"عندما هتف الإيرانييون صباح السبت في نيوزيلندا، باسم مهسا أميني، وشعار (المرأة، الحياة، الحرية)، كان الآف من الإيرانيين في تورنتو ولوس أنجلوس يعدون اللحظات لشروق شمس يوم السبت، بينما كان يردد عشرات الآلاف شعارات ضد الجمهورية الإسلامية في لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وفانكوفر، وفي سيدني وطوكيو كان قد حلّ يوم الأحد".
هكذا وصف الصحافي الإيراني في واشنطن أمير پیام، أجواءَ العالم في يوم السبت الماضي، الأول من تشرين الأول/أكتوبر، والذي كان موعداً لانطلاق المسيرات الاحتجاجية الخاصة بالجاليات الإيرانية في 150 مدينة حول العالم، جابت الشوارع والساحات العامة دعماً للحركة الاحتجاجية المتواصلة منذ 15 يوماً في إيران، خلف مقتل مهسا أميني في مقر شرطة الحجاب.
ورفع المتظاهرون لافتات بالفارسية واللغات الرسمية في تلك البلدان منها: "مهسا أميني"، "الموت للديكتاتور"، "الموت لخامنئي"، "المرأة، الحياة، الحرية"، ورددوا شعاراتٍ في دعم النضال المستمر في شوارع إيران من أجل الحرية.
وقدّرت شرطة تورتنو عن مشاركة 50 ألف نسمة في مظاهرات الإيرانيين بهذه المدينة الكندية، كما حضر الكثير من النجوم والمشاهير الذين يعيشون في المنفى هذه المسيراتِ المنددة بالنظام الإسلامي في طهران.
5 ملايين إيراني حول العالم
وجاءت هذه المسيرات في عدة دول منها أستراليا وكندا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والدنمارك وجورجيا وتركيا واليابان، بدعوة من الكاتب حامد إسماعيليون، المقيم في كندا، والذي تحول إلى معارض بعد أن فقد زوجته وابنته في عملية تحطيم الطائرة المدنية الأوكرانية بصواريخ الحرس الثوري عام 2020.
رفع المتظاهرون لافتات بالفارسية واللغات الرسمية في تلك البلدان منها: "مهسا أميني"، "الموت للديكتاتور"، "الموت لخامنئي"، "المرأة، الحياة، الحرية"، ورددوا شعاراتٍ في دعم النضال المستمر في شوارع إيران من أجل الحرية
واعتبر بعض المراقبين للشأن الإيراني أن هذه المظاهرات الموحدة في التوقيت والشعارات، أنهت التشتت والتفرقة التي كانت تعاني منها الجالية الإيرانية على مدى سنوات، هي التي يقدّر عددها بنحو 5 ملايين نسمة في أنحاء العالم.
كما نظمت الحركة النسوية وبعض المنظمات المدنية في تونس، وقفةً احتجاجية أمام السفارة الإيرانية للدفاع عن حقوق المرأة في إيران.
احتجاجات طلابية ومدن داخلية تنضم
أما في الداخل الإيراني فقد تظاهر الطلاب في ما يقارب 110 جامعة ومركز تعليمي أنحاد البلاد، في ظل إضرابهم العام من التعليم إلى أن يتم إطلاق سراح الطلاب الذين تم اعتقالهم في الأيام الأخيرة.
جامعة الزهراء النسائية أيضاً نظمت وقفة احتجاجية على فرض الحجاب والتنديد باعتقال الطالبات خلال موجة الاعتقالات التي طالت الكثير من المتظاهرين والناشطين الاجتماعيين والصحافیین والمؤثرين علی منصات التواصل والفنانين والرياضيين.
تطلق الحكومة تسمية "المشاغبين" على المتظاهرين.
وشهدت شوارع العاصمة اجتماعات في مختلف المناطق منذ النهار، خلافاً للمظاهرات في الأيام الماضية التي كانت مسائية، وحدث ذلك في ظل فرض أجواء أمنية مشددة من قبل شرطة مكافحة الشغب وقوات الحرس الثوري وعناصر الاستخبارات.
في شرق البلاد احتضنت مدينة مشهد الشيعية وزاهدان السنية، المتظاهرين المطالبين بحقوقهم، وفي شمال غربي البلاد نظم بعض أهالي مدينة تبريز وزنجان مظاهراتٍ ضد الحجاب. أما في وسط إيران فكانت محافظات إصفهان وكرمان ويزد، وفي الجنوب مدينة شيراز، وفي الجنوب الغربي مدينة الأهواز، إضافة إلى المدن الكردية في محافظتي سنندج وكِرمانشاه الكرديتين، ساحاتٍ للمتظاهرين.
ونشر قائد الحركة الخضراء في احتجاجات عام 2009 مير حسين موسوي، الذي يخضع للإقامة الجبرية في طهران منذ ذلك الوقت، بياناً في تأييد احتجاجات الحجاب التي طالت النظام برمته، وطالب القوات المسلحة أن تقف إلى جانب الشعب وتكف عن قمع المتظاهرين.
اجتماعات مغلقة داخل النظام
عقد رؤساء السلطات الثلاث يوم أمس الأول من تشرين الأول/أكتوبر اجتماعاً في مقر رئاسة الجمهورية حول آخر التطورات في البلاد، وأكدوا على تقديرهم لجهود المؤسسات الأمنية في مكافحة الشغب، فتطلق الحكومة تسمية "المشاغبين" على المتظاهرين.
كما أقام البرلمان الإيراني جلسةً مغلقة بحضور وزير الداخلية وقائد شرطة البلاد، لبحث الأوضاع الراهنة، حيث أكد كلٌّ من الوزير أحمد وحيدي واللواء حسين أَشتَري على أن الاحتجاجات كانت منسقة من قبل أعداء إيران، خاصة أمريكا وإسرائيل، وأن المتظاهرين كانوا تحت الإلقاءات المنشورة في إنستغرام ومنصات التواصل الاجتماعي.
توعز السلطات الإيرانية الاحتجاجاتِ الأخيرة إلى نشاط الأحزاب الكردية المعارضة والتي تصفها طهران بالإرهابية، وتتهمها بإشعال الفوضى والعنف داخل البلاد، ذلك أن الشابة مهسا أميني تنحدر من أصول كردية، وكانت تعيش مع أسرتها في مدينة سَقّز بمحافظة كردستان الإيرانية غربي البلاد، وكانت في رحلة سياحية في العاصمة طهران حين تم توقيفها وفق قانون حجاب المرأة بسبب "ملابسها السئية"، بينما أظهرت مقاطع فيديو الشرطة أن حجابها كان وفق عرف البلاد.
توعز السلطات الإيرانية الاحتجاجاتِ الأخيرة إلى نشاط الأحزاب الكردية المعارضة والتي تصفها طهران بالإرهابية، وتتهمها بإشعال الفوضى والعنف داخل البلاد
من جانب آخر أعلن محامي أسرة مهسا أميني، صالح نيكبَخْت، أن عائلة الفتاة تطالب بتشكيل لجنةٍ مستقلة لتقصي الحقائق تتضمن 3 إلى 5 أطباء موثوقين لدى أفراد العائلة كي يتم تشخيص أسباب وفاة مهسا.
وكشف المحامي عن تأكد الأسرة من خلال الشواهد المتقنة التي حصلوا عليها بأن عناصر شرطة الحجاب التي أوقفت مهسا في طهران كانت مجهزة بكاميرات مراقبة، وهي رواية تختلف تماماً عن تصريحات قائد شرطة طهران الذي نفى وجود الكاميرات لدى عناصر دورية الحجاب التي اعتقلت الشابة.
وبينما تمضي الحكومة في قمع المظاهرات بكل الوسائل المتاحة كالاعتقلات الواسعة وقتل وجرح المحتجين وقطع الإنترنت، ومنع وسائل الإعلام المحلية والدولية من تغطية الأحداث، ورفع صوتها عبر منابرها الإعلامية ضد المتظاهرين، ووصفهم بالمرتزقة والانفصالييين والمشاغبين، وسط صمت الكثير من رجال الدين والسياسة، يحذر معظم المراقبين والأكاديميين في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا وصحافيون مستقلون من بطش الحكومة وضرورة الإنصات إلى مطالب الشارع.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.