شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
هجوم مسلح في شيراز واشتباكات في سَقّز... 40 يوماً على وفاة مهسا أميني

هجوم مسلح في شيراز واشتباكات في سَقّز... 40 يوماً على وفاة مهسا أميني

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 27 أكتوبر 202207:04 م

أظهرت الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت يوم أمس الأربعاء 26 تشرين الأول/أكتوبر 2022 حضوراً واسعاً لأشخاص يسيرون نحو مقبرة الشابة مهسا أميني في مدينة سَقّز بمحافظة كُردستان غربي إيران وذلك بمناسبة مرور 40 يوماً على وفاتها في مخفر شرطة الحجاب بطهران.

ورددت الحشود شعارات في ساحة المقبرة أبرزها "المرأة، الحياة، الحرية" و"الموت للديكتاتور"، وهما الهتافان اللذان اتسمت بهما المظاهرات المناهضة للحكومة التي اجتاحت إيران منذ وفاة مهسا.


وفي ظل انتشار أعداد كبيرة من شرطة مكافحة الشغب وعناصر الأمن وفق ما نقلت وسائل الإعلام، إلا أن المعزين صدحوا بشعارات أخرى هي: "يسقط الخونة"، و"كردستان، مقبرة الفاشيين"، و"حرية، حرية، حرية".

كما أظهرت مقاطع الفيديو نساءً يلوحن بالأوشحة والحجاب في مقبرة مدينة سقز الكُردية، مسقط رأس مهسا أميني.

"حاولوا منعنا من دخول المقبرة"

وحول فرض أجواء أمنية في تلك المنطقة، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن شاهد قوله: "حاولوا منعنا من دخول المقبرة... لكنني تمكنت من الدخول".

وأعلنت وكالة إيسنا للأنباء شبه الرسمية عن حدوث اشتباكات بين قوات الأمن الإيرانية والمتظاهرين في بعض المناطق الكُردية، وأفادت أن "عدداً محدوداً من الموجودين عند مقبرة مهسا أميني اشتبكوا مع قوات الشرطة في ضواحي سقّز وتم تفريقهم".

شهدت إيران في أكثر من 30 مدينة احتجاجات يوم الأربعاء بمناسبة مرور 40 يوماً على وفاة مهسا أميني، وسط استمرار المظاهرات الطلابية في نحو 20 جامعة في عموم البلاد

وبينما أكد تقرير الوكالة على قطع خدمة الإنترنت المحلية "بسبب الظروف الأمنية"، قالت منظمة حقوقية كُردية معارضة إن أفراد الأمن أطلقوا الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع في ساحة السجن في مدينة سقز، كما أفادت منظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان ومقرها النرويج، بوجود إضرابات عامة في مدن وبلدات في أنحاء كردستان، تضامناً مع الاحتجاجات.

حكومياً أعلن محافظ كردستان إسماعيل زارعي كوشا، أن الوضع في سقّز كان هادئاً في يوم الأربعاء ونفى إغلاق الطرق، ونقلت وكالة إرنا الحكومية أن "العدو ووسائل إعلامه... يحاولون استخدام الذكرى الأربعين لوفاة مهسا أميني ذريعةً لإحداث توترات جديدة، ولكن لحسن الحظ الوضع في المحافظة مستقر تماماً".

30 مدينة و20 جامعة على خطى الاحتجاج

شهدت إيران في أكثر من 30 مدينة احتجاجات يوم أمس الأربعاء بمناسبة مرور 40 يوماً على وفاة مهسا أميني، وسط استمرار المظاهرات الطلابية في نحو 20 جامعة في عموم البلاد.

وحاول المتحدث باسم الحكومة علي بهادُري جَهرُمي، الحضورَ بين الطلاب في أكثر من جامعة لامتصاص غضبهم خلال الأيام الماضية، ولكنه قوبل بشعارات حادة ضد الحكومة مما سببت بإلغاء كلمته.

وفي العاصمة طهران، قمعت قوات مكافحة الشغب، الوقفةَ الاحتجاجية لنقابة الأطباء، والتي جاءت تضامناً مع احتجاجات البلاد ضد الحجاب و من أجل الحرية وفق ما نقل بعض المشاركين، وفي غضون ذلك وردّاً على سوء المعاملة مع هذه الشريحة المهمة في البلاد، نشر كلٌّ من رئيس مجلس الإدارة، ونائب رئيس نقابة الأطباء في طهران استقالتيهما.

ومازالت السلطات تقيد الوصول للإنترنت بذريعة تهديد أمن البلاد، مما تسببت بإغلاق الكثير من المتاجر الإلكترونية، وخسائر مالية قُدّرت بمليارات الدولار.


وكشفت الحكومة عن حزمة خاصة لمساعدة الأعمال المتضررة جراء قطع خدمة الإنترنت، وقد دعت الشركات الناشئة والمعرفية والمتاجر الإلكترونية على نقل فضاء العمل من التطبيقات الدولية مثل إنستغرام وتويتر وتلغرام وواتساب إلى تطبيقات محلية كـ تطبيق "رُوبيكا" الحكومي.

234 قتيلاً في 40 يوماً

وتقول منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها النرويج، إن قوات الأمن قتلت ما لا يقل عن 234 متظاهراً، من بينهم 29 طفلاً، في حملة قمع عنيفة ضدّ ما وصفه قادة إيران بأنه "أعمال شغب" أثارتها دولٌ أجنبية.

وحصل ذلك خلال 40 يوماً من الاحتجاجات والتي اعتُبرت أكبر تحدٍّ للنظام الإسلامي منذ انتصاره عام 1979، وأشعلت هذه المظاهرات التي تطالب بالحرية وعدم أسلمة المجتمع من قبل الجمهورية الإسلامية وتدخلها في الحريات الفردية، وفاةُ مهسا أميني (22 عاماً)، بعدما تم توقيفها في شوارع طهران في 13 أيلول/سبتمبر الماضي بسبب الحجاب غير المحتشم، حسب وصف الشرطة. 

وبينما دخلت مهسا في غيبوبة بعد انهيارها داخل مخفر شرطة الحجاب، وتوفيت بعد يومين، وردت أنباء عن قيام الضباط بضربها على رأسها بهراوة، لكن الشرطة أنكرت تعرضها لسوء المعاملة وقالت إنها أصيبت بنوبة قلبية ودماغية.

لم تسمح الحكومة منذ البداية بإعطاء التراخيص للأحزاب السياسية والمؤسسات الأهلية بإقامة مظاهرات أو وقفات احتجاجية على سلوك شرطة الحجاب، بالرغم من أن الدستور الإيراني يضمن ذلك للشعب وفق مادة 27

وتسببت الحادثة بغضب عارم لدى كثير من الإيرانيين، واندلعت الاحتجاجات على سوء المعاملة تجاه الفتيات واحتقارهن وتسجيل ملفّ أخلاقي لهن بسبب غطاء الرأس.

وكانت النساء في المقدمة، يلوّحن بأغطية رأسهن في الهواء بتحدٍّ، ويشعلن فيها النار، كما قصصن شعرهن في الأماكن العامة، يطالبن بالحرية.

ووصلت الاحتجاجات من الشوارع والأسواق إلى الجامعات ثم إلى المدارس الثانوية والإعدادية وحتى الابتدائية في ظاهرة غير مسبوقة.

ولم تسمح الحكومة منذ البداية بإعطاء التراخيص للأحزاب السياسية والمؤسسات الأهلية بإقامة مظاهرات أو وقفات احتجاجية على سلوك شرطة الحجاب، بالرغم من أن الدستور الإيراني يضمن ذلك للشعب وفق مادة 27.

ضغوط دولية

دولياً،  طالب خبراء الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، عبر بيان من مجلس حقوق الإنسان، بمتابعة تدهور الوضع الإنساني في إيران في اجتماع خاص حول هذا الموضوع وإيجاد آلية لإجراء تحقيق مستقل دولي للاطمئنان على تقبل المسؤولية من قبل القائمين بأعمال القمع.


سياسياً، قامت 12 وزيرة خارجية في دول كندا وأستراليا وفرنسا وألمانيا والنرويج ونيوزيلندا وليبيا وألبانيا وآيسلندا وأندورا وكوسوفو وليختنشتاين، بنشر بيان تضامن موحد مع النساء الإيرانيات والمتظاهرين المطالبين بالحرية للمارسة حقوقهم الفردية والمواطنة.

هجوم مسلح يتبناه داعش

في نهاية أمس الأربعاء 26 تشرين الاول/أكتوبر الحالي، وقع هجوم مسلح على مزار "شاهْجِراغ" في مدينة شيراز جنوبي إيران المدفون فيه شقيق الإمام الثامن لدى الشيعة الإمام رضا، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة نحو 30 آخرين.

ونقلت وكالة رويترز أن تنظيم داعش أعلن عن مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف مزاراً دينياً في إيران، كما نقلت وسائل إعلام محلية عن وفاة منفّذ الهجوم الذي يُدعى "حامد بَدَخشان" (30 عاماً)، وكشفت أن الذي أطلق النار ليس إيرانياً، مؤكدة بأنه لم يتم تحديد جنسيته حتى الآن.

أثار الهجوم ردودَ فعل محلية واسعة؛ أصدر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، بياناً أعرب فيه عن إدانته للهجوم، وقال إنه "بالتأكيد سيعاقَب مرتكب هذه الجريمة المؤسفة أو مرتكبوها". وشدد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في بيان له على أن هذا الهجوم "لن يمرّ دون ردّ"، محملاً مَن وصفهم بـ"أعداء إيران" مسؤوليةَ اللجوء للعنف. وقال إن "التجربة تشير الى أن أعداء إيران ينتقمون بأعمال العنف والاغتيالات إثر عجزهم و يأسهم إزاء إحداث الانقسام في صفوف الشعب الموحدة وتقدم البلاد".

تعتبر السلطات الإيرانية المظاهرات بأنها أعمال شغب قد عطلت الحياة العادية للمواطنين وأصبحت أرضيةً مناسبة للتيارات المنفصلة الكُردية والبلوشية لشنّ هجمات مسلحة على المواطنين وقتلهم

وقال وزير الداخلية، أحمد وحيدي: "أعمال الشغب دخلت مساراتٍ خطرة من قبل العدوّ بطرق أخرى، والتيار الإرهابي استغلّ أجواءَ الشغب وقام بأفعاله، وعلى المسؤولين الأمنيين المراقبةُ بشكل أكثر دقة".

بدوره، قال رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف: "الأعداء فشلوا في تحقيق أهدافهم المشؤومة فلجأوا إلى طريقة الإرهابيين التكفيريين، وهذه المأساة هي إتمام الحجّة على كلّ من هيّأ الأرضية لأعمال الشغب خلال الأسابيع الماضية".

وأكد وزير الخارجية الايراني، حسين أمير عبداللهيان، ضمن إشارته إلى حادث شاهْجِراغ بأن "الأعداء يديرون مخططاً بعدة مراحل لزعزعة أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

واعتبر رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري، المحتجين الإيرانيين الذين وصفهم بـ"مثيري الشغب" بأنهم شركاء الهجوم الذي استهدف شاهْجِراغ.

وتعتبر السلطات الإيرانية المظاهرات بأنها أعمال شغب قد عطلت الحياة العادية للمواطنين وأصبحت أرضيةً مناسبة للتيارات المنفصلة الكردية والبلوشية لشن هجمات مسلحة على المواطنين وقتلهم. بينما تؤكد المعارضة الإيرانية والمحتجون أن ذلك "تكتيك" النظام للقضاء على المظاهرات السلمية الأكبر خلال عقود، والتي حوّلتْها أعمالُ القمع العنيفة إلى مواجهة حادّة بين الطرفين.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image