شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"النقد؟ -لا تسمعه الآذان... الأديب اليمني على شعثان لرصيف22

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الخميس 3 نوفمبر 202201:32 م

المثقف هو كيان مستقل وعضو في آنٍ واحد، ويُعدّ غياب المثقف اليمني في المشهد الثقافي أمراً في غاية الأهمية، إذ يعيش واقعه بكلّ وعي ودراية. فكان لنا لقاء صحافي خاص لرصيف22 مع الأديب والباحث اليمني علي شعثان، حدثنا فيه عن واقع المشهد الثقافي في اليمن.

علي شعثان باحث، وكاتب في القضايا المعاصرة. نشأ في أسرة ريفية في محافظة باليمن، وتلقى تعليمه فيها. حصل على البكالوريوس في اللغة الإنكليزية من كلية التربية بجامعة عمران، بالإضافة إلى الدبلوم المتوسط في علوم الحاسوب من المعهد العالي لإعداد وتأهيل المعلمين أثناء الخدمة. وكذلك يحمل الدبلوم المهني في الصحافة بصفة باحث وكاتب، وقد أخذ بعض الدورات التأهيلية لعلّ أهمها يتمثل في: دورة المهارات الإدارية وحل المنازعات والمبادرات الذاتية. كما أنه شارك في العديد من الأنشطة المحلية مساهماً بمجموعة كبيرة من المقالات الفكرية والدراسات البحثية جلّها مُحكّمة ومنشورة على المستوى اليمني والعربي والدولي (ورقيّاً عبر المطبوعات، وإلكترونيّاً عبر المواقع).

بداياته في الصحافة المدرسية منذ المرحلة الإعدادية في السلّم التعليمي باليمن، متدرّجاً في الاكتساب المهني حول العمل الصحافي، فعمل فيها رسميّاً بداية من عام 1999، ليستمر في النشاط، ويحصل عام 2009 على ترخيص من وزارة الإعلام يسمح له بطباعة ونشر صحيفة "العُلا" التي تُوزّع على نطاق الجمهورية اليمنية ككل، فهو رئيس تحرير هذه الصحيفة، ورئيس منتدى العُلا للدراسات. بيد أن الكتابة والنشاط البحثي هما شغله الشاغل ومتنفسه الذهني. وهذا ليس بغريب عليه، لأنه يمتلك العديد من الإمكانيات والأدوات، ويتحكم بالسطور والكلمات باحترافية. ولقد تجاوز العديد من الصعاب بأسلوبه المميز.

قدم كتاباً إلى أروقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن تحت عنوان "رؤى بنّاءة "، وله قيد التأليف: "خلفيات الخلاف-دراسات وأبحاث منشورة حول مؤثرات وتصوّرات وتوقعات الأحداث اليمنية"، وكذلك "وعي الاختلاف وأثره في كبس بؤر الخلاف".

"يواجه المثقف اليمني في بلاد المهجر جملة من الهموم والأشجان؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر، يواجه معاناة الاغتراب، في حين أن هموم الحياة المعيشية هي الشغل الشاغل له، بالإضافة إلى مواجهة المتاعب القانونية التي تُتّخذ نحوه من قبل الدولة التي هو ضيفٌ على أراضيها"... علي شعثان في حديث لرصيف22

يتحدث الباحث اليمني على شعثان عن وضع المثقف اليمني لرصيف22 قائلاً: "ليس من نافلة القول، بل من حقيقة الأمر أن وضع المثقف اليمني في الوقت الراهن جراء الأحداث هو الأشد تعرّضاً للمصاعب، والأكثر ابتزازاً من حيث الحقوق الممنوحة قانونيّاً، والمُتعارف عليها إنسانيّاً بمفاد أن وضع المثقف اليمني غير مُهيّأ للإبداع المُستحسن".

وفي سياق حديثه عن المعاناة والهموم التي تواجه المثقف اليمني في المهجر يقول: "يواجه المثقف اليمني في بلاد المهجر جملة من الهموم والأشجان؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر، يواجه معاناة الاغتراب، والبعد عن الأهل والأصحاب، في حين أن هموم الحياة المعيشية هي الشغل الشاغل له، بالإضافة إلى مواجهة المتاعب القانونية التي -إن صح التعبير- تُتّخذ نحوه من قبل الدولة التي هو ضيفٌ على أراضيها. بإشارة إلى أن دَور مفوضية شؤون اللاجئين يعدّ روتينِيّاً، فهي مُغلقة الأبواب حالياَ في الأردن بالنسبة للجدد".

وعندما سألناه عن الأمنيات التي يتمناها على المستوى الثقافي في اليمن، أجاب: "بالنسبة للسؤال يُفاد إن (وما نيل المطالب بالتمني ولكن تُؤخذ الدنيا غِلاباً)، بحيث نتمنى على الإخوة المثقفين أن ينسّقوا نشاطهم نحو السلام، ورأب الصدع الحاصل في بنية النسيج اليمني، والعمل على لملمة الجراح، كما أتمنى على الأطراف أن تتيح ذلك".

لن يتوقف نبض الكتابة طالما يتحلى الكتّاب بما يوجد لديهم من مطامح وهِمم

ويدقق متحدثاً أكثر في هذا السياق عن حالة المشهد الثقافي في اليمن في الوقت الراهن، بالمقارنة على ما كان عليه في السابق، فيقول: "يُفاد أن العملية الثقافية ومخرجاتها الإيجابية شبه غائبة عن الإبداع الفني، ومتشعبة الأفكار الفلسفية، بسبب الأحداث ومراميها على مستوى الساحة اليمنية ككل، وليس على مستوى جهة بعينها. وبهذا الوصف وهذا التشخيص، لا يُمكن أن يُصنف المشهد الثقافي اليمني حالياً أنه فوق منتصف، إن لم يكن رُبع خط الإبداع وعلى خانة التميّز الإيجابي.

بمعنى إن المشهد غائم الملامح الجمالية والإنتاجية كُلّيّاً، ويحتاج إلى تصويب ورعاية متجانسة للثقافة في حدِّ ذاتها، ومن ينتمي إليها من حيث التخصص والعمل. فقبل أحداث عام 2011 على سبيل المثال، كانت هناك الجوائز التشجيعية للمجال الثقافي بما يحتوي من أدب وفنون وشعر وقصة ومسرح ودراما، إلخ. كانت جائزة رئيس الجمهورية للشباب، وجائزة السعيد للثقافة والفنون والآداب وجائزة العفيف غير المُعلن عنها -إن لم تخنني المعرفة التامة حولها-، في حين أنه كانت تصدر العديد من المطبوعات الثقافية والأدبية والفنية كالصحف والمجلات والدوريات بعضها -إن لم نقل أغلبها- محترفة التخصص المتصل بعملية وصف المنشورات".

إضافة إلى ذلك قال: "في عام 2004 تمّ اختيار صنعاء عاصمة للثقافة العربية، خلاله عُرضت المحتويات الرائعة للفن والأدب والآثار اليمنية، وهذا التلميح ليس تمجيداً للسابق، بقدر ما هو مقارنة تشخيصية للمشهد الثقافي كيف كان، وكيف هو عليه الآن".

"مدى التأثير النقدي للسلبيات، خصوصاً لدى الدول العربية، غير مؤثّر إيجابيّاً لغياب ثقافة التقبّل المصحوبة بحقيقة افتقاد نقد الذات"

وعندما سألناه عن مدى تأثير النقد لأية سلبيات في المجتمع، أجاب: "مدى التأثير النقدي للسلبيات، خصوصاً لدى الدول العربية، غير مؤثّر إيجابيّاً لغياب ثقافة التقبّل المصحوبة بحقيقة افتقاد نقد الذات. وما يتم تشخيصه لا يتلقّى آذاناً مُصغية، باستثناء النزر اليسير من أصحاب الوعي، كنُخبة مُجتمعية؛ إذ تواجه الصحافة الورقية أزمةَ وجودٍ على مستوى العالم. كثير من الصحف قررت إيقاف طباعة النسخ الورقية، والاتجاه نحو المواقع الإلكترونية".

وأخبرنا بأن العوامل والاسباب التي أدّت إلى ذلك هي كالتالي: "الانتشار المتسارع للأجهزة الإلكترونية والهواتف المحمولة بمختلف علاماتها التجارية ومميزاتها الخدمية، منها خدمة الصحافة الإلكترونية. بالإضافة إلى تراجع دور القائمين على صدور الصحف الورقية، كما ويضاف أيضاً ارتفاع تكاليف الطباعة على خلاف تكاليف النشر الإلكتروني".

يرى علي شعثان الأمل بنهضة الصحافة الورقية من جديد وفق الاحتياج اللازم لعمل ما يُسمّى بـ"دراسة الجدوى" من حيث تقديم المميزات والمزايا، والتي في حقيقتها يجب أن تكون منافسة للصحافة الإلكترونية إن لم تتغلب عليها.

وعندما سألناه: هل تحيا الكتابة في قلب الكاتب وهل نبضها يتوقف يوماً؟ قال: "الكتابة تحيا بوجود المطامح والهمم لدى الكاتب ذاته، ولن يتوقف نبضها طالما هو يتحلى بما يوجد لديه من مطامح وهِمم".

وختم علي شعثان حديثه لنا داعياً النُّخب الواعية بمختلف مصنفاتها الفكرية والثقافية إلى وحدة الجهود، وعلى كافة الأصّعدة لمعالجة ما تعانيه البشرية من جفاف قيمي وما نراه من غياب الأخلاق الحميدة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard