مع انطلاق الجولة الثالثة والأخيرة من دوري المجموعات في كأس العالم قطر 2022، كان الجمهور العربي يأمل بتأهل منتخبَين على الأقل إلى الأدوار الحاسمة، لكن ذلك لم يحدث وربما لن يتأهل أحد إذ كل الآمال معقودة اليوم الخميس على المنتخب المغربي الذي سيواجه نظيره الكندي الضعيف.
مستوى عربي أكثر من رائع ولكن...
منذ الكرة الأولى التي حرّكها العرب في المونديال، أعطوا انطباعاً مميزاً للغاية، وانتابنا شعور بأن المنتخبات العربية ستكون الحصان الأسود في البطولة، لكن سرعان ما تلاشت تلك المشاعر بعد المباراة الثانية، وعدنا إلى واقعنا.
أكثر ما يؤلمنا هو سماع تصريحات المدربين الانهزامية، بقولهم: نحن نسعى إلى تمثيل مشرّف! تلك التصريحات في حد ذاتها هي السبب الرئيس للإخفاق، إذ تعوّدنا، لا بل أصبحنا أسرى لمتلازمة "التمثيل المُشرّف" التي أصبحت مبتذلةً في الوقت الذي تملك فيه المنتخبات العربية مقومات للنجاح لا تمتلكها الكثير من المنتخبات العالمية.
السعودية والمكسيك: فقدان السيطرة
دخل المنتخب السعودي المباراة ومصيره بيده ولا يلزمه إلا الفوز للتأهل كي لا يدخل في دوامة نتائج المنتخبات الأخرى.
ضغط المنتخب المكسيكي منذ اللحظة الأولى، ولم يترك المجال لنظيره السعودي للتحرك واتّسم بالسرعة واللياقة العالية واعتمد لاعبوه على منع مهاجمي الخصم من تناقل الكرات في المثلث الهجومي، وتحمّل الحارس السعودي عبء الشوط الأول وتألق في صد الكرات الخطرة لينتهي بالتعادل السلبي.
منذ الكرة الأولى التي حرّكها العرب في المونديال، أعطوا انطباعاً مميزاً للغاية، وانتابنا شعور بأن المنتخبات العربية ستكون الحصان الأسود في البطولة، لكن سرعان ما تلاشت تلك المشاعر بعد المباراة الثانية، وعدنا إلى واقعنا
استمر المنتخب المكسيكي في الزخم نفسه في الشوط الثاني، ونجح في التسجيل في الدقائق الخمس الأولى، وظهر جلياً أن المنتخب المكسيكي كان قد أعدّ العدة ودرس خصمه بالشكل المناسب، فجميع تسديداته كانت متقنةً ودقيقةً للغاية، ولولا براعة الحارس السعودي لخرج المكسيكي بدستة من الأهداف، وما الهدف الثاني له إلا خير دليل على ما نقوله إذ جاء من ضربة حرة على مشارف المنطقة ركنها المهاجم في أصعب زاوية وبسرعة خيالية. وقبل نهاية المباراة استطاع السعودي تقليص الفارق بهدف جميل وملعوب.
قد نلتمس عذراً للمنتخب السعودي لظهوره بهذا المستوى، بسبب كثرة الإصابات في صفوف لاعبيه الأساسيين، لكن من غير المقبول خوض المباراة بهذا الأسلوب. كان بالإمكان خوض اللقاء بتحفظ وتكتل دفاعي على وجه خاص والاتكال على المرتدات المنظمة أو اعتماد خطة التسلل التي نجحت في مواجهة المنتخب الأرجنتيني.
تونس وفرنسا: رقم عربي معنوي لا غير
ربما هي المباراة الأجمل في هذه الجولة، إذ خاضها المنتخب التونسي بكامل عزيمته آملاً بخدمةٍ ما من منتخبات مجموعته، وهذا ما لم يحدث.
صحيح أن فرنسا لعبت بالاحتياط، لكن احتياطها أفضل من أي منتخب منافس في المونديال.
على الورق، المنتخب المغربي مرشح فوق العادة للفوز على نظيره الكندي، وبلوغ الدور الثاني في كأس العالم، لكن ما شاهدناه من مباريات لجميع منتخبات العالم يجعلنا في حيرة من أمرنا
الحق يقال بأن المنتخب التونسي لعب ولقّن نظيره الفرنسي درساً قاسياً لن ينساه، وأجبره على إشراك قوته الضاربة المتمثلة في مبابي، غريزمان، ديمبلي ورابيو، لكن دون جدوى.
بهذا الفوز تكون تونس قد حققت رقماً عربياً، كأول منتخب عربي يفوز على حامل اللقب والمرشح الأبرز للاحتفاظ به
المغرب-كندا: الأمل المنشود
على الورق، المنتخب المغربي مرشح فوق العادة للفوز على نظيره الكندي، وبلوغ الدور الثاني في كأس العالم، لكن ما شاهدناه من مباريات لجميع منتخبات العالم يجعلنا في حيرة من أمرنا.
يمتاز المنتخب الكندي بالحيوية والنشاط واعتماد اللعب المفتوح على قاعدة أنه جاء إلى كأس العالم ليلعب الكرة من دون مكر وخبث، وليتعلم من خصومه، والخوف كل الخوف من أن يخدمه الحظ هذه المرة أمام المغرب الذي عليه ألا يتهاون أبداً، وهو يعلم بأن نقطةً واحدةً تكفيه للتأهل. لذا عليه اللعب بحذر والحد من سرعة خصمه وأن يعرف كيف يستوعبه.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...