شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
فضيحة قطر غايت والذكاء الاصطناعي قاطع أرزاق الفنانين... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

فضيحة قطر غايت والذكاء الاصطناعي قاطع أرزاق الفنانين... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 18 ديسمبر 202204:38 م

هُزمت المغرب، وانتصرت فرنسا، ولم تحطم باريس

كمية الاستعدادات التي قامت بها بلدية باريس خوفاً من أعمال شغب بعد مواجهة فرنسا والمغرب تشبه من يحاول إيقاف حرب أهلية؛ العبارة التي نطقت بها محافظة الدائرة الخامسة قبل المباراة، إذ فرز خمسة آلاف شرطي، وأغلقت شوارع جادة الشانزليزيه، وكأن المدينة على موعد مع خراب، خسر أو فاز منتخب المغرب، فالمشجعون سيحطمون المدينة.
لكن ما حدث كشف كمية الصور النمطية التي نغرق بها؛ لم تحطم المدينة، مجرد مناوشات بين الشرطة والمشجعين، لا شيء يمكن وصفه بالشغب أو الحرب الأهليّة، ولكن للأسف فقد طفل حياته في مدينة مونبليه إثر دهسه بسيارة أحد المشجعين، وكأن لا فرح بلا مأساة.
اللافت في ما سبق هو أثر التنميط علينا كأفراد ومشاهدين ننتظر المباراة و"المعركة" بعدها، وقدرة هذا المتخيل على التحول إلى سياسة تتحرك لأجلها السلطات وتغلق الشوارع وتنشر الشرطة. هذا التخوف يكشف عن مقدار الفانتازمات العنيفة التي تحكم المخيلة في ما يخص مشجعي كرة القدم ووضع المهاجرين ومزدوجي الهوية في فرنسا.
نعم خسر المغرب، لكن باريس لم تحطم، الولاءات الرياضية لا تعني الانتقام العشوائي، وشغفنا بالمجد والشماتة لم يهدد أي واجهة محل، بل كشف عن عطبنا الداخلي، توقع الأسوأ من المهاجرين، الذين نفخر بنصرهم ونحزن لخسارتهم.
ملاحظة: كتبت هذه الفقرة قبل المباراة النهائيّة.

الذكاء الاصطناعي قاطع الأرزاق

بدأ الذكاء الاصطناعي يثير غضب الفنانين الرقميين؛ إنهم يعتبرونه تهديداً لهم، وقاطعاً لأرزاقهم، إذ بإمكان "الزبون" الآن، كتابة بضع جمل ضمن تطبيق والحصول على عشرات النتائج مقابل بدل مادي زهيد. هذه التقنية أرعبت الفنانين الذين رأوا فيها تهديداً لعملهم، ولمكانتهم كـ"فنانين" أصحاب أسلوب ورؤية، يبذلون جهوداً مضنية لإنتاج عمل فني.
الغريب في هذا الرعب أنه أخذ منحى جدياً فقط في ما يخص الفنون البصريّة، أما الموسيقى والكتابة وغيرهما من القطاعات التي يدخل فيها الذكاء الاصطناعي فلم تثر الكثير من الضجة، لكن بغض النظر عن النوع الفني الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي، يمكن وصف خوف الفنانين منه بالسذاجة، خصوصاً أن تقنية كهذه يمكن النظر إليها كـ"لعبة" جديدة، ووسيلة يمكن استخدامها لتطوير الصنعة، لا محاربتها، ومن الممل ضرب الأمثلة المشابهة لمثل هذا الصراع، لكن لا بد من ذلك، فالكاميرا لم تلغ التصوير، ووسائل التواصل الاجتماعي لم تلغِ الهاتف... .
فضيحة "قطر غايت" ليست إلا محاولة من أوروبا لتبييض صفحتها أمام العالم، بعد أن اكتشفنا كمية الفساد الذي غرقت به بسبب مونديال قطر... عصارة الأسبوع في 7 أخبار
لا خوف من الذكاء الاصطناعي في القطاع الفني، بل هو فرصة على الفنانين الاستفادة منها لإعادة النظر في مهنتهم وأساليب عملهم والجماليات التي يتبنونها، لأن نتائج "حرب" مثل هذه، محسومة. التكنولوجيا ستنتصر على الفن بلمح البصر، وعلى الفنانين إعادة اختراع أنفسهم، وتوظيف هذه التكنولوجيا لصالحهم.

تاجر سلاح روسي جديد خارج السجن

لا نعلم بدقة مستقبل الحرب الروسية على أوكرانيا، خصوصاً أن بوتين يجند من هبّ ودب، ويبحث عن المرتزقة في كل مكان. الحلقة الجديدة في هذا التجنيد تمثلت في قضية لاعبة كرة السلة الأمريكية، بريتني غراينر، التي اعتقلت في روسيا وحكمت ثماني سنوات بتهمة حيازة المخدرات، وما حصل مؤخراً بعد مفاوضات مع أمريكا، هو إطلاق سراحها مقابل أن تطلق أمريكا سراح تاجر السلاح  الروسي فيكتور بوت.
اللافت أن بوتين يلجأ إلى تقنيات المافيا بوضوح في هذه الحرب، جماعات من المرتزقة وتجار سلاح يقفون إلى جانبه، ولا نعلم ما هو مستقبل هذه الحرب، خصوصاً أن بوت معروف بتهريبه للسلاح إلى الشرق الأوسط وأوروبا الشرقيّة. فهل سنشهد حروباً ثانوية جديدة، أم أن بوتين مصمم على تخريب العالم ونشر تجاره في كل مكان، لتتحول الحرب (الأوروبية) إلى حرب عالمية جديدة سندفع ثمنها جميعاً.

"ويجز" في قطر أو التحول نحو الماين ستريم

بدأت مسيرة الرابر المصري "ويجز" باحتفاء منقطع النظير، إذ أثار أسلوبه وكلمات أغانيه مخيلة الكثيرين. نحن أمام فنان شاب ذي أسلوب جذاب، لكن الواضح أن ويجز يناقض ما يقوله؛ هو "شاب" التصالحات، لا يثير المشكلات مع السلطات، إذ لا يمانع ولا ينتقد أوامر نقابة الفنانين في مصر، كما أنه خيب أمل الجمهور في حفلته في باريس، حين صعد إلى الخشبة ليتراقص أمامه وأغنياته كلها Play back، رافعاً علم فلسطين ليراهن على القضية المضمونة أمام الجمهور العربيّ.
ومؤخراً ألف أغنية لأجل المونديال  في قطر، والواضح أنه سيذهب لإحياء حفلة في الدوحة، وكأن ويجز يناقض كل ما يغنيه، لا يبحث عن المشاكل، يريد أن يرضي الجميع، السلطات والمستمعين والنقابة وكل من يحتفي به.
هذا التهرب من الإشكاليات والسعي نحو "الماين ستريم" يبدوان ساذجين. ألا تمتلك موقفاً يا ويجز من أي شيء، أم أن الرغبة بالشهرة هي التي تقودك؟
لا مشكلة في أن يتحول ويجز إلى فنان ماين ستريم، لكن حينها لن نصدق كلماته، فإن كانت "بفنتا تعاشر المظابيط"، فأنت يا ويجز، لم تعد منهم.

أفريقيا أرض النزاعات "الغربيّة" مرة أخرى

بدأ التوجه الغربي "أوروبا وأمريكا" والشرقي "الصين والهند" نحو أفريقيا واضحاً. القارة التي تسمى سلة العالم الغذائية أصبحت محط جهود الجميع، فالشرق الأوسط مدمر وثرواته مستنزفة، ومشهد زعماء أفريقيا أمام بايدن يثير القشعريرة، وما نراه حالياً يعني أن هناك ثروات لا بد من استخراجها من القارة السوداء. بالطبع السياسات وراء ذلك لا تصب في مصلحة مواطني القارة، ولا نتحدث هنا فقط عن  مهزلة "العدالة المناخية" وحرمان القارة من مراحل التطور الصناعي، بل تدمير القارة نفسها. 
الرعب الذي يغزو الفنانين بسبب الذكاء الاصطناعي يثير الاستغراب، هو لن يستبدلهم ولن يلغي أعمالهم، بل فرصة كي يعيدوا النظر في أسلوب عملهم والجماليات التي يتبنونها... المقتطف الجديد
كشفت تحقيقات عما تقوم به شركة شل التي تخفي أثار تسرب النفط، وتحاول إيقاف الدعوات المرفوعة ضدها، بسبب الأنابيب النفطية التي تهدد الحياة الطبيعية في القارة السوداء. مقابل ذلك هنالك مشاريع البنى التحتية التي تقوم بها الصين في أفريقيا، وكأننا أمام مرحلة جديدة من الاستعمار، هذه المرة بوجه مبتسم، وعبر الشركات الكبرى، التي لا تخرب القارة فحسب بل ستدعيّ ملكيتها.

قطر غايت: تصفية الحسابات الأوروبية

بدأت أوروبا بتأديب المسؤولين عن حيازة قطر على المونديال، إذ ألقى القبض على النائبة في البرلمان الأوروبي إيفا كايلي بتهمة الفساد وتلقي الرشاوى من قطر لتسهيل حصولها على المونديال، وكأن أوروبا تحاول الحفاظ على شفافيتها أمام فساد كهذا لم نعد نستطيع تحديد سقفه. اللافت أن بعض التقارير أشارت إلى تورط المغرب وجهاز مخابراته في عمليات الفساد هذه، ومساعدة قطر في جهودها للحصول على امتياز استضافة المونديال.
المتخيل الأمريكي لأفريقيا ليس إلا استحواذاً على تاريخ القارة السوداء، وتحويلها إلى فيتيش أمريكي يلائم خطاب الضحية السوداء في أمريكا، ومصادرة حق التمثيل من أفريقيا، ما يجعل الدعوات إلى مقاطعة كيفين هارت منطقية وتثير الإعجاب... المقتطف الجديد
لا نعلم بعد إلى أي حد يمكن أن تصل الفضيحة، خصوصاً أن المتورطين أكثر نفوذاً مما نتخيل، لكن جهوداً كهذه ليست إلا محاولة لتبييض الوجه وغسل السمعة السيئة، ولو كان هناك شفافية حقيقة لما شهدنا ما شهدناه، لكن الواضح أن سطوة المال الخليجي لم تعد شأناً خفياً في كرة القدم، أو في عالم الثقافة والفن، وهنا لا بد من موقف حاسم، هل يستمر العالم في الانصياع لسلطة رأس المال أم سيحافظ على صمته ونتحول جميعنا في النهاية إلى موظفين (بصورة مباشرة أو غير مباشرة ) لدى دولة خليجية ما؟

أفريقيا المتخيلة في أمريكا "السوداء"

انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي حملات لإلغاء عرض الكوميدي الأمريكي كيفين هارت في مصر، واتهم بتزوير التاريخ والانتماء إلى حركة "المركزية الإفريقية" التي يرى الكثيرون أنها تشوه الحقائق عن القارة السوداء، وخصوصاً مصر، إذ يرى أنصار هذه الحركة أن المصريين محتلون سلبوا "الأفارقة" حضارتهم.
هذا المتخيل حول أفريقيا ليس بالجديد، بل يمكن القول هو استشراق أفريقي، فـ"الأمريكيون الملونون" في الولايات المتحدة بعد أن أصبحوا أصحاب أموال وسلطة، يريدون إعادة رسم تاريخ "قارتهم"، ليتحولوا بشكل أو بآخر، ولو كان المصطلح مبتذلاً، إلى "بيض" يستحوذون على تاريخ أفريقيا بما يناسب مظلوميتهم، وهذا ما نراه بوضوح في فيلم "الفهد الأسود" الذي أنتجته بيونسة، وغيره من المنتجات الأمريكية التي تدعي أنها تمثل أفريقيا، لكنها ليست إلا محاولات لمصادرة تاريخ المنطقة، وتحويله إلى فيتش، وسلعة تجارية تساهم في مراكمة رأس المال "الأسود" في الولايات المتحدة، لا في أفريقيا نفسها.
لا يمكن وصف الموقف المصري سوى بأنه يثير الإعجاب، ويعكس الوعي بالهوية المصرية والأفريقية، التي يحاول "أغنياء" أمريكا مصادرتها، ونسبها لمختليهم، دون الاستناد إلى الوقائع التاريخية التي تنفي ما يدعونه، لذا إن كان كيفين هارت كوميدياً، فلنرصد موقفه حين يكتشف أنه أمريكي أكثر منه أفريقياً، ومأساته وتاريخه "أمريكيان" ولا علاقة له بأفريقيا سوى بـ"اللون".

يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image