شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"دخلتْ حليقة الرأس ومرتجفة"... روايات صادمة عن الاعتداءات الجنسية بحق السجينات في إيران

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 24 نوفمبر 202203:32 م

نشرت قناة CNN الأمريكية تقريراً حول العنف، والتحرش، والاعتداءات الجنسية التي تعرضت لها الفتيات في سجون إيران بعد إلقاء القبض عليهن أثناء احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية".

وخلال تصريحات شهود عيان، والأدلة التي حصلت عليها القناة، كشفت عن 11 حالة من الاعتداءات الجنسية، حيث استطاعت CNN أن تتأكد من صحة وقوع نصف منها، وأبرزها تفاصيل اغتصاب فتاة كان نزيفها أجبر القوات على نقلها للمستشفى، وكذلك اغتصاب شاب يبلغ من العمر 17 عاماً كان قد تحدث عن ما جرى له في ملف صوتي حصلت عليه القناة.

كما ذكرت مصادر مطلعة للقناة الأمريكية أن في بعض الحالات تم تسجيل مقاطع فيديو حين الاغتصاب بغية الابتزاز وإسكات الضحايا.

تأكيد طبي ونفي حكومي

ووثق التقرير حكاية اغتصاب الشابة آرميتا عباسي (22عاماً) في مدينة كَرَج المجاورة للعاصمة طهران، والتي تم نقلها لمستشفى الإمام علي بسبب نزيف في 18 من تشرين الأول/أكتوبر.

وقد دخلت آرميتا المستشفى على يد قوات بلباس مدني، حليقة الرأس ومرتجفة، ويقول أحد أعضاء الطاقم الطبي هناك: "کنا نظن أنها مصابة بمرض السرطان". وقد تم تسريب الملف الطبي لآرميتا عباسي عبر 5 أشخاص من الكادر الطبي في المستشفى، كما تم التأكد من صحة اغتصابها عبر فحص ملفها خارج إيران، حسب قول CNN.

دخلتْ آرميتا المستشفى على يد قوات بلباس مدني، حليقة الرأس ومرتجفة. ظن طاقم المستشفى أنها مصابة بمرض السرطان

ونشر منتجو التقرير الصحافي حوارهم عبر إنستغرام مع أعضاء الطاقم الطبي في مستشفى الإمام علي، فيذكر أحدهم: "لا نقصد نشر الخوف، ولكنها الحقيقة؛ إنها جريمة، ولا يمكن الصمت". وقال شخص آخر: "القوات بالزي المدني أصروا على الطبيب كي يؤكد أن الاغتصاب حدث قبل اعتقالها". كما يشرح آخر:"رأيتها (آرميتا) وقد كنت غاضباً لأنني لست قادراً على أن أهرّبها (من أيدي القوات).

كما ذكرت قناة CNN، نقلاً عن مصدر آخر في المستشفى طلب عدم ذكر اسمه بسبب مخاوف أمنية، تأكيده على تفاصيل ما نقلته هذه القناة من المستشفى، وبأنهم بعد أن كُشف أمرهم حاولوا خلق سيناريو مزيف.

وذكر التقرير أن السلطات كانت قد أخرجت آرميتا من الباب الخلفي للمستشفى قبل وصول أسرتها، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن ما زالت الضحية معتقلة في سجن فَرديس بمدينة كرج، حيث أكدت القناة الأمريكية أنها لم تستطع التحدث مع أسرة المعتقلة.

آرميتا عباسي

واعتقلت آرميتا عباسي بعد شهر على بدء المظاهرات، وكانت تنتقد النظام بشدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وكان لاعتقالها ضجة بين رواد الشبكات.

وبعد أن تسربت أنباء عن اغتصابها ونقلها للمستشفى بعد يوم واحد من اعتقالها فقط، ردت السلطة القضائية في بيان أن آرميتا "مثيرة للشغب"، وقد عثرت السلطات على 10 زجاجات مولوتوف في شقتها.

كما نفى رئيس المحكمة في محافظة كرج، حسين فاضلي، أي اعتداء جنسي عليها، قائلاً: "بعد إجراء الفحوصات الطبية، تبين أنها كانت تعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي تتعلق بالبواسير في الماضي، ولا تعاني حالياً من مشاكل خاصة".

ضحايا في سجون المناطق الكردية الإيرانية

تقرير قناة CNN الذي جاء لتسليط الضوء على التحرش والاعتداءات الجنسية في المناطق الكردية الإيرانية في غربي البلاد، ذكرت فيه إحدى الضحايا أن المحقق كان ينقل الفتيات من السجن إلى غرفة صغيرة ويعتدي عليهن.

وتكمل "هانا" وهو اسم مستعار لامرأة كردية، كانت قد عبرت الحدود الإيرانية نحو إقليم كردستان العراق حيث جرى اللقاء الصحافي، أن الضحايا يخشون الحديث عن ذلك، مؤكدة: "تم اغتصاب بعض الفتيات ومن ثم نقلهن إلى سجون مدن أخرى".

وردت صحيفة "إيران" الحكومية، في مقال على تقرير القناة الأمريكية، واصفة إنتاج التقرير بأنه جاء على أساس معلومات غير شفافة، وغير واقعية، ولم يقدم التقرير أية وثائق، كما أن الضحايا، غير واضحات ودون أسماء، ولا يمكن متابعة ما طرحنَه.

من جانبه نشر مركز إعلام السلطة القضائية الإيرانية تقريراً تداوله الإعلام المحلي الإيراني، يفند معلومات التقرير الاستقصائي لقناة CNN، عبر نشر صور الملف الطبي لآرميتا عباسي، ويؤكد أن الأطباء الأخصائين أعلنوا أنه لا توجد مؤشرات خاصة تدل على الاعتداء الجنسي.

كما أكدت السلطة القضائية إعدادَ التقرير الذي لا يضم أي معلومات مؤكدة من قبل جهات رسمية أو أشخاص حقيقيين، بأنه مؤامرة من أعلى السلطات في حكومة واشنطن ضد سمعة الجمهورية الإسلامية.

ويأتي الرد الإيراني بعدما أعرب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ند برايس، والمبعوث الأمريكي الخاص لإيران روبرت مالي، عن أسفهما تجاه ما نقله تقرير CNN عن حالات التحرش والاغتصاب في السجون الإيرانية.

وفي غضون الاحتجاجات القائمة منذ تسعة أسابيع، تداول مراراً روادُ شبكات التواصل، صوراً توثق تحرش عناصر الشرطة في الشوارع أثناء إلقاء القبض على الفتيات الإيرانية.

وتحاول الشرطة التستر على أفعال أفرادها عبر طرق مختلفة؛ فتارة تتخذ الصمت، وتارة أخرى توعد بمتابعة الأمر دون إعلان النتائج، وحيناُ آخر تنفي صحة الفيديوهات المتداولة.

غضب يعمّ الشارع

فسحت التظاهرات والحديث علناً عن تحرش العناصر الأمنية فرصةً أمام الضحايا للإفصاح عن تعرضهن للتحرش في السنوات الماضية، وذكرت إحدى الصحافيات قصة التحرش بها أثناء احتجاجات عام 2019، والتي جاءت بعد رفع أسعار البنزين في إيران.

“لا أعرف صراحة لماذا يعتقد البعض أن واقعة كربلاء هي أكبر ظلم في التاريخ، وقد وقعت على فئة واحدة، وجيش يزيد لم يغتصب زينب، ولكن أنصار خامنئي اغتصبوا آرميتا عباسي”

وكتبت الصحافية: "كنت عابرة من موقع المتظاهرين ماسكة جوالي بيدي، فهاجمني عناصر الشرطة بحجة أنني كنت أصور، بيد أنني لم أفعل ذلك. وضعوني بعد ذلك في زاوية وحاصروني، وحجزوا الهاتف، وبدأوا يمسكون بجسدي. ولم تمر إلا ثواٍن حتى وجدت نفسي عرضة لتحرشهم، فأخذت بالصراخ كي أتخلص منهم".

وفي وسط تفاعل المغردين مع قصص الضحايا، يشن المتشددون من أنصار النظام هجوماً على الضحايا اللواتي تجرأن على القول ويعتبرونهن كاذبا، بينما تفاعل الآلاف مع تغريدة الناشط الاجتماعي رضا حاجیلو: “لا أعرف صراحة لماذا يعتقد البعض أن واقعة كربلاء هي أكبر ظلم في التاريخ، وقد وقعت على فئة واحدة، وجيش يزيد لم يغتصب زينب، ولكن أنصار خامنئي اغتصبوا آرميتا عباسي”.

يعتبر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أن الجمهورية الإسلامية، هي حكومة تمثل الإمام علي بن ابي طالب، ويصف الشعب الإيراني بأنه شعب الإمام الحسين، ويتهم المحتجين بأنهم ضد الإسلام وضد المذهب. كما تصدر المحكمة لوائح اتهام ضد معارضي النظام أو من يشارك في الاحتجاجات، تحت عنوان "محاربة الله ورسوله"، ما تصل معاقبته حدّ الإعدام. 

شنت السلطات موجة اعتقالات كبيرة على المحتجين وحتى من يقتصر نشاطه على شبكات التواصل، ووسط صمت عن إجمالي عدد المعتقلين تتحدث منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها النرويج، عن اعتقال نحو 18 ألف شخص خلال تسعة أسابيع من التظاهر.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image