بصورة تعبيرية لامرأة ترتدي قناعاً ذهبياً وتغطي رأسها وجسدها بوشاح أسود، تحيطها الحمامات البيضاء، احتفى محرك البحث غوغل بذكرى الشاعرة الإماراتية الراحلة عوشة السويدي (1920 - 2018)، الملقبة بـ"فتاة الخليج" و"فتاة العرب"، الاثنين 28 تشرين الثاني/ نوفمبر.
توصف السويدي بأنها "واحدة من رائدات ورواد الشعر النبطي" بل و"رائدة الشعر النسائي في الإمارات" إذ يُعتقد بأن أشعارها مهدت الطريق للشاعرات في العالم العربي لاقتحام المجال الذي غالباً ما سيطر عليه الرجال. وهي أيضاً "شاعرة الحب والحكمة".
سيرة شعرية مميزة
ولدت عوشة السويدي، واسمها الكامل عائشة بنت خليفة بن الشّيخ أحمد بن خليفة السويديّ، في عام 1920 في مدينة المويجعي بالعين، وعاشت نحو 15 عاماً في قطر قبل أن تعود للعين ومنها للاستقرار في إمارة دبي.
مهدت الطريق للشاعرات في الإمارات والعالم العربي… غوغل يحتفي بذكرى الشاعرة الإماراتية #عوشة_السويدي (1920 - 2018)، رائدة الشعر النبطي الملقبة بـ"فتاة العرب"
في سن الثانية عشرة، بدأت السويدي نظم الشعر متأثرةً بالبيئة التي ترعرعت فيها إذ نشأت في بيت لا يبرح رجال العلم والدين مجلسه. ألهمتها أيضاً الحياة والمناظر الطبيعية في الخليج والصحراء، فكثرت أشعارها عن البادية والحنين إلى الماضي العريق وعز الأجداد. وكانت متأثرةً في الوقت نفسه بالشعراء الماجدي بن ظاهر والمتنبي وأبي فراس الحمداني.
بعدما كانت تكتب أشعارها تحت اسم مستعار هو "فتاة الخليج"، اكتسبت السويدي في سن الخامسة عشرة، اعترافاً وطنياً بإبداعها الشعري في موضوعات الحب والحكمة والوطنية والحنين إلى الماضي والنقد الاجتماعي. علاوة على قصائدها باللغة النبطية عن تجاربها الشخصية في الإمارات.
ونُشرت قصائدها في الكثير من الصحف والمجلات ودواوين مسموعة، جمعها الشاعر حمد بن خليفة في "ديوان فتاة العرب" عام 1990. وفي عام 2011، أصدرت مؤسسة متحف المرأة في دبي، رفيعة عبيد غباش، مؤلفاً بعنوان: "عوشة بنت خليفة السويدي... الأعمال الشعرية الكاملة والسيرة الذاتية"، ضمّ 80 قصيدة لم تُنشر من قبل.
لكن الشاعرة الإماراتية آثرت اعتزال نظم الشعر مع التقدم في العمر واكتفت بشكل واحد منه هو القصائد الدينية ومدح النبي محمد، وذلك في أواخر تسعينيات القرن الماضي. وكان من أبرز ما كتبته في هذا الإطار قصيدة "ربي يا واسع الغفران".
اعتزلت الشاعرة الإماراتية #عوشة_السويدي نظم الشعر مع تقدم العمر بها واكتفت بالقصائد الدينية ومدح النبي محمد، وذلك في أواخر تسعينيات القرن الماضي. وكان من أبرز ما كتبته في هذا الإطار قصيدة "ربي يا واسع الغفران"
أوسمة وألقاب
في عام 1989، نالت السويدي وسام "إمارة الشعر" في عالم الشعر الشعبي. ولاحقاً، منحها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لقب "فتاة العرب" ليلازمها حتى الآن.
كان ذلك حين أهدى إليها ديواناً وكتب لها:
أرسلت لك ديوان يا عالي الشان ديوان فيه من المثايل سددها
يحوى على الأمثال من كمل من زان ومن كل در في عقوده نضدها
فتاة العرب وأنتوا لها خير عنوان ومن غيركم بقصد معاني نشدها
كما وصفها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في إحدى قصائده بأنها "ركن من أركان الشعر" بقوله:
يا ركن عود الهوى وفنه
شاقني جيلك بالوصافي
وفي عام 2009، حصدت الشاعرة الإماراتية جائزة أبوظبي في دورتها الخامسة، تكريماً لموهبتها التي تعتبر "مرحلة انتقالية مهمة في مسيرة الشعر النبطي"، سيّما أنها جارت الشعراء البارزين الذين عاصرتهم وتفوقت على الكثيرين منهم.
وفي 28 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2011، اعتُرف بإسهامات عوشة السويدي الأدبية في حدث مرموق. وتأسست جائزة سنوية تنافسية بين الشاعرات الإماراتيات باسمها. كما خُصصت لها قاعة في متحف المرأة بإمارة دبي، تُعرض فيها قصائدها بطريقة صوتية مسموعة بالتزامن مع تزيينها الجدران مكتوبةً.
ورحلت السويدي يوم 27 حزيران/ يونيو 2018، عن عمر ناهز 98 عاماً، بعد مسيرة طويلة حافلة بالإنجازات، تاركة إرثاً شعرياً غنياً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
HA NA -
منذ 3 أياممع الأسف
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ أسبوعحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ أسبوععظيم