تتنوع حركات الموضة من جيل إلى آخر، فلكل جيل موضته الخاصة، التي يتفرد أصحابها بنمط معين من السلوكيات التي تميزهم عن غيرهم، وعادةً ما يكونون على شكل جماعات تُطلق عليهم تسميات محددة يميزهم المجتمع بها.
في العهد العثماني، انتشرت كلمة "الأفندي" التي استُخدمت كلقب تشريفي معناه السيد، ووُظفت الكلمة لاحقاً في مخاطبة كبار الدولة وموظفيها. كان الأفندية يرتدون ملابس الفرنجة -أي الغرب- بالإضافة إلى الطربوش، متميزين بزيّهم هذا آنذاك عن الملابس الشعبية مثل العقال، و الچراوية -الشماغ-، والزبون -الصاية-، والعباءة.
بعد نشأة الدولة العراقية الحديثة -وفق اتفاقية سايكس بيكو- في عشرينيات القرن الماضي، كان هنالك تأثر واضح وملحوظ بالبيئة الغربية. ولكون العراق يرزح تحت الاحتلال البريطاني، فقد غيّر الملك فيصل الأول لباس الرأس من الطربوش إلى السيدارة، ولم يكن هذا التغيير في الموضة فحسب، بل هي إشارة واضحة إلى انتهاء حقبة وبدء حقبة جديدة.
راجت الأفندية بين الأوساط المجتمعية للدلالة على التميز، ولم تعد محصورةً في رجالات الدولة وموظفيها، لأنها كانت إشارةً إلى طبقة تتفرد بلباس خاص وشخصية معيّنة و"إتيكيت" محدد، حتى أن صحيفة التايمز اللندنية، نشرت في عددها الصادر في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 1933، مقالاً تحت عنوان "الأفندي مشكلة عراقية"، وذهبت إلى أن ظهور هذه الطبقة يهدد بمشكلة اجتماعية واقتصادية، إذ إن اتساعها يضرّ بالأعمال الحرة، واليدوية، والفنية، والميكانيكية، لأن الأفندي شخص متعلم يسكن المدن الكبرى ويأنف من تلك الأعمال، رغبةً منه في الوظائف الحكومية حتى تضمن له الوجاهة والمكانة الاجتماعية، في حين يقضي معظم الأفندية أوقاتهم في المقاهي يقرأون الصحف ويخوضون في السياسة، وكثيرون منهم يرتادون الملاهي والمسارح وبعضهم يغرقون في الدين. ولأن التعليم كان في اتساع والمدارس حينئذ بدأت تخرّج أعداداً متزايدةً من المتعلمين، صار اتجاه أغلبهم نحو الوظائف الحكومية منصرفين بذلك عن الأعمال الحرة واليدوية، الأمر الذي سبّب أضراراً اقتصاديةً، لكن ذلك لا يعني أن كل الأفندية على هذه الشاكلة.
ولرواج موضة الأفندية في ذلك الوقت، أطلقت المغنية الشهيرة زهور حسين، أغنيتها "الأفندي، الأفندي، عيوني الأفندي"، وحين أُسقطت الألقاب واختفى لقب الأفندي نهاية الخمسينيات، بقي العراقيون يستخدمونه للتندر، فحين يغيب أحدهم على سبيل المثال، يقال: الأفندي لم يحضر، وحين تُقدَّم أكلة لشخص ما ولا تعجبه، يقال: الأفندي لم يعجبه الأكل، وهكذا دواليك.
صحيفة التايمز اللندنية، نشرت في عددها الصادر في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 1933، مقالاً تحت عنوان "الأفندي مشكلة عراقية"
حسوني الأمريكي
مع نهاية الخمسينيات، ظهر شخص يُطلَق عليه "حسوني الأمريكي". كان حسوني يتجول في شوارع بغداد، ويرتدي قبعة كاوبوي وبِنْطال جينز أو البنطلون القصير (الشورت) والقمصان المزركشة (هاواي) وربطات العنق الملونة، والجَوارِب المخططة، ويلبس القلادة، ويضع كاميرا على صدره، ويقود كلباً للتنزه في الشوارع، وأحياناً يركب دراجةً هوائيةً، راطناً ببعض المفردات الإنكليزية.
