كان فيلم "يوميات نائب في الأرياف" نقطة التقاء التوفيقين، توفيق الحكيم روائياً وتوفيق صالح مخرجاً، عام 1969، إلا أن الحياة خلقت بينهما روابط مشتركة على الصعيدين الخاص والعام سابقة على عهد تعاونهما الوحيد معاً.
بداية من الإسكندرية محل الميلاد، ثم باريس المحطة الفارقة في تكوين ومستقبل كل منهما، حيث سافر إليها الحكيم في عشرينيات القرن الماضي لدراسة القانون، لكن الفنون أسرته، وقضى أيامه يستمتع بها وينهل منها.
وكذلك فعل صالح في بداية الخمسينيات، حينما قصدها بمنحة لدراسة السينما، ثم هجر قاعة الدرس سعياً وراء الخبرة العملية، والانفتاح على الاتجاهات السياسية والفنية المختلفة.
جمعتهما أيضاً ثورة يوليو بأحلامها الكبرى، وانهزاماتها المؤلمة، فالتوفيقان كانا مؤيدين للحقبة الناصرية إلا أن إنتاجاتهما الإبداعية لم تخل من نقد مبطن للسياسات والممارسات القمعية. وقد جاءت الفرصة ليتجاور اسماهما في عمل واحد، عندما وجد توفيق صالح في رواية "يوميات نائب في الأرياف"، التي كتبها الحكيم قبل الثورة، سبيلاً لانتقاد الواقع الآني، محتمياً بعباءة الأديب الشهير.
حكاية عابرة للزمن
كانت "اليوميات" الصادرة عام 1937، رواية مستمدة من رحم الواقع والتجربة الذاتية لتوفيق الحكيم أثناء عمله وكيلاً للنائب العام بعد العودة من فرنسا، إذ تنقّل بين أرجاء الريف المصري، وتلمس سوء أحوال البسطاء، وفساد منظومة العدالة، فأراد التنفيس عما يقبع بداخله، وطرح تساؤلات حول قيمة الفرد في المجتمع، وعلاقة نصوص القانون الجامدة بحياة الناس، والفرق بين الشرق والغرب.
وصحيح أن الحبكة الرئيسية تقوم على حادثة بوليسية مشوقة، لكنها وغيرها من الحبكات الفرعية تعبر عن مظاهر سلبية حقيقية، تفشت في البلاد وطالت كافة أجهزة الدولة.
تقع أحداث "اليوميات" في 12 يوماً من شهر تشرين الأول/أكتوبر دون تحديد سنة بعينها، يربطها ببعضها التحقيق في جريمة إطلاق عيار ناري على رجل بإحدى القرى النائية. عادة ما يكون البحث عن الجاني في مثل هذه الجرائم إجراءً روتينياً على الورق، خاصة مع عدم تعاون أي جهة لتنفيذ القانون. لكن تلك الجريمة تكتسب أهمية عند النائب لافتتانه بجمال فتاة تدعى "ريم" لها صلة بالمجني عليه، ويثير غموضها ثم اختفاؤها فضوله الشخصي قبل المهني.
يتخذ الحكيم من فصول يومياته مجالاً لسرد جرائم وانتهاكات في الريف بأسلوب ساخر، يحمل نبرة غاضبة حيناً، وآسفة أحياناً أخرى على الأوضاع السائدة. يدين الفقر والتخلف، ويركز جهوده على تشريح طبيعة العلاقات بين السلطة التنفيذية ممثلة في مأمور المركز ومعاونيه، والسلطة القضائية برجالها الثلاث (المتعجل والبطيء والشرعي)، والنيابة متجسدة في النائب ومساعده. فيكشف عن الصراعات الداخلية، وما يقترفه الجميع من مخالفات باسم القانون تزيد من بؤس الفلاحين.
يبدأ فيلم توفيق صالح وينتهي دون أن يتمكن من تغيير شيء، لا مكان للبطولة العنترية هنا، ولا سبيل لتحسين الأحوال إلا إذا تغير النظام كاملاً، يظهر بصورة متكررة، وفي خلفيته قضبان حديدية دلالة على حجم القيود التي تحاصره
تضمنت الرواية عناصرَ جاذبةً للإعداد السينمائي فتحت الباب أمام تحويلها إلى فيلم بعد قيام ثورة يوليو، لا سيما وأنها تتماشى مع توجُّهٍ مالَ إلى اقتباس نصوص أدبية تستحضر واقع الريف في فترة الملكية، مثل "الحرام" ليوسف إدريس، و"البوسطجي" ليحيى حقي.
