شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"أفظع جريمة" تُرتكب في فلسطين... هل قُتل أحمد أبو مرخية ومُثِّل بجثته لأنه مثلي؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والميم-عين

الجمعة 7 أكتوبر 202203:49 م

أقام أصدقاء الشاب الفلسطيني أحمد أبو مرخية في الداخل الفلسطيني حفل تأبين له، صباح الجمعة 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، في الملجأ الذي يقال إنه سكن فيه بعض الوقت قبل قتله بطريقة وحشية وقطع رأسه في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، في جريمة وُصفت بأنها "الأفظع في تاريخ فلسطين".

روايات متضاربة أُثيرت حول الجريمة التي لا توجد تفاصيل حاسمة بشأن ملابساتها عدا مقطع مصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر جثمان أبو مرخية مقطوع الرأس ملقىً في العراء، صوّره على ما يبدو القاتل ونشره قبل الاشتباه فيه والقبض عليه من قبل الأمن الفلسطيني.

وتناولت وسائل إعلام فلسطينية الجريمة على استحياء. ذكرت وكالة أنباء معاً أن "النيابة العامة والشرطة فتحا تحقيقاً لمعرفة ظروف مقتل الشاب أحمد حكم حمدي أبو مرخية (25 عاماً)" الذي "عثر عليه مقطوع الرأس وقد وضع رأسه إلى جوار جسده، في منطقة حي المحاور بمدينة الخليل".

وأكدت إلقاء القبض على مشتبه فيه بارتكاب الجريمة "كان قرب مكان وقوع الجريمة"، منوهةً بأن "أسباب الجريمة ما زالت غير معروفة".

من جهته، وصف المتحدث باسم الشرطة، التابعة للسلطة الفلسطينية، لؤي أرزيقات، الجريمة بأنها "نوع جديد من الجرائم في الأراضي الفلسطينية… جريمة مركبة من نوع جديد"، مناشداً عدم تداول الفيديو المروّع.

وشدد في تصريحات إذاعية على أن القاتل "طعن الجثة عدة طعنات، وفصل الرأس عن الجسد، والأخطر بث مقاطع مصورة للجريمة"، واصفاً إياها بأنها "أفظع جريمة" تعامل معها على الإطلاق.

ذبحه القاتل ثم طعن جثته مراراً وتكراراً وفصل رأسه عن جسده وصوّره ونشر الفيديو قبل القبض عليه… روايات متضاربة حول مقتل الشاب الفلسطيني أحمد أبو مرخية في الخليل، وعائلته تؤثِر "السلم الأهلي" وترفض "تجييش العواطف"

رواية إسرائيلية تصطدم برواية العائلة

في بيان بعد تداول فيديو مقتله، استنكرت عائلة أبو مرخيّة "الجريمة البشعة التي لم نرَ سابقةً لها" بحق ابنها "وهو في زيارة لأهله بالخليل من الأردن، مسقط رأس والده، على يد أحد أبناء عائلة أبو عيشة".

ولفتت العائلة إلى أنها قررت أن تحافظ على "السلم الأهلي" وتراعي حدود الشريعة الإسلامية"، في إشارة إلى "ضبط النفس" وعدم طلبها الثأر أو الخوض في معارك مع عائلة القاتل.

وفي تصريح لإذاعة "كرامة" المحلية، قال أحد وجهاء العائلة ويُدعى أيضاً أحمد أبو مرخية، إن ما لديهم من معلومات "صعب أنها تطلع على الإعلام"، مشدداً "هذا كلام لا يُخاض في الإعلام".

وناشد الرجلُ الفلسطينيين عدم تداول الفيديو الذي يوثق الجريمة لأن فيه "تجييش العواطف، وإحنا ما بدنا هادا الشي يكفينا اللي بيحصل من الاحتلال".

تتناقض الرواية التي لا تقدم تفاصيل واضحة مع رواية إسرائيلية أخرى، إذ أفادت مصادر إسرائيلية متعددة بأن الشاب المغدور كان لاجئاً في إسرائيل قبل نحو عامين إثر الكشف عن ميوله المثلية. ربما كان هذا سبباً وراء رفض أحد وجهاء عائلة أبو مرخية الحديث عن أي تفاصيل للجريمة بحجة أنها "لا يُخاض فيها بالإعلام".

وعبر فلسطينيون ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن غضب عارم حيال الجريمة الوحشية من دون التطرق إلى المزاعم حول الميول الجنسية لأبو مرخية.

وهناك أقاويل على الجانب الفلسطيني تزعم أن المغدور كانت تربطه علاقة صداقة بالقاتل، وسط تكهنات بأن إدمان المخدرات وراء الجريمة.

وفق الرواية الإسرائيلية، فإن مرخية هو "مواطن فلسطيني هرب إلى إسرائيل قبل نحو عامين بعد الكشف عن هويته الجنسية. وأقام في إسرائيل بشكل قانوني" و"قبل ساعات قليلة من قتله، غادر أحمد النزل الذي يقيم فيه بغوش دان قاصداً عمله".

ولم تتمكن مصادر فلسطينية أو إسرائيلية من معرفة كيف وصل الشاب المغدور إلى الخليل ليلة الحادث. لكن أصدقاء له يُرجحون أنه ربما "اختطف وأعيد قسراً" أو "استدرج" إلى هناك. ولم يتضح أيضاً إذا كان القاتل على علاقة سابقة بالضحية.

ريتا بيترينكو، مؤسِّسة منظمة "البيت المختلف" غير الربحية الهادفة إلى تمكين المثليين جنسياً العرب في إسرائيل، قالت لوسائل إعلام إسرائيلية إنها ساعدت في ترتيب أوراق اللجوء الخاصة بأبو مرخية الذي كان على وشك إعادة توطينه في كندا.

تُشير مصادر إسرائيلية متعددة إلى أن الشاب الفلسطيني لجأ إلى إسرائيل قبل عامين بعد الكشف عن ميوله المثلية وكان على وشك الهجرة إلى كندا. فلسطينيون كثر غاضبون من الجريمة لكنهم لا يتطرقون إلى المزاعم بشأن ميوله الجنسية

أكدت بيترينكو أن الشاب شارك بنشاط في مجموعات مناقشة خاصة يمجتمع الميم - عين، ووصفته بأنه كان "مجتهداً وذكياً"، وأعربت عن أسفها لأنه لم يُنقل إلى مكان آمن قبل أن تُنتزع منه حياته بوحشية، مردفةً "كان التالي في طابور الهجرة".

"إسرائيل غير آمنة" للمثليين الفلسطينيين

واعتبرت بيترينكو أن إسرائيل "ليست مكاناً آمناً" لطالبي اللجوء من المثليين الفلسطينيين، وأن "الحل الوحيد لمساعدتهم هو إعادة توطينهم في بلدان أخرى". وأضافت: "بغض النظر عن الوضع الاجتماعي والرفاه القائم في إسرائيل، ولسوء الحظ، أصبحت عملية إعادة توطين هؤلاء الأشخاص بطيئة للغاية في الآونة الأخيرة. يرجع ذلك أساساً إلى سياسة كندا، البلد الرئيسي الذي نعمل معه. لو ذهب إلى هناك، لكانت حياته قد أُنقذت".

وفق صحيفة تايمز أوف إسرائيل، يعيش قرابة 90 فلسطينياً من مجتمع الميم - عين حالياً في إسرائيل بانتظار اللجوء أو إعادة التوطين في بلد آخر إثر تعرضهم إلى "التمييز" و"العنف" في مجتمعهم الأصلي قبل الفرار منه.

اعتباراً من تموز/ يوليو 2022، أصبح غير ممكن السماح لطالبي اللجوء والحماية من مجتمع الميم - عين الفلسطيني بالإقامة في إسرائيل بدون عمل، عقب تعديل في قانون الإقامة الإسرائيلي.

فاقم ذلك معاناة أبو مرخية قبل مقتله، على حد قول بيترينكو، التي أكدت أنه "منذ تغيير القانون، كان أبو مرخية يبحث عن وظيفة قانونية مستقرة. لكنه تمكن فقط من العثور على وظائف منخفضة الأجر في مطاعم في حي سارونا بتل أبيب".

مع ذلك، شددت بترينكو على أنه لم يدخل أبو مرخية الضفة الغربية منذ لجوئه، خوفاً من أي عنف انتقامي من أسرته وسكان قريته، وأنه لم يخبر أي صديق بنيته دخول الضفة الغربية.

"نوع جديد من الجرائم في الأراضي الفلسطينية… جريمة مركبة"... غضب إثر مقتل الشاب الفلسطيني أحمد أبو مرخية والتمثيل بجثته، وسط أحاديث عن تكشّف ميوله المثلية، وطلبه الحماية في إسرائيل تمهيداً للهجرة إلى كندا

الجدير بالذكر أنّ إسرائيل تعتبر من أكثر الدول ترويجاً لنفسها على أنّها دولة "صديقة" للمثليين والمثليات وما يتعلّق بحقوق مجتمعات الميم، إذ تقدّم كلّ عام حملات عالميّة عديدة تسويقاً "للغسيل الوردي"، كما تنظّم "مسيرة فخر" سنويّة، يشارك فيها أشخاص مؤثرون من مختلف أنحاء العالم.

ويشير ناشطون فلسطينيّون إلى مصطلح "الغسيل الوردي"، كإدانة لدولة الاحتلال في استغلالها حركات مجتمع الميم لصرف النظر عن الاحتلال والانتهاكات المستمرّة لحقوق الإنسان التي تستخدم ضدّ الفلسطينيّين منذ سنوات طويلة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image