هذا الشاب البغدادي هو حسون كاظم عيسى العبيدي، من منطقة الصليخ، وكان يعمل ممرضاً في مدينة الطب "المجيدية-الجمهوري" سابقاً. كان ينتقي ثيابه من أفخم المخازن وأكثرها شهرةً آنذاك، مثل "أورزدي باك" و"حسو إخوان"، وبسبب علاقته الوطيدة بالأطباء، فقد كانوا يحرصون على جلب الملابس الغربية له كهدايا حين يُبتعثون أو يسافرون إلى الخارج، كما أنه لم يكن يمتلك كلباً خاصاً به، فقد كان يستعير الكلاب من بيوت الأطباء الذين يعطونه كلابهم للتنزه بداعي العطف، وذلك السلوك لم يكن شائعاً حينها في بغداد.
يُعدّ حسوني الأمريكي ظاهرةً شعبيةً عراقيةً حاولت تقليد السينما الأمريكية بطريقة شكلية في اللباس والسلوكيات بعد ظهور التلفزيون العراقي في الستينيات. ولكونه حالةً مختلفةً وفريدةً في المجتمع العراقي، فقد كان الناس يتجمهرون حوله من باب الفضول أو ليطلقوا ضده التعليقات، إلا أنه لم يكن يعيرهم أي اهتمام، ولم يتصادم معهم فهو شخص مسالم ووديع بحسب ما يُنقل عنه.
كان حسوني سابقاً لعصره، ولذلك حاول بعض الشباب تقليده والسير على خطاه، إلا أنهم لم يفلحوا ولم تنتشر ظاهرة حسوني الأمريكي في الأوساط المجتمعية، لكنها تبقى إحدى أهم ثورات التمرد التي ضربت الموضة السائدة بعرض الحائط، حتى أن عالم الاجتماع المعروف الدكتور علي الوردي، دعا إلى ضرورة إدراك المغزى التاريخي الذي تنطوي عليه ظاهرة حسوني الأمريكي من خلال دراستها بعدّها حالةً استثنائيةً.
في السبعينيات: الخنافس
في نهاية الستينيات، ظهرت موجة من الشباب العراقي يُطلق عليهم لقب الخنافس، وهي تقليعة جديدة متأثرة بالفريق الموسيقي البريطاني الشهير "البيتلز"، أي الخنافس، وكان الشباب يطيلون أشعارهم ويجعلونها تتدلى على أكتافهم، ويرتدون قمصاناً ضيقةً مطلقين أزرارها لتظهر صدورهم شبه عارية، وبنطلونات عريضةً من الأسفل وضيقةً عند الخصر تُدعى "الشارلستون"، ويلفظها العراقيون بالدارجة "چارلس"، بالإضافة إلى الأحذية ذات الكعب.
يُعدّ حسوني الأمريكي ظاهرةً شعبيةً عراقيةً حاولت تقليد السينما الأمريكية بطريقة شكلية في اللباس والسلوكيات، وكان الناس يتجمهرون حوله ليطلقوا ضده التعليقات، إلا أنه لم يكن يعيرهم أي اهتمام
وانتشرت تلك الموضة بشكل واسع بين أوساط المراهقين والطلبة والمثقفين، حتى أنها سببت مشكلات اجتماعيةً وتربويةً آنذاك كون المجتمع لم يألفها، وعُدّت شيئاً دخيلاً من الثقافة الغربية، ويُذكر أن بعض الدول العربية كانت تشن حملات تفتيش من قبل رجال الأمن ضد مجاميع الخنافس، وبعض مراكز الشرطة كانت مخولةً بحلاقة أشعارهم، أما العراق في تلك الحقبة فكان يعيش حالةً من الرخاء الاجتماعي والسياسي، فانتقدها المجتمع ورفضها، لكن الظاهرة كانت آخذةً في الانتشار بين الشباب، ومما تجدر الإشارة إليه أن أغلب صور الشباب العراقي في الفترة الممتدة من نهاية الستينيات حتى منتصف الثمانينيات ظهروا فيها بموضة الخنافس.
الثمانينيات: البريكية
خلال منتصف ثمانينيات القرن الماضي، شاعت بين الشباب موضة جديدة هي تقليعة "البريكية"، وهي تسمية رمزية لرقصة "Breakdance" للمغني الأمريكي مايكل جاكسون، وانتشرت الرقصة بين الشباب، فكان بعضهم يؤدي حركاتٍ راقصةً بطريقة متميزة تختلف عن الرقص التقليدي، وكانوا يطيلون أشعارهم من الخلف "الذيل الطويل"، ويرتدون القمصان الحريرية المزركشة، وبنطلونات الجينز الفضفاضة، وأحياناً الملابس والأحذية الرياضية. ولعدم تقبّل المجتمع لهذه الظاهرة، فقد نُبذت وعُدّت حالةً شاذةً، وكان ينظر إلى شباب البريكية بدونية، وشاعت بين الناس نظرة نمطية بأن معظمهم مراهقون، وشباب عاطلون عن العمل، أو هاربون من الخدمة العسكرية، حتى أن بعض العوائل كانت ترفض تزويج بناتها للبريكية.
انحسرت البريكية نوعاً ما في فترة التسعينيات، نظراً لظروف الحصار الاقتصادي، حيث العوز والحرمان، فلم يكن بمقدور الشباب أن يشتروا الملابس، إلا أن بعضهم كان يحرص على الظهور بمظهر البريكي، مثل ارتداء الأحذية الروغان، والقمصان الحريرية، وإطالة أشعارهم من الخلف، وأحياناً يقصونها من الجوانب، أي ما يُسمّى "الحفر".
تأثرت مجاميع من المراهقين بشخصية كيكي، وقلدوه في اللباس، وتسريحة الشعر، والهدوء، والرقة، والإحساس، فصار العراقيون يصمونهم "بالكيكية"، ويتهمونهم بالميوع والمثليّة الجنسية
كما كان للبريكية أسلوب حياة متشابه نوعاً ما؛ لا بل خلقوا لغةً خاصةً بهم يستخدمونها للأحاديث المشفرة، على سبيل المثال: جملة (يعثيه ببه، ياصبين بنه، ييطرة بسه)، أي أن هناك نقطة تفتيش لرجال حزب البعث، فهم يحذفون الحرف الأول من كل كلمة، ويضيفون إلى كل كلمة في بدايتها حرف ياء، ثم يضعون الحرف المحذوف بين حرفي الباء والهاء في كلمة ملحقة، بعثية = يعثية ببه، صدام= يدام بصه، ولو كان الحرف الأول ياءً، يحذف هو والحرف الذي يليه وهناك تفصيلات وتعقيدات كثيرة في لغتهم المشفرة ولصعوبتها فقد شاعت بين البعض منهم، واندثرت بالطبع مع انتهاء حقبتهم، فضلاً عن تداولهم مفردات دارجةً من ابتكارهم مثل: "سولفها على الدبة، فر ويل وجر مناه، البتك مالي، نايب ضابط چوله، طكوه بالدهن" وغيرها من المفردات، ولتلك المفردات مضامين عميقة، ودلالات كثيرة.
التسعينيات: الكيكية
في منتصف التسعينيات، عُرض على شاشة تلفزيون الشباب، الذي كان يديره عدي صدام حسين، المسلسل المكسيكي "ماري إيلينا"، ولاقى المسلسل رواجاً كبيراً حينها بين الناس، وظهرت في المسلسل شخصية لشاب يدعى "كيكي"، أداها الممثل المكسيكي فرانك فالكون. كان كيكي في المسلسل فتى صغيراً ذا صوت ناعم ووجه خجول وشخصية حساسة ومرهفة تتأثر بأبسط الأشياء، وقد استغرب تلك الشخصية العراقيون حينها وتندروا عليها، وصاروا يصمون كل شاب رقيق أو جميل بكلمة "كيكي".
بعد فترة قصيرة، تأثرت مجاميع من المراهقين بشخصية كيكي، وقلدوه في اللباس، وتسريحة الشعر، والهدوء، والرقة، والإحساس، فصار العراقيون يصمونهم "بالكيكية"، ويتهمونهم بالميوع والمثليّة الجنسية، وعُدّت في حينها ظاهرةً منتشرةً بين أوساط الشباب، الذين يُنظر إليهم على أنهم الفئة المدلّلة، والعاطلة عن العمل، والتي لا تحمل أي مسؤولية في الحياة، وتعرّض الشباب الذين كانوا يوصمون بالكيكية لكمٍ هائل من النبذ والتنمر والإساءة.
انتهت حقبة الكيكية، وراجت بين الشباب موضة جديدة يُطلق عليها السبايكية، التيتتميّز بتسريحة شعرهم الغريبة آنذاك
الألفية الجديدة: السبايكية والإيمو
انتهت حقبة الكيكية، وراجت بين الشباب موضة جديدة يُطلق عليها السبايكية، والذي يميز السبايكية هو تسريحة الشعر التي يستخدمون فيها مستحضرات للشعر مثل "الواكس" و"الجل"، ليصففوا أشعارهم بطريقة خاصة لتكون كثيفةً ولامعةً، بالإضافة إلى ارتداء بناطيل جينز ضيقة تكون هابطةً تحت الخصر، وأحياناً البناطيل القصيرة (الشورت) التي تُسمى بالدارجة العراقية "البرمودا"، وارتداء القمصان الملونة والحلي والأكسسوارات، تماهياً مع آخر صرعات الموضة في محاولة من الشباب لتقليد مشاهير السينما والفن والرياضة.
تعرّض السبايكية أيضاً كغيرهم، للتنمر والانتقادات من قبل المجتمع العراقي، لكن بعد العام 2003، كان الوضع مختلفاً نوعاً ما، حيث الانفتاح على العالم من خلال الفضائيات، والإنترنت، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ما ألقى بظلاله على المجتمع وجعل من الصعوبة في مكان السيطرة على موضات الشباب.
ظهرت أيضاً بين أوساط المراهقين وطلاب المدارس والجامعات مجاميع يُطلق عليها "الإيمو"، وهي مشتقة من الكلمة الإنكليزية "Emotional"، والتي معناها حساس أو عاطفي أو مرهف، وانتشرت ظاهرة الإيمو بين شباب بغداد وفي بعض المدن العراقية، حيث كانوا يتميزون بارتداء الملابس السوداء؛ بناطيل جينز ضيقة، وقمصان مليئة بالشعارات والعبارات، بالإضافة إلى شعر أسود وطويل يقومون باسداله على أحد جوانب الوجه ليغطي إحدى العينين، كما يضعون القلائد في أعناقهم، والأساور في أجيادهم، والخواتم التي عليها نقش الجماجم في أصابعهم، ويتزيّن بعضهم بمساحيق التجميل، ومنهم من كان يضع الكحل في عينيه، ويستخدم بعضهم الوشوم، ولهم أيضاً موسيقى خاصة بهم، واستهوت تلك الموضة الأولاد والبنات من طلاب المدارس والجامعات.
انتشرت ظاهرة الإيمو بين شباب بغداد وفي بعض المدن العراقية، حيث كانوا يتميزون بارتداء الملابس السوداء؛ بناطيل جينز ضيقة، وقمصان مليئة بالشعارات والعبارات، ويُسدلون شعرهم على أحد جوانب الوجه
نُزُوع الشباب نحو تقليعة الإيمو، ليس هروباً من الواقع فحسب، بل محاولة منهم لتجربة أشياء مختلفة ومغايرة لما هو سائد في مجتمعاتهم وللتعبير عن أنفسهم بطريقة صارخة وفريدة، لكن ولشديد الأسف فقد تعرض بعض شباب الإيمو في فترة من الفترات للقتل على يد المليشيات الشيعية في بغداد، وكانوا يقتلونهم بـ"البلوكة"، وهي المفردة الدارجة باللهجة العراقية لكلمة الطوب التي تُستخدم في البناء، إذ أقدمت الميليشيات على تهشيم رؤوس بعض شباب الإيمو، عادّين إياهم مثليين ويجوز قتلهم، لذلك دبّ الرعب بين شباب الإيمو، وتوارى العشرات منهم وهرب الآخرون، حتى راجت في المجتمع العراقي في تلك الآونة عبارة "دير بالك لا تجيك بلوكة".
وأخيراً... العطوانيون
في السنوات الأخيرة، ظهرت مجاميع من الشباب يُطلق عليها "العطوانيون" نسبةً إلى شخص يصور الأعراس والمناسبات يُدعى زهير العطواني، كان قد نال شهرته من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فقد حققت مقاطعه التي ينشرها على حساباته نسب مشاهدات مرتفعة، كونه يعمد إلى إظهار الشباب في تلك المناسبات وهم يقومون بحركات غريبة ويرقصون على أنغام أغنيتهم الخاصة "دصورني يعطواني"، ومعظمهم من الفتية الصغار لم تتجاوز أعمارهم الـ18 عشر عاماً، يتميزون بقصات شعر مختلفة وغريبة وتملأ وجوههم مساحيق التجميل، بالإضافة إلى الألوان الفاقعة التي يرتدونها.
يتعرض العطوانيون لانتقادات لاذعة ولموجاتٍ من السخرية والتنمر تُشنّ عليهم من قبل العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي
تُعدّ مدينة الصدر، من أكبر الأحياء الشعبية الفقيرة في شرق العاصمة العراقية بغداد، وهي من أهم معاقل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وهناك عدد ليس بالقليل ممن ينتمون إلى ميليشيا جيش المهدي التي شاركت في الحرب الطائفية وفي القتال ضد الأمريكيين، الأمر الذي كبّدهم خسائر بشريةً فادحةً، وكانت لذلك آثار اقتصادية واجتماعية جمة، فقد نشأ جيل من الفتية الفاقدين آباءهم أو أخوتهم أو أفراداً من عوائلهم، بالإضافة إلى ضآلة فرص تعلمهم أو حصولهم على عمل، وربما تلك الظروف هي ما جعلهم يتمردون بتلك الطريقة الصارخة التي تعبّر عن مستوى إدراكهم.
هذا ويتعرض العطوانيون لانتقادات لاذعة ولموجاتٍ من السخرية والتنمر تُشنّ عليهم من قبل العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، كحالة من الاحتجاج والرفض الجمعي، لاتهامهم بتشويه الذائقة العامة فضلاً عن الأمور السيئة الأخرى التي تُلصق بهم.
هذا الاستعراض الموجز لأهم صرعات الموضة والتقليعات الجديدة بين أوساط الشباب العراقي، ربما يضعنا أمام حقيقة واضحة، وهي أن الأجيال تختار موضتها وطريقتها في التعبير عن نفسها، بصرف النظر عن انفعالات المجتمع وكيفية تعامله مع تلك الظواهر، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المجتمع العراقي ليس من المجتمعات المرنة في التعامل مع المتغيرات، لأن فئةً كبيرةً من المجتمع تزعم بأن التغيرات التي تطرأ على موضة الشباب، الغرض منها إفسادهم وزعزعة أساسات الدين والقيم والعادات والتقاليد لديهم.
ولذلك تأخذ التغيّرات وقتاً طويلاً، لكن الشباب دائماً ما تكون لهم كلمتهم، وأحياناً لا تملك الأجيال القديمة القدرة على المواجهة أو الحد من تلك الموضات الناشئة، ولو تذكر الأجداد أنهم كانوا خنافس، والأبناء بريكية، والأحفاد سبايكية، ربما يدركون أن لكل عصر صرعته الخاصة، وأن التغيير قادم لا محالة، سواء تقبلته المجتمعات أم لم تتقبله.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...