كان كمال منسي ابناً لعائلة ثرية، توفي والده قبل أن يراه فاحتضنته أمه التي لم يكن لديها شيء في الحياة أغلى منه، وجعله حرمانه من عطف وحنان أبيه يشعر أكثر بعذابات نجاة ويقرر التدخل لإنقاذها. كانت نجاة "الصغيرة" معذورة حين ظنت أن كمال منسي سيكون منقذها الأكيد من جحيم أبيها وظروف عائلتها الصعبة، مع أنه لم يتح لها أن تعرف عنه الكثير، لأنه كان كتوماً وميالاً للصمت، لأنه تعلم من عمله السياسي السري ضرورة أخذ الحيطة والحذر من الجميع، ولأن نجاة بحكم نشأتها الصعبة كانت تتحلى أيضاً بتلك الصفات، فقد ربط ذلك التشابه بينها وبين كمال أكثر.
تطور الحب بين كمال ونجاة مع استمرار تردده على الأسرة لتوصيل رسائل بينها وبين ابنها المعتقَل، ووجد كمال نفسه متيماً بحب نجاة، حتى أنه أخذ يزين غرفته بصورها التي يجدها في المجلات الفنية، وينتظر إذاعة حفلاتها وأغانيها في الإذاعة، وحين سافرت نجاة في جولة فنية في الدول العربية تأكد أنه متيّم بحبها، وحين عادت قرر مصارحتها بحبه، فوجد أنها تبادله نفس المشاعر، لكنه حين طلبها من أهلها فوجئ برفضهم القاطع له، وعلى رأسهم صديقه عز الدين، ربما لأن نجمها كان قد اشتد لمعانه، وكان من شأن زواجها برجل غريب أن يحول مكاسبها المتزايدة من الفن إلى بيتها الجديد.
تطور الحب بين كمال منسي ونجاة مع استمرار تردده على الأسرة لتوصيل رسائل بينها وبين ابنها المعتقَل، ووجد كمال نفسه متيماً بحب نجاة، حتى أنه أخذ يزين غرفته بصورها التي يجدها في المجلات الفنية
وقفت نجاة في وجه أسرتها وأصرت على الزواج بكمال منسي، وطالت فترة المفاوضات التي حسمها تدخل أحد المعجبين بنشاط كمال السياسي، وهو الفريق عزيز باشا المصري أشهر قادة الجيش المصري المنتمين إلى الحركة الوطنية والذي اشتهر بمحاولته الهروب من الإنجليز إلى السودان بطائرة عسكرية قبيل ثورة يوليو 52، وكان من الصعب أن تقف الأسرة ضد وساطة بطل شعبي مثله، ليتم زواج نجاة من كمال منسي في 13 كانون الأول/ ديسمبر 1955 بمقدم ومؤخر صداق قدرهما 25 قرشاً، وسكن العروسان في شقة صغيرة بشارع المنصور محمد بالزمالك استأجرها كمال بـ 35 جنيهاً وفرشها بأثاث بسيط رضيت به نجاة لتعيش معه سعادة لم تشهدها من قبل، تضاعفت بعد أن أنجبت ابنهما وليد.
كان لكمال ذي الذائقة الفنية دور مهم في اتجاه نجاة إلى إنهاء مرحلة تقليد نجاة لأم كلثوم، خاصة بعد أن انتهت سيطرة الأب والأسرة عليها، وبدأت في اختيار أغنيات تناسب صوتها وطبقاته ومقاماته، وكان كمال يذهب بنفسه إلى الشعراء والملحنين ليختار أغنيات خاصة بها، ووجدت نجاة نفسها في يد حاضن إنساني وفني لا يلعب دور السلطة ولا يهتم بحصد الأرباح ولا يفرض عليها رأيه أو ذوقه، وتأكد لها حسن إدارته الفنية لها حين تألقت في غناء أغنية "أسهر وأنشغل أنا" التي حققت نجاحاً جماهيرياً غير مسبوق في تلك الفترة، وتأكد أن نجاة ستنجح في سد الفراغ الكبير في الغناء النسائي الذي حدث بعد اعتكاف ليلى مراد وتركيز شادية وهدى سلطان على التمثيل وتعثر نجومية سعاد محمد ونازك وأحلام واختفاء أسمهان وفتحية أحمد ونجاة علي "الكبيرة"، ووصل الحماس الجماهيري لصوت نجاة إلى ذروة جديدة بعد أن أعادت غناء أغنية ليلى مراد "ليه خلتني أحبك"، فصار الكثيرون ينسبونها لها وليس لصاحبتها الأصلية.
كان لكمال ذي الذائقة الفنية دور مهم في اتجاه نجاة إلى إنهاء مرحلة تقليد نجاة لأم كلثوم.
لكن فرحة نجاة بحياتها المثالية لم تتم، فبعد عامين ونصف من الزواج، بدأ العش الزوجي السعيد يتعرض لعواصف من الخلافات، وراءه زيادة تدخلات كمال منسي في كل صغيرة وكبيرة في عمل نجاة، وتزايد استياء نجاة من تغير سلوك كمال الذي لم يكن في بداية زواجهما يحب الظهور بكثرة في الأوساط الفنية، وكان يكتفي بمتابعة نشاط زوجته الفني عن بعد مفضلاً التفرغ لعمله والاعتكاف في بيتها، ولم يكن يحب الخروج معها في حفلاتها، وكان الجميع يتندر لأنه رفض في ليلة زفافه الوقوف أمام المصور لكي يلتقط لهما صورة الزفاف مفضلاً البقاء في الظل، وهو ما جعل نجاة المعتادة على الحضور الخانق لأسرتها تشعر بقدر كبير من الحرية والبراح، وحين تغير ذلك كله وزادت القيود المفروضة والخلافات على الفاضية والمليانة، شعرت نجاة أنها كانت مخطئة حين ظنت أنها قد ودعت التعاسة إلى الأبد.
حين بدأت أخبار الخلافات الزوجية تتسرب إلى الصحف والمجلات، تحلت نجاة بالصمت، ثم قررت أن تنفي شائعة طلاقهما في حديث لصحيفة الأهرام في آخر كانون الأول/ ديسمبر 1958 لكنها اعترفت بوجود خلافات مع زوجها وإن كانت قد قالت إن الصلح سيكون على أبواب العام الجديد، وحين تحدث كمال لأصدقائه عن خلافاته مع نجاة لم يصدق أحد تفسيره لتلك الخلافات والذي لم يكن متناسباً مع عقلية سياسي عتيد ومهندس زراعي ناجح، فقد كان يرى أن هناك تأثيراً لأعمال سحرية أصابت حياته مع نجاة وجعلتها جحيماً لا يطاق، حيث روى مثلاً لصديقه الناقد الفني أمين عبد المؤمن أنه كان يجد بعض القصاصات الممزقة أحياناً وقد كتبت بها كلمات غير مقروءة تشبه الرموز مما يعني أن هناك من سحر لهما أو قام بأعمال سفلية دمرت حياة الأسرة السعيدة.
وتأكد أن نجاة ستنجح في سد الفراغ الكبير في الغناء النسائي الذي حدث بعد اعتكاف ليلى مراد وتركيز شادية وهدى سلطان على التمثيل وتعثر نجومية سعاد محمد ونازك وأحلام واختفاء أسمهان وفتحية أحمد
ينقل أمين عبد المؤمن عن كمال منسي قوله: "كنا نعود إلى البيت ونحن على خير ما يرام، وما إن نضع أقدامنا داخل المنزل حتى يصاب ابننا وليد بحالة من النرفزة الشديدة والصراخ والألم، وسرعان ما تنتقل إلينا العدوى فنتشاجر أنا ونجاة دون أي سبب، ويستمر هذا الشجار ما دمنا داخل البيت، فإذا خرجنا انصلح حالنا وإذا عدنا للمنزل عاد الشجار والخلاف والصراخ والألم لوليد، وعندما نستدعي له الطبيب يعجز عن تشخيص العارض الذي يصاب به ابننا، أليس هذا هو السحر الذي رأيت آثاره بعيني في شكل قصاصات وأوراق عثرت عليها صدفة في بعض أركان المنزل".
لكن نجاة لم تقتنع بحكاية السحر هذه، بل اعتبرت أن هناك تغيراً حقيقياً في سلوك كمال من أسبابه ضعف حبه لها ولجوئه إلى الكأس والمهدئات لإخماد نار الغيرة التي أخذت تشتعل مع تعاظم شهرة نجاة ليندلع غضبه حتى حين تذهب إلى حفل غنائي أو سهرة فنية أو حتى إلى منزل أختها زوجة الموسيقي أحمد خيرت والتي كانت نجاة تبوح لها بأسرارها، حيث لم يكن لها أصدقاء كثيرون في الوسط الفني بسبب حبها للعزلة.
