قبل تأهل المنتخب المغربي إلى الدور السادس عشر من كأس العالم قطر 2022، "قال بعضهم" إن هذا التأهل فيما لو حصل سيكون بمثابة إنجاز، ولو عدّى المغرب للدور الثمانية سيكون "إعجاز"، لكن ها هو المنتخب المغربي يضرب كل التوقعات وأسكت من يطلقون على أنفسهم عرّافين ويتأهل لربع النهائي ومن ثم إلى نصف النهائي.
لو تعمقنا في قراءة عمل هذا المنتخب ندرك جيداً أن ما حصل معه ليس وليد الصدفة وبعيد كل البعد عن خانات الإعجاز الكروي، بل هو ثمرة جهود وتربية كروية مميزة وعمل فني وإداري محترف مع تخطيط ترفع له القبعة.
عندما تفوز على منتخبات لا تغادر المراتب الأولى في التصنيف الدولي فاعلم أنك أفضل منهم وبأنك ستأخذ مكانهم عن جدارة، وعندما يتساءل المراقبون عن قدرة لاعبي المغرب على مقارعة نجوم العام فالجواب بغاية البساطة والوضوح الشديد، لاعبي المغرب هم أيضاً نجوم عالميين وهذا الكلام ليس شعراً ولا مجاملة وجدانية بل حقيقة ثابتة حيث أن اللاعب المغربي ركن أساسي ومتاح لعب لكبار الأندية في الدوريات الأوروبية.
كيف فاز المغرب على البرتغال – قراءة تكتيكية
انطلقت صافرة البداية بين المنتخبين وسرعان ما بدى واضحاً على لاعبي المغرب ثقتهم العالية بنفسهم، حيث نظمهم المدرب وليد الركراكي بخطة لعب جريئة 4-3-3 ذات النفس الهجومي مع الانضباط الدفاعي.
الملفت بالأمر هو عملية الانتشار الدفاعي الذي تشكل بمظهر "هلالي" أو "الدفاع الهلالي" إن صح التعبير، فهذا الأمر منع المنتخب البرتغالي من ضرب العمق الدفاعي وحرمهم من لعب الكرات بظهر المدافعين، كما وحال دون تمكين البرتغاليين من ضغط المغاربة في منطقتهم.
سهلت هذه المهمة من عملية التواصل بين كافة الخطوط المغربية حيث تمكنت الأظهرة المغربية من مساندة المهاجمين واستطاع خط الوسط من القيام بمهامه على أكمل وجه خاصة لاعب الارتكاز الذي كان له دور بارز في تكسير هجمات الخصم وقراءة تصرفاتهم بالشكل المناسب مما منح الأفضلية للمنتخب المغربي الذي تمكن من التسجيل في الدقيقة 42 من الشوط الأول عبر رأسية جميلة من المهاجم يوسف النصيري.
هل تعلم عزيزي القارئ أن المنتخب المغربي في مشواره حتى الآن في كأس العالم قد دخل مرماه هدفاً وحيداً فقط مما يمنحه صفة أفضل خط دفاع في كأس العالم
في الشوط الثاني اختلفت الأمور واستلم المنتخب البرتغالي المباراة وتمكن من تشكيل ضغطاً كبيراً على المنتخب المغربي لكن يحسب على المغاربة حُسن تعاملهم مع الوضع حيث بلغ معدل سرعة القدرة على استعادة الكرة من الخصم 14 ثانية فقط وهي نسبة جيدة بالنظر الى سرعة إيقاع لعب المنتخب البرتغالي، وفي خضم سيطرة البرتغال على هذا الشوط تمكن لاعبو المغرب من النفاذ بمرتدات منظمة لكن تعامل معها المهاجمون برعونة وأخفقوا بالتسجيل.
لا يهم إن بلغت نسبة الاستحواذ 75% بالمئة للبرتغاليين مقابل 25% للمغاربة، بل يسعدنا أن منتخبنا العربي المغربي تمكن من إنهاء المباراة لمصلحته بالغاً الدور نصف النهائي لأول مرة في تاريخه وتاريخ العرب وقارة أفريقيا.
في نهاية المطاف المنتخب المغربي رابعاً على العالم في أسوأ الأحوال وبأرقام قياسية
هل تعلم عزيزي القارئ أن المنتخب المغربي في مشواره حتى الآن في كأس العالم قد دخل مرماه هدفاً وحيداً فقط مما يثبت ما كتبناه أعلاه عن قوة الدفاع المغربي كما ويمنحه صفة أفضل خط دفاع في كأس العالم.
وبتأهل المنتخب المغربي إلى الدور نصف النهائي يكون قد ضمن المركز الرابع على العالم في أسوأ الأحوال. ففي حال خسارته مباراة نصف النهائي سيلعب مباشرة مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، من يعلم قد يفعلها المغرب ويذهب أبعد مما لا قدرة لعقولنا من أن تتخيل.
بتأهل المنتخب المغربي إلى الدور نصف النهائي يكون قد ضمن المركز الرابع على العالم في أسوأ الأحوال. ففي حال خسارته مباراة نصف النهائي سيلعب مباشرة مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع
من سيقابل المنتخب المغربي في الدور نصف النهائي لكأس العالم قطر 2022
لن نسأل إذا كان المنتخب المغربي سيضيف المنتخب الفرنسي إلى قائمة ضحاياه بل علينا أن نتعامل بواقعية التي هي سر من أسرار نجاح المنتخب المغربي، فهذه المرة سيكون المغرب على موعد مع مواجهة مدرسة كروية مختلفة تماماً عن سائر المواجهات، فالفرنسيين هم ملوك الكرة يلعبون بطريقة مغايرة عن العالم حيث يمتازون بمزيج من القوة البدنية مع المهارات الفردية العالية جداً وقادرين على فرض إيقاعهم على أي خصم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.