شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"مجتهدة ومميزة ومختلفة"... لبنانيون يدعمون ميريام فارس بعد الانتقادات لأغنية كأس العالم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والنساء

السبت 19 نوفمبر 202211:44 ص

دشّن عدد من اللبنانيين حملةً عبر مواقع التواصل الاجتماعي لدعم مواطنتهم الفنانة ميريام فارس بعد الهجوم الشديد والانتقادات والسخرية التي تتعرض لها على خلفية مشاركتها في الأغنية الرسمية لكأس العالم قطر 2022. 

بدأ الهجوم على ميريام قبل ثلاثة أيام بالتزامن مع تداول مقطع مصور من تحضيرات الأغنية لا يتجاوز الـ15 ثانية، تظهر فيه وهي ترقص ببدلة رقص زرقاء وفي يديها "صاجات". اعتبر المنتقدون أن حركات ميريام فجّة ولا تُشبه الهوية القطرية ولا ترقى لمناسبة رياضية هي الأكثر شعبية ومتابعة في العالم. 

اللافت أن الأغنية، واسمها "Tukoh Taka"، وتؤديها ميريام بالتعاون مع نيكي ميناغ ومالوما، حصدت بعد إطلاقها رسمياً على قناة فيفا في يوتيوب، مساء الجمعة 18 تشرين الثاني/ نوفمبر، وبعد 15 ساعة فقط ثلاثة ملايين مشاهدة.

مع ذلك، استمرت الانتقادات لميريام، وللأغنية بوجه عام إذ رآها البعض محاولة تقليد لأغنية Waka Waka التي غنتها شاكيرا في افتتاح كأس العالم 2010، وحصدت أكثر من ثلاثة مليارات مشاهدة. قال هؤلاء إن المقارنة بين الأغنيتين تصب في صالح أغنية شاكيرا من حيث الكلمات والألحان وتصميم الرقصات.

"فنانة لبنانية عربية بترفع الراس وبتمثلنا أجمل تمثيل"... لبنانيون يعبّرون عن "الدعم والحب والفخر" لـ  #ميريام_فارس عقب الهجوم عليها بسبب #TUKOHTAKA، ومغردون عرب يطالبونها بـ"الاعتذار" عمّا قدمته من "تلوث سمعي بصري" 

"نجمة لبنانية بينشاف الحال فيها"

خلال الساعات الماضية، نشط عدد من اللبنانيين، بينهم العديد من الشخصيات العامة، في الدفاع عن ميريام ضد الهجوم الذي جاء غالباً من مواطنين خليجيين يرون أنها لا تعكس ثقافتهم وعاداتهم. كما انتقدوا تناول وترويج الإعلام اللبناني للانتقادات الموجهة إليها.

من هؤلاء الممثلة اللبنانية جيسي عبدو التي اعتبرت أن "الهجوم على #ميريام_فارس غريب. بدل ما نزقفلا (نصفق لها) كفنانة لبنانية عم تحقّق إنجاز فني بتريو عالمي وإطلالة كبيرة بافتتاح #كأس_العالم عم نهجم عليها. نجاح الآخرين ما بينتقص من حدا فينا. مبروك ميريام نجمة لبنانية بينشاف الحال فيها مشاركة بمحفل عالمي نجاح كبير ومُستحقّ وأداء محترف".

وغرّدت الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات: "حجم الهجوم على #ميريام_فارس مخيف! فنانة استعراضية موهوبة ومجتهدة من بلدي تشارك في أهّم حدث عالمي بدل ما نفرح لنجاحها  منهاجمها! ميريام لك كل الحب".

ونبّه الصحافي اللبناني مانويل مطر إلى أن "ميريام فارس دخلت التاريخ كأول فنانة عربية تحتل المركز الأول بـ iTunes أمريكا وهيي مش بس عربية هيي لبنانية فوق كل شي، فيا ريت منفرح لنجاح بعض ومنفتخر بفنانة حملت علم #لبنان ع العالمية"، مردفاً "كمية الكره تجاه ميريام مقرفة".

وشارك اللبناني طلال حافظ مقطعاً تظهر فيه الفنانة وهي تتدرب مع آخرين على "الدبكة"، قائلاً: "#ميريام_فارس التي يرميها اليوم أعداء النجاح من أبناء بلدها بالحجارة، تحمل بلدها الجريح لتقدمه بأبهى صورة وتقدم #الدبكة_اللبنانية لكل العالم في أضخم وأهم حفل عالمي، بخطوة لم يسبقها إليها أحد، كيف لا! فالتميز والتمسك بثقافة العرب هما من جوانب هوية ميريام".

بدوره، وصف الإعلامي اللبناني رودولف هلال مواطنته بأنها "مجتهدة ومميزة ومختلفة… فنانة لبنانية عربية بترفع الراس وبتمثلنا أجمل تمثيل"، مقدماً لها "كل الحب والدعم والفخر"، ومتمنياً لها مزيد من التوفيق في ما هو قادم.

"مش مصدقة أنه يجي فرصة لمطربة عربية سنة 2022 في أغنية عالمية، فتقرر تطلع بإرادتها رقاصة بصاجات في الصحراء وحواليها رجالة مغطية وشها وجواري"... #ميريام_فارس متهمة بترسيخ الصورة النمطية السلبية للعرب في #TUKOHTAKA

كما خاطب الصحافي اللبناني سعيد الحريري مواطنته قائلاً: "باختصار شديد، ميريام فارس جعلتِ لبنان فخوراً بالوجود في حدث كأس العالم من خلال هذه الأغنية الجميلة والاستعراض المحترف". وأضاف له الصحافي اللبناني أحمد عبد الله: "كتير حلو حضور #ميريام_فارس بالأغنية الرسمية لكأس العالم. فنانة لبنانية موجودة بأهم حدث عالمي وبين فنانين عالميين. برافو".

ومراراً وتكراراً، تتعرض ميريام لانتقادات تصل أحياناً إلى سباب ومحاولات التشويه، كان آخرها حين وصمها مواطنها الفنان فارس كرم بـ"قحبة آخر الزمن". لكن الأمر الإيجابي أنها قلما التفتت لذلك إلا بتعليقات عابرة فيما تمضي لمزيد من النجاحات والشهرة.

"تقليد لشاكيرا" بأغنية "دون المستوى"

على الجانب الآخر، أصر عدد كبير من المواطنين العرب النشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي على أن ما تقدمه ميريام في الأغنية "تلوث سمعي بصري" وأن الأغنية "دون المستوى" وربما تكون "الأسوأ" بين جميع أغنيات كأس العالم، قائلين إن "قطر نجحت في كل شيء إلا في اختيار ميريام فارس".

وثمة انتقادات سخرت من كلمات الأغنية، وحركات ميريام، وملابسها، وحتى صوتها وطريقة نطقها للكلمات الذي وصف بأنه "عربية ركيكة". علماً أن آخرين قالوا إنها اضطرت لذلك لإظهار الاندماج والتناغم بين الكلمات العربية والإنكليزية للأغنية.

يحق للبنانيين الافتخار بمشاركة ابنة بلدهم #ميريام_فارس في أحد أبرز المحافل الرياضية الدولية، بينما لا يمكن إنكار موضوعية الانتقادات بأنها لم تستغل الفرصة أفضل استغلال لتقديم نفسها كفنانة وسيدة عربية كما ينبغي في #TUKOHTAKA

ومن بين عبارات النقد التي وجهت للأغنية: 

"تتنطط كأنها جنية لا حركات ولا لحن ولا أداء ولا صوت".

"كيف تصنعين شاكيرا في البيت بأقل التكاليف؟".

"العالم سيكون أفضل لو ميريام فارس بطلت تقتنع أنها شاكيرا".

كما تساءل البعض مندهشاً: هل عجز المؤلفون والمخرجون والملحنون العرب عن تقديم أغنية حماسية تظهر فيها الهوية العربية؟

وتعجبت ميار عماد: "بعيداً عن موضوع تقليد شاكيرا، مش مصدقة أنه يجي فرصة لمطربة عربية سنة 2022 في أغنية عالمية فتقرر تطلع بإرادتها رقاصة بصاجات في الصحراء وحواليها رجالة مغطية وشها وجواري! يعني الصورة النمطية عن العرب للغرب من أيام الـpost colonialism بقينا إحنا اللي بنعملها بنفسنا! هو إيه ده؟!".

واكتفت الإعلامية والكاتبة السعودية إيمان الحمود بالقول: "شاهدت وسمعت شيء ‘مقرف‘ قبل قليل...  طلعت الأغنية الرسمية لكأس العالم".

وقال محمد إن "هذا الرقص لا يمثل هوية قطر ولا هويتنا كخليجيين. والأهم لا يمثل هويتنا كمسلمين. تراثنا وثقافتنا أهم من التقليد الرخيص لشاكيرا وغيرها. هذا رقص night club".

في حين كتبت الفنانة التشكيلية والشاعرة السعودية كوثر الأربش: "قراءة استشرافية: الاستياء البالغ للشارع العربي من #ميريام_فارس مؤشر خطير على ارتفاع الذائقة العربية وإنذار لكل فنان في مستقبل الأيام. أرى أننا وصلنا المرحلة التي كنت أبشّر بها منذ سنوات: مرحلة غربلة الغث من السمين، مرحلة ‘جودة الفن‘. أقول بكل صدق: عليها الاعتذار للجمهور العربي".

في الختام، يحق للبنانيين الافتخار بمشاركة ابنة بلدهم في أحد أبرز المحافل الرياضية الدولية، بينما لا يمكن تجاهل موضوعية الانتقادات بأنها لم تستغل الفرصة أفضل استغلال لتقديم نفسها كفنانة وسيدة عربية كما ينبغي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard
Popup Image