يروي محمد العمري في كتابه (وحيدة في سكة العاشقين) أن نجاة أخذت بعد اشتداد الخلافات تقول لكمال منسي: "أنت السبب في انحساري فنياً، لأن انشغالي بخلافاتك وتدخلاتك جعل مطربة صاعدة مثل فايزة أحمد تتفوق وتبلغ مستواي"، ولم يكن ذلك بعيداً عن الحقيقة فقد أدت الخلافات المتزايدة إلى دخول نجاة في دوامة من الأزمات أبعدتها عن الساحة الغنائية في فترة حرجة ودفعتها للاعتذار عن بعض الحفلات، وبعد فترة من معاندة كمال وفرماناته الأسرية والخروج من البيت مع ابنها دون إخباره، قررت ترك البيت لتقيم في منزل أحمد خيرت، طالبة من أختها أن تفرض عليها حصاراً وتحجب عنها أي اتصالات تليفونية، وهو ما يرى العمري أنه كان متسقاً مع رغبة الأخت التي كانت مثل باقي أفراد أسرتها تكره كمال الذي تزوج نجاة دون رضا أسرتها.
حين تغير ذلك كله وزادت القيود المفروضة والخلافات على الفاضية والمليانة، شعرت نجاة أنها كانت مخطئة حين ظنت أنها قد ودعت التعاسة إلى الأبد
ازداد استسلام كمال منسي للكأس والمهدئات، وساءت حالته المادية كثيراً، وفشلت كل محاولاته لإرضاء نجاة وإعادتها إليه، لتغادر نجاة شقة الزوجية نهائياً، وتستأجر شقة جديدة نقلت إليها التليفون الذي كان مسجلاً باسمها، وظلت مختفية عن الأنظار إلى أن نشرت الصحافة خبراً عن طلبها للطلاق ودخولها في مفاوضات الطلاق عن طريق محاميها الخاص زكي دياب، مفضلة ألا يكون الطلاق عبر المحكمة لكيلا تستمر إجراءاته لسنوات طويلة ويستمر انشغال بالها ويزيد تدهور موقفها الفني مع تزايد لمعان نجم فايزة أحمد، التي استفادت من خلاف نجاة مع الموسيقار محمد عبد الوهاب بسبب رفض نجاة لتمثيل فيلم من إنتاج شركة عبد الوهاب مفضلة عليه فيلماً من إنتاج شركة أخرى، وهو ما أغضب عبد الوهاب فقرر منح فايزة خمسة ألحان رائعة رفعت أسهمها في السوق، وحين فشل فيلم نجاة تجارياً زاد موقفها في السوق سوءاً.
لكن نجاة لم تقتنع بحكاية السحر هذه، بل اعتبرت أن هناك تغيراً حقيقياً في سلوك كمال من أسبابه ضعف حبه لها ولجوئه إلى الكأس والمهدئات لإخماد نار الغيرة التي أخذت تشتعل مع تعاظم شهرة نجاة
بعد أن حسمت نجاة قرارها بالطلاق والتفرغ الكامل لفنها وابنها وليد، بدأت النهوض من كبوتها بالاستعانة بواحد من أبرز صناع نجاحها، الشاعر الغنائي مأمون الشناوي الذي قدم لها عدة أغاني من أنجحها أغنية (سامحني، تبت خلاص عن ذنبي) التي لحنها بليغ حمدي وحققت نجاحاً ساحقاً، وبعد نجاحها المنعش بخمسة أشهر أنهت نجاة عقدها مع شركة كايرو فون لتوقع في أيار/ مايو 1959 عقداً جديداً مع شركة مصرفون لتسجيل كل أغانيها.
بعدها بشهر ووسط تعثر مفاوضات الطلاق المزعجة للأعصاب والكرامة، دخلت نجاة ستوديو رقم 1 بمبنى الإذاعة لتسجل أغنية جديدة بعنوان (ع الشوك ماشي يا ضيّ عينيا) من كلمات إسماعيل الحبروك وألحان بليغ حمدي، ليوقف المهندس جورج يوسف التسجيل حتى تكف نجاة عن البكاء الذي راحت فيه حين وصلت إلى مقطع تقول كلماته "الليل بيعدي عليّه.. النوم ما يشوفش عينيّا.. أبكي على أيام راحت ولا على أيام جاية"، ولم يكن غريباً في حالة نفسية كهذه أن تستسلم نجاة من جديد لدوامة الاكتئاب وتعود إلى اعتكافها في المنزل، هاربة من اتصالات الصحفيين الذين وجدوا مادة دسمة في أخبار مفاوضات طلاقها الفاشلة والتي توسط فيها المحامي زكي دياب والمحامي والكاتب عباس الأسواني وبعض أصدقاء زوجها المقربين الذين فشلوا في إقناعه بالطلاق.
ليوقف المهندس جورج يوسف التسجيل حتى تكف نجاة عن البكاء الذي راحت فيه حين وصلت إلى مقطع تقول كلماته "الليل بيعدي عليّه.. النوم ما يشوفش عينيّا.. أبكي على أيام راحت ولا على أيام جاية"
حين تمالكت نجاة أعصابها بعض الشيء، حاولت إثبات عدم تأثرها بما ينشر عنها وتأكيد تواجدها القوي على الساحة الغنائية، فوافقت على الغناء في حفل كبير بنادي الشرطة بالإسكندرية أحيته مع عبد الحليم حافظ في 5 آب/ أغسطس 1959، ثم غنت في حفلة أخرى بالإسكندرية في اليوم التالي، وبعد نجاح الحفلتين الملفت سافرت إلى لبنان لإحياء عدد آخر من الحفلات قدمت فيها أغنية ناجحة جديدة من ألحان محمد الموجي هي أغنية "والنبي ما أنساك".
عندما عادت نجاة إلى القاهرة عادت إلى الأزمات والخلافات بسرعة، بعد أن علمت أن أغنية (نعم يا حبيبي نعم) التي كانت ستغنيها طارت إلى عبد الحليم حافظ، في حين طارت إلى أم كلثوم أغنية (أروح لمين) التي كانت نجاة قد حفظت مذهبها في عدة جلسات مع الموسيقار رياض السنباطي، وفي عز غمّها الفني والشخصي جاءها بليغ حمدي بأغنية من كلمات سيد مرسي يقول مطلعها "وحياة ابنك وحياة ابني.. ما تفوتنيش في النار وتسيبني"، وترددت نجاة في قبول الأغنية خوفاً من تأويلها بشكل سيء وسط مفاوضات الطلاق المتعثرة، لكنها اقتنعت برأي بليغ أن الفن شيء وحياتها الشخصية شيء آخر.
عندما عادت نجاة إلى القاهرة عادت إلى الأزمات والخلافات بسرعة، بعد أن علمت أن أغنية (نعم يا حبيبي نعم) التي كانت ستغنيها طارت إلى عبد الحليم حافظ، في حين طارت إلى أم كلثوم أغنية (أروح لمين)
نجحت الأغنية بالطبع، لكنها جعلت الكثيرين وعلى رأسهم كمال منسي يتوقعون أنها ستعدل عن الطلاق، وبعد نجاح الأغنية بشهر، فاجأت نجاة الجميع في كانون الثاني/ يناير 1960 برفع دعوى قضائية على كمال منسي تطلب فيها الطلاق رسمياً بعد فشل المفاوضات الودية وتتهم زوجها بأنه كان يسيء معاملتها ويوجه إليها أقوالاً تجرحها وتؤذيها في كرامتها وتخدش حياءها وأنه شديد الغيرة عليها ويهددها دائماً كلما تعاونت مع أحد الموسيقيين، كما اتهمته بأنه يحاول إخضاعها لشخصيته وأسلوبه ويريد ابتزازها والاستيلاء على أموالها بعد أن ترك عمله وفشل في الانتخابات البرلمانية التي قرر خوضها، مضيفة في دعواها: "أدت تصرفاته المالية إلى توقيع الحجز على شقتي، مما اضطرني إلى ترك المنزل بما فيه من منقولات وأشياء خاصة بي، إنني أريد الطلاق حتى لا أتخلف عن الركب الفني الذي شققت فيه طريقاً طويلاً بنجاح كبير كاد أن يمحوه كمال منسي".
ازداد كمال منسي عناداً وإصراراً على عدم الطلاق رغم سوء حالته النفسية والمادية، وأكد أمام المحكمة حبه لنجاة وحبها له وقال إن الدعوى التي رفعتها عليه ليست سوى دعاية لأغانيها الأخيرة (سامحني ـ أيظن أني لعبة بيديه أنا لا أفكر في الرجوع إليه ـ وحياة ابنك وابني)، ويبدو أن المحكمة اقتنعت برأيه ليصدر رئيسها المستشار محمد شوقي الجزاوي حكمه برفض طلب نجاة لعدم كفاية الأدلة ولعدم اطمئنان المحكمة لشهادة الشهود الذين غلبت على شهاداتهم كلمات بعيدة عن اليقين في رأي المحكمة.
