يظهر اللاعب الفرنسي كريم بنزيما في خلفيّة الصّورة، يصفقّ لأربعة من زملائه في ريال مدريد بعد حصولهم على جوائز فرديّة وهم كريستيانو رونالدو، توني كروس، سيرجيو راموس وخيمس رودريغز. الصورة المأخوذة في نهاية عام 2014، انتشرت مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي مع تعليقات تدور حول فكرة أن "فرحك بفوز ونجاح زملائك سيوصلك في النهاية إلى النّجاح". اليوم، بعد ثماني سنوات على تلك الصورة، يقف العالم الكروي كلّه للتّصفيق لكريم بعد فوزه بجائزة الكرة الذهبيّة كأفضل لاعب في العالم.
في زمن ليس ببعيد، وصف المعلّق الرياضي الأشهر عربياً عصام الشّوالي بنزيما بـ"الرّاعي الرّسمي للجلطات القلبية والسّكتات الدماغية ومرض الرّعاش والسّعال الدّيكي"، كما أطلق عليه لقب "عصفور السطح" أي العصفور الصغير الذي لا يستطيع الطيران. هو نفسه، عاد اليوم ليطلق عليه لقب زعيم العصابة المدريدية ورأس هجوم الميرنغي، والعصفور الذي تحوّل في آخر مشواره إلى صقر جارح.
صحيفة ماركا الأسبانية الرياضية وصفته يوماً باللا شيء، ومرة أخرى بالميّت، ثُم عادت بعد سنوات لتضع صورته على غلافها مع عنوان "بنزيما لاعب تاريخي". ولكريم أيضاً حصّته من انتقادات الجمهور الكروي لريال مدريد، وتهكمات وسخريات جمهوره العربي، بسبب ما اعتبروه أنّه لاعب لا يجيد سوى إهدار الفرص، حتى أنّ بعض النكات كانت تقول إنّ بنزيما لو أحرز الكرة الذهبية، فإنّه سيضّيعها في اليوم التالي.
يصف الكاتب الرياضي المصري لؤي فوزي مسيرة كريم بنزيما بأنّها كانت عبارة عن "سوء تفاهم" وأنّ الأمر لم يقتصر على علاقته مع ريال مدريد وجمهوره بل رافقه في معظم محطات حياته الكروية.
صحيفة ماركا الأسبانية وصفته يوماً باللا شيء، ومرة أخرى بالميّت، ثُم عادت بعد سنوات لتضع صورته على غلافها
حياة "كوكو"
في ضاحية برون تيراليون، إحدى الضّواحي الشّرقيّة لمدينة ليون ثاني أكبر المدن الفرنسية عاش "كوكو" كما كان يلقّبه أصدقاؤه وأخوته، طفولته في الضّاحية التي أصبحت التجمع الأبرز لمهاجري القارة الأفريقية، وأحياؤها كانت توصف بأنّها وكر للفقر والجريمة. وهناك اكتشف كريم شغفه بالكرة وموهبته فيها. في إحدى مباريات فريق ضاحيته ضد أكاديمية ليون، أعجب به مدربوا الأكاديمية وقرروا ضمّه إليها، هكذا خطى "كوكو" أولى خطواته الكروية في طريق المجد الكروي.
في عمر السّابعة عشر، ترفّع كريم إلى الفريق الأول لليون، الذي كان يسيطر يومها على بطولة الدوري الفرنسي، وكان يضم في صفوفه لاعبين بارزين من بينهم؛ مالدوا وأبيدال وإيسيان وسيلفان ويلتورد، نجوم سطعوا لاحقاً في سماء الكرة العالمية، ويروي الصّحافي الأسباني جيليم بالاجيه أنّ بنزيما نظراً لشخصيّته الانطوائية الهادئة والخجولة، كان عرضة لسخرية زملائه في الفريق، إلى أن واجههم يوماً قائلاً: "لا تضحكوا فقد جئت لآخذ مكانكم"، ولم يحتج لأكثر من سنتين حتّى أصبح المهاجم الأوّل في الفريق، فإضافة إلى مساهمته بتحقيق الدوري الفرنسي، أحرز بنزيما لقب هداف الدّوري لعامين متتاليين، ولفت أنظار كبرى الأندية التي أرادت ضمّ الشّاب الموهوب إلى فريقها.
وتزامناً مع اعتزال زيدان، أسطورة ريال مدريد والمنتخب الفرنسي، بدأ هوس الفرنسيين في البحث عن خليفته، فكان بنزيما هو من تلقفته الجماهير ليكون خليفة أسطورتهم، أصوله الجزائريّة كما "زيزو"، موهبته الفطريّة، وتقارب جسمه مع جسم زيدان جعلتهم يشعرون بأنهم وجدوا الخلف بسرعة، أرسله إليهم القدر ليكون اللاعب الذي سيعلّقون عليه آمالهم.
شارك بنزيما مع منتخب فرنسا لأوّل مرة عام 2007 في عمر الثامنة عشر، وسجّل في أوّل مباراة لعب فيها، وهو الذي كان قد فاز مع المنتخب ببطولة أوروبا تحت الـ 17 عاماً، ومن ثمّ استدعي إلى بطولة يورو 2008 لتُعقد عليه الآمال، لكنّ خروج المنتخب من الدّور الأوّل والأداء المخيّب لكريم جعله عرضة للكثير من الانتقادات.
مزيج الظاهرة وزيدان
في عام 2019، يظهر فلورونتينو بيريز الرّئيس التّاريخي لريال مدريد في فيلم وثائقي أنتج عن بنزيما ليقول بأنّ المرة الوحيدة التي سافر فيها خارج أسبانيا للتفاوض مع لاعب كانت من أجل كريم بنزيما. "رأيت فيه مزيجًا من رونالدو الظّاهرة وزيدان"، ويضيف بيريز: "أنا هنا منذ العام 2000 ولم يسبق لي أن نهضت من مقعدي بسبب هدف سجّله ريال مدريد سوى مرّتين، عندما سجّل بنزيما هدفه الرائع ضد ليون عام 2011 وهدف راموس في نهائي دوري الأبطال عام 2014".
انضمّ بنزيما إلى ريال مدريد سنة 2009 أثناء بناء بيريز "للغالاكتيكوس" الثاني، إلى جانب كريستانو رونالدو وكاكا وألونسو بصفقات تاريخية، وكان كريم أغلى لاعب في تاريخ الدّوري الفرنسي في ذلك الوقت. وبعد أن كان "كوكو" في طفولته يخرج من بيته في برون ليلعب كرة القدم في أزقّتها هرباً من الفقر وزحمة العائلة المؤلفة من عشرة أشخاص، أصبح لاعباً في واحد من أعظم مسارح كرة القدم في العالم، سانتياغو برنابيو.
أنا هنا منذ العام 2000 ولم يسبق لي أن نهضت من مقعدي بسبب هدف سجّله ريال مدريد سوى مرّتين، عندما سجّل بنزيما هدفه الرائع ضد ليون عام 2011 وهدف راموس في نهائي دوري الأبطال عام 2014
لم تكن بدايات مسيرة بنزيما مع ريال مدريد مبهرة، وكان غيابه عن المشاركة أساسياً في المباريات سبباً لاستبعاده المفاجئ عن صفوف منتخب فرنسا المشارك في مونديال جنوب أفريقيا عام 2010 كما صرّح المدرب ريمون دومينيك يومها، إلّا أنّ ثمّة أحاديث في الخفاء كانت تدور حول عنصرية المدرب وراء الاستبعاد.
ومع قدوم جوسيه مورينيو لتدريب ريال مدريد، استبعد كريم بنزيما عن المشاركة أساسياً في المباريات مفضلاً عليه المهاجم الأرجنتيني غونزالو هيغوايين، وعندما أصيب هيغوايين واضطرار مورينيو لإشراك بنزيما يومها، كان له تصريحٌ أهان فيه بنزيما قائلاً: "عندما تذهب إلى الصّيد فأنت تصطحب كلبك، وحينما لا يكون كلبك موجوداً فأنت تصطحب قطّتك، لا لسبب إلّا لأنّك لا تستطيع الذهاب للصيد وحدك".
استمر مورينيو صاحب التصريحات المثيرة للجدل في الهجوم على بنزيما قائلاً في إحدى المرات إنّه لا يستطيع بدء التدريب في موعده لأنّ كريم لا يزال نائماً، وكان مورينيو ينتظر الفرصة للتّخلص منه واستبداله باللاعب التوغولي إيمانويل أديبايور إلى أن استعاد بنزيما وهجه وتألق في المباريات التي شارك فيها.
"لا قطط ولا كلاب"
يروي كريم في حديث لقناة كانال بلاس الفرنسية سنة 2018 أنّه واجه مورينيو قائلاً له: "لم يكن هناك لا قطط ولا كلاب ولا أيّ شيء من هذا القبيل، أنا شخص خجول ولكن إن حاولت السخرية منّي فسأخبرك برأيي فيك ولن أخاف"، مورينيو نفسه عاد وصرّح في عام 2019 أنّه استمتع كثيراً بالعمل مع كريم وتدريبه.
في سنة 2012، شارك بنزيما في بطولة اليورو مع المنتخب الفرنسي لكنه لم يقدم الآداء المنتظر منه في وقت مرور المنتخب بمرحلة انتقالية، وفي سنة 2014 شارك في مونديال البرازيل ليقدم مستويات جيدة في الدور الأول ويومها خرج المنتخب الفرنسي أمام المنتخب الألماني صاحب اللقب.
في سنة 2015، اتّهم كريم بابتزاز زميله ماتيو فالبوينا بمطقع جنسي للحصول منه على الأموال، وما زالت القضية في أروقة المحاكم
كانت تلك الفترة هي الأفضل في مسيرة بنزيما ضمن ريال مدريد الذي كان يدربه حينها كارلو أنشيلوتي، قبل أن تتم إقالته عام 2015، وقدّم مستويات ممتازة وساههم في الكثير من الأهداف صانعاً مع رونالدو وغاريث بيل ثلاثية تاريخية ساهمت في فوز الريال في معظم البطولات، وقد صرّح أنشيلوتي بأنّ إنجازات الفريق لم تكن لتنجح من دون كريم، "ليس فقط لأنّه كان أحد أعضاء الفريق، بل لأنّه كان العضو الذي يجعل الباقين أفضل".
قضايا ابتزاز؟
في سنة 2015، اتّهم كريم بابتزاز زميله ماتيو فالبوينا بمطقع جنسي للحصول منه على الأموال، وما زالت القضية في أروقة المحاكم الفرنسية، ولم تنته فصولها حتّى اليوم، وبسببها في ذلك الوقت استبعد من المنتخب الفرنسي فلم يشارك في بطولة يورو 2016 ولا في كأس العالم 2018 الذي أحرز لقبه المنتخب الفرنسي، ورغم أنّ الأدلة لم تثبت على كريم تورطه، إلّا أنّه ظل خارج المنتخب.
ولم تكن هذه القضية هي الأولى التي يتورط فيها بنزيما، ففي سنة 2010 اتّهم هو وعدد من زملائه في المنتخب من بينهم فرانك ريبيري بإقامة علاقة جنسية مع قاصر، إلّا أن المحكمة وقتها أظهرت براءة كريم حيث "لم يكن على علم بعمرها الحقيقي" كما أظهرت التّحقيقات.
مدرب المنتخب الفرنسي، ديديه ديشامب صرّح بأنّ استبعاد بنزيما فنّي محض، وهو يريد أن يحافظ على مجموعة متجانسة من اللاعبين، إلّا أن الجهات الرّياضية الفرنسية رأت في الاستبعاد ما هو أبعد من الرياضة، وقد طالب زيدان في ذلك الوقت بإعادة كريم إلى المنتخب مصرحاً بأنّ منتخب الدّيوك يحتاج إلى كريم لأنّه الأفضل في مركزه. وكان اليمين الفرنسي يعتبر بنزيما عدواً للبلد ولهوية فرنسا، وتعرّض لسيل من الانتقادات بسبب عدم ترديده للنشيد الوطني الفرنسي في مباريات المنتخب، وكان تعليل كريم بأنّ النشيد الفرنسي يدعو إلى الحرب، في الإشارة إلى المقطع الذي يقول "فلتغرق الدّماء غير النّقيّة حقولنا".
قضية شائكة ومعقدة مثل هذه كانت كفيلة بأن تنهي مسيرة أيّ لاعب لما لها من تأثيرات على المستوى النّفسي، وفي حديث للكاتب الصحفي الفرنسي جيروم جيسيل المتخصص في الفضائح الجنسية التي تطال لاعبي كرة القدم، اعتبر بأنّ بنزيما لن يخرج من هذه الفضيحة من دون أضرار معنوية أو ماديّة، وهي أخطر بكثير من قضية الفتاة القاصر في 2010، إلّا أنّ كريم في ذلك موسم، قدّم أفضل أداء له وفاز مع الريال بدوري الأبطال وسجّل 24 هدفاً في 27 مباراة في الدوري الإسباني، وتلقى دعماً كبيراً من زملائه ومدربيه رافاييل بينيتيز وثم زين الدين زيدان.
المهاجم الجديد
تراوح أداء بنزيما بعد ذلك بين صعود وهبوط، لم تكن أرقامه التهديفيّة عالية، فتحوّل لعبه إلى وظائف أخرى كانت نمطاً جديداً للمهاجم الذي لا يكتفي بالتسجيل، بل يشارك في بناء اللعب وصناعة الفرص وفتح المساحات، هذه الجملة الأخيرة التي كانت دوماً مثار سخرية للجماهير التي لم تتعود على المهاجم سوى النّظر إلى أرقامه التهديفيه، وقد ارتضى بنزيما أن يكون داعمة للاعب آخر يسطّر أرقامه الفردية التاريخية في عالم الكرة، اللاعب الأوّل في نادي ريال مدريد وفي العالم في ذلك الوقت، كريستيانو رونالدو.
قال بنزيما لمورينيو مرّة: "لم يكن هناك لا قطط ولا كلاب ولا أيّ شيء من هذا القبيل، أنا شخص خجول ولكن إن حاولت السخرية منّي فسأخبرك برأيي فيك ولن أخاف"
أتقن بنزيما دوره في صناعة الفرص والأهداف له، ولو كان هناك تصنيف للاعبي الظّل، لكان هو أفضل لاعبي الظلّ في التّاريخ، فنصف المجد الكروي الذي حققه رونالدو لم يكن ليتمّ لولا مساعدة كريم، فقد كان وجوده في ظل رونالدو بمثابة تذويب لجهوده وقدراته في سبيل إنجاح لاعب آخر، كان بنزيما مثالاً للفداء، والفداء هنا بمعناه الكروي، هذا الفداء نفسه الذي جعله يقف يوماً ما خلف زملائه يصفقّ لهم، يفرح بإنجازاتهم وجوائزهم، الأمر الذي لا يفعله إلّا قلّة من اللاعبين.
ولعامين متتاليين، عادت الانتقادات لتنهال على أداء بنزيما، وطالب الجمهور ومعهم معلقو الكرة بإخراجه من الفريق، ولمّح كثير منهم إلى أنّ زيدان يفضّله بسبب تشاركه معه في أصوله الجزائرية، زيدان الذي صرّح بأنّ من يفهم كرة القدم الحقيقية، سيعجبه أداء كريم بنزيما، وهو الذي وصفه في أكثر من مناسبة "باللاعب الذي لا يمسّ".
خروج رونالدو
خرج رونالدو من ريال مدريد سنة 2018 منتقلاً إلى نادي يوفنتوس الإيطالي، صرّح كريم بعد رحيل رونالدو بأنّه الآن يقدر أن يلعب لعبه الحقيقي، كان التّصريح مثار سخرية، إلّا أنّ السنوات اللاحقة أثبتت صحّة قوله، فبعد أن خرج من عباءة رونالدو تفجّرت طاقاته المخبوءة، ولأربع سنوات متتالية كان يحمل الفريق على أكتافه، وحتّى أنّ الريال أصبح باهتاً في المباريات التي لا يشارك كريم فيها، فقد سجّل في أوّل موسم له من دون رونالدو 30 هدفاً مع 9 تمريرات حاسمة، وفي الموسم الثّاني 27 هدفاً مع 11 تمريرة حاسمة، وكان ثاني هدّافي الدوري الإسباني في هذين الموسمين بعد ليونيل ميسي، والثالث في موسم 2020 -2021 بعد تسجيله 30 هدفاً في مختلف المسابقات.
في غمرة تألقّه، أعيد استدعاؤه إلى المنتخب الفرنسي، بطلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
كان يمكن لرونالدو أن يبقى في ريال مدريد ويعتزل في صفوفه، ويظلّ كريم "العاهة" أو "الجلطة" كما كان يلقبّه جمهور الفريق، أو "عصفور السطح" كما لقّبه الشّوالي، ولا يأخذ هذه الفرصة ليثبت ما كان محجوباً قبل ذلك، بأنّ كرة القدم أكبر بكثير من مجرد أرقام وأهداف.
استمر بنزيما في تقديم مستويات عالية وأداء ممتع، صار النّجم الأول للفريق، في العام الماضي حقّق كل شيء يمكن أن يحققه لاعب كرة قدم، فاز بكل الألقاب الممكنة مع النادي، حقق لقب هداف الدوري الإسباني وهداف دوري الأبطال مسجلًا 44 هدفاً بالإضافة إلى 15 تمريرة حاسمة من 46 مباراة شارك فيها، وساهم في فوز فريقه بالبطولتين إضافة إلى السوبر الأوروبي.
وفي تصريح للاعب الإيطالي ولاعب ريال مدريد السّابق أنطونيو كاسانو لصحيفة "كالتشو ميركاتو" أكّد بأنّ بنزيما أفضل من كريستيانو رونالدو في مركز رأس الحربة مقارنة مع الظروف التي كانت مهيئة لرونالدو، وأضاف بأنّه لاعب فريد، وبعد كلّ ما قدّمه أضعه بين أفضل خمسة مهاجمين في التاريخ رفقة رونالدو الظاهرة وفان باستن وليفاندوفسكي وإبراهيموفيتش.
العودة إلى القيادة
في غمرة تألقّه، أعيد استدعاؤه إلى المنتخب الفرنسي، بطلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كما قيل، فشارك في بطولة يورو 2020 وسجّل أربعة أهداف من أصل سبعة سجّلها المنتخب، لكنها لم تكن كافية لمنعه من الخروج من الدور الثاني، لكن الأهم كان بالنسبة لكريم هو إعادة الإعتبار له، وإنصافه بعد الظلم الذي لحقه لسنوات عديدة. وفي العام السّابق استطاع قيادة فرنسا للفوز في بطولة دوري الأمم الأوروبية بعد تسجيله في النهائي ضد إسبانيا، ورغم أنّ البطولة ليست بأهمّية بطولة اليورو، إلّا أنّها مثّلت فوزاً معنوياً وإعادة اعتبار للمنتخب بعد خيبة اليورو.
أنصفت الكرة بنزيما بعد طول جفاء، واعترف بنجوميته وقيمته الجميع، ونفس من كان يهاجمه ويسخر من أدواره غير التّهديفية، أصبحوا يكيلون له المديح والثّناء، فقط لأنّه أخذ فرصته ليثبت أنّه أحد أفضل المهاجمين في تاريخ كرة القدم، وليثبت ما قاله زيدان يوماً بأنّ من يفهم كرة القدم سيحبّ بنزيما. وهو الذي قال عنه زميله في المنتخب أنطوان غريزمان: "كريم هو اللاعب الذي يحتاجه أي منتخب في كرة القدم".
أنصفت الكرة بنزيما بعد طول جفاء، واعترف بنجوميته وقيمته الجميع. أخذ فرصته وأثبت أنّه أحد أفضل المهاجمين في تاريخ كرة القدم، وكما يقول زيدان: من يفهم كرة القدم سيحبّ كريم
أصبح كريم بنزيما اللاعب الفرنسي الأكثر تسجيلاً للأهداف في التاريخ، وثاني هدافي الريال عبر تاريخه، ورابع هدافي دوري الأبطال، كل هذه الأرقام تقول إنّنا أمام لاعب استثنائي مرّ في عصرنا، وعلى مشارف الخامسة والثلاثين، السنّ الذي يذهب فيه المهاجمون إلى أندية ينهون فيها مسيرتهم، ها هو كريم يقدم أعظم المستويات مع أعظم نادٍ في العالم، ويقف ليستلم الكرة الذّهبية، وليصبح أفضل لاعب في العالم باعتراف الجميع، وأبرزهم ليونيل ميسي الفائز بسبع كرات ذهبية، الذ صرح بأنّه لا توجد شكوك حول أحقيّة فوز كريم هذه السنة.
للمرة الأولى منذ سنوات يكون الفائز محسوماً ولا يثير الجدل لفوزه بها، ففي السنوات السابقة كانت الآراء مختلفة حول أحقية الفوز بها، بين ميسي وفان دايك في 2019 وبين ميسي وليفاندوفسكي في 2021، والجدل الذي أثاره فوز لوكاس مودريتش بها سنة 2018، بينما اليوم لا يوجد رأي آخر، لا توجد سوى حقيقة واحدة، بنزيما أحرز الكرة الذهبية، ولن يضيعها، بل سيحتفظ بها وسيحفر اسمه في سجلّها، إلى الأبد.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...