أعلنت السلطات الصومالية، مساء الأحد 2 تشرين الأول/ أكتوبر، تصفية قيادي بارز يُعدّ أحد مؤسسي حركة الشباب الإرهابية المتشددة وزعيمها المحتمل في إطار ما تصفه وسائل الإعلام المحلية بـ"الحرب على ‘الشباب‘".
وتحارب الحركة المتشددة الحكومة الفيدرالية المدعومة من الغرب والمجتمع الدولي منذ سنوات للإطاحة بذريعة تطبيق تفسيرها للشريعة الإسلامية. ونفّذت عمليات إرهابية دامية قتلت عشرات الآلاف.
وأفادت وزارة الإعلام بالحكومة الفيدرالية الصومالية، في بيان، بأن عبد الله نذير، الذي كان خليفةً مرتقباً لأحمد ديريه، زعيم الحركة الذي يعاني من مرض شديد قُتل السبت في عملية عسكرية في منطقة "حرمك" بمحافظة جوبا الوسطى (جنوب البلاد). ووصفته بأنه كان "المدعي العام لحركة الشباب".
ما أهمية العملية؟
واعتبر البيان أنه بمقتله "أُزيلت شوكة عن الأمة الصومالية"، وأعرب عن الامتنان "للشعب الصومالي والأصدقاء الدوليين الذين ساهم تعاونهم في مقتل هذا الزعيم الذي كان عدواً للأمة الصومالية". ولم يحدد البيان من هم الشركاء الدوليون الذين شاركوا في العملية التي قتلت نذير.
بمقتله "أُزيلت شوكة عن الأمة الصومالية"… الصومال يُعلن تصفية "الزعيم المرتقب" لحركة الشباب الإرهابية عبد الله نذير، في إطار معاركها الواسعة التي تستهدف القضاء على الحركة وسط البلاد وجنوبها
وذكر البيان: "القتيل كان الشخصية البارزة في التنظيم المتشدد، وأحد المطلوبين لدى القوات الوطنية، والقوات الصديقة، وتولى مسبقاً عدة ملفات من بينها مسؤول المالية وعضو مجلس الشورى لدى الإرهابيين".
وأردفت بأن "مقتل هذا العضو المتطرف ضربة قاصمة الظهر ضد فلول مليشيات الشباب الذين يحتضرون أمام الجيش الباسل، والثورة الشعبية التي انطلقت من وسط البلاد وجنوبها، والهادفة لاستئصال المتشددين".
من جانبه، قال وزير الدفاع في الحكومة الفيدرالية الصومالية، عبدالقادر محمد نور، إن مقتل نذير "يُعد بداية الثأر للشهداء الذين راحوا ضحية الهجمات الإرهابية"، موضحاً عبر حسابه في فيسبوك أن نذير كان "مسؤول القضايا سابقاً ومسؤول الجبهات ومنسق أنشطة الميليشيات حالياً".
منذ تأسيسها مطلع عام 2004، شنّت الحركة الموالية لـ"القاعدة" عشرات العمليات التفجيرية والانتحارية على مواقع حكومية وأمنية ومدنية، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات آلاف الصوماليين، للإطاحة بالحكومة وفرض تطبيق تفسيرها للشريعة الإسلامية
أين وصلت المعارك؟
ومنذ تأسيسها مطلع عام 2004، شنّت الحركة التي تتبع فكرياً تنظيم "القاعدة" الإرهابي عشرات العمليات التفجيرية والاعتداءات الانتحارية على مواقع حكومية وأمنية ومدنية في مختلف أنحاء الصومال، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات آلاف الصوماليين.
ولم تتوقف الهجمات الإرهابية للحركة عقب طردها من العاصمة مقديشو في عام 2011، وخسارتها القسم الأكبر من معاقل سيطرتها. ساهم في ذلك احتفاظها بالسيطرة على مناطق ريفية واسعة وتمويلها الضخم الذي يُقدر أحياناً بأضعاف.
وزادت وتيرة هجمات "الشباب" ضد الحكومة الفيدرالية المدعومة من المجتمع الدولي، إثر انتخاب حسن شيخ محمود رئيساً للصومال في أيار/ مايو 2022، لا سيّما بعد تعهده " شن حرب شاملة" للقضاء على الحركة التي انشغل سلفه بالخلافات مع خصومه السياسيين عنها على مدار ثلاث سنوات.
وتأتي المعارك في وقت يُعاني البلد الأفريقي الفقير وضعاً مأسوياً إذ إنه مهدد بالمجاعة إثر أسوأ موجة جفاف يمر بها منذ أربعة عقود.
زادت وتيرة هجمات "الشباب" ضد الحكومة الفيدرالية إثر انتخاب حسن شيخ محمود رئيساً للصومال في أيار/ مايو 2022. وهو الذي تعهد " شن حرب شاملة" للقضاء على الحركة التي انشغل سلفه بالخلافات مع خصومه السياسيين عن مواجهتها
ومنذ أسابيع تنفّذ القوات العسكرية الصومالية، بالتعاون مع ميليشيات عشائرية مسلحة والقوات الأمريكية وطائرات بدون طيار تركية وبعثة حفظ سلام تابعة للاتحاد الأفريقي، عملية واسعة ضد مقاتلي "الشباب" في عدة مناطق في الصومال، وخاصةً في جنوب ووسط البلاد للقضاء على الحركة والثأر لمقتل العشرات من العسكريين والمدنيين في عمليات إرهابية خلال الشهرين الأخيرين.
برغم تأكيد الحكومة الصومالية المستمر على تحقيقها مكاسب متتالية في المعارك ضد الحركة الجهادية، فإن "الشباب" واصلت تنفيذ غارات دامية، آخرها غارتان يوم الجمعة 30 أيلول/ سبتمبر 2022، أسفرتا عن مقتل 16 شخصاً على الأقل.
وعقب نجاح القوات الوطنية، بمساعدة الشركاء الدوليين، في طرد قوات الحركة من المدن الرئيسية، أعلنت السلطات الصومالية أخيراً استعدادها لشن عملية عسكرية موسعة لإنهاء وجود "فلول الحركة" في ولاية جوبالاند (جنوب غربي البلاد) وتحرير المناطق التابعة للولاية من قبضة الحركة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ 14 ساعةأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ 20 ساعةحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ يومينمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 4 أيامtester.whitebeard@gmail.com