أكد كمال منسي أمام المحكمة حبه لنجاة وحبها له وقال إن الدعوى التي رفعتها عليه ليست سوى دعاية لأغانيها الأخيرة (سامحني ـ أيظن أني لعبة بيديه أنا لا أفكر في الرجوع إليه ـ وحياة ابنك وابني)، ويبدو أن المحكمة اقتنعت برأيه
في دفاعه عن نفسه أمام المحكمة قال كمال منسي: "كنت إذا قلت لها رأياً صريحاً دون مجاملة تزعل وتغضب، والحال نفسه كان يحدث عندما تأخذ رأيي في حفلاتها، إذا انتهت من الحفلة تسألني ما رأيك في غنائي، فإذا قلت لها كنتِ نُص نُص حتى تتحسن وتتقدم إلى الأفضل تغضب وتثور، وإذا لم أذكر لها رأيي والتزمت الصمت تصرخ في وجهي وتقول ألا تسمعني، فتجبرني على قول الحقيقة التي لا أعرف غيرها فتندلع المشاكل بيننا علما بأنني لم أكن أقصد إحباطها، بل على العكس كنت أريد منها الأحسن والأفضل دائما حتى تكون مختلفة ومميزة عن غيرها وتظل متألقة كما عرفتها"، وهو ما يعلق عليه محمد العمري قائلاً إن نجاة لفت حبل المشنقة حول حياتها الشخصية بيدها حين سمحت بإقحام زوجها في حياتها الفنية دون أن تضع حدوداً بين ما يخصه وما يخصها في مجال العمل، وحين أحست بخطئها وأدركت أهمية أن يكون لها شخصية مستقلة فنياً عنه كان الوقد قد مر وفات.
بدعم من أسرتها وأصدقائها، قررت نجاة استئناف الحكم القضائي والإصرار على طلب الطلاق عبر المحاكم، ليستمر النزاع القضائي ستة أشهر جديدة، حكم بعدها القاضي علي منصور رئيس دائرة الأحوال الشخصية بمحكمة الاستئناف بطلاق نجاة في الحادي عشر من كانون الأول/ ديسمبر عام 1960، بعد مرور خمس سنوات تقريباً على زواجها في الثالث عشر من كانون الأول/ ديسمبر عام 1955، لتتحرر أخيراً من قيود زواجها المضنية، وتتفرغ لفنها ولتربية ابنها وليد الذي كان عمره وقت طلاقها أربع سنوات فقط.
قال البعض إنها تزوجته لتكذب شائعات عشق كمال الشناوي لها، لكن زوجة حسام الدين مصطفى الأولى لم تقف ساكنة وشنت حرباً إعلامية ضارية اتهمت فيها نجاة بخطف زوجها
ورغم أن نجاة كانت قد أعلنت أن تلك الزيجة ستكون الأولى والأخيرة، إلا أنها بعد سنوات مليئة بالإشاعات عن حياتها العاطفية، كررت تجربة الزواج مع المخرج حسام الدين مصطفى التي تأثرت بوقوفه إلى جوارها في أزمتها مع المنتج عدلي المولد خلال صنع فيلم (شاطئ المرح) الذي مثلته وأخرجه حسام ووقع خلاله في حبها، وقال البعض إنها تزوجته لتكذب شائعات عشق كمال الشناوي لها، لكن زوجة حسام الأولى لم تقف ساكنة وشنت حرباً إعلامية ضارية اتهمت فيها نجاة بخطف زوجها، لتعيش قصة الحب الجديدة في أجواء مسمومة عجلت بنهايتها.
كانت الصحافة الفنية قد تحدثت بكثافة قبل ذلك بسنوات عن قصة حب عاشتها نجاة مع مخرج آخر هو عز الدين ذو الفقار مخرج فيلمها (الشموع السوداء) والذي كان قد طلق فاتن حمامة منذ سنوات وعاد للارتباط بزوجته كوثر شفيق، وكانت نجاة تسكن في الطابق السادس من عمارة 19 شارع حسن صبري بالزمالك التي يسكن عز الدين طابقها الأول، وهو ما فتح شهية الصحافة للتسلية على الاثنين بأخبار متلاحقة، أخذتها كوثر شفيق بجدية، فتربصت لنجاة واعتدت عليها بالضرب، وانتهت القصة بمحضر في نقطة شرطة الزمالك فتحته نجاة، وقيل إنها أغلقت به ملف حبها لعز الدين، لتهجر سكة العاشقين وتعود إلى العزلة التامة التي لم تحرمها من ملاحقة الشائعات المسمومة طيلة الوقت.
...
نختم الأسبوع المقبل بإذن الله.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين