شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
نُقشت على مشط عاجي… اكتشاف

نُقشت على مشط عاجي… اكتشاف "أقدم جملة مدوّنة قابلة للقراءة" باللغة الكنعانية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن والتاريخ

الخميس 10 نوفمبر 202210:46 ص

"أتمنى أن يقتل هذا الناب قمل الشعر واللحية". قد لا يصدّق كثيرون أن هذه العبارة المكتوبة باللغة الكنعانية القديمة، وبصيغة الدعاء أو التمني، هي "أقدم جملة مكتوبة قابلة للقراءة تم اكتشافها إلى الآن".

نُقشت هذه الجملة على مشط عاجي عثر عليه فريق من الباحثين الإسرائيليين والأمريكيين في موقع تل الدويّر تل لخيش (الأثري، الواقع جنوبي فلسطين التاريخية (داخل إسرائيل حالياً). ولخيش هي مدينة كنعانية لمع اسمها في الألفية الثانية قبل الميلاد كما كانت ثاني أهم مدينة في مملكة يهوذا.

ما أهميته؟

يمثل هذا الاكتشاف "دليلاً مباشراً على استخدام الأبجدية في الأنشطة اليومية منذ 3700 عام"، وهو "علامة بارزة في تاريخ قدرة الإنسان على الكتابة"، كما يعكس فكرة "القلق الأبدي" على النظافة الشخصية منذ الأجداد الكنعانيين. 

"أتمنى أن يقتل هذا الناب قمل الشعر واللحية"... هل تصدقون أن هذه أقدم جملة مكتوبة قابلة للقراءة تم اكتشافها؟ يبدو أن الأجداد الكنعانيين أولوا النظافة أهمية كبيرة

وفق ما توصّل إليه باحثون من جامعة أدفنتست الجنوبية الأمريكية ، والجامعة العبرية في إسرائيل، ربما يكون عاج الفيل المصنوع منه المشط القديم مستورداً من مصر.

كانت الأمشاط حينذاك تُصنع من الخشب والعظام والعاج، وليس صعباً توقّع أن هذا المشط العاجي كان من الكماليات المستوردة الباهظة الثمن، إذ لم تكن هناك أفيال في مناطق الكنعانيين حينذاك.

أما العبارة المكونة من 17 حرفاً كنعانياً تشكل معاً سبع كلمات، فهي دليل على أنه حتى الأغنياء في تلك الحقبة، أي في العصر البرونزي، عانوا من تفشّي القمل.

أحد الباحثين المشاركين في الاكتشاف، ويُدعى يوسف جارفينكل، قال إن "هذه هي أقدم جملة يتم العثور عليها في اللغة الكنعانية في ‘إسرائيل‘. هناك كنعانيون في أوغاريت (مملكة قديمة اشتهرت بأقدم أبجدية مكتوبة جرى اكتشافها سلفاً) في سوريا، لكنهم يكتبون بخط مختلف، وليست الأبجدية المستخدمة حتى اليوم".

وأردف: "المدن الكنعانية مذكورة في الوثائق المصرية، وحروف العمارنة المكتوبة باللغة الأكادية، وفي الكتاب المقدس اليهودي. النقش على المشط هو دليل مباشر على استخدام الأبجدية في الأنشطة اليومية منذ حوالى 3700 عام، وهذه علامة بارزة في تاريخ قدرة الإنسان على الكتابة".

أقدم كتابة وأول أبجدية

ورغم فشل محاولات تحديد عمر المشط، رجّح الباحثين أنه صنع عام 1700 قبل الميلاد. وبرغم تكسّر أسنانه، تُظهر جذوعه المتبقية أنه كان مكوناً من ست أسنان متباعدة لتمشيط الشعر وإزالة تشابكه على أحد جوانبه، و14 سناً متقاربة لإزالة القمل والحشرات الأخرى على الجانب الآخر.

وكان قد عُثر على المشط، وقياسه بين 3.5 و 2.5 سنتيمتر، في الموقع عام 2017. لكن النقوش على سطحه رصدت فقط في كانون الأول/ ديسمبر 2021. وأظهر تحليل النقوش أن الكتابة هي بالخط الكنعاني، الأبجدية الأولى التي اخترعت قبل نحو 3800 عام.

اكتشاف جديد يمثل "دليلاً مباشراً على استخدام الأبجدية في الأنشطة اليومية منذ 3700 عام" ويكشف "علامة بارزة في تاريخ قدرة الإنسان على الكتابة"، كما يعكس "القلق الأبدي" على النظافة الشخصية منذ الأجداد الكنعانيين

وتصنّف اللغة الكنعانية عادة مع الفرع الشمالي الغربي من لغات الجزيرة العربية التي تُعرف بـ"اللغات السامية". ويضم هذا الفرع الكنعانية القديمة ومنها الأوغاريتية (والعمورية أحياناً) والعبرية والكنعانية الحديثة (أو الفينيقية) والبونيقية (لغة قرطاج ومنطقتها في شمال إفريقيا قديماً).

يُذكر أن أنظمة الكتابة الأولى في العالم وُجدت في بلاد ما بين النهرين ومصر قبل أكثر من 3000 سنة قبل الميلاد، لكنها لم تكن أبجدية وإنما اعتمدت على مئات العلامات المختلفة لتمثيل الكلمات أو المقاطع، فتطلّبت أعواماً لإتقانها.

وبحسب أستاذ اللغات السامية في جامعة جورج واشنطن الأمريكية كريستوفر رولستون، اختُرعت الأبجدية الأولى (الكنعانية) عام 1800 قبل الميلاد تقريباً، على أيدي أشخاص على دراية بنظام الكتابة المصري. ويُرجح أيضاً أن هذه الأبجدية المبكرة استخدمت لمئات السنين، خاصة في بلاد الشام، قبل توحيدها على أيدي الفينيقيين في لبنان القديم، لتصبح لاحقاً أساساً للغات اليونانية القديمة واللاتينية ومعظم اللغات الحديثة في أوروبا اليوم.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard
    Popup Image