كان سعيد في السنّ الذي تفور فيه الدماء وتغلي لأقل لمسة، فهو من مواليد 1998، لكنه أيضاً مثقل بالمحرّمات التي جعلت ردّات فعله خاطئة أحياناً وجريئة أحياناً أخرى.
هذا الشاب العراقي الذي يعمل في شركة للدعاية والإعلان في بغداد، مُغرم بزميلته ليلى التي لم تعره اهتمامها، ووصفت محاولاته بالتقرّب منها "بالصبيانية".
يبوح سعيد بمشاعره لرصيف22: "عندما أراها بقوامها الطويل وشعرها الأسود، تزداد ضربات قلبي، وأتخيّل أنني أعانقها وأطوّق وسطها بيديّ، لكنني قليل الخبرة مع النساء، تهتُ في الطريق إلى قلبها، وباءت كل محاولاتي بالفشل".
أنا مو بزّونة!
تعبر ليلى من أمام مكتب سعيد يومياً لتصل إلى مكتبها، مع كل خطوة تصل رائحة عطرها لأنفه، فتخرج من رأسه مئات القبلات الحمراء وتغور عيناه في وجهه، بينما ترتسم على شفتيه ابتسامة تثير سخرية أصدقائه.
كلما مرّت ليلى من أمام مكتبه، همس: "بست بست"، غير أنها كانت تنظر إليه باستغراب، وتعبس في وجهه: "تصرفاته أدب سيس (أي قلة أدب)، أنا مو بزّونة"
يقول سعيد: "قررت مرّة محادثتها بحجّة الشاي، أعددته لها من عدة خلطات مع إضافة أزهاء الشاي العراقي والقرفة، جهّزته في مكتبي، انطلقت إلى مكتبها، كنت أسير بحذر، لكن قبل وصولي إلى باب مكتبها، خرجت مُسرعة وبيدها مجموعة أوراق، ارتطمنا ببعضنا، فانزلق كأس الشاي الساخن من يدي على ملابسها".
قرّر سعيد استشارة صديقه، الذي قال له بحزم: "الفتيات تثيرهنّ الجرأة، كن كالنمر وهاجم بقوة"، وهكذا، بعد سهرة خلا فيها سعيد بنفسه قرر تنفيذ خطته، وفي اليوم التالي، كلما مرّت ليلى من أمام مكتبه، همس: "بست بست"، غير أنها كانت تنظر إليه باستغراب، وتعبس في وجهه: "تصرفاته أدب سيس (أي قلة أدب)، أنا مو بزّونة". (قطة باللهجة العراقية المحكية).
عطر سيكسي!
يصف مالك نفسه بالشاب التقليدي، فهو لا يجاري الموضة، يكتفي بسروال واحد يرتديه يومياً وقميصين يبدل بينهما للذهاب إلى العمل خلال الأسبوع، أما العطور فلا تدخل في قائمة مشترياته أبداً، لكنه منذ أن رأى سارة قرر الاعتناء بنفسه، بخاصة وأنه يبحث جديّاً عن شريكة لحياته.
يقول الشاب العراقي لرصيف22:" حظيت أخيراً بموعد لأنني كنت صريحاً ومباشراً معها، أخبرتها منذ لقاءنا الأول أنني أبحث عن زوجة، لكن لم تسر الأمور كما خططت لها، فهي الآن ترفض الإجابة على اتصالاتي وتتجاهلني تماماً".
"عندما وصلتُ شممتُ رائحة عطره، بدأتُ السُعال، كدت أختنق إلى أن أسعفني بكأس مياه، كان يرتدي سروال جينز ضيقاً جداً مع حذاء لامع وسلسلة برّاقة حول عنقة يدرك من يراها أنها من النوع المعدني الرخيص، عندما قدّم الهدية صُعقت تماماً، كانت نسخة من القرآن الكريم"
يحكي مالك (26 عاماً) قصته: "قبل موعدنا، قررتُ شراء ألبسة جديدة، اشتريت سروال جينز ضيقاً مع قميص مقلّم بعدة ألوان، وساعة سواتش بخلفية سوداء وسواراً من نفس اللون، وصلني صوت بائع بسطة ينادي: (قرّب وجرّب أحلى ريحة تجذب الحبيب)، قلت له بعد أن شممت: (أليست رائحته قوية بعض الشيء؟) فأجاب: (هسه إني بس شميتها حبيتك، هذي اسمها سيكسي تجي للولد وللبنت)".
ماذا حدث خلال الموعد؟ يجيب مالك: "ارتديت ملابسي الجديدة، ثم بدأت برشّ العطر عليها من أسفل قدمي حتى عنقي، حملتُ الهدية التي اشتريتها لها، لأن موعدنا صادف في يوم عيد ميلادها وانطلقت إلى المطعم الذي اتفقنا على اللقاء به في أربيل".
من جهتها، تُكمل سارة لرصيف22 بقيّة القصة: "عندما وصلتُ شممتُ رائحة عطره، بدأتُ السُعال، كدت أختنق إلى أن أسعفني بكأس مياه، كان يرتدي سروال جينز ضيقاً جداً مع حذاء لامع وسلسلة برّاقة حول عنقة يدرك من يراها أنها من النوع المعدني الرخيص، عندما قدّم الهدية صُعقت تماماً، كانت نسخة من القرآن الكريم".
وتعليقاً على هذه النقطة، يقول مالك: "ظننتُ أنها ستُعجب بالهدية، فهي دليل على التزامي وجديتي في دخول هذه العلاقة معها. لست من النوع المتديّن، لكن كلانا مسلم، لم أجد مشكلة في تقديم نسخة من القرآن الكريم كفاتحة خير لعلاقتنا، لكن ردة فعلها كانت شديدة الغرابة، قالت: (ظننت أنك ستقدم لي وردة حمراء في أول لقاء)".
ترى سارة أن مشكلة مالك أنه لم يخض تجارب عاطفية سابقاً: "يمكن وصفه بالشاب الذي يجهل ما يجذب الفتاة وما ينفّرها، فهو من اللقاء الأول بدأ بتحديد نوع الزوجة التي يحبها، وكيف يجب أن تدير المنزل والأطفال، تهتم بزوجها وترعاه، تحدّث بهذه الأمور دون أن يعرف عني شيئاً بعد، ولا حتى عدد أفراد عائلتي أو ماذا أحب و أكره".
البيت فاضي والشاب رياضي
يشاهد رواد يومياً الأفلام الإباحية، فهو سريع الإثارة، يفقد أحياناً السيطرة على غرائزه، ولأنه شاب ملتزم، لا يجد سواها ملاذاً لتهدئة حاجات جسده، هذا معروف عنه وسط أصدقائه، فمرة قال له صديقه بعد أن ألقى نكتة جنسية: "يا أخي أنت تمشي وتحمل قضيبك المنتصب في جيبك".
أعجب رواد بنسرين فقرر التقرّب منها، ولأن الشابة السورية انتقلت حديثاً إلى البناء الذي يسكنه في أربيل، عرض خدماته، وبدأ بطرق بابها كل يوم لسؤالها عمّا إذا كانت تحتاج مساعدة فيما يخصّ موتور المياه، وأوقات وصول الكهرباء، كما خطط في سره أيضاً أن يعرض عضلاته.
"رواد ليس شخصاً سيئاً لكنه ليس رومانسياً، يمكن اختصار وصفه بالقول: يرى العالم كله من خلال قضيبه، هذا لا يثير اهتمامي، أظن على الرجال دراسة طبيعة المرأة، فالنساء عادة تجذبهنّ الرومانسية أكثر من الجنس، خاصة في اللقاءات الأولى"
تحكي نسرين (30 عاماً) القصة، لرصيف22: "كنت متعبة من تنظيف المنزل الجديد، في كل مرة أحاول أن أغفو قليلاً، يطرق بابي، فتحتُ ذات مرة، رأيته بالشورت والفانيلا، وقع نظري على قضيبه، كان منتصباً قليلا تحت الشورت، وهو يقف يفرد ذراعيه، ويقول: (عفواً، بلاقي عندك مفك براغي؟)، استغربتُ من طلبه، أجبت: (لا والله لسه من يومين انتقلت. البيت فاضي)، فرد على جوابي بالقول: (البيت فاضي والشاب رياضي)".
يعترف الشاب العراقي بخطأه: "اعتذرتُ مراراً، أخبرتها أنني معجب بها فعلاً، ولا أنوي إزعاجها، إلى أن وافقت على الخروج معي، لكنني عدت للخطأ مرة أخرى، فخلال حديثنا عن المسلسلات التي تعجبها، قالت: غيم أوف ثرونز، فسال لعابي وقلت: أي لقطة جنسية أعجبتك أكثر، سيرسي لانستر، شرسة ساخنة، وأنت كيف تقيّمين نفسك جنسياً؟".
من جهتها، تضحك نسرين عندما تتذكر الحديث: "كان حواراً تافهاً، رواد ليس شخصاً سيئاً لكنه ليس رومانسياً، يمكن اختصار وصفه بالقول: يرى العالم كله من خلال قضيبه، هذا لا يثير اهتمامي، أظن على الرجال دراسة طبيعة المرأة، فالنساء عادة تجذبهنّ الرومانسية أكثر من الجنس، خاصة في اللقاءات الأولى، حيث يكون الحب في بدايته".
تجسّد قصص هؤلاء الشبان مشكلة مرتبطة بعجزهم عن فهم طبيعة المرأة وما تميل إليه النساء في اللقاء الأول، فيرتكبون بعض الأخطاء التي تثير قلق الفتاة ومخاوفها فترفض العلاقة.
يختلف تفكير النساء عن الرجال، ورغم أن بعض الرجال يعتقدون أن أفكار المرأة معقدة بعض الشيء، إلا أن معظم الدراسات أثبتت عكس ذلك، حيث أجرى موقع المواعدة الأميركي ماتش دراسة شملت 500 شابة عازبة، حول طقوس المواعدة الأولى ومواقفهنّ حول الحب والجنس والعلاقات.
أظهرت نتائج الدراسة أن 79% من النساء يبحثن عن الراحة في اللقاء الأول، 35% منهنّ يبحثن عن السعادة ، و27% يردن أن يكن محبوبات، بينما أكدت 82% منهنّ أن الحديث المفرط عن الجنس في اللقاء الأول كان مؤشراً سيئاً حول ما يسعى إليه الرجل من هذه العلاقة.
في هذا الصدد، قدم موقع ويكي بعض النصائح للشبان لكي يتخلصوا من خوفهم ويجرون اللقاء الأول بشكل ناجح:
1 – تخلّص من خوفك وتأكد أن معظم النساء لسن وقحات، وإن حدثتهنّ بشكل محترم، فإجابتهن سواء بالرفض أو الموافقة ستكون محترمة.
2 – حاول الحديث معها من خلال مجموعة من الأصدقاء، فذلك سيشعرها بالراحة، وابدأ بمحادثة قصيرة، دون الخوض في تفاصيل حياتها الشخصية، فإن كانت مهتمة بالحديث معك ستتابع، وستخبرك لغة جسدها أنه يمكنها استقبال المزيد.
3- اكتشف الأشياء المشتركة بينكما، مثل فرقة موسيقية أو رياضة مفضّلة، سيعطيك هذا موضوعاً مشتركاً للحديث عنه.
4 – حاول أن تبني علاقة صداقة معها قبل أن تطلب منها موعداً، إذا طلبت منها موعداً دون التعرّف عليها أولاً، قد ترفضك لمجرد أنها لا تعلم ما يكفي عنك لتقول نعم.
5 – أطلب موعداً عندما تتأكد أنها بدأت تشعر بالراحة معك، وتستجيب لرسائلك ومكالماتك الهاتفية، حتى لو استغرق الأمر وقتاً أطول.
6 – أطلب منها الخروج إلى مكان عام، يفضّل أن يكون مطعم رومانسي أو مقهى قريب يشعرها بالراحة والأمان.
7 – راسلها بعد اللقاء الأول واشكرها على الوقت الذي قضيته معها.
8 – حاول أن تكون طبيعياً، قم بارتداء الملابس المناسبة لك، وتحدث بشكل طبيعي عن اهتماماتك في الحياة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...