كان المقرر أن يخرج الفيلم حسين كمال، لكن إدارة القطاع العام استبعدته لأسباب نجهلها، وكلفت به توفيق صالح، الذي اشترط إعادة كتابة السيناريو قبل بدء التنفيذ.
وعندما شرع صالح في العمل على الصياغة السينمائية بالتعاون مع الكاتب ألفريد فرج، لفتت انتباهه جملة في الرواية، واعتبرها الدليل الذي سيهتدي به طوال الرحلة، يقول: "بنيت الفيلم على عبارة موجودة بالفعل في رواية توفيق الحكيم (ما تزال كلمات مثل العدل والشعب كلمات غامضة). وأردت أن تنسحب هذه العبارة على الحاضر، وربما المستقبل أيضاً".
ورغم أنه في المشهد الأخير يحدد عام 1935 زمناً للأحداث -الأمر الذي لم يشفع له عند سلطات الدولة كما سنوضح لاحقاً- فإن الإطار العام يعرض وجهة نظر جريئة تماست مع مصر ما بعد نكسة 1967.
السلطة المدانة
قد تعطي المشاهدة الأولية للفيلم شعوراً بأننا أمام اقتباس كسول، لم يحاول ترك بصمة خاصة تميزه عن النص الأدبي، فالسيناريو التزم بالفكرة العامة للرواية، ورسم الشخصيات والأحداث المهمة دون إجراء تعديلات أو تغييرات ملحوظة، إذ حذف القليل ودمج تفاصيل معينة للتكثيف بما يتناسب مع الصورة السينمائية، ولكن بالتدقيق يتضح أن توفيق صالح وضع رؤيته الخاصة بين ثنايا العمل محاولاً تمريرها.
يوضح الناقد محسن ويفي في كتابه "سينما توفيق صالح" الفارقَ الأساسي بين النصين الأدبي والسينمائي، وهو انتقال منظور السرد من الراوي الذاتي "النائب" إلى الراوي الموضوعي المطلع على كل شيء: "الكاميرا لا تأخذ دائماً وجهة نظر النائب، ولا تروي الأحداث من وجهة نظره فقط، وإنما تحكي هذه الأحداث بطريقة الحاكي الكلي المعرفة". ويرى ويفي أن هذا الاختيار ساعد على إتاحة الفرصة للتأمل والتفكير، وهذا تحليل وجيه ومتوافق مع التكوينات البصرية المتوسطة التي مال توفيق صالح إلى استخدامها في غالبية الأحداث، ليسمح للمشاهدين بمراقبة كل ما يحدث في مقدمة وخلفية الكادر.
ولكن هذا الخيار ساعد المخرج أيضاً على تقديم موقفه وأفكاره الشخصية في الفيلم دون التقيد بالراوي الذاتي. صحيح أنه حافظ على طابع الرواية الذي يدين جميع من بيدهم السلطة بما فيهم النائب نفسه، لكنه صبّ اهتمامَه على السلطة التنفيذية تحديداً، وجاءت غالبية إضافاته وإسهاماته في هذا الاتجاه.
"إذا كانت المؤسسة ستنتج 4 أفلام في العام الواحد على مستوى هذا الفيلم، سأضاعف ميزانيتها"... جمال عبد الناصر
يتبين هذا مع بداية تعارفنا على المأمور الذي اختار أن يجسده توفيق الدقن، ليكون الاسم الأشهر بين قائمة الممثلين. نشاهد المأمور للمرة الأولى في نادي المركز، جالساً على طاولة القمار وبجانبه سترة بذلته الرسمية، مستمداً منها هيبته وقوته وسط الحاضرين الذي يفوز عليهم ويداينهم بأموالهم.
يتم استدعاؤه لمعاينة حادث إطلاق النار، لكنه يخبر الخفير بأنه سيلعب دوراً أخيراً، وعلى العربة أن تمرّ عليه هنا لتصحبه إلى الموقع. كلّ هذه التفاصيل تعطينا معلوماتٍ مهمةً عن طبيعة الشخصية المسؤولة عن تنفيذ العدل على أرض الواقع، بينما في الرواية يمر المأمور بالعربة على بيت النائب ليصطحبه إلى العمل، وإن كان تردده على النادي ولعبه للقمار مذكورين في مواضع لاحقة.
ولم يترك صالح مساحة للشك في ما يمكن أن يفعله المأمور إذا وقعت بين يديه فتاة مثل ريم. في الرواية يقترح المأمور أن تنام الفتاة عنده في البيت مع زوجته وأولاده حتى يتم الانتهاء من استجوابها، ورغم ذعر الجميع من الاقتراح لا يعترض أحد.
يصف توفيق الحكيم حال النائب في هذه الليلة دون جزم بما حدث: "قمت عطشان فشربت جرعة من القلة الفخار بالنافذة، وتذكرت الفتاة، وتخيلتها في بيت صاحبنا، فنفر من رأسي النوم". أما الفيلم فيكشف بوضوح عن محاولة المأمور للتودد إلى البنت ونيته للتعدي عليها، لولا أن استدعاءه للعمل حال بينه وبين مخططه.
كذلك قرر المخرج في صياغته السينمائية أن يغير في بعض الوقائع، إمعاناً في إدانة السلطة التنفيذية. فقد حذف شخصية القاضي الشرعي عدو العلم وخائن الأمانة، وما يتعلق به من تفاصيل تشير إلى استغلال رجال الدين للبسطاء، واختار أن يستعين فقط بواقعة رشوته بخروف ليردّ امرأة إلى زوجها، ولكن المرتشي في الفيلم يصبح المأمور.
وأيضاً يصور توفيق صالح مشهداً لحادثة سقوط كيس ضخم ممتلئ بالملابس من عربة محملة إلى الترعة، ويظهر خلاله الخفير، وهو يساوم الفلاحين للحصول على قطعة من الملابس مقابل صمته.
أما الاختلاف الأبرز والأقوى على مستوى التأثير الدرامي يأتي في مشهد العثور على جثة ريم غارقة في الترعة، ثم وضعها فوق صندوق الانتخابات، بكل ما تحمله الصورة من دلالات.
فنحن نعلم من الرواية والفيلم أنه بعد إتمام عملية الانتخابات، تُلقى صناديق الأصوات الحقيقية في الترعة، وتستبدل بأخرى مُعدّة بمعرفة المأمور، ولكن توفيق صالح يختار أن يتم استخراج الصندوق المُعبر عن إرادة الفلاحين من الترعة، وقبل أن يتمكن النائب من فتحه، تطفو جثة الفتاة التي كانت رمزاً للجمال والحقيقة على مدار أحداث الفيلم، فتُحمل لتوضع فوق الصندوق حيث يصبح موتها مرتبطاً باغتيال حلم تغيير الواقع البائس والقبح المنتشر في هذه البيئة.
لا فرار من هاجس السلطة
رغم أن توفيق صالح حاول الإبقاء على روح السخرية الطاغية على السرد الروائي، فإن اهتمامه بمضمون العمل وانشغاله بعرض الأفكار والمواقف الخادمة لها، جاء على حساب المتعة. يعترف صالح في حوارات متفرقة بأنه يدرك الأمر، فمثلاً في حوار منشور بمجلة "السينما والعالم" مع المخرج خيري بشارة، الذي عمل مساعداً له في "اليوميات"، يقول إن هذا الاهتمام يفقد أفلامه قيمتها الفنية، لكنه لا يبالي بذلك. ويضيف: "أعتقد أنني عندما أنضج تماماً سوف أصنع أفلاماً تجريدية أو صوفية عن إنسان صدمتْه سيارة مثلاً وكيف يفكر بين الوعي والغيبوبة".
والحقيقة أن أفلامه على تنوعها كانت دوماً محمَّلة بقضايا مهمة، مثل ضرورة نشر الوعي، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والتخلص من الظلم والاستبداد. فقد ظل مهموماً طوال الوقت بحال مجتمعه، ومؤمناً بدور السينما في تحسينه . ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها لتردي الأوضاع في الريف، حيث تناوله في فيلمه الثاني "صراع الأبطال" من خلال حكاية طبيب شاب يقرر الذهاب بإرادته إلى قرية نائية لتقديم خدماته إلى أهلها. يدرك الوافد أن الناس يعانون من أمراض جسدية واجتماعية عديدة، نتيجة لظلم الإقطاعيين، وفساد الشرطة، واحتلال البلاد، فيصبح هو البطل المنقذ الذي يحمل أفكاراً حداثية تنتصر للعلم والحرية.
نحن نعلم من الرواية والفيلم أنه بعد إتمام عملية الانتخابات، تُلقى صناديق الأصوات الحقيقية في الترعة، وتستبدل بأخرى مُعدّة بمعرفة المأمور، وقبل أن يتمكن النائب من فتحه تطفو جثة الفتاة، إذ يصبح موتها مرتبطاً باغتيال حلم تغيير الواقع البائس والقبح المنتشر
يعد "يوميات نائب في الأرياف" أكثر سوداوية في موضوعه من "صراع الأبطال"، فالنائب هنا يقف عاجزاً أمام القانون المستورد من الخارج، الذي لا يمت لواقع الفلاح بصلة، كما أنه سلبي في عمله خوفاً من بطش رؤسائه، يمتلك حساً مرهفاً وعقلاً راجحاً وقوة ملاحظة لا يستهان بها، ولكن لا يستطيع أن يحدث فارقاً في محيطه.
يبدأ الفيلم وينتهي دون أن يتمكن من تغيير شيء، لا مكان للبطولة العنترية هنا، ولا سبيل لتحسين الأحوال إلا إذا تغير النظام كاملاً، يظهر بصورة متكررة، وفي خلفيته قضبان حديدية دلالة على حجم القيود التي تحاصره.
وبشكل عام، فإن قوة السلطة وتأثيرها على حياة الأفراد فكرة حاضرة في الأفلام الثلاثة التي أخرجها لحساب القطاع العام، وكان آخرها "اليوميات". في "المتمردون" يثور مرضى داخل مصحة حكومية على الإدارة التي تمارس التفرقة بين الفقراء والأغنياء، وتتبع نظاماً بيروقراطياً يُميت الجميع بالبطيء، ولكن حلم التغيير يُستحال في ظل فساد المناخ العام.
وفي "السيد البلطي"، الذي تدور أحداثه داخل مجتمع الصيادين، تواجه الشخصيات السلطة الأبوية إلى جانب سطوة الخرافات وسيطرة رأس المال.
لذلك لم تمرّ أفلام توفيق صالح دون صدامات مع الرقيب، وقد ظل طوال فترة عمله يحارب حتى تخرج إنتاجاته للنور دون أن تتعرض للحذف والتشويه، ولكن فيلم "يوميات نائب في الأرياف"، على وجه الخصوص، شهد معركةً تستحق الوقوف عندها، نظراً لأنها تكشف بوضوح عن الكواليس التي عايشها المبدعون في فترة مهمة من تاريخ مصر.
تربص المسؤولين ودعم من رأس السلطة
في أحد الأيام، كان توفيق صالح جالساً في غرفة "الميكساج" يعمل على فيلمه الذي سيصبح آخر أعماله في مصر، فوجئ بدخول ضابط معروف في الوسط السينمائي، يطلب منه مشاهدة الفيلم، فلم يُبدِ اعتراضاً، ولكن في ما بعد، أخبره عبد الحميد جودة السحار، رئيس المؤسسة العامة للسينما آنذاك، أن شعراوي جمعة وزير الداخلية يكلِّفه بصناعة فيلم دعائي عن الشرطة مقابل التصريح بعرض "يوميات نائب في الأرياف"، اعتذر المخرج ورفض قبول الشرط.
ولما مُنع الفيلم، قرّر صالح الذهاب إلى جمعة لإقناعه بالعدول عن القرار. كان وزير الداخلية متمسكاً بموقفه، ولكنه اتخذ خطوة صورية، وشكل لجانَ مشاهدةٍ لتقييم العمل السينمائي مع رفضه لكافة تقاريرها الإيجابية.
في النهاية، كوّن لجنة من 5 أفراد برئاسته شخصياً، للمقارنة بين الرواية والفيلم، ولم يأت قرارها لصالح المخرج.
يحكي توفيق صالح في حوار مع بلال فضل أن الرواية وصاحبها كانا دوماً الملاذ خلال هذه المعركة. فكلما واجه اعتراضاً كان يشدد على أن الرواية مطبوعة منذ سنوات طويلة، وجميع من يقرأون الأدب المصري يعرفونها، ولا يصح تشويه مضمونها. كما أشار في حواراته إلى أهمية توفيق الحكيم ومدى إعجاب جمال عبد الناصر بكتاباته.
ومع إلحاح المخرج، تقرَّر إحضارُ اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي لمشاهدة الفيلم. يصف صالح المشهد: "كنا في سينما رمسيس، وكانت القاعة ممتلئة. حضر حوالي 115 عضواً إلى جانب قيادات من وزارة الداخلية وشخصيات عامة، كل الوجوه التي نراها في الجرائد وجدت داخل القاعة... مال علي السحار وقال لي: إما تدخل التاريخ أو تدخل السجن". وقد أوصت اللجنة بحذف عددٍ كبير من المشاهد، تختلف الروايات بين 16 و18 مشهداً.
أخيراً، طلبت رئاسة الجمهورية نسخة من الفيلم الذي أحدث كلَّ هذه الضجة، وبعد المشاهدة قرّر عبد الناصر عرضَه دون حذف لقطة واحدة، قائلاً: "إذا كانت المؤسسة ستنتج 4 أفلام في العام الواحد على مستوى هذا الفيلم، سأضاعف ميزانيتها".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع