شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
16 عاماً من احتكار

16 عاماً من احتكار "القارة العجوز" للقب... هل توقف البرازيل أو الأرجنتين هيمنة الأوروبيين؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 1 نوفمبر 202210:41 ص

لم يسبق لأي منتخب من خارج قارتيْ أوروبا وأمريكا اللاتينية أن فاز بكأس العالم من قبل، إذ تُوّج الأوروبيون باللقب 12 مرة، فيما كانت الكأس من نصيب منتخبات أمريكا اللاتينية تسع مرات.

وشهد الصراع بين القارتين ندّية كبيرة، فطوال الفترة الممتدة بين مونديالي 1930 و1998، فشلت جميع المنتخبات المتوّجة بتحقيق اللقب على أراضي القارة المنافسة، باستثناء فوز البرازيل بمونديال 1958 في السويد، بفضل أسطورتها بيليه.

بعد فوز البرازيل بمونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، باتت منتخبات أمريكا اللاتينية تتفوق على نظيرتها الأوروبية بواقع تسعة ألقاب مقابل ثمانية، قبل أن تنجح منتخبات أوروبا في الهيمنة على المسابقة والفوز بالنسخ الأربع الأخيرة.

وفي آخر أربع مونديالات، لم ينجح أي منتخب من أمريكا اللاتينية بالوصول إلى المباراة النهائية باستثناء الأرجنتين التي خسرت نهائي 2014 أمام ألمانيا، كما لم يتواجد أي منتخب من خارج أوروبا في دور نصف النهائي في نسختي 2006 في ألمانيا و2018 في روسيا.

ولكن بعد تطورهما الواضح في السنوات الأخيرة وتحقيقهما نتائج مميزة في التصفيات وفي المباريات الودية، يعتقد كثيرون أن منتخبي البرازيل والأرجنتين جاهزان لمقارعة الأوروبيين وإعادة الكأس إلى قارتهما، عبر بوابة مونديال قطر.

البرازيل... حلم النجمة السادسة

رغم خروجها من ربع نهائي كأس العالم 2018، على يد بلجيكا، قرر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم تجديد ثقته بالمدرب تيتي، ونجح بعدها راقصو السامبا بتحقيق لقب كوبا أمريكا 2019، كما وصلوا إلى نهائي بطولة 2021، ولم تواجه البرازيل أية صعوبة بتصدّر الترتيب في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لبطولة كأس العالم القادمة، محققة 45 نقطة من أصل 51.

يضم منتخب البرازيل اليوم تشكيلة متجانسة، ودون أية نقاط ضعف تقريباً، بدءاً من حراسة المرمى بتواجد حارسيْ ليفربول ومانشستر سيتي أليسون بيكير وإدرسون مورالش، مروراً بخطيْ الدفاع والوسط، بينما يزخر خط الهجوم بأجنحة متميزين من طينة فينيسيوس جونيور، بطل أوروبا مع ريال مدريد، ورافينيا المنتقل إلى برشلونة، مع تواجد نجم المنتخب وهدافه الثاني تاريخيّاً نيمار جونيور، والمهاجم المميز غابرييل جيزوس.

بعد عشرين سنة من تتويجه الأخير في المونديال الآسيوي، يشعر عشاق منتخب السيليساو بأن الوقت حان لتزيين قميص المنتخب بالنجمة السادسة، ومواصلة التربع على عرش الكرة العالمية، بعد توسيع الفارق عن باقي المنافسين.

الأرجنتين... الآمال معلقة على ميسي

من بين جميع منتخبات العالم، تمتلك الأرجنتين بقيادة ليونيل سكالوني أطول سلسلة لاهزيمة، إذ وصلت إلى 35 مباراة في مختلف المسابقات.

بعد الخروج المخيب من مونديال 2018، رسا خيار الاتحاد الأرجنتيني على المدرب الشاب سكالوني لقيادة المنتخب، فتحسّن الأداء معه مباشرة وبشكل تصاعدي ليتوِّج ليونيل ميسي ورفاقه مجهوداتهم بحصد لقب كوبا أمريكا 2021، ويفوزوا بعدها على إيطاليا ويحرزوا كأس الأبطال (فيناليسيما 2022).

مع سكالوني، تطور أداء دفاع المنتخب الأرجنتيني بعد سنوات من التخبط، وحُلّت مشكلة حراسة المرمى مع إيميليانو مارتينيز الذي لم يخسر هو الآخر أية مباراة دولية حتى الآن.

تُوّج الأوروبيون بلقب كأس العالم 12 مرة، فيما كانت الكأس من نصيب منتخبات أمريكا اللاتينية تسع مرات. فلمَن ستكون الكأس الـ22؟

بالإضافة إلى قائده ليونيل ميسي، صاحب الرقم القياسي في الفوز بالكرة الذهبية والساعي إلى تتويج مسيرته الاستثنائية باللقب الكروي الأغلى، تضم تشكيلة الأرجنتين مجموعة متجانسة من لاعبين مميزين يتمتعون بمهارات لاتينية وروح عالية في اللعب، من ذوي الخبرة كأنخيل دي ماريا ونيكولاس أوتامندي وآخرين من الشبّان الذين أبلوا بلاءً حسناً مع المنتخب كلاوتارو مارتينيز وكريستيان روميرو. كل المؤشرات المذكورة تؤهل راقصي التانغو ليكونوا ضمن القائمة القصيرة للمرشحين للظفر بالمونديال.

ولكن، بالرغم من الجاهزية التامة لمنتخبيْ البرازيل والأرجنتين، فإنّ إخراج كأس العالم من القارة العجوز بعدما بقي داخلها طوال 16 عاماً لن يكون بالأمر اليسير في ظل تواجد منتخبات أوروبية قوية جدّاً، في مقدمها أربعة أبطال للعالم: فرنسا حاملة اللقب، ألمانيا، إنكلترا وإسبانيا، في وقت فشلت إيطاليا بطلة العالم أربع مرات بالتأهل إلى المونديال للمرة الثانية على التوالي.

فرنسا... السعي إلى الحفاظ على اللقب

في مفارقة غريبة، شهدت النسخ الثلاث الماضية من المونديال خروج حامل اللقب من الدور الأول تحت قيادة نفس المدربين الذين قادوهم إلى التتويج بالنسخة السابقة. الحديث هنا عن إيطاليا 2010، إسبانيا 2014 وألمانيا 2018. يسعى منتخب فرنسا بقيادة ديدييه ديشان إلى كسر هذه المفارقة السلبية.

خلال السنوات التي تلت المونديال الروسي، قدّم المنتخب الفرنسي مستويات متفاوتة، أدخلت الشكوك إلى نفوس مشجعيه، فالفريق خرج من الدور الثاني ليورو 2020 بالرغم من أنه كان أبرز المرشحين لنيل اللقب، وسجل عدة نتائج سلبية في المباريات الودية ما جعله يتراجع من المركز الأول إلى الرابع في تصنيف الفيفا، ومع ذلك نجح المنتخب بتحقيق دوري الأمم الأوروبية في العام 2021 بعد الفوز على إسبانيا في النهائي.

النقطة الإيجابية الأبرز بالنسبة إلى الديوك تتمثل بعودة النجم كريم بنزيما، أفضل لاعب في العالم حالياً، إلى المنتخب، ليشكّل خط هجوم ناريّاً إلى جانب كيليان مبابي، ونجوم آخرين كأنطوان غريزمان، عثمان ديمبلي وكينغسلي كومان.

تتخوف الصحافة الرياضية الفرنسية من خيارات ديدييه ديشان وإصراره على لاعبين محددين حتى مع تراجع مستواهم وخاصة في خط الدفاع، ومع ذلك فإن الزاد البشري والصفوف المكتملة وخبرة المنافسة وخوض النهائيات تجعل من فرنسا مرشحة فوق العادة للحفاظ على لقبها.

ألمانيا... عصر جديد مع هانز فليك

قبل مونديال 2018، لم يكن قد سبق لمنتخب ألمانيا الخروج من دور المجموعات في كل مشاركاته السابقة. دخل الألمان مونديال روسيا بصفتهم أبطال العالم، إلا إن عدة عوامل من بينها الثقة الزائدة بالنفس والخيارات الخاطئة من المدرب يواكيم لوف وعدم التجانس بين اللاعبين الذي لاحظه الجميع أدّت إلى خروج مدوٍّ من الدور الأول.

قرّر الاتحاد الألماني إعطاء فرصة أخرى للوف، على أن يستلم مدرب فريق بايرن ميونيخ هانز فليك مهمة قيادة المنتخب بعد يورو 2020 الذي أقيم صيف العام 2021.

خلال عام من استلام فليك دفة التدريب، تحسّنت نتائج المنتخب بشكل ملموس، فتصدرت الماكينات مجموعتها في التصفيات وتأهلت بسهولة إلى المونديال، إلا أن بعض المشاكل التي ظهرت في مباريات المنتخب، وخاصة خلال بطولة الأمم الأوروبية، كشفت ثغرات يجب على فليك العمل على معالجتها كي لا تجد ألمانيا نفسها مرة أخرى خارج السباق في وقت مبكّر.

كما جرت العادة، سيتكون العمود الفقري للمنتخب الألماني من لاعبي بايرن ميونيخ، وفي مقدمتهم قائد المنتخب وحارسه مانويل نوير، لاعب الارتكاز جوشوا كيميتش، وثلاثي المقدمة توماس مولر، ليروي ساني، وسيرغي غنابري، بالإضافة إلى نجوم آخرين ينشطون داخل الدوري الألماني وخارجه. هؤلاء سيسعون جميعاً لجلب النجمة الخامسة للمانشافت ومعادلة رقم البرازيل.

إنكلترا... لقب ثانٍ طال انتظاره

اكتفت إنكلترا، مهد كرة القدم وواضعة القوانين الأساسية لها، بتتويج يتيم بكأس العالم، وذلك خلال المسابقة التي استضافتها في العام 1966. كانت تلك المرة الوحيدة التي يخوضون فيها مباراة نهائية. كذلك فشل الأسود بتحقيق لقب اليورو.

يتولّى غاريث ساوثغايت مهمة تدريب المنتخب منذ العام 2016، ونجح خلال هذه الفترة بتحقيق إنجازين مهمين: بلوغ المربع الذهبي للمونديال (روسيا 2018) بعد غياب دام 28 سنة، والوصول إلى نهائي بطولة اليورو (2020) للمرة الأولى بتاريخ إنكلترا.

المشكلة الأكبر التي سيواجهها ساوثغايت تتمثل في اختيار تشكيلته الأساسية، في ظل كثرة الخيارات لبعض المراكز، بدءاً من حراسة المرمى مع التنافس بين جوردان بيكفورد وأرون رامسديل ومركز الجناح مع تواجد باكويو ساكا، فيل فودين، جاك غريليتش، وجادون سانشو، فيما يبدو مركز رأس الجربة محجوزاً لنحم توتنهام هاري كاين. كما سيكون على المدرب الشاب اتخاذ قرارات مصيرية بخصوص بعض اللاعبين الذين لا يؤدون جيداً مع أنديتهم، بالرغم من أنهم اعتادوا التواجد مع المنتخب، في مقدمهم قائد خط الدفاع هاري ماغواير، وجناح تشيلسي رحيم ستيرلينغ.

بعد فوز البرازيل بمونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، باتت منتخبات أمريكا اللاتينية تتفوق على نظيرتها الأوروبية بواقع تسعة ألقاب مقابل ثمانية، قبل أن تنجح منتخبات أوروبا في الفوز بالنسخ الأربع الأخيرة. فهل ستنجح القارة اللاتينية في كسر الهيمنة الأوروبية؟

ورغم أن ساوثغايت قاد بلاده لنهائي اليورو قبل أكثر من سنة، إلا أن الصحافة والإعلام الإنكليزي انتقدوا بعض خياراته خلال تلك المسابقة، من بينها ما اعتبروه خطأه القاتل بإقحام ماركوس راشفورد وجادون سانشو لتسديد ركلتين ترجيحيتين في النهائي ضد إيطاليا قبل ثوان من نهاية المباراة. وبالتالي فإن المدرب ابن الـ52 سنة، والذي تضم تشكيلته نجوماً عالميين مثل القائد هاري كاين، والشابين فيل فودين ومايسون ماونت، يدرك تماماً أن عطش الجماهير والصحافة الإنكليزية لتحقيق الإنجازات لن يرويه سوى تطريز النجمة الثانية على قميص المنتخب، وأية نتيجة دون ذلك ستعدّ فشلاً له ولكتيبته.

إسبانيا... مرشح دائم في السنوات الأخيرة

تُعَدّ إسبانيا أحد أكثر المنتخبات تطوراً خلال القرن الحالي. فبعد التتويج بمونديال 2010 في جنوب إفريقيا، ونسختي اليورو اللتين سبقته ولحقته، بات اللاروخا مرشّحاً حقيقياً في كل بطولة يشارك فيها.

يمتلك الإسبان أسلوب لعب خاص بهم، يعتمد على الاستحواذ على الكرة والتمريرات البينية القصيرة. ونجح لويس إنريكي في تطوير أداء المنتخب منذ استلامه مهمة التدريب، في صيف العام 2018، بعد خروج إسبانيا المخيّب من الدور الثاني لمونديال روسيا.

وصلت إسبانيا مع لويس إنريكي إلى نصف نهائي يورو 2020 وخسرت بصعوبة أمام إيطاليا بالركلات الترجيحية، كذلك حلّت ثانيةً في النسخة الأخيرة من دوري الأمم الأوروبية خلف فرنسا. ويُحسب لإنريكي جرأته بالاعتماد على اللاعبين الناشئين، مثل بيدري وخافي سانشيز، طالما أنهم قادرون على تطبيق أفكاره، واستخدام مبدأ التدوير خلال البطولات وعدم تردّده في استبعاد النجوم الكبار بحال لم يؤدوا المطلوب منهم كما فعل مع دافيد دي خيا وسيرجيو راموس خلال يورو 2020.

بالمحصلة، فإن كفاءة إنريكي التدريبية، بالتضافر مع جودة ومهارات اللاعبين، واعتماد الإسبان على أسلوب لعب وثقافة كروية محددة مستخدَمة منذ سنوات، كلها عوامل تضع اللاروخا على لائحة المرشحين للمنافسة على اللقب في قطر 2022.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image