لا لن نبدأ حروفنا بالحزن على خروج المنتخب المغربي أمام نظيره الفرنسي في المباراة نصف النهائية لكأس العالم قطر 2022، بل نقول بكل اعتزاز إنّا لم نشعر بالفخر في حياتنا كما نشعر به اليوم، مع هذا المنتخب الذي نجح في توحيد الشعب العربي من المحيط إلى الخليج، وأظهر للعالم أجمع أسمى معاني المحبة والتآخي بين شعوبنا.
ارفعوا رؤوسكم، فقد صفق لكم أكثر من 65 ألف مشجع في الملعب، وهتف لكم 22 بلداً عربياً من كل حدب وصوب، حتى خصومكم الكرويون أنصفوكم وأشادوا بقدراتكم.
أما من الناحية الرياضية الكروية، فقد تمكّن المغرب بجدارة قلّ نظيرها، من وضع نفسه وقارّته وعروبته في مرتبة العمالقة وبات مدرسةً كرويةً فرضت احترامها على العالم بلاعبين ومدرّب سيخلّدهم التاريخ، كما الأساطير.
قراءة فنية حول أسباب خسارة المباراة
بعد أن شاهدنا تشكيلة الفريق، لاحظنا وجود تغيير في خطة اللعب وأسلوبه المعتاد، فقد اختار المدرب وليد الركراكي، خطة اللعب بخمسة مدافعين ولاعبَي وسط متأخرين واثنين متقدمين مع مهاجم وحيد على عكس المعتاد، مما وضع المنتخب المغربي في حالة دفاعية.
أما المنتخب الفرنسي، فقد اختار الهجوم عبر الأطراف متّكلاً على سرعة حرفنة لاعبَيه، كيليان مبابي وعثمان ديمبلي، ونجح في تسجيل هدف التقدّم، مما فرض حالةً من انعدام التوازن في الدفاع المغربي الذي لم يقدر على مجاراة تلك السرعة.
ارفعوا رؤوسكم، فقد صفق لكم أكثر من 65 ألف مشجع في الملعب، وهتف لكم 22 بلداً عربياً من كل حدب وصوب، حتى خصومكم الكرويون أنصفوكم وأشادوا بقدراتكم
لا بد من الإشارة إلى أن الشوط الأول شهد حالةً تحكيميةً هي الأغرب في هذا الكأس، ففي إحدى الهجمات المغربية اخترق المهاجم منطقة الجزاء الفرنسية وأعاقه المدافع لكن الحكم احتسب الخطأ على اللاعب المغربي وعاقبه ببطاقة صفراء، ورفض العودة إلى الفار، مع العلم بأن الحالة نفسها حصلت في مباراة الأرجنتين وكرواتيا، واحتسبها الحكم ركلة جزاء لميسي.
في الشوط الثاني، دخل المنتخب المغربي بروح عالية ولعب بطريقة مغايرة باحثاً عن التعادل ووضع المنتخب الفرنسي حرفياً تحت حصار قاسٍ، تكتل خلاله الدفاع الفرنسي وحرم المغرب من التسجيل.
على الرغم من الخسارة وعدم بلوغ المباراة النهائية، إلا أن المنتخب المغربي على موعد مع خوض مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع أمام كرواتيا، وهذه المباراة في غاية الأهمية ولا يجب على المنتخب المغربي أن يتأثر بالخسارة أمام فرنسا
وعلى سيرة الهجوم، لا بد من التوقف عند الهجمات التي قام بها المنتخب المغربي، فهي كانت منظمةً ومدروسةً، لكن المشكلة الحقيقية التي عانى المنتخب المغربي منها طوال كأس العالم، هي إنهاء الهجمات وتعامل المهاجمين برعونة مستغربة أمام مرمى الخصوم، فقد لاحت أكثر من أربع فرص مواتية للتسجيل في المرمى الفرنسي أصرّ المهاجمون المغاربة خلالها على المراوغة الزائدة تارةً، والتقدم إلى الأمام أكثر تارةً أخرى، مما أعطى الأفضلية للدفاع والحارس الفرنسي لإنقاذ مرماهم.
المغرب لم يخرج بعد
على الرغم من الخسارة وعدم بلوغ المباراة النهائية، إلا أن المنتخب المغربي على موعد مع خوض مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع أمام كرواتيا، وهذه المباراة في غاية الأهمية ولا يجب على المنتخب المغربي أن يتأثر بالخسارة أمام فرنسا، وعليه أن يواجه كرواتيا ويهزمها ليتوّج ثالثاً على العالم بخسارة واحدة فقط في كأس العالم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...