شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
هنا الشرقُ الأوسط

هنا الشرقُ الأوسط

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مجاز

الأربعاء 5 أكتوبر 202201:32 م

"ذلك الخطاط كتب ثلاثة خطوط؛ واحد قرأه هو وليس الغير، واحد قرأه هو والغير، واحد لا هو قرأه ولا الغير. أنا ذلك الخط الثالث". (شمس الدين التبريزي) — صفحة تحررها مريم حيدري 


1

أحياناً حتى الملائكة

تُصوّر أشياءَ عاديةً جداً:

بائعي الصحف

لماعي الأحذية

الصبيَّ الأفغاني

القطاراتِ

مظاهراتِ النساء

الأشجار

العصافير

القراميدَ القديمة

الأزقةَ الوحِلة

المتسوّلينَ المحترفين

الحرّاس

رجالَ الدين

القطط

وأنا!

هنا/ الشرق الأوسط/ نحن نتحدّث بلغةِ التاريخ/ ونشاهد في المنامِ أحلاماً تاريخيةً/ ثمّ/ بخناجرَ تاريخيةٍ/ نذبح بعضَنا بعضاً/ من الشامِ إلى الحجاز/ من الحجاز إلى بغداد/ من بغدادَ إلى القسطنطنية/ من القسطنطنية إلى إصفهان/ ومن إصفهانَ إلى بلْخ/ لا يحكم بلادَنا/ سوى الأموات/ هنا/ الشرق الأوسط

2

هنا

الشرق الأوسط

نحن نتحدّث بلغةِ التاريخ

ونشاهد في المنامِ أحلاماً تاريخيةً

ثمّ

بخناجرَ تاريخيةٍ

نذبح بعضَنا بعضاً

من الشامِ إلى الحجاز

من الحجاز إلى بغداد

من بغدادَ إلى القسطنطنية

من القسطنطنية إلى إصفهان

ومن إصفهانَ إلى بلْخ

لا يحكم بلادَنا

سوى الأموات.

هنا

الشرق الأوسط

وهذه المطيّةُ الهرمةُ التي تمرّ من بين دمائنا

هي التاريخ.

3

التمثال

أعَدّوا المنصةَ

والعمود

النحّاتون الذين يعملون في الخفاءِ

يشتغلونَ

خلفَ الأبوابِ المغلقة.

غداً

سيأتون بالرافعة

يضعون العمود على المنصة

والتمثالَ علينا.

العصافير أصدقاؤكِ
القطط لا تفرّ من صوتِ قدومِك
والصراصير
-إن شئتِ أنتِ-
تستلقي إلى جانب الأحذية
حيوانُ داخلِي قد هدأَ
بأيّ لغة تتحدّثين؟!

4

القطار الذي أخذكِ

بماذا يمكنه أن يعود؟

توازنُ العالمِ

في بعض الأحيان

مشدودٌ إلى شعرة واحدة

وسائقُ القطارِ

ليته يعرف ذلك!

5

العصافير أصدقاؤكِ

القطط لا تفرّ من صوتِ قدومِك

والصراصير

-إن شئتِ أنتِ-

تستلقي إلى جانب الأحذية

حيوانُ داخلِي قد هدأَ

بأيّ لغة تتحدّثين؟!


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image