شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
فريدا كالو وأنا في الشارقة

فريدا كالو وأنا في الشارقة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأربعاء 16 نوفمبر 202212:48 م

لم تعش فريدا كالو كثيراً. حياتها الفنية، كذلك، ما كانت أبداً ذاتَ مسار طويل ومتغير، ولم تكن ممتلئة بالتجارب الفنية بين المدارس المتنوعة التي شغلت النصفَ الأول من القرن التاسع عشر، وصولاً إلى منتصف القرن العشرين. لكن هذه الفنانة المكسيكية الأشهر، عاشت حياةً مأساويةً إلى حدّ ما، وساهمت في التسويق لأعمالها الفنية دون تقصد منها على الأرجح.

"فريدا وأنا" الذي يفتتح عروضه في العالم العربي للمرة الأولى في "بيت الحكمة" في الشارقة، لا يستضيف لوحاتِ كالو الشهيرة والمعروفة، فنقل لوحات كالو وتجميعها في معرضٍ واحد أمر صعب للغاية، وقد يحتاج لسنوات قبل أن يتحقق. كما أن توزُّع لوحات كالو، بين أماكن عديدة وفي متاحف عالمية مختلفة، يجعل من عملية نقلها أمراً صعباً جداً.

المعرض الحالي لا يستهدف نقلَ اللوحات ووضعها أمام المتلقين العرب، إنما يسعى لتسويق الفنّ لدى الأطفال، ولفت أنظارهم إلى دَورِ الفنّ في تحريرهم من الصعوبات، التي يمكن أن يتعرضوا لها في حياتهم.

يتيح معرض "فريدا وأنا" للأطفال والكبار التعرفَ على كالو التي تُعدّ من أهم فنانين العالم، رغم إنتاجها القليل الذي تفوقت فيه على إعاقتها وأوجاعها. وهي فرصة جديدة تقترحها الشارقة لإدخال كالو إلى العالم العربي من الباب التربوي

سيرة كالو الطفلة، ثم التلميذة والعشيقة والمصابة، كُرّست منذ منتصف القرن الماضي كموضوع استلهام للفنانين والرواة والكتاب. ولكن بقيت كالو بعيدة عن العالم العربي، وتأثيرها لم يطل سوى الذين يعملون في الثقافة والفنون. لقد سعت دول كثيرة، منها فرنسا وبلجيكا، وبالتأكيد المكسيك، إلى وضع قصص مرتبطة بحياتها في المراحل التعليمية الابتدائية، كي تكون مثلاً يحتذى في الصبر والعمل الدؤوب ومقارعة المرض والتغلب عليه، عدا عن أن الأطفال يحفظون جملتها الشهيرة "لم قد أحتاج القدمَين ولدي أجنحة تطير؟ ".

يخصص المعرض الحالي عدداً كبيراً من الكتب المتوجهة للأطفال، وقد تُرجمت إلى العربية من لغات عديدة. كما أن الجانب البصري والتكنولوجي لم يغب عن بال المنظمين، فقد استُعين بالتقنيات لتصل الرسائلُ إلى الأطفال بشكل سهل يحاكي لغة العصر.

يسعى معرض "فريدا وأنا" لتسويق الفنّ لدى الأطفال، ولفت أنظارهم إلى دَور الفنّ في تحريرهم من الصعوبات التي يمكن أن يتعرضوا لها في حياتهم

أنجزت كالو خلال حياتها كاملة 143 لوحة منها 55 لوحة بورتريه شخصي، وتعد لوحتها "فريدا وفريدا" وهي عبارة عن بوتريه مزدوج يظهر القلبَ فوق الملابس، أشهر لوحاتها، إلى جانب لوحتها العمود الفقري المكسور، التي رسمتها تعويضاً عن خمس لوحات كانت قد كُلّفت من الحكومة المكسيكية برسمها لخمس نساء مكسيكيات، لكنها لم تنجز المشروع بسبب وفاة والدها في العام نفسه.


حياة فريدا كالو، لم تكن حياةً سهلةً وميسرة. صحيح أنها كانت تنتمي إلى الطبقة المتوسطة في ذلك الزمان، لكنها عاشت مريضةً تتنقل بين المشافي والأطباء، وغرف العمليات والمشارط. مع هذا فإن حياتها هذه دفعتها إلى مزيد من التخيلِ والعمل على موهبتها التي لم يحُل المرضُ دونها. كما أنها كانت محظوظة بزواجها من أعظم فناني ذلك العصر ديغو ريفيرا الذي كان يكبرها بعشرين عاماً، وقد أدخلها إلى عالم الفن بشكل لم يُتَح لغيرها في ذلك الوقت.

وفي المعرض الحالي، يتاح للأطفال التمدد على سرير يشبه سريرَها الطفولي مع لوح خاص بالرسم بشكل يحاكي اليومياتِ التي عاشتها ممددةً على سرير خشبي تأكل وتشرب وتنام وترسم عليه.

يتيح هذا المعرض للأطفال والكبار التعرفَ على كالو التي تُعدّ من أهم فناني وفنانات العالم، رغم إنتاجها القليل الذي تفوقت فيه على إعاقتها وأوجاعها. إنها فرصة جديدة تقترحها الشارقة لإدخال كالو إلى العالم العربي من الباب التربوي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image