شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"غرزة إرضاء الزوج" في السودان... تقطّب مهبلها لمضاعفة لذة رجُلها

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والنساء

الأربعاء 12 أكتوبر 202212:37 م

"غرزة إرضاء الزوج" هو عنوان فيديو قصير لطبيب نسائي يحذر من عملية يقدم عليها بعض الأطباء بعد الولادة الطبيعية بخياطة فتحة المهبل لتضييق المنطقة. وجاء التحذير لما يسببه التضييق من التهابات أو الآلام ربما تكون مستمرة لدى السيدة التي تقوم بهذه العملية لإرضاء زوجها بحيث يشعر بمتعة أكثر لدى حدوث العلاقة الجنسية.
تفاعلت بعض السيدات مع الفيديو، فهناك من تحدثن عن معاناتهن بعدما قام الطبيب بتضييق المهبل عقب الولادة دون علمهن، وبعضهن تحدثن عن حالات لسيدات طالبن الطبيب بإجراء التضييق المهبل إرضاءً للزوج، بل إن بعض الأزواج قام هو بنفسه بترتيب الأمر مع الطبيب. 

نوع آخر من ختان الكبيرات

تعد هذه العملية نوعاً آخر من أنواع الختان لكن يمكن تسميته بـ"ختان الكبيرات"، ولكن هذه المرة بعد الزواج والولادة، فإن كان الأهل في المرة الأولى يقومون بها دون علم الفتاة بأسبابها لصغر سنها فى ذلك الحين الذي لا يتخطى العاشرة من عمرها، ففي هذه العملية تكون السيدة بالغة تعلم ما تقدم عليه. 
هي عملية يقوم بها بعض الأطباء بعد الولادة الطبيعية بخياطة فتحة المهبل لتضييقها، وقد تتسبب بالتهابات وآلام ربما تكون مستمرة لدى السيدة التي تقوم بهذه العملية لإرضاء زوجها بحيث يشعر بمتعة أكثر لدى حدوث العلاقة الجنسية

جاءت هذه العادة من السودان، وهناك حالتان لتضييق المهبل، في المرة الأولى تقوم الفتيات المقبلات على الزواج بإجراء تلك العملية قبل شهر أو شهرين من الزواج ليتأكد الزوج من "عفتها" وأنها لم تمارس الجنس قبل الزواج، وفي الثانية تقوم السيدات بإجرائها تحت مسمى عمليات التجميل في حالة تكرار الولادات.
فى السودان تعلن العيادات عن تضييق المهبل بالليزر أيضاً على جلسات متتالية لمدة أسبوعين وتقدم خصومات تصل لـ25%، مؤكدة أنها تتم بواسطة اختصايين ليزر، ومشيرة إلى أن الليزر يحفز الكولاجين ويحدث التضييق ليصل إلى 10 سم من الخارج والشعور بالفارق خلال أسبوع. وبالإضافة إلى الجراحة والليزر هناك الـ"طبشيرة" و"بودرة العذراء" وعمليات تقوم بها القابلات كلها تسعى لهدف التضييق وزيادة لذة الرجل.

الـ"طبشيرة" وهي قطعة تباع بحوالى 4000 جنيه سوادني (7 دولارات) وتعمل على تضييق المنطقة، حيث يقول الباعة إنها تعود بالسيدة التي تستخدمها "كإنها عروس"، وكذلك هناك "بودرة العذراء" التي تباع بما يقارب 3500 جنيه سوداني (6 دولارات) لنفس الغرض، ويتم الترويج لها على أنها تقوم بتضييق المهبل من الداخل أيضاً وأن من تستخدمها تعود كالعروس وأنها تساعد في الرجوع إلى الرغبة الأولى.

إضافة إلى الجراحة والليزر هناك الـ"طبشيرة" و"بودرة العذراء" وعمليات تقوم بها القابلات كلها تسعى لهدف تضييق المهبل وزيادة لذة الرجل

قانونياً ليس هناك ما يجرم هذه العمليات على غرار عمليات تجريم ختان الصغيرات، ومعظم حملات التوعية التي تنظمها وزارة الصحة تتجه للتشجيع على الولادة الطبيعية، ولا تأخذ بالاعتبار ما يقوم به هؤلاء الأطباء داخل العيادات والمستشفيات.

وتسمى بعملية "العدل" في السودان

رصيف22 تحدثت مع بعض السودانيات ممن خضعن لهذه العملية التي تسمى "العدل" هناك وتعتبر شائعة جداً لاعتقاد أنها تمنح الزوج شعور العملية الجنسية للمرة الأولى.
تقول تحيه عبدالله (24 عاماً) وهو اسم مستعار إن "العدل" عادة قديمة تفعلها النساء بعد الولادة الطبيعية ومتعارف عليها كالختان، لكنها من جهتها ترفض تلك العملية. في حين تقول تسنيم الملك (30 عاماً) وهو اسم مستعار أيضاً إن العدل عملية بسيطة وليست بالصعوبة التي يتم تصويرها بها.
تمتلئ المجموعات والصفحات النسائية وصفحات الأطباء ومراكز الليزر بالعديد من النساء اللواتي يسألن عن العملية، مراسلة رصيف22 تواصلت مع بعض المراكز التي أفادت بوجود النوعين الجراحي والليزر.
بينما صرّحت احدى الطبيبات النسائيات لرصيف22، فضّلت عدم ذكر إسمها، إنها تعتبر "العدل" تشويهاً مثله مثل الختان، وأنها يجب أن تُمنع بحكم القانون، وأكدت أن السيدات يفعلنه بالخفاء والسر. 
تقدم المرأة على عملية "العدل"  لإرضاء الزوج من جهة ولخشيتها من أن يذهب إلى إمرأة غيرها من جهة أخرى، وهو منتشر بشدة بعد الولادات، وقبل الزواج الثاني للمطلقات والأرامل، وحتى قبل الزواج الأول

وأضافت أن الإقبال على هذه العملية لا يقتصر على الوالدات حديثاً، بل كذلك على المطلقات اللواتي يرغبن في الزواج للمرة الثانية، منوهة بخطورته على صحة النساء كونه يغلق المنطقة للدرجة التي تغطى بها فتحة البول وهو ما قد يتسبب بمشاكل لاحقة.

البعض يصفها بالفعل الوحشي

من جهتها تشير الإعلامية السودانية سلمى بابكر إلى وجود نوعين من الختان في السودان، الأول للطفلات وهو ما تم منعه وتجريمه من قبل القابلات "الدايات"، والثاني المتعارف عليه باسم "العدل" والمرأة تقدم عليه لإرضاء الزوج من جهة ولخشيتها من أن يذهب إلى إمرأة غيرها من جهة أخرى، وهو منتشر بشدة بعد الولادات، وقبل الزواج الثاني للمطلقات والأرامل، وحتى قبل الزواج الأول.

تقول: "الرجل السوداني يحب المرأة المختونة، والرجل يقوم بجلب الهدايا وبالأخص الذهب لزوجته في حال قامت بالعملية لاستمتاعه وكأنه يدخل عليها للمرة الأولى". وتروي أنها ذهبت لزيارة إحدى صديقاتها في أربعينها بعد الولادة فوجدتها تبكي من شدة الألم، لتكتشف أنها خضعت للعملية كي يهديها زوجها الذهب ولا ينفر منها".

الرجل السوداني يقوم بجلب الهدايا وبالأخص الذهب لزوجته في حال قامت بالعملية لاستمتاعه وكأنه يدخل عليها للمرة الأولى

تضيف: "لكن على النقيض هنالك حالات يرفض بها الرجال ختان الفتيات الصغيرات، أعرف عن طفلة قال والدها لزوجته إنه إذا قمتِ بختانها فسأسجنك أنت والداية".
وتلفت إلى أن عمليات العدل أو ختان الكبيرات في السودان تقوم بها الداية، الفرق برأيها هو أنها تكون بناء على طلب الأنثى وأنها تزيد ثقتها بنفسها، مؤكدة أنها لا ترى فيها إلا فعلاً وحشياً.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard
Popup Image