة ضمن المؤسسات التعليمية. وجاءت ضمن هذا الترتيب جامعات عربية عدة، احتلت بعضها مراكز متقدمة.
في المرتبة 38، حلت جامعة الملك عبد العزيز السعودية، كأولى الجامعات العربية ضمن هذا المقياس المعتمد منذ العام 2010، وفي المرتبة 57، جاءت جامعة البلقاء التطبيقية الأردنية، تلتها جامعة الشارقة في المرتبة 81، وبمرتبتين متتاليتين الجامعة الأمريكية في بيروت 133، والجامعة الأمريكية في القاهرة 134، ثم جامعتان عراقيتان هما الأنبار 146، والمستقبل 150. وتضم القائمة بعد ذلك العديد من الجامعات السعودية والعراقية والإماراتية والمصرية والفلسطينية واللبنانية والسورية والأردنية والعُمانية والبحرينية. في حين أن المراكز الثلاثة الأولى ضمن التصنيف احتلتها جامعات هولندية وبريطانية.
جاءت ضمن ترتيب "مقياس الجامعات الخضراء" جامعات عربية عدة، احتلت بعضها مراكز متقدمة.
ويمكن لنشر هذا المعيار أن يحفّز جامعات ومؤسسات تعليمية أخرى للانضمام إلى قائمة أفضل الجامعات بيئياً على مستوى العالم، عن طريق تحسين معايير متعلقة بالبنى التحتية وخفض استهلاك الطاقة وإدارة الموارد، وكذلك إدخال المفاهيم البيئية ضمن العملية التعليمية ورفع الوعي بأهمية الممارسات الصديقة للبيئة، سواء داخل الجامعات أو خارجها.
ما هو "مقياس الجامعات الخضراء"؟
عام 2010، أطلقت الجامعة الإندونيسية Universitas Indonesia، مبادرة "مقياس الجامعات الخضراء" العالمي، كجزء من جهودها لرفع ترتيبها على مستوى العالم، إذ لاحظ مسؤولون في هذه الجامعة أن المعايير الدولية المختلفة المعتمدة لتصنيف الجامعات لا تأخذ في عين الاعتبار أياً من الممارسات التي تعتمد المساهمة في حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي، وهو أمر بات ضرورياً النظر إليه اليوم وفق رؤيتهم، مع كل الجهود العالمية المبذولة ضمن هذا النطاق. وشاركت في المقياس حين انطلاقه 95 جامعة أخذت بالازدياد تدريجياً عبر السنوات.
ويشير موقع المقياس، إلى أن "الجامعات تلعب دوراً أساسياً في الجهد المشترك المبذول لمكافحة تغيّر المناخ، من خلال الترويج للأفكار والابتكارات الجديدة وتطويرها، في مجالات مثل الحفاظ على الطاقة والمياه وإعادة تدوير النفايات والنقل الأخضر".
ويعتمد المقياس على 36 مؤشراً ضمن 6 فئات مختلفة، تحدد التزام الجامعات ومبادرتها في مجال البيئة، وهذه الفئات هي: البنى التحتية ونسبتها من العلامة الكلية (15%)، الطاقة والتغير المناخي (21%)، إدارة النفايات (18%)، المياه (10%)، النقل الأخضر (18%)، التعليم والأبحاث العلمية (18%). وتُجمع بيانات رقمية من الجامعات المشاركة ضمن كل فئة وتُعالج لتحديد مجموع النقاط الكلية التي تحصل عليها.
يأمل القائمون على مقياس الجامعات الخضراء، بأن تصبح الجامعات نموذجاً يُحتذى به للمجتمع في ما يخص الممارسات والسلوكيات الصديقة للبيئة، وشريكاً مهماً للحكومات. ويعدّون أن التصنيف سيكون مفيداً لقادة الجامعات لوضع سياسات صديقة للبيئة وتغيير سلوك المجتمع الأكاديمي في مؤسساتهم. ويرون أن مهمتهم تكمن في تشجيع ممارسات الاستدامة في الجامعات حول العالم، وتقديم استشارات لإدارات الجامعات في هذا الصدد، من حيث تطوير الممارسات المعنية بتعزيز الاستدامة، واستكشاف أحدث الاتجاهات في نظام الاستدامة البيئي، وتعزيز حضور الجامعات ورؤيتها عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
الجامعات تلعب دوراً أساسياً في الجهد المشترك المبذول لمكافحة تغيّر المناخ، من خلال الترويج للأفكار والابتكارات الجديدة وتطويرها، في مجالات مثل الحفاظ على الطاقة والمياه وإعادة تدوير النفايات والنقل الأخضر
كيف يمكن أن تصبح جامعاتنا صديقةً للبيئة؟
هناك العديد من الممارسات التي يطرحها المقياس، والتي يمكن أن تساهم في جعل المؤسسات التعليمية صديقةً للبيئة، وتالياً المساهمة في الحفاظ على كوكبنا ومحاربة التغيّرات المناخية والممارسات الخطأ التي يمكن أن تزيد من وطأة هذه التغيرات.
تتضمن هذه الممارسات ضمن البنى التحتية:
- زيادة المساحات المفتوحة والمساحات الخضراء ضمن الحرم الجامعي.
- زراعة الغطاء النباتي والسعي إلى الحفاظ على التنوع الحيوي ضمنه.
- زيادة قدرة البنى التحتية على امتصاص المياه.
- ان تكون البنى التحتية صديقةً للأشخاص ذوي الإعاقة.
- أن تحتوي البنى التحتية على مرافق صحية تضمن الحفاظ على صحة جيدة للطلاب والكوادر التعليمية.
وضمن البند الخاص بالطاقة والتغير المناخي يمكن أن تتضمن الممارسات:
- استخدام الأجهزة الموفرة للطاقة.
- الاقتصاد باستخدام الطاقة والكهرباء بشكل عام.
- تطبيق نظم الأبنية الذكية والتي تتضمن استخدام أحدث التقنيات بما يسمح للاقتصاد باستخدام الموارد إلى جانب ضمان راحة المستخدمين وأمانهم.
- استخدام مصادر الطاقة البديلة والنظيفة.
- التوجه نحو التقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة والمتسببة في زيادة الاحتباس الحراري.
- تقليص البصمة الكربونية للأفراد، وتُقصد بها مجموعة الغازات الدفيئة التي تُطلق في الغلاف الجوي والناتجة عن أنشطة معيّنة للأشخاص، ويمكن بالتقليل من البصمة الحد من الآثار السلبية لتلك الغازات على البيئة.
يعتمد المقياس على 36 مؤشراً ضمن 6 فئات مختلفة، تحدد التزام الجامعات ومبادرتها في مجال البيئة، وهذه الفئات هي: البنى التحتية، الطاقة والتغير المناخي، إدارة النفايات، المياه، النقل الأخضر، التعليم والأبحاث العلمية
ويتضمن بند إدارة النفايات ممارسات مثل:
- وجود برامج إعادة تدوير للنفايات المتجمعة داخل الحرم الجامعي.
- معالجة النفايات بطرق عضوية.
- وجود وتطبيق برامج لتقليص استخدام الورق والبلاستيك ضمن الجامعة.
- معالجة صحيحة للنفايات السامة ونواتج الصرف الصحي.
وضمن بند المياه يمكن الحديث عن:
- تطبيق برامج تضمن الحفاظ على المياه والتقليل من استهلاكها.
- تطبيق برامج لإعادة تدوير المياه والحصول على مياه قابلة لإعادة الاستخدام في أكثر من منحى.
- التشجيع على ترشيد استهلاك المياه والاستخدام المتوازن والفعّال لها.
وكذلك ضمن بند النقل الأخضر يمكن أن نذكر ممارسات مثل:
- تطبيق سياسة استخدام وسائل نقل صفريّة الانبعاثات، والتي لا تستخدم أياً من مشتقات النفط.
- توفير وسائل نقل عامة مريحة ومناسبة للطلاب والكوادر التعليمية.
- رفع الوعي بأهمية التقليل من استخدام وسائل النقل الشخصية، وتشجيع استخدام وسائل النقل العامة.
- تأهيل ممرات مشاة مريحة وملائمة ضمن الحرم الجامعي لتشجيع الطلاب والكوادر على استخدامها، بدلاً من وسائل النقل داخل الحرم.
وضمن بند التعليم والأبحاث العلمية:
- تشجيع تأسيس المجموعات والمنظمات الطلابية التي تُعنى بأمور الاستدامة البيئية.
- تشجيع المبادرات والمشاريع الصغيرة البيئية بين الطلاب، وكذلك الفعاليات البيئية والثقافية.
- تخصيص المزيد من الموازنات للأبحاث العلمية المعنية بالبيئة والاستدامة، وزيادة وتيرة نشرها.
- الاهتمام بالموقع الإلكتروني وحسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمؤسسة التعليمية.
يمكن لأي جامعة أو مؤسسة تعليمية ترى أنها بدأت بطريق الاستدامة والممارسات الصديقة للبيئة، وترغب في الانضمام إلى مؤشر الجامعات الخضراء العالمي، التسجيل عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالمبادرة، أو التواصل مع القائمين عليها عبر البريد الإلكتروني.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع