شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
ما السبب وراء حملة

ما السبب وراء حملة "إليسا غير مرحب بيكي في مصر"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحقوق الأساسية

الخميس 10 نوفمبر 202203:38 م

أزمة جديدة تتعرض لها الفنانة اللبنانية إليسا بسبب مواقفها ومنشوراتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي إثر مشاركتها دعوة للتظاهر أمام السفارة البريطانية في بيروت دعماً للناشط السياسي المصري المعتقل والمضرب عن الطعام علاء عبد الفتاح.

كثيراً ما سعت إليسا إلى تقديم نفسها، علاوة على كونها "ملكة الإحساس" وصاحبة الصوت الحنون والأغاني الرومانسية، في طور الناشطة والمدافعة عن حقوق الإنسان والمرأة تحديداً. لكن هذا وضعها في أزمات وصدامات متكررة مع المسؤولين في أكثر من بلد عربي، أبرزها السعودية وأخيراً مصر. كما اضُطرت للتراجع عن هذه المواقف الحقوقية، وهو ما جعلها عرضة للسخرية والانتقاد.

بدأت الأزمة هذه المرة حين شاركت إليسا، في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر، تغريدة للإعلامية اللبنانية ديما صادق قالت فيها: "دعوة للمشاركة في الاعتصام أمام السفارة البريطانية في بيروت للمطالبة بإنقاذ علاء (عبد الفتاح). اليوم الساعة الرابعة بعد الظهر".

لم يلبث الأمر إلا قليلاً حتى تراجعت إليسا وحذفت التغريدة عن حسابها في تويتر، بل ونشرت تغريدة تُشيد فيها بتنظيم مصر لمؤتمر "كوب 27" العالمي حول قضايا المناخ لمغازلة الغاضبين من تغريدتها المحذوفة من الجمهور المصري، وهم من أنصار نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.

قالت إليسا: "بعز الأزمات اللي عم نعيشها، قدرت مصر تجمع العالم بشرم الشيخ لأهم لقاء حول المناخ اللي عم يهدد حياتنا ومستقبل الكوكب. مؤتمر عالمي بيوضعها على خريطة العالم برؤيتها للمستقبل. بلدي التاني بكل فخر".

يبدو أن التغريدة لم تحقق الهدف المنشود منها تماماً، إذ انطلقت حملة إلكترونية مطالبة بإلغاء حفل للفنانة اللبنانية، مقرر في 18 من الشهر الجاري، إثر إعلانها عنه مساء الأربعاء 9 تشرين الثاني/ نوفمبر. "مستنينكم في زد بارك في زد الشيخ زايد، حفل افتتاح zed winter festival الموسم الرابع. Can't wait"، أعلنت إليسا.

"إليسا بتفكرني بشيرين كل ما يتكلموا يغلطوا"... دعوات عبر وسم #إليسا_غير_مرحب_بيكي_في_مصر لإلغاء حفل #إليسا القادم في #مصر بسبب تغريدة عن التضامن مع علاء عبد الفتاح، رغم تراجعها عنها

شيرين أُخرى؟ 

فور إعلانها عن حفلها بمصر، شنّت حسابات موالية للنظام المصري هجوماً شديداً على الفنانة عبر وسم "إليسا غير مرحب بيكي في مصر"، متهمينها بالدفاع عن شخص "مدان جنائياً، حرّض على قتل أفراد الجيش والشرطة، وسبّ نساء مصر"، وهي الرواية التي يروجها النظام المصري عن علاء.

اتهم هؤلاء إليسا بـ"التدخل السافر في أمور لا تعلمها"، وطالبوها بأن "تبطل تحشر نفسها في سياسة بلاد غير بلدها". وعيّروها بوضع بلدها لبنان وبأزماته المتعددة، كما شاركوا خبراً عن إرسال مصر قافلة مساعدات طبية للبنان، وعلقوا عليها: "قولوا لإليسا".

وذكّر بعض هؤلاء إليسا بأزماتها السابقة. منهم جون المصري الذي كتب: "#إليسا اللي عملت دويتو مع المغتصب #سعد_لمجرد وضربت بحقوق الإنسان والمرأة عرض الحائط، تدعو للاعتصام من أجل علاء عبد الفتاح. راغبو الشهرة أو إعادة التلميع من كل أنحاء العالم يجتمعون على الهجوم على العظيمة #مصر".

وقال آخرون إن الشعبية الواسعة التي تحظى بها إليسا نابعة من غنائها باللهجة المصرية وحب المصريين لها. غرّدت شيرين هلال: "أنتي أخدتي محبة كبيرة من المصريين وطول عمرنا بنعاملك ‘ميجا ستار‘ - حاطين تاج على راسك من حبنا وتقديرنا لفنك. أنتي خلعتي التاج عن نفسك عشان مجرم مدان أهان مصر وجيشها ونساءها! مترجعيش تطالبي بمكانك الأول على عرش قلوبنا!".

وقالت أشجان نبيل: "مصر من يومها قِبلة الفن وصانعة النجوم وحاضنة للقوى الناعمة بمختلف أنواعها وياما الجمهور المصري كان سبب في شهرة وارتفاع أسهم فنانين كتير من خارج أرضها. ولكن نفس الجمهور ده ممكن ينزلك لأسفل سافلين لو لقاك بتمس وطنه ومقدرات أرضه. ولا عزاء للسذاجة".

وشبّه البعض إليسا بالفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب التي عادةً ما تورطها تصريحاتها في أزمات كبيرة. قال محسن زين: "إليسا بتفكرني بشيرين كل ما يتكلموا يغلطوا. إليسا حبّت تاخد لقطة، تعاطفت مع علاء عبد الفتاح وطالبت بوقفه احتجاجية أمام السفارة، افتكرت بعدها أن عندها حفلة في مصر، كتبت تويتة في حب مصر". 

ونصح حساب باسم "شيماء تحيا مصر": "نتمني أن الفنانة #إليسا، اللي أنا بحبها شخصياً، تفهم هي بتعمل ريتويت لإيه عشان متحطش نفسها في موقف سخيف وتلغي الريتويت بعد كده".

على الجانب الآخر، نشط بعض محبي إليسا في مصر وخارجها مدافعين عنها على وسم #إليسا_بنت_مصر، قائلين إنها ربما شاركت التغريدة بالخطأ، مدللين على ذلك بحذفها التغريدة التي أثارت الجدل، وبتصريحاتها ومواقفها السابقة عن مصر

"إليسا بنت مصر"؟

على الجانب الآخر، نشط بعض محبي إليسا في مصر وخارجها مدافعين عنها على وسم #إليسا_بنت_مصر، قائلين إنها ربما شاركت التغريدة بالخطأ، واسترجعوا تصريحات سابقة لها تتحدث فيها عن حبها الشديد لمصر وللجمهور المصري، وأشاروا إلى دعمها لمرضى السرطان وغنائها في إعلانات مستشفى 57357، وتشجيعها للفرق والمنتخبات المصرية الرياضية.

كتبت آيات صالح: "أنا كمصرية بحب إليسا جداً، وهتفضل مطربتي المفضلة. وواثقة أن اللي حصل كان بالغلط وكلنا بنغلط عادي. أنا نفسي عملت مرة ريتويت مكنش ينفع أعمله أساساً وبعدين مسحته. معروف أن إليسا بتحب الخير دايماً ومكنتش تعرف القصة بالظبط ولما عرفت الحقيقة شالته".

إليسا والجمهور السعودي

وفي حزيران/ يونيو عام 2020، تعرضت إليسا لأزمة مشابهة مع الجمهور السعودي فور الإعلان عن أول حفل لها في المملكة، برغم أنه كان "أونلاين".

استند العدد الأكبر من رافضي حفل إليسا إلى "إدانتها" بـ "الإعجاب بتغريدات مسيئة للمملكة وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان"، وشاركوا تغريدات رأوا فيها اتهاماً صريحاً للحكومة السعودية أو غمزاً من قناة قياداتهم. ووصفوا الفنانة اللبنانية بـ"الحاقدة/ الكارهة" للشعب السعودي.

كانت هذه التغريدات تتعلق بالأساس باغتيال الصحافي المعارض جمال خاشقجي، مطلع تشرين الأول/ أكتوبر عام 2018، في قنصلية بلاده بإسطنبول، واتهام بن سلمان بالضلوع في الجريمة، وكذا بالحرب التي تقودها المملكة في اليمن.

في أثناء ذلك، وجّه حساب النقد الفني اللبناني "هوت نيوز"، الذي يتابعه أكثر من 85 ألف شخص في تويتر، نصيحة للفنانة هي "ركزي بس بفنك مش كل مرة تسلم الجرة"، مؤكداً أن "مشكلة #إليسا مع الريتويتات لتفرجينا أنها صاحبة رأي